الشكور
كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
العربية
المؤلف | صالح بن مقبل العصيمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | القرآن الكريم وعلومه - الزهد |
إِنَّ مِنَ الأمورِ التِي تُسعِدُ المؤمنَ وتريـحُهُ أَنْ يَـضـمَنَ مُستقبلَهُ فِي الآخرَةِ؛ طَالـمَا صَدَقَ مَعَ اللهِ -عَزّ وجَلَّ-؛ لأنَّ اللهَ -سُبحانَهُ وتعالَى- قَدْ وعدَهُ وَعدًا حَسنًا، وَمَنْ أصدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا؟.
الـخطبةُ الأُولى:
إنَّ الْـحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتِغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا، وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ.
وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ وَخَلِيلُهُ، وَصَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، صَلَّى اللهُ عليه، وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. وَعَلَيْكُمْ بِالْـجَمَاعِةِ؛ فَإِنَّ يَدَ اللهِ مَعَ الْـجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ مِنَ الأمورِ التِي تُسعِدُ المؤمنَ وتريـحُهُ أَنْ يَـضـمَنَ مُستقبلَهُ فِي الآخرَةِ؛ طَالـمَا صَدَقَ مَعَ اللهِ -عَزّ وجَلَّ-؛ لأنَّ اللهَ -سُبحانَهُ وتعالَى- قَدْ وعدَهُ وَعدًا حَسنًا، وَمَنْ أصدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا؟.
عِبَادَ اللهِ: نَقِفُ اليومَ مَعَ قولِهِ -تَعَالَى-: (أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) [القصص:61].
فَلْنَتَأَمَّلْ هَذِهِ الآيةَ، فَعندَمَا نَضَعُ المقَارَنَةَ بينَ مَنْ سَعِدَ في الدُّنْيَا وشَقِيَ في الآخِرَةِ، وبينَ مَنْ شَقِيَ فِي الدُّنْيَا وَسَعِدَ فِي الآخِرَةِ؛ نَـجِد البَوْنَ شَاسِعًا، والمسَافَةَ بَعِيدَةً، فمَتَاعُ الـحياةِ الدُّنيا بكامِلِهِ، وَمَا فِيهَا مِنَ الثَّـمَرَاتِ والـجنَّاتِ والأنـهارِ، مَا هُوَ إِلَّا شَيءٌ ضئيلٌ زهيدٌ مُقَابِلَ الآخِرَةِ، كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [القصص:60].
إِنَّ المفاضَلَةَ بينَ الدُّنيا والآخِرَةِ مُفَاضَلَةٌ خَاسِرَةٌ، وَتَـحْتَاجُ إِلَى عَقْلٍ يُدرِكُ حَقِيقَةَ هَذِهِ وَتِلْكَ، وَمَنْ آثَرَ الحياةَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ؛ فَقَدْ أَهملَ إِعمالَ العقلِ فِي الاختيارِ. فَكُلُّ مَنْ وَعَدَهُ اللهُ وَعْدًا حَسَنًا؛ فَهُو لا بُدَّ لاقِيهِ طَالَـمَا صَدَقَ مَعَ اللهِ، كَمَا قَال -تَعَالَى-: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) [الأحزاب:23]، فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيـرٌ وأبقَى؛ فعلَى المؤمنِ أَلا ينشغلَ بمتاعِ الحياةِ الدُّنيا الزائفِ، قَالَ -تَعَالَى- عَنْ نَعِيمِ الآخرَةِ: (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الشورى:36].
لِذَا؛ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "وَاللهِ! مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ -وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ- فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ" رَوَاهُ مُسلمٌ.
فَلَا ينشغلْ مؤمنٌ بهذَا المتاعِ، ولا يجعلْهُ غَايتَهُ، فَنِهَايَةُ نَعِيمِ الدُّنيا إِمَّا أَنْ يَتْرُكَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكَهُ، وَعُمرُهُ -وَإِنْ طَالَ- مَرهونٌ بعمرِكَ، وَبِقَدْرِ نَشَاطِكَ وَحَرَكتِكَ.
دُنْيَاكَ سَاعَاتٌ سِرَاعُ الزَّوَالِ | وَإِنَّـمَا الْعُقْبَـى خُلُودُ الْـمَآلِ |
فَهَلْ تَبِيعُ الْـخُلْدَ يَا غَافِلًا | وَتَشْتَـرِي دُنْيَا الْـمُنَـى وَالضَّلَالِ؟! |
أَمَّا نَعِيمُ الآخرَةِ؛ فَهُوَ كَرَمٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ، لَيْسَ عَلَى قَدْرِ نَشَاطِ الإنسانِ، وَدَائِمٌ لَا يَنقَطِعُ، فَإِذَا وَعَدَكَ اللهُ الوعْدَ الحَسَنَ؛ فَأَنتَ لاقِيهِ لَا مَحَالَةَ، كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ) [التوبة:111]، فَكُلُّ مُؤمِنٍ مُصدقٍ بِـمَا وَعَدَهُ اللهُ، عَامِلٍ بِـمَا يُرْضِي اللهَ، فَنَعِيمُ الـجَنَّةِ صَائِرٌ إِلَيهِ لَا مَحَالَةَ.
يَا لعِظَمِ هَذِهِ الآيَةِ وَعُذُوبتهَا وَمَعَانِيهَا! (أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ).
لَقَدْ نَبَّهَ اللهُ -تعالَى- فِي هذِهِ الآيةِ العقولَ إِلَى الموازَنَةِ بينَ عاقبةِ مُؤثِرِ الدُّنيَا، وعاقبةِ مؤثرِ الآخرةِ، فهلْ يستوِي مؤمنٌ ساعٍ للآخرةِ سعيَهَا، قَدْ عَملَ عَلَى وَعْدِ رَبِّهِ لَهُ بالثوابِ الـحسنِ، لينالَ جَنَّةً عرضُهَا كعرضِ السماوَاتِ والأرضِ، ومَا فيهَا مَنَ النَّعِيمِ المُقيمِ، فَهُوَ لاقِيهِ مِنْ غَيرِ شَكٍّ ولا ارتيابٍ، مَعَ عَاصٍ للهِ؟! لا واللهِ لَا يَستوونَ! إِنَّهُ وعدٌ مِنْ كَريمٍ صادقِ الوعدِ، لا يخلفُ الميعادَ، لعبدٍ قامَ بـمرضاتِهِ، وجَانَبَ سَخَطه...
لقدْ حَضَّ اللهُ -سُبحانَهُ وتَعَالَى- عَلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنيَا، وعدمِ الاغتـرارِ بهَا، وَعَلَى الرَّغْبَةِ فِي الآخرةِ؛ فَهِيَ مقصودُ العبدِ ومطلوبُهُ، فجميعُ ما أوتيه العبدُ منَ الذهبِ والفضةِ، والمآكلِ والمشاربِ والملذاتِ، يستمتعُ بهَا صاحبُهَا وقتًا قصيرًا محشوًّا بالمنغصاتِ، ممزوجًا بالغُصَصِ. فمتاعُ الدنيَا مُـحَاطٌ بالأكدارِ:
جُبلتْ عَلى كدرٍ وأنتَ تريدُها | صَفْوًا منَ الأقذَاءِ والأكدَارِ؟ |
ومكلفُ الأيامِ ضدَّ طباعِهَا | مُتطلبٌ فِي الماءِ جَذوةَ نَارِ |
فكيفَ يُقَارَنُ هَذَا بمَا عِنْدَ اللهِ منَ النعيمِ المقيمِ الذِي هُوَ خيرٌ وأبقَى؟ فَلا يعِي ذلكَ إِلا أصحابُ العقولِ، الذينَ يَزِنُونَ الأمورَ بعقولِهِمْ، وهُمْ يعلمُونَ أَنَّ مَا هُمْ فيهِ مِنَ الأمنِ والرزقِ، ليسَ هُوَ الغاية المطلوبة؛ فالدُّنيَا حقيرةٌ، ومتاعُهَا قليلٌ، ومَا أكثرَ مَنْ غُروا بالدُّنيَا وعاجِلِهَا فآثرُوها عَلَى الآخِرَةِ ورَضوا بهَا! حَتَّـى قَالَ بَعْضُهُم -والعياذُ باللهِ- فيمَا نقلَهُ عنهمُ ابنُ القيمِ -رحـمَهُ اللهُ-: "الدُّنيَا نقدٌ والآخرةٌ نسيئةٌ، وذَرَّةٌ مَنْقُودَةٌ، وَلَا دُرَّةٌ مَوْعُودَةٌ"، إِلَى غيرِ ذلكَ منْ كلامِهِمُ السمجِ، وهذَا منْ تلبيسِ الشيطانِ عليهمْ.
معَ أنهُ ليسَ علَى كُلِّ حَالٍ أنَّ النقدَ خيرٌ منَ النسيئةِ؛ بلْ نـجدُ التاجرَ الحاذقَ إذَا حصلَ لهُ بيعُ تـجارتِهِ نسيئةً بسعرٍ أعلَى آثرَ النسيئةَ عَلَى النقدِ العاجلِ، ولَو خُيِّرَ بينَ الأمرينِ لاختارَ الأكثرَ علَى الأعجلِ، بلْ وينسأُ كثيرٌ منهمْ في بيعِ بضاعتِهِ رجاءَ ارتفاعِ الثـمنِ.
عِبَادَ اللهِ: كَمْ تبعثُ هذهِ الآيةُ في النفسِ الارتياحَ والاطمئنانَ: (أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)! فَمَا عَلَى المؤمنِ إِلا العملُ، وانتظارُ موعودِ اللهِ.
جَعَلَنِـي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ المقبولِينَ، ونَفَعَنِـي وَإِيَّاكُمْ بِالقرآنِ العظيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْب فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْـخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخَلِيلهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.
أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
عبادَ اللهِ: لقدِ انقضَى الشهرُ الذِي مُليءَ بالخيرِ، وعملَ فيهِ المتقونَ منَ الأعمالِ مَا عملُوا، وهُمْ بانتظارِ موعودِ منْ لَا يُخلفُ الميعادَ لهمْ؛ فَلْيستَبْشِرُوا ولْيُؤمِّلُوا.
عبادَ اللهِ: لقدْ وعدَ اللهُ عبادَهُ وعدًا حسنًا؛ إذا هُم اتقَوهُ وأطَاعُوهُ، وما زالَ هُنَاكَ مُتسعٌ مِنَ الوقتِ لِمَنْ لَمْ يَصُمِ السِّتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالَ أَنْ يَتَدَارَكَهَا.
وَهَا هِيَ الأمةُ مقبلةٌ عَلَى سُنِّيَّةِ الاعتمَارِ فِي شهرِ ذِي القعدَةِ الثَّابِتَةِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَكَذَلِكَ مُقبلَةٌ عَلَى الركنِ الخامسِ مِنْ أركَانِ الإسلَامِ؛ حجِّ بيتِ اللهِ الحرامِ، منتظرة موعودَ اللهِ بالمغفرةِ لمنْ حَجَّ بيتَهُ الحرامَ، ملتزمًا أوامِرَهُ، لَمْ يرفُثْ أو يَفْسُقْ فِي حِجَّتِهِ، فعَلَى مَنْ لَمْ يُؤَدِّ فريضةَ الحجِّ، وكانتْ لدَيْهِ القدرَةُ، أَنْ يُبَادِرَ بأدائِهَا فِي هَذَا العامِ؛ حَتَّى يَنَالَ وَعْدَ اللهِ الحَسَنَ. رَزقنِي اللهُ وإيَّاكُمْ حَجَّ بيتِهِ الحرامِ!.
والأمةُ مُقبلَةٌ عَلَى يومِ عرفةَ الذِي يُكفرُ اللهُ فيهِ عنِ العبدِ ذنوبَ سنةٍ كاملةٍ؛ فمَا علينَا إِلا العملُ والـجدُّ والاجتهادُ، واللهُ -سُبحانَهُ وتَعَالَى- لَا يُخْلِفُ الميعادَ.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُـحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى وَجْهِكَ. الَّلهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَلَا تَـجْعَلْ فِينَا وَلَا بَيْنَنَا شَقِيًّا وَلَا مَـحْرُومًا، الَّلهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيينَ غَيْـرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ.
اللَّهُمَّ احْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ وَالْـمُسْلِمِينَ مِنَ الفِتَنِ وَالمِحَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، اللَّهُمَّ احْفَظْ لِبِلَادِنَا أَمْنَهَا وَإِيمَانَهَا وَاِسْتِقْرَارَهَا، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَـهْدِيًّــا، وَأَصْلِحْ بِهِ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ.
الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَاقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ، الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ الْـمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَوَلِّ عَلَيْهِمْ خِيَارَهُمْ وَاكْفِهِمْ شَرَّ شِرَارِهِمْ.
اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللهُمَّ أَكْثِرْ أَمْوَالَ مَنْ حَضَرُوا مَعَنَا، وَأَوْلَادَهُمْ، وَأَطِلْ عَلَى الْخَيْرِ أَعْمَارَهُمْ، وَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.