الجواد
كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...
العربية
المؤلف | علي باوزير |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - أهل السنة والجماعة |
إن واجبنا كمسلمين أن نعتز كل العز بهذا الدين، وأن نعتقد أن شرائعه وأحكامه خيرًا، وأفضل وأكمل وأحسن من كل شرائع الدنيا بل لا مقارنة بينهما أصلاً. واجبنا أن نظهر للناس محاسن الدين، وأن نبرز لهم فضائله ومناقبه، وأن ندعو الناس إليه، وبقدر اعتزازنا بالدين وبقدر افتخارنا واحترامنا له بقدر ما تحترمه الأمم الأخرى، وبقدر ما نفرط ونضيِّع ونستهين ونستخف بهذا الدين بقدر ما تستهين به كذلك الأمم الأخرى...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد أيها المسلمون عباد الله: في نهاية كل عام ميلادي وبداية عام ميلادي جديد يكثر كلام الناس حول مسألة متكررة يدور الحديث حولها في كل عام، وهي حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، وهذه مسألة قد كثر كلام العلماء فيها، وتعددت نصوصهم حولها، وجاءت الأدلة الشرعية مبينة لحكمها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا"، يعني به عيد الفطر وعيد الأضحى.
ولما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ووجد الأنصار يحتفلون في يومين من العام قال لهم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى ويوم الفطر"، وقوله أبدلكم بهما أي أن ما كنتم تحتفلون به قد ألغي، وقد صار باطلاً، والصحيح الثابت الذي ارتضاه الله -عز وجل- لكم هو هذا العيد يوم الفطر ويوم الأضحى، فصار هذان العيدان شعارًا للمسلمين دون غيرهما من الأعياد.
والأمم والشعوب تتمايز فيما بينها البين بأمور كثيرة ومن أهمها الأعياد والمناسبات التي يجتمعون فيها ويحتفلون بها، وتكون لهم فيها عادات وعبادات معينة، ومن هنا جاء التأكيد والتشديد في أن المسلمين لا ينبغي أن يكون لهم عيد سنوي يحتفلون به وتكون لهم فيه عادات وعبادات إلا هذين العيدين حتى تبقى هذه الأمة متميزة، وحتى تبقى هذه الأمة بائنة عن غيرها لا تضيع ولا تذوب هويتها في الثقافات والعقائد الأخرى كيف وهي أمة الحق التي حملت دين الله -تبارك وتعالى- وحملت الوحي الصحيح من رب العالمين.
قال الله -عز وجل-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا..) [المائدة:48].
فالمسلمون لا يجوز لهم أن يتبعوا اليهود والنصارى في شريعتهم غير المحرَّفة، فكيف باتباعهم فيما حرفوا فيه وغيروا وبدلوا، ولهذا أجمع علماء الإسلام على عدم جواز مشاركة اليهود والنصارى في أعيادهم ومناسباتهم الخاصة بهم وكذلك غيرهم من المشركين.
وهذه قضية واضحة لا خفاء فيها بإذن الله.
لكن دعونا أيها الأحباب نقف مع هذه القضية وننظر إليها من زاوية أخرى، ونتساءل لماذا نحن دائما ننتظر ما يأتينا من الخارج، ثم نجلس ونختلف في حكمه، وربما لا نصل إلى رأي واحد نتفق عليه؟
لماذا صرنا أمة مستهلكة تعيش على ثقافات وإنتاجات وصناعات الأمم الأخرى، وليس لها دور إلا أن تتلقف من هذه الأمم ما جاءت به سواء كان خيرًا أم شرًّا.
لماذا النصارى وهم على ضلال وباطل وعقيدة فاسدة، وقد سماهم الله -عز وجل- كفارًا فقال: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ) [المائدة: المائدة: 73]، لماذا وهم على هذا الحال من الضلال والفساد استطاعوا أن يجعلوا عيدهم عيدًا عالميًّا، وأن يجعلوا تقويمهم الشمسي الميلادي تقويمًا عالميًّا على ما فيه من الخطأ، والمسلمون لم يستطيعوا أن يجعلوا عيدهم عيدًا عالميًّا، ولم يستطيعوا أن يجعلوا تقويمهم القمري الهجري الصحيح تقويمًا عالميًّا؟! لماذا هم اليوم ينشرون ثقافتهم وأفكارهم وعقائدهم في كل مكان حتى غزونا في بيوتنا وأثروا على أولادنا وأبنائنا والمسلمون لم يستطيعوا أن يفعلوا مثل هذا؟!
ألا نلاحظ أيها الأحباب أن دور المسلمين لا زال متأخرًا جدًّا في هذا العالم مع أنه لا توجد أمة تملك ما يملكه المسلمون من عقيدة صافية، وشريعة كاملة، ومبادئ وقيم عظيمة.
لا يوجد عند أمة من الأمم نبي كنبي الإسلام، ولا كتاب كالقرآن، ولا حضارة كحضارتنا، ومع هذا كله تأخر المسلمون، وقبعوا في ذيل القائمة، وبدلاً من أن يكونوا مؤثرين صاروا متأثرين، وبدلاً من أن يغيروا تغيروا، وبدلاً من أن يقدِّموا صاروا آخذين متلقين يتلقفون ما جاءهم من هنا أو هناك.
والعجيب أيها الأحباب أن رسالة الإسلام ليست رسالة محلية أو رسالة إقليمية، بل هي رسالة عالمية.
الله -عز وجل- لم يقل عن نفسه أنه رب العرب أو رب المسلمين، بل قال الحمد لله رب العالمين، هذا القرآن الذي أنزله الله -سبحانه وتعالى- ما جاء منهاج للعرب فحسب بل قال -عز وجل-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان:1]، هذا الرسول الذي أوحى -عز وجل- إليه وأرسله لم يرسله رحمة للعرب وحسب بل قال (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]، بل الكعبة المشرفة والبيت المعظَّم الذي هو قبلة المسلمين لم يكن يومًا من الأيام قبلة للعرب فقط، بل جعله الله قبلة للعالمين، قال الله -عز وجل-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران:96].
ولهذا لم يكتفِ النبي -صلى الله عليه وسلم- بمراسلة زعماء ورؤساء العرب فحسب، بل راسل ملوك العالم كله في ذلك الوقت، فأرسل إلى قيصر الروم، وإلى كسرى فارس وإلى مقوقس مصر، وإلى نجاشي الحبشة، وإلى غيرهم من الملوك والزعماء.
واليوم أين صارت هذه الدعوة العالمية للإسلام؟! هل سمعنا عن زعيم مسلم أرسل إلى رؤساء العالم يدعوهم إلى الإسلام ويبين لهم تعاليم الدين!
ربما هذه أمنية أو حلم يحلم به كثير من المسلمين، ولكننا لم نسمع عن مثل هذا..
نسي كثير من المسلمين حقيقة هذه الرسالة، وأنها رسالة جاءت لتملأ الأرض كلها وليدين بها الناس أجمعون.
فانظروا -يا رعاكم الله- انظروا إلى الفارق الهائل بين ما كان ينبغي أن يكون عليه الحال وبين هو كائن حاصل اليوم، كان ينبغي أن يكون حديثنا عن هذه العالمية وكيف نصبغ العالم كله بصبغة الإسلام.
واليوم صار حديثنا كيف نحمي أنفسنا من أن نتأثر بالآخرين، كيف نحمي أولادنا وأبناءنا وشبابنا من التشبه بالكفار والمشركين، كيف نستطيع أن نحافظ على الإسلام في ديارنا وحسب.
وهذا تراجع خطير جدًّا في دور المسلمين، وما ينبغي أن يكون عليه حالهم.
وحينئذ أيها الأحباب يبتلي الله -سبحانه وتعالى- المسلمين حين يتخلون عن هذه الرسالة التي كلفهم الله -عز وجل- بها، وأناطها بأعناقهم وأمرهم بها.
حين يتخلون عن السعي إلى إيصال هذه الرسالة إلى البشرية كلها والله -جل وعلا- قال (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) [آل عمران:104]، وقال سبحانه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ)، وقال سبحانه: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ..) [الحج: 78].
وإذا نسي هذا المسلمون هذه المسئولية، وتخلو عن هذه الرسالة ابتلاهم الله -عز وجل- بالضعف والخور، والذل والهوان، والصراعات الداخلية والنزاعات التي لا نهاية لها أبداً.
انظروا إلى تاريخ الدول الإسلامية الكبرى كالدولة الأموية، والدولة العباسية، والدولة العثمانية، وغيرها من دول الإسلام الكبرى التي كان عزها ومجدها وقوتها في الوقت الذي تحمل فيه هذه الرسالة وتنطلق بها لتنشرها في أصقاع الأرض، وحين نتخلى عن إيصال هذه الرسالة للبشرية، وحين تترك دعوة الناس إلى الإسلام، وتنشغل بنفسها تبدأ فيها عوامل الضعف والانهيار حين تسقط وتنهار وتذهب قوتها ويذهب مجدها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليرسله على الدين كله وكفى بالله شهيدًا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا.
وبعد أيها الأحباب الكرام: إن واجبنا كمسلمين أن نعتز كل العز بهذا الدين، وأن نعتقد أن شرائعه وأحكامه خيرًا، وأفضل وأكمل وأحسن من كل شرائع الدنيا بل لا مقارنة بينهما أصلاً.
واجبنا أن نظهر للناس محاسن الدين، وأن نبرز لهم فضائله ومناقبه، وأن ندعو الناس إليه، وبقدر اعتزازنا بالدين وبقدر افتخارنا واحترامنا له بقدر ما تحترمه الأمم الأخرى، وبقدر ما نفرط ونضيِّع ونستهين ونستخف بهذا الدين بقدر ما تستهين به كذلك الأمم الأخرى.
فلا نطلب من غير المسلمين أن يعظِّموا الإسلام وأهل الإسلام قد أهانوه، لا نطلب من غير المسلمين أن يحتفوا بشعائر الإسلام، وأهل الإسلام صاروا يحتفون بشعائر المسلمين أكثر مما يحتفون بشعائر الإسلام.
هم لا يلامون وهم لا يعرفون هذا الدين إنما يلام الذي يحمل هذا الدين، فإذا اعتز المسلمون بدينهم، واستشعروا مسئوليتهم في إيصال هذا الدين للبشرية كلها استفادوا من الوسائل المتاحة اليوم من الإعلام المفتوح وسهولة التواصل بين الأمم والشعوب والتقنيات الحديثة الكثيرة المتنوعة التي صارت الأمم كلها تتنافس فيها، كل أمة تعرض عقيدتها وتنشر فكرها وثقافتها، وتحاول أن تجذب الناس إليها، والمسلمون هم أولى الناس بأن يستفيدوا من هذه الوسائل والأسباب، وأن يكملوا ما نقص عندهم من الأسباب سواء كانت أسبابًا علمية أو عملية إعلامية اقتصادية سياسية عسكرية أسباب مطلوبة، لابد منها والعالم لا يعرف إلا القوي ولا يعترف إلا بمن يملك الأسباب.
ولهذا ربنا -تبارك وتعالى- قال: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) [الأنفال: 60]، والقوة هنا تشمل قوة العلم، وقوة السلاح، وقوة الاقتصاد، وقوة الصناعة، وغير ذلك من أنواع القوة المتعددة.
وعجبًا لتقلبات الزمان حين كان المسلمون قوة حقيقية، حين كانوا يحملون العلم والمعرفة والحضارة كان الأوربيون يتباهون بالتشبه بالمسلمين، ويحاولون أن يحاكوهم في كل شيء حتى إن أحد قساوسة النصارى كتب رسالة يشتكي فيها من أحوال شباب النصارى ويقول: "إن شبابنا قد ضيعوا لغتهم، صاروا يتكلمون بالعربية، ويكتبون بالعربية، بل وينظمون الأشعار باللغة العربية، وتركوا لغتهم الأصلية حتى كانت الكتابات الرسمية في بعض المناطق في أوروبا لا تكون إلا باللغة العربية".
وكانت البعثات العلمية تأتي من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وغيرها إلى بلاد الأندلس لتدرس بالمنح المقدمة من الجامعات الإسلامية، فتأخذ من علوم المسلمين، وشاعت وانتشرت الملابس الإسلامية حتى صار كثير من نساء النصارى يتشبهن بالمسلمات في لباس الحجاب، وكان الزي العربي رمزًا للحضارة والتقدم والرقي حتى إن بعض ملوك النصارى سك عملة، وجعل فيها صورته وهو بالزي العربي إشارة إلى الرقي والحضارة.
كانت العملة الإسلامية هي العملة العالمية التي يتداولها الناس في كل مكان كالدولار اليوم، وكانت النقود تطبع وتُصك في مختلف مناطق أوروبا، ويكتب في كثير منها كتابات باللغة العربية.
وهكذا كثير من مظاهر تشبُّه الأوروبيين بالمسلمين حين وجدوا عندهم ما لم يجدوه في بلادهم انبهروا، وأعجبوا بحضارة المسلمين وما عندهم من العلم والقوة فضلاً عما عند المسلمين من الحق المبين.
حتى وصل الإسلام إلى معظم أرجاء الأرض، واليوم واجب المسلمين أن يعيدوا هذه الحضارة، وأن يحققوا هذه العالمية للإسلام، وهذا ممكن جدًّا لكن بصحة عمل لا بكثرته، ممكن جدًّا بسعي وبذل واجتهاد لا بنوم وثبات ورقاد، ممكن جدًّا لكن بهمة صادقة وعزيمة واثقة يمكن للمسلمين أن يعيدوا ما مضى من أحوالهم العظيمة وأمجادهم التليدة.
وهذا كله بأمر الله -سبحانه وتعالى- لا بد كائن ولكن لا بد من الأسباب، فإذا حمل المسلمون رسالتهم، والتفتوا إليها التفات صدق ومضوا فيها بعزيمة يسر الله -عز وجل- لهم أمورهم، وسهل لهم كل عسير وفتح لهم الأبواب، وقد قال وقوله الصدق: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7]، (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف:21].
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أحوالنا كلها..