البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

ما أسباب الذل؟

العربية

المؤلف زيد بن مسفر البحري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المهلكات
عناصر الخطبة
  1. معاني كلمة الذل .
  2. ذم الذل .
  3. تعوّذ النبي الكريم منه .
  4. بيان المحمود منه .
  5. الأسباب المورثة له .
  6. تنزيه المولى نفسه عنه .
  7. كيف ننتشل أمتنا منه .

اقتباس

فمن أراد العزة فعليه بطاعة الله؛ لأن العزة من الله: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:26]، ومن تولاه الله -عز وجل- لا يُمكن أن يصيبه الذل.

الخطبة الأولى:

أما بعد: فيا عباد الله، كلمة (الذل) في اللغة معناها: الخضوع والاستكانة والانكسار واللين. وكلمة الذل وردت في كلام الله -عز وجل- على ثلاثة معانٍ:

المعنى الأول: بمعنى القلة، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [آل عمران:123]، يعني أنكم قلة في العدد.

المعنى الثاني: بمعنى التواضع، قال -تعالى-: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة:54]، أي: إنهم متواضعون للمؤمنين.

المعنى الثالث: بمعنى السهولة، قال -تعالى- عن ثمار أهل الجنة: (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً) [الإنسان:14]، يعني أنها تؤخذ بيسر وسهولة.

عباد الله: الذل لا يُحمد أبدا ولا يُثنى عليه أبدا إلا في حالة واحدة، وذلك إذا كان هذا الذل من جهة الإنسان لنفسه من أجل الله وفي الله، كما قال -تعالى-: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة:54]، يعني: لانوا وخضعوا لإخوانهم، وكما قال -عز وجل-: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) [الإسراء:24]، أي: كن لين الجانب مع الوالدين.

أما ما عدا ذلك فإن الذل مذموم، لم؟ لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ومن ثمَّ فإن اليهود لما خالفوا أمر الله -عز وجل- ولم ينقادوا لشرعه ضرب الله عليهم الذلة: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ) [آل عمران:112]، وكذلك أصاب الذل أسيادهم، كما قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) [الأعراف:152].

ولو رأينا اليهود في مثل هذا الزمن في جانب القوة إلا أن قوتهم ظهرت بسبب خورنا وذلنا وضعفنا، وإلا فهم أذلاء، قال -عز وجل-: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ) [الحشر:14].

إذاً؛ مَنْ أطاع الله -عز وجل- أصبح عزيزا، ومن خالف أمر الله -عز وجل- صار ذليلا، ولو نظرنا إلى التاريخ لوجدنا أنه أعظم شاهد وأدل برهان على ذلك، الصحابة -رضي الله عنهم- قبل الإسلام، ماذا صنعت بهم فارس والروم؟ كانوا أذلاء مستذلين لهم، لكن؛ لما دخل الإيمان في قلوبهم وانقادوا لأمر الله -عز وجل- صارت العزة لهم والذلة لأعدائهم.

فمن أراد العزة فعليه بطاعة الله؛ لأن العزة من الله: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:26]، ومن تولاه الله -عز وجل- لا يُمكن أن يصيبه الذل.

لكن؛ لا يمكن أن تُنال ولاية الله -عز وجل- إلا بطاعته؛ ولذا كما في سنن أبي داود، علَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن أن يقول كلمات في دعاء القنوت، منها: "إنه لا يذل من واليت"، فمن تولاه الله -عز وجل- لا يمكن أن يُذل , ولا يمكن أن تنال ولاية الله إلا بطاعته -عز وجل-.

عباد الله: ولما كان الذل صفة نقص وعيب نفاها الله -عز وجل- عن نفسه: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ)، لم يتخذ وليا من أجل أن ينصره لأنه -عز وجل- عزيز، (وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) [الإسراء:111].

ومن أصيب بالذل في هذه الدنيا فإنه سيصاب بالذل الأعظم يوم المعاد، قال -عز وجل- (وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) [يونس:27]، وقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ) [المجادلة:20].

ولو نظرنا إلى واقع هذه الأمة الإسلامية لوجدنا أنه واقع مرير لا يُفرح وإنما يُحزن، وسبب ذلك أننا بعدنا عن طاعة الله -عز وجل-، وانهمكنا في هذه الدنيا، ولذا قالها -صلوات ربي وسلامه عليه- كما في سنن أبي داود من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: "إذا تبايعتهم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلّط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا لدينكم".

ما هي العينة؟ العينة أن تبيع سلعة بثمن مؤجل ثم تشتريها ممن بعتها له بأقل من ثمنها نقدا، وتبقى الأقساط عليه، وهي وسيلة من وسائل الربا، وهذا فيه كناية عن انشغال الناس بجمع المال دون أن يراعى حق الله -عز وجل- فيه.

"وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع" كناية عن اشتغال الناس بالزرع، ولذا في حديث أبي أمامة في صحيح البخاري، لما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- آلة حرث، قال: "ما دخل هذا في بيت إلا أدخل الله عليهم الذل"، سبحان الله! كيف يكون ذلك؟ مع أن هناك أحاديث في فضل الزراعة؟ قال العلماء، كما في الفتح لابن حجر، يحمل هذا الحديث في حق من اشتغل بالزراعة حتى ألهته عن حق الله -عز وجل-، فلم يؤد الزكاة، أو ألهته عن حق المخلوقين فانشغل عن تربية ورعاية أولاده، أو أنه تحمل من أجل هذا الزرع ديونا فأصابه الذل بسبب هذه الديون.

"وتركتم الجهاد"، لأن الأمة لا يمكن أن تعلو إلا به، ولذا في وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ لما قال في ضمن ما قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"، ومعلوم أن سنام البعير في أعلاه، فدل على أن الأمة لا يمكن أن يكون لها علو إلا بهذا الفرض العظيم وهو الجهاد في سبيل الله.

ما العاقبة؟ سلَّط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم، إلا في حالة واحدة: "حتى ترجعوا إلى دينكم"، متى ما رجعنا إلى ديننا أعادنا الله -عز وجل- إلى عزتنا ومجدنا.

ولما كان الذل يؤثِّر في النفوس والمجتمعات والأفراد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله منه، ففي حديث أبي هريرة، كما في المسند وسنن النسائي، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستعيذ بالله منه، يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة".

وعند أحمد من حديث عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو فيقول: "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا"، فهذا من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه.

ولذا بيَّن -عليه الصلاة والسلام- أن من خالف أمر الله لَحِقَه الصَغار والذل والهوان، قال -صلى الله عليه وسلم- كما في المسند من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: "بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الصغار والذل على من خالف أمري".

فمن رغب بالعزة فعليه بطاعة الله -عز وجل-، ومن أراد أن يعز نفسه من غير منهج الله فإنه يكون من أذل خلق الله، فمن بحث عن الألفاظ والأوصاف التي ترفعه فإنها لا ترفعه إذا لم تكن من طريق الله -عز وجل-؛ ولذا، في حديث أبي هريرة، كما في صحيح البخاري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك، لا مالك إلا الله"، هو أراد أن يعلو بهذا اللقب، يريد أن يكون ملك الأملاك، فماذا صنع به؟ "إن أخنع"، يعني: إن أوضع وأحقر وأذل "اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك"، قال بعض العلماء: إذا كان هذا الاسم ذليلا وضيعا مهينا، فما ظنكم بمن تسمى به؟.

وفي ذات يوم خاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- المهاجرين، كما في حديث ابن عمر -رضي الله عنهم- عند ابن ماجة، وذُكرت صفات تدل على أن من وقع فيها أصبح في صغار وذل وهوان، قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: أقبل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، وما نقصوا المكيال والميزان"، كما هو حال بعض التجار في هذا الزمن، أصبحت تقدم إلينا بعض الأطعمة وقد نُقص من وزنها، وبقي ثمنها على ما هو عليه، "وما نقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة"، يعني أن النفقة لا يتحصلون عليها إلا بصعوبة، "وجور السلطان عليهم، وما نقضوا عهد الله وعهد رسوله -صلى الله عليه وسلم- إلا سلّط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ولم يتخيروا ما أنزل الله جعل بأسهم بينهم".

ولما كان الاجتماع واتحاد الكلمة من أسباب العز جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- للوالي وللأمير قدراً وقيمة، لأن الأمة لا يمكن أن تجتمع إلا بوالٍ، ومتى ما تفرقت الأمة ولم يكن لها راية ولا ولاية فإن الذعر والذل والهوان يصيبهم.

جاء في المسند وسنن الترمذي: "كان أحد الولاة ممن أدركه أبو أمامة -رضي الله عنه-، يخطب وعليه ثياب رقاق، فقال رجل: انظروا إلى هذا الأمير يلبس لباس الفساق ويعظ الناس"، ماذا قال هذا الرجل؟ قال كلمة واحدة، فما ظنكم بمن يتكلم بما هو أعظم؟ "فقال أبو أمامة -رضي الله عنه-: اسكت، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يقول مَنْ أهان سلطان الله في أرضه أهانه الله"، لم؟ لأن العزة لا يمكن أن تكون إلا بالاجتماع على ولاة أمور المسلمين.

الخطبة الثانية:

أما بعد: فيا عباد الله، يُصوِّر النبي -صلى الله عليه وسلم- ما آلت إليه هذه الأمة، ولعلها تكون منطبقة علينا في مثل هذا الزمن، يقول -صلى الله عليه وسلم- كما في المسند وسنن أبي داود: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، ما معنى هذا؟ يوشك: يسرع، يعني أن الآكلين إذا قُدِّمت إليهم المائدة والقصعة، كُلْ منهم ينادي الآخر: هلم يا فلان! تعال! كل من هذه القصعة، كذلك الأمم الأخرى، يأتي على هذه الأمة زمان كل أمة من هذه الأمم الكافرة تدعو إلى أن تنهش في هذه الأمة المحمدية.

"يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها"، قيل: أومن قلةٍ نحن يا رسول الله؟ هل نحن في العدد قليل؟ قال: "لا، بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كثغاء السيل".

ثم ماذا؟ "ولينزعن الله من صدور أعدائكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن"، قيل: ما الوهن يا رسول الله؟ قال: "حب الدنيا، وكراهية الموت".

وكأن هذا الحديث قد وقع علينا في مثل هذا الزمن، أين تلك المهابة التي كانت في نفوس أعدائنا من صحابة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-؟ من سلفنا -رضي الله عنهم-؟ أخرج الحاكم في مستدركه أن عمر -رضي الله عنه- لما فتحت الشام في عهده بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، ونودي عمر -رضي الله عنه- إلى الشام فأتى -رضي الله عنه- على جمل، فلما رأى -رضي الله عنه- تلك الوفود وتلك الأعداد التي استقبلته بتلك الحفاوة، أراد أن يلقن الناس درسا وأن يبين أمرا عظيما، فماذا صنع -رضي الله عنه-؟ نزل عن بعيره وجعل نعليه على عاتقه وخاض في مخاضة بقدميه، والمخاضة هي الماء والطين، فأتى إليه أبو عبيدة -رضي الله عنه- وقال: "أتفعل هذا يا أمير المؤمنين؟، ما أحب أن الناس استشرفوك"، يعني أنهم رأوك، فقال عمر -رضي الله عنه-: "أَوه!"، كلمة توجُّع، "أوه! لو قالها غيرك يا أبا عبيدة لجعلته نكالا لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، يا أبا عبيدة، نحن قوم كنا أذلاء"، نعم، والله كانوا أذلاء قبل الإسلام، فقال -رضي الله عنه-: "نحن قوم كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله".

ولذا يقول إبراهيم النخعي -رحمه الله- كما ذكر ذلك عنه ابن حجر -رحمه الله- في الفتح يقول: "كان السلف يكرهون أن يستذلوا، ولكنهم إذا قدروا عفوا"، رضي الله عنهم.

وقال الحسن البصري -رحمه الله-، كما ذكر ذلك ابن القيم في الجواب الكافي، مبينا أن من خالف أمر الله -عز وجل- فإنه في ذل ولو كان من أثرى الناس، قال الحسن -رحمه الله-: "فإنه مهما طقطقت بهم البغال، وسارت بهم البراذين، أبى الله إلا أن يذل من عصاه، فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم".