البحث

عبارات مقترحة:

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

خطبة عيد الأضحى 1437هـ

العربية

المؤلف منصور محمد الصقعوب
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الحديث الشريف وعلومه - صلاة العيدين
عناصر الخطبة
  1. شكر نعمة بلوغ مواسم الطاعات .
  2. معالم خطب النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحج .
  3. أحكام الأضحية وآدابها .
  4. أهمية التصافي الاجتماعي وصلة الأرحام. .

اقتباس

يا من قعدتم عن الحج! أعلم أن قلوب الكثير منكم تحن إلى المشاعر، وأن العين تكاد تدمع وهي تسمع عبر الأعلام أصوات الملبّين وصورَ المحرمين ومشاهدَ الواقفين والرامين، ولكن: أبشروا فربكم كريم، يعطي على النوايا الصادقة ما يعطي على العمل، وحين تعذّر عليك الوصول، فربك قريب، يسمعُ دعاءك أينما كنت، ويرى مقامَك أينما حللت، ولئن كان الحجاج اليوم ينحرون هديهم فأنتم اليوم تذبحون أضاحيكم، وما تدري حين حُرمت الحج هذه السَنَة عن حِكمة الله، فتدبيره كله خير، واختياره فيه الخيرة دنيا وآخرة..

الخطبة الأولى:

الحمد لله حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, إلهُ الأولين والآخرين ومدبرُ الأمور وكاشف الضر والبلوى, العظيمُ في ملكه, الحكيمُ في تدبيره,اللطيف في قضاءه, لا تخفى عليه خافية ولا يعجزه شيء, وهو عالم السر والنجوى.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الحمد في الآخرة والأولى, الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, المؤيدُ بالوحي من السماء, والنبي المجتبى, والرسول المصطفى, اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحابته أولي البصائر والنهى.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.

الله أكبر عدد ما لبى حاج وكبر، الله أكبر عدد ما خَلق من الخلق وصور، الله أكبر كبيراً.

أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون, واذكروا أن بلوغ مواسم الطاعات والمرء من ضمن الشهود, نعمة وأي نعمة, فاحمدوه أن بلغتم الموسم, والأبدان صحيحة, والقوى باقية, والأمن محفوظ, والدين تامّ, وليومٌ يُمد في العمر لهو غنيمة لمن قدّم فيه صالحاً يجده يوم أن يلقى ربه.

عباد الله: في مثل هذه الأيام وقبل أربعة عشر قرناً, وفي السنة العاشرة من الهجرة, كانت مشاعر الحج, وبقاع مكة على موعد مع أعظم حجة في التاريخ, حجةٍ قائدُ الجموع فيها سيد البشرية عليه السلام, وحوله أصحابه الكرام, يقتدون به ويأخذون عنه نسكه, فكانت حجة الوداع, وهي لعمري حجةٌ مليئة بالدروس, غامرةٌ بالمواقف, وليس بنا هنا حديثٌ عنها, لكنا نقف مع خطبته فيها بعرفة.

ففي اليوم التاسع يومِ عرفة والجموع مجتمعة، قام المصطفى -عليه السلام- في الناس خطيباً، فقال لهم: "أيها الناس! لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا أبداً"، فاشرأبت الأعناق وأصغت الآذان لما سيلقي، فصدع النبي -عليه السلام- بذلك الخطاب الذي أرسى فيه مِن قواعد استقرار المجتمع وما يكفل صلاح العباد والبلاد، وانساب من فمه كلماتٌ حوت على وجازتها المعاني والشفاء، والبلاغةَ والدواء، ولا عجب فقد أُوتي جوامع الكلم.

لقد كان مما قرره -عليه السلام- في تلك الخطبة: الدعوة إلى المساواة بين المسلمين، والأمة اليوم ما أوهى جسدها إلا الفرقة والاختلاف، ففي تلك الخطبة قال: "أيها الناس! إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى".

 نعم عباد الله: إن الأنساب والألوان والجنسياتِ لا تقدّس أحداً وإنما يرفع المرءَ عملُه وقلبُه، وإن المسلمين إخوة وإن تباعدت أنسابهم، إخوة وإن اختلفت بلدانهم ولغاتهم، تجمعهم أعظم رابطة، وهي رابطة لا إله إلا الله، فعليها اتحدوا، وفي سبيلها تآخوا (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات: 10].

الإسلام دين الأخوة الحقة، فلا عنصرية ولا طبقية، ولا تمييز، ولا تفاضل إلا بالدين، وما أحوجنا اليوم إلى أن نحقِّق مبدأ التآخي وأن يكون العيدُ فرصةً لأن نُبرِزَ معاني الأخوة مع إخواننا المسلمين، بالتواد والتراحم والمحبة.

عباد الله: ويمضي رسول الله في تلك الخطبة مبيناً حق المسلم على إخوانه إذ يقول: "أي يوم هذا؟ أي شهر هذا؟ أي بلد هذا؟ إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".

الله أكبر ما أعظمها من كلمات تقرر تعامل المسلم مع إخوانه، إن أهمّ ما عند المسلم روحه وماله وعرضه، والمسلم يملي عليه دينه أن يحفظ أموال إخوانه فلا يعتدي عليها ولا يمنع لهم حقاً، ويحفظ أعراضهم من أن ينالهم سوء منه أو من غيره، وحتى بأقل الأشياء فلا يغتابهم ولا يرضى بغيبة مسلمٍ عنده، ومن ذب عن عرض أخيه ذب الله عن عرضه النار يوم القيامة.

ويحفظ دمائهم من القتل وما دونه من أقل الجنايات، فأعراض إخوانك في مقام عِرضك، وأموالُهُم في مقام مالك، يوم أن تحفظه فإنما تحفظ مالك، ودمائُهم لها حرمةٌ كحرمة الكعبة "ولزوال الكعبة أعظم من أن يراق دم امرئ مسلم".

فهل رأيتم أعظم من هذا البيان النبوي والقرارِ الشرعي الذي لو راعاه المسلمون حق المراعاة لعمَّ الاستقرار في المجتمعات، حفظ المال، وحفظ الأعراض، وحفظ الدماء، وهذا ما جعل أحد المستشرقين يقول: "لو طبّق المسلمون تعاليم دينهم وحرصوا عليها عملاً؛ فإن دور الشرطة والمحاكم والسجون ستغلق لأنها لم يبق لها عمل".

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر.

عباد الله: وقضية الاقتصاد كانت حاضرةً في خطبته تلك عليه السلام، فلا معاش للناس بدون المال، لكنه إذا انحرف المسلمون في تعاملهم معه حلّت بهم النكسة، وخسارةُ الدنيا، وعقوبةُ الآخرة، لأجل ذا، وبمشهد الجموع، حذرهم -عليه السلام- من الربا، وهَدَمه من أصله فقال: "قضى الله أنه لا ربا، وأن ربا الجاهلية موضوع كله".

والاقتصاد المعاصر يشهد عقوبة مخالفة أوامر الله، حينما جنح الكثير إلى الربا وتساهل به، ويتضح للعاَلم بعد قرون بأن الربا وسيلة للدمار العالمي وتهاوى الاقتصاد الأممي، وهذا اليوم لا يخفى على مطالع، وما النكسات الاقتصادية، إلا قرينة على هذا، وما ظنكم بعمل أعلن الله أنه مؤذنٌ صاحبه بالحرب (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: 279].

فكم نحتاج يا كرام، إلى أن نصفِّي أموالنا من كل ربا قلّ أو كثر، فمن يقف أمام حرب الله ورسوله، ولئن بقي للمرابي مالُه، فلن ينجو من وباله، ولئن سلمت له دنياه، فلن تسلم له أخراه، إلا من رحم الله.

وما أبرك الربح يوم أن يكون فيما أباح الله، ولَدرهمٌ من ربا يحل بمالك، ربما كان سبباً لمحق البركة وردّ الدعوة، وكل جسم نبت من سحت فالنار أولى به.

ثم إنه -عليه السلام- أجرى كل هذه التعاليم على نفسه وأهل بيته، فقال: "وإن أولد ما أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله"؛ ليبين لمن جاء بعده أن العالم والآمر ينبغي أن يكون أسبق الناس للامتثال، والناس عيونهم معقودة بالقدوات، وحين تراها تمتثل فهي لها تبع.

أيها المسلمون: وفي ذلكم الحشد الهائل والذي فيه من عاصر الجاهلية يقرر النبي -عليه السلام- منهج التعامل مع المرأة؛ حيث يقول: "اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله"، ولئن حكى التاريخُ تحقير العصور الجاهلية الأولى للمرأة وسلبَها حقوقها وكرامتها، فإن الحال اليوم أسوأ منه في حضارات غير الإسلام، إذ المرأة عندهم لا تعدو سلعة للبِغي والفساد، أو عاملاً لاهثاً، يُزجّ به في كل مجال بلا رحمة ولا إحسان، أما المرأة في الإسلام فلها الشأن العظيم، وهذا ما قرره الرسول الكريم -عليه الصلاة والتسليم-، في تلك الخطبة وفي غيرها، فهي شقيقة الرجل، ولها عليه مثل ما له عليها.

في الإسلام حُفِظَ للمرأة حقُ النفقة وحق المعاشرة بالمعروف، ولها حق العدل والإحسان، وليس لأحدٍ حقٌ في التعدي على مالها ولا على جسدها إلا في نطاقٍ ضيق، إذا عصت ونشزت، حيث قرر رسول الله ذلك في خطبته فقال: "فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح"، ومع ذلك يقول عن المؤدبين لهن بالضرب: "ليس أولئك بخياركم".

بالله ما أروعه من بيان! وليس بكثير أن يقتطع المصطفى -عليه السلام- من خطبته وقتاً ليؤكد على حق المرأة، فأين دعاة تحرير المرأة، أين الذين يزعمون أن الإسلام هضم حقوقها، ها هو خاتم الأنبياء، وفي أعظم محفَل في الأرض، وأشرف حجة في التاريخ، وأفضل أيام الدنيا، يقف ليؤكد على حق المرأة فصلوات ربنا وسلم على محمد، وما أحوج المرأة إلى أن تعلم أنه لا سعادة ولا حرية، ولا استقرار إلا بارتسام نهج الدين، والبعد عن كل دعوات المغرضين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.

عباد الله: وتمضي تلك الكلمات منه -عليه السلام- تنساب، وتلك القواعد تُرسّى، حتى إذا ما فرغ رسول الله من خطبته أنزل عليه ربه آيةً قال عنها كعب الأحبار: "لو علينا معشر اليهود نزلت لا تخذنا ذلك اليوم عيدًا" (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3].

إذن؛ فالدين كامل ليس بحاجة إلى استدراك أحد، شَرعه مَن خلق الخلق وعلم اختلافَ عصورهم، وجعله الدينَ إلى يوم القيامة، فليس ديناً لزمان، ولا لفئة من الناس، بل هو الشرع الصالح لكل زمان ومكان، ومهما تقدم العلم، وتغيرت الحضارات، واستجدت الأمور، فسيظل الدين بحدوده وأوامره ونواهيه هو منهج الحياة الوحيد الذي يكفل للمسلمين صلاحَ دينهم ودنياهم، ويكفي المسلمين فخراً وشرفاً وإلى تمسكهم بدينهم حادياً أن الله العليم الحكيم قد رضي لهم هذا الدين وأتم به النعمة على العالمين وجعل من تمسك به من الفائزين، فاللهم لك الحمد أن جعلتنا مسلمين، اللهم صلِّ على محمد.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وقيّوم السماوات والأرضين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد: ففي هذا اليوم يتقرب المسلمون إلى ربهم بذبح هداياهم وضحاياهم اتباعاً لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد -عليه السلام-، والمرء وهو يذبح أضحيته فليستشعر اقتفاء أثرهما عليهما السلام، وليعلم أن ما ينفقه فيها فهو مخلوف بإذن الله متى ما خلصت النيات.

وكان من هدي نبينا -عليه السلام- أنه ما ترك الأضحية طوال بقائه بالمدينة، وكان يضحي عن نفسه وأهل بيته، وضحَّى عمن لم يضحِّ من أمته من المسلمين.

وليس يغيب عن المضحي أن الأضحية لا بد أن تكون سليمةً من العيوب التي تمنع الإجزاء، وقد بينها رسول الله بقوله: "أربع لا تجزئ في الأضاحي؛ العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والكسيرة التي لا تنقي".

وأن تكون في الوقت المحدد لها شرعاً، وهو من الفراغ من صلاة العيد إلى غروب الشمس من اليوم الثالث من أيام التشريق، والأفضل كونها في نهار يوم العيد، وله الذبح ليلاً.

وتجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته، فقد قال أبو أيوب –رضي الله عنه-: " كان الرجل على عهد رسول الله يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون".

وينبغي الإحسان في الذبح بحدّ الشفرة، والرفقُ بالذبيحة وإضجاعُها على جنبها الأيسر، وأن يتولاها من يُحسِن، والسنة أن يكون أولَ ما يأكله المسلم هذا اليومَ مِن أضحيته، وأن يتصدق وأن يهدي منها، وأن يتولى ذبحها بنفسه، أو يحضُرَها عند الذبح، ولا يعطي جازرها أجرته منها، بل من عنده.

ويجب أن يسمي عند ذبحها، ويستحب أن يكبر، فيقول: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عني وعن أهل بيتي، أو من نواها له، ولو اكتفى بالتسمية أجزأه، وإن ترك التسمية عمداً لم تحل، وإن نسيها فعند جمهور العلماء أن الذبيحة يحلّ أكلها.

وليس له أن يبيع شيئاً من الأضحية مِن لحمها ولا جلدها؛ لأنها مما أخرجه الله تعالى.

وليذكر المضحي وهو يضحي قول الحق سبحانه: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) [الحج: 37]، فلتطب نفسه بها، فإنها تقع عند ربه موقعاً.

عباد الله: يومكم هذا هو من أفضل الأيام، بل قال جمع من أهل العلم: إنه أفضل أيام العام، وقد قال -عليه السلام-: "أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ".

وتليه أيام التشريق، وهي أيام أكل وشرب وذكر الله، فاعمر يا موفّق أيامك بذكر الله بكل صيغه، وداوم على التكبير فيها في أدبار الصلوات، وفي كل الأوقات، واذكر أن من القربات والطاعات في هذه الأيام صلةَ الأرحام، فأنت في أيام عيد وصلة، وأيامِ طاعة وقُربة، فصفّ اليوم قلبك، وصِل اليوم رحمك، واحتسب في ذلك خُطاك، ومن لم تصله الأقدام فليصله منك الكلام والسلام.

أيها المسلمون: يا من قعدتم عن الحج! أعلم أن قلوب الكثير منكم تحن إلى المشاعر، وأن العين تكاد تدمع وهي تسمع عبر الأعلام أصوات الملبّين وصورَ المحرمين ومشاهدَ الواقفين والرامين، ولكن: أبشروا فربكم كريم، يعطي على النوايا الصادقة ما يعطي على العمل، وحين تعذّر عليك الوصول، فربك قريب، يسمعُ دعاءك أينما كنت، ويرى مقامَك أينما حللت، ولئن كان الحجاج اليوم ينحرون هديهم فأنتم اليوم تذبحون أضاحيكم، وما تدري حين حُرمت الحج هذه السَنَة عن حِكمة الله، فتدبيره كله خير، واختياره فيه الخيرة دنيا وآخرة.

فامضوا اليوم لعيدكم، وأبشروا وأمِّلوا الخير من ربكم، واحمدوه أن خصكم فجعلكم مسلمين، معافين، آمنين، مطمئنين، أسأل الله أن يتقبل منكم هديكم وأضاحيكم.

اللهم صلِّ وسلم على محمد...