البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

ماذا تفعل في الحالات الآتية؟

العربية

المؤلف سلطان بن عبد الله العمري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. الاهتداء بالشرع في التعامل مع مستجِدّات المسائل .
  2. مسألة متعلقة بالصلاة .
  3. مسائل تتعلق بالزواج والأسرة .
  4. مسائل تتعلق بالدعوة والتربية .
  5. مسائل تتعلق بالمجتمع .
  6. مسألة تتعلق باتخاذ القرار في أمر ما .

اقتباس

في حياتك تحصل لك أمور قد تتردد في فعلها وتركها، وقد تجهل الموقف الشرعي في التعامل معها، فيا ترى؛ ماذا تفعل حينها؟ الجواب: أن تنظر للشريعة وما أرشدتك له، ثم تفعل ذلك، قال -تعالى-: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام:38].

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من أرشدنا للعلم والتعلم في كل شؤون الحياة.

أما بعد: أخي الحبيب، في حياتك تحصل لك أمور قد تتردد في فعلها وتركها، وقد تجهل الموقف الشرعي في التعامل معها، فيا ترى؛ ماذا تفعل حينها؟ الجواب: أن تنظر للشريعة وما أرشدتك له، ثم تفعل ذلك، قال -تعالى-: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام:38].

والشرعُ ميزانِ الأمور كلها

وشاهدٌ لفرعها وأصلها

ونحن هنا نتدارس بعض المسائل التي تحصل لنا في حياتنا؛ لنرى ماذا أرشدتنا الشريعة له.

الحالة الأولى: حينما تسمع الأذان؛ فماذا تفعل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة" رواه مسلم.

ثم بادر إلى الوضوء، ثم إلى المسجد، ولا تكن ممن يستجيب لوساوس الشيطان فيتأخر عن الصلاة بسبب أشغال دنيوية.

أيها الموفق: كن سباقاً إلى بيوت الله، وتذكر قول الرب: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) [الواقعة:10-11]، وتذكر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه، ومنهم: "ورجل قلبه معلق بالمساجد".

الحالة الثانية: حينما يتقدم أحد لابنتك؛ فمن تختار؟ جاءت الوصية النبوية: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي بسند صحيح.

يا ولي الأمر، لقد جالستُ القضاة والحكماء، وكلهم أجمعوا على أن سوء اختيار الزوج هو أكبر سبب للطلاق الذي عم وانتشر؛ فلا تجعل ابنتك ضحيةً للطلاق حينما ترمي بها عند ذلك الرجل الذي لا يتقي الله.

كن متأنياً جداً في قبول ذلك الزوج، واسأل عن دينه وعن خلقه وعن تفاصيل حياته حتى تكون راضياً عن قدرته على رعاية ابنتك.

الحالة الثالثة: أخي الشاب، إذا كنت عازما على الزواج؛ فمن تختار؟ هل ستكون تلك الفتاة الجميلة هي غاية قصدك؟ أم هل تكون المرأة الموظفة هي محط أهدافك؟ أم هل أنت ممن يبحث عن المرأة التي تتقلب في رياض الدين والأخلاق؟ خذ هذه الوصية النبوية: "فاظفر بذات الدين؛ تربت يداك" رواه مسلم.

إن المرأة التي نشأت في بيت الأدب والحياء والأخلاق هي خير متاع في هذه الحياة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" رواه مسلم.

الحالة الرابعة: عندما تنتشر الشائعات والأخبار؛ فعليك بالتأني والتثبت. قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات:6]، وفي الحديث الصحيح: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع!" رواه مسلم.

وفي زمننا انتشرت الشائعات عن الأشخاص والمؤسسات، وخاصةً مع أجهزة التواصل كالفيس وتويتر والواتس، فهذا ينسخ وهذا يرسل، بلا تثبت ولا تأنّ، وربما كان في ذلك الخبر اتهام لذلك الرجل أو لتلك المرأة أو لتلك المؤسسة، وربما كانت الشائعة تتعلق بحكم شرعي أو بعالم من علماء المسلمين، وربما كانت الشائعة تتعلق بولي أمر المسلمين وتسبب الشحناء والفرقة. فاتق الله يا عبد الله، واحفظ نفسك أن تكون مصدراً لنشر الشائعات والأكاذيب.

الحالة الخامسة: حينما تكون في مجلس وتسمع من يغتاب الآخرين، فماذا تفعل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن ردّ عن عرض أخيه رد الله عن عرضه النار يوم القيامة" رواه الترمذي بسند صحيح.

فاتق الله يا عبد الله، ولا تسكت عن الدفاع عن أخيك المسلم، فإن لم تقدر على ذلك فاخرج من المجلس الذي يأكل لحوم الآخرين؛ واحذر من مشاركة الناس في الغيبة بحجة المجالسة والمؤانسة.

الحالة السادسة: حينما تشاهد منكراً في بيتك، فماذا تفعل؟ أنت -أيها الأب- صاحب الكلمة في بيتك، وأنت ولي أمره، والمسؤول عنه، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" رواه البخاري.

فكن يا أخانا خير راع في بيتك؛ طهر بيتك من المنكرات والآثام، وخاصةً قنوات السوء التي تدمر دينك ودين أسرتك وأخلاقهم. اتق الله! اتق الله أن تجعل أطفالك يتابعون برامج الأطفال التي امتلأت بمشاهد العري والفسق! هل هذه هي التربية التي تريدهم أن ينشؤوا عليها؟ أصلح بيتك، واجعله منارةً في الدين والأخلاق؛ لتسعد أسرتك في الدنيا والآخرة.

الحالة السابعة: حينما تريد مسألة علمية، فمن تسأل؟ قال -تعالى-: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل:43]، إنها وصية ربانية بسؤال العلماء فيما يشكل عليك من أمور الدين، قال بعض السلف: "إن العلم دينٌ فانظر عمن تأخذ دينك". واعلم أنه من الخلل أن تسأل في دينك من لم يُعرف بعلمه.

أخي المبارك: اعلم أنه ليس كل من ظهر صلاحه وتدينه يصلح أهلاً للإفتاء، وتزداد القضية خطورة في الأسئلة الكبيرة في أوقات الفتن والاضطرابات، فإياك أن تأخذ الفتاوى من مواقع الإنترنت غير المعروفة بمنهجها السليم، أو من الأشخاص الذين لديهم شبهات وخلل في الفكر والمنهج! إياك -يا عبد الله- أن تعرض نفسك لفتوى تمس بلدك أو بلاد المسلمين من جهةٍ غير معروفة بعلمها ومكانتها!.

الحالة الثامنة: حينما تُسأل وأنت لا تعلم. قد يكون الشخص لديه بعض المعلومات الشرعية ويكون في مجلس وتُدار فيه بعض المسائل، فاحذر -يا عبد الله- من الكلام في الدين بلا علم؛ إن كنت تعلم الجواب فتكلم بعلم، وأما إن كنت تجهل تلك المسألة فقل: لا أعلم. ولا تخجل من ذلك.

وقد روى أهل السير أن رجلاً جاء للإمام مالك -رحمه الله تعالى- وسأله عن أربعين مسألة، فأجاب الإمام مالك في ثمان منها فقط، وأما البقية فقال فيها: "لا أدري".

ليس عيباً أن تقول: لا أدري، ولكن العيب والجرم الكبير أن تتكلم في شريعة الله بلا علم. قال -تعالى-: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) [النحل:116].

الحالة التاسعة: حينما يبلغك خبر عن متخاصِمَين من الأقارب أو الجيران ونحوهم؛ فانطلق للصلح بينهما بهمةٍ عالية ونية صادقة، واتخذ الحكمة في القول والبيان، وأبشر بالأجر الكبير! قال -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات:10].

وتأمل هذا الأجر الكبير للصلح: قال -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟" قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: "إصلاح ذات البين" رواه أبو داود بسند صحيح.

الحالة العاشرة: حينما ترى من أخيك ما يعجبك، عليك أن تأتي بالوصية النبوية: "إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع بالبركة؛ فإن العين حق" رواه أحمد بسند صحيح.

أخي الكريم: قد ترى عند أخيك مالاً، أو قد تدخل منزله فتجد أثاثاً جميلاً، وربما رأيت في أخيك جمالاً، فاذكر الله وقل: ما شاء الله! تبارك الله! إن هذه الكلمة تمنع وصول الحسد الذي ربما خرج مع نظراتك.

لقد سمعنا ورأينا الكثير من قصص العين والحسد التي أصبحت مهلكة لبعض الناس، فهذه الفتاة تعود من تلك المناسبة، ثم تشعر بآلام عجيبة، ثم المستشفى يقرر أن فيها سرطان الدم، وبعد أشهر تموت.

وهذا يقدم على وظيفة متميزة ويقبل فيها فيحسده بعض أصدقائه الذين لم يدخلوا فيها، ثم تبدأ على ذلك الرجل علامات الضيق من عمله وعدم القدرة على الاستمرار فيه بسبب حسد أصدقائه على تلك الوظيفة.

والقصص كثيرة ومشهورة في متاعب العين. عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين" السلسلة الصحيحة. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "استعيذوا بالله من العين؛ فإن العين حق" صحيح الجامع.

فيا أخي، اذكر الله دوماً وأبداً حينما ترى نعمة عند أخيك، وعلِّم زوجتك وأولادك وبناتك أن يكونوا كذلك. حمانا الله وإياكم من شرور الحاسدين.

الحالة الحادية عشرة: إذا اشتد الخلاف مع زوجتك؛ فماذا تفعل؟.

أيها الكرام: في بيوتنا تحدث خلافات بين الزوج وزوجته، ويكون الحوار ساخناً في بعض الأوقات، وربما ارتفعت الأصوات، وخرجت الكلمات التي لا ينبغي أن تخرج، وكل ذلك مما لا يصح أن يكون بين الزوجين. أين أدب الحوار، ولغة الحب؟ أين خلق الاستماع والإنصات وحسن الظن، وجودة الكلام مع الآخر؟ يقول -تعالى-: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) [الإسراء:53].

نعم أيها الزوجان، إن الشيطان يدخل من خلال الحروف ليزرع العداوة والافتراق بينكما؛ فتعالوا إلى رياض الأدب، وحسن القول والعمل؛ ليدوم الحب، وتبقى شجرة المعروف في أرضكم.

اللهم أرشدنا للخيرات، وباعد بيننا وبين السيئات.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وبعد: الحالة الثانية عشرة: أخي الكريم، إذا كنت تريد رقية المريض؛ فماذا تفعل؟.

اعلم أنه من السهل أن ترقيه عبر قراءة الفاتحة والمعوذات وآية الكرسي ثم تنفث على المريض، ومن السنة أن تضع يدك على مكان الألم وتقرأ عليه، ويمكنك القراءة في ماء ثم يشربه المريض أو يغتسل به.

أخي المسلم: ليس شرطاً أن تذهب بولدك أو زوجتك إلى راق ليرقيك، بل ارق نفسك أنت أو ترقيك والدتك أو زوجتك، وهذا أقرب للتوكل على الله والاستعانة به، ويمكنك أن تتعلم مبادئ الرقية عبر القراءة في ذلك وسؤال أهل العلم.

الحالة الثالثة عشرة: إذا ترددت في اتخاذ قرار في مسألة ما؛ فوصيتي لك:

أولاً: اجمع المعلومات من مصدر موثوق عن الأمر الذي ترغب في القيام به سواءً كان ذلك القرار هو دخول في مشروع تجاري أو شراء بيت أو شراء أرض أو انتقال لحي آخر، أو زواج أو طلاق، أو وظيفة أو تقاعد، أو غير ذلك من مجريات الحياة.

ثانياً: اكتب الفوائد والأضرار التي تجنيها من فعلك لذلك الشيء، ثم اكتب العكس من ذلك، أي: ما هي الفوائد والأضرار من تركك لذلك الشيء.

ثالثاً: وازن بين العاطفة والعقل في ذلك القرار.

رابعاً: استشر خبيراً متخصصاً في نوعية القرار الذي تريد.

خامساً: استخر ربك تبارك وتعالى.

سادساً: كن حكيماً في الفرق بين تأجيل القرار وبين تعجيله، إذ ربما كان الخير في تعجيلك له، وربما كان الخير في تأجيله.

أيها الكرام: لقد رأينا الكثير ممن ندم في مشروع تجاري، وآخر في زواج، وثالث في طلاق، ورابع وخامس، وكل هؤلاء كانوا ممن اتخذ قراره بلا تفكير ولا تروٍّ ولا دراسة.

اللهم ارزقنا الحكمة والتوفيق في كل قرار نتخذه يا رب العالمين، اللهم سدد أقوالنا وأعمالنا، اللهم افتح لنا أبواب الخيرات، اللهم احفظنا من الشرور والمنكرات، اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن والشهوات والشبهات.

اللهم احفظ ولي أمرنا ومتعه بالصحة والعافية.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.