البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

العلم قال الله قال رسوله

العربية

المؤلف عبدالعزيز بن علي الحربي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. الكتاب والسنة فقط هما مرجعا التشريع .
  2. إنكار الصحابة والأئمة التابعين للتقليد الأعمى .
  3. خطورة عدم الأخذ بالدليل .
  4. التحذير من تصديق كل شيء .
  5. نماذج لقصص وخرافات نشرت باسم الدين .

اقتباس

هذه هي الأنوار الإلهية التي يتسع لها الصدر، والتي يتسع لها القلب؛ حتى إن الدنيا لا تسع الإنسان إذا ما رأى الدليل من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكشف له مسألة من المسائل.

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، خير نبي أرسله، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين، وآل كل وصحب كل أجمعين، وأحسن الله ختامي وختامكم وختام المسلمين، وحشر الجميع تحت لواء سيد المرسلين.

أما بعد: فأوصيكم -عباد الله- بتقوى الله التي هي وصيته للأولين والآخرين، التي قال فيها -سبحانه-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا * وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا) [النساء:131-133].

كما أوصيكم بوصية رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- التي أوصى بها بعض أصحابه فقال له: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".

يا معشر الإخوة: يقول مولانا -عز وجل- في محكم تنزيله: (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) [الأعراف:3].

الأدلة من الكتاب والسنة التي هي: قال الله، قال رسوله، هي أنوار إلهية، من أخذ بها استنارت بصيرته وتنور قلبه وعقله، ومضى في صراط مستقيم. وهل كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا نورا؟ وهل كان القرآن الذي أنزله -سبحانه وتعالى- على قلب ذلك النبي إلا نورا؟ (قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [المائدة:15-16].

والناس اليوم -أيها الإخوة- في سوق حرة، في سوق مفتوحة، يبيعون ويشترون كما يشاءون، وهم فيما يتعلق بالدين وبالعقول الصحيحة يبيعون ويشترون كما يشاءون، ويقولون ما يشاءون، ويغفلون عن هذه الأنوار الإلهية التي هي: قال الله، قال رسوله.

العـِلم قال الله قال رسولـه

قال الصحـابة ليس بالتمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة

بين الرسول وبين رأى فقيه

تربية الناس على الخرافات والخزعبلات يظلم البصيرة ويطمسها طمسا، وهذا هو حال كثير من الناس في هذا الزمان، وإذا انطمست البصيرة فإن الإنسان بعد ذلك يقبل كل شيء! ليست العبرة بالبصر ولكن العبرة بالبصيرة، قد يكون بصرك حديدا ولكن البصيرة منطمسة، ألم تر إلى قول ابن عباس -رضي الله عنهما- حينما أصابه العمى وفقد بصره:

إنْ يأخُذِ اللَّهُ من عينيَّ نُورَهُما

ففِي لِسانِي وقلبي مِنْهُما نورُ

قلبي ذَكيٌّ وعَقلي غَيْرُ ذي دَخلٍ

وفي فمِي صارمٌ كالسَّيفِ مأثورُ

العبرة بالأنوار التي تكون في الداخل، فإذا عود الإنسان نفسه على آراء الرجال وأهوائهم وعلى الأقوال المجبولة كيفما كانت فإنه ينحرف عن ذلك الصراط، وبصيرته تنحرف عن المكان المضيء الذي ربانا عليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وصحابته، والرجوع إلى الله وإلى رسوله وإلى الأخذ بما قال الله وقال رسوله، لا بالأخذ بقول فلان وفلان، مهما كان ذلك الإنسان!.

وأرشدنا الله -سبحانه وتعالى- حين التنازع إلى أن نرجع إلى الله وإلى رسوله وقال: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، وقال الله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا). فكل شيء في ديننا مرده إلى الله وإلى رسوله، والجدل الحاصل في هذه الأيام في كثير من المسائل مرده إلى أناس يقولون بأفواههم ما ليس لهم به علم، ولا يأخذون بقال الله وقال رسوله، ولكنهم يأخذون بالأقوال التي قالها أناس يخطئون ويصيبون. ليس هناك أحد معصوم، الكل يخطئ ويصيب، ولا حجة لأحد بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

تحاور ابن عباس -رضي الله عنهما- مرة مع أناس في مسألة من المسائل، فقال لهم: قال الله وقال رسوله، فقال أحدهم: قال أبو بكر وقال عمر، فغضب ابن عباس -رضي الله عنهما- وقال: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء! أقول لكم: قال الله وقال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وقال عمر!"، هذا، وأبو بكر هو هو، وعمر هو هو، الشيخان على قدرهما وجلالتهما، لكن قولهما عند قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس بشيء، إلا إذا كانت تبيانا وتوضيحا لما قاله رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.

نحن لا نقدس أحداً من البشر، وليس لدينا معصوم إلا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فهو المعصوم وحده، هو آخر المعصومين من الأنبياء والرسل، فهو في هذه الأمة المعصوم وحده.

وهكذا كان الأئمة يقولون وينكرون على من قلدهم، ولا يرون التقليد، ولا يرون أن يقلدهم أحد.

وكان أبو حنيفة النعمان بن ثابت، أحد الأئمة الأربعة، يقول: "ما جاءنا عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فعلى الرأس والعين، وما جاءنا عن الصحابة تخيرنا منهم، وما جاءنا عن التابعين -وكان هو من التابعين- فهم رجال ونحن رجال، هم يفكرون ويرون ونحن نفكر ونرى".

وكان الإمام مالك، وهو أحد الأئمة الأربعة، يقول: "كل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا صاحب هذا القبر"، وأشار إلى قبر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.

وكان الإمام الشافعي، وهو أحد الأئمة الأربعة يقول: "إذا وافق قولي قول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فخذوا به، فإن خالفه فاضربوا به عرض الحائط"، وكان يقول: "إذا صح الحديث فهو مذهبي".

وكان الإمام أحمد بن حنبل، وهو أحد الأئمة الأربعة، يقول: "عجبت لأناس يعرفون الحديث والإسناد ويذهبون إلى قول سفيان وقول فلان وفلان، ألم يسمعوا قول الله -تعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63]".

وقال ابن حزم، وهو أحد الأئمة المشهورين، حينما نقل كلاما عن أناس أعرضوا عن: قال وقال رسوله إلى قول فلان وفلان، قال: "وسيردون ونرد، ويعلمون ونعلم، ولتطلن الندامة على مثل هذه العظائم". وذلك أن الخروج عن قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العظائم، وإذا فعله الإنسان عمدا فإنه على خطر عظيم.

لا تسلم عقلك ولا قلبك إلا لله ولرسوله، فإذا كانت المسألة من المسائل التي تحتاج إلى تفكير عقلي فإنك إذا كنت صاحب فطرة سوية لم يرد عليها ما يغيرها عن أصلها فسوف تصل إلى الحقيقة، وسوف يهديك الله.

وانظر إلى أناس رزقهم الله -تعالى- عقولا وذكاء كبيرا، ولكنهم انحرفوا عن الصراط المستقيم لأنهم سلموا عقولهم لفلاسفة لا يعلمون ما قال الله ولا ما قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-،  وأعملوا عقولهم في أمور لا دخل لهم فيها، ولا قبل لهم بها. ما دخْلُ العقلِ في أمور غيبية تتعلق بكيفية صفات ربنا -سبحانه وتعالى- أو في كيفية استوائه على العرش أو في أمور القبر وعذاب القبر أو في أمور الآخرة وأمور الغيب؟.

العقل له حد لا يستطيع أن يتجاوزه؛ ولهذا تمنى كثير من أولئك الفلاسفة الإسلاميين أنهم ماتوا على دين العجائز، وقالوا: ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقال، وعرفوا أنما كانوا يقرؤون ويجتهدون فيه ويصولون ويجولون ويردون على العلماء، علموا أن ذلك شيء من السفه وشيء من الجهالة، وأنه ليس من العلم في شيء؛ لأنه إدخال وإدراج للعقل فيما ليس له فيه؛ ولهذا حذر العلماء من النظر في مثل هذه الأشياء؛ لأنها لا تفيد، لا تنير البصيرة؛ بل تطمسها طمسا، إلا أن يكون هنالك إنسان يريد أن يعرف الشر حتى يتوقاه وحتى يرد عليه، فهذا أمر آخر.

أما النظر في تلك الأشياء وفي سماع مثل هذه الأشياء التي قالها من دخلت في رؤوسهم شبه كثيرة أو دخلت في قلوبهم أهواء عظيمة، فالناصحون العقلاء يرون أن يجتنب الإنسان هذه الأشياء، وما أحسن ما قاله الإمام ابن القيم في الكافية الشافية، قال فيها بعد أن ذكر طائفة من أولئك الضالين الذي خرجوا عن الصراط المستقيم وذكر كتبهم وبعض تصنيفهم، لكن نرى لك تركها حتى لا تفتح عليك مصايد الشيطان، فشباكها الله وحده عالم بها.

قال ابن القيم -رحمه الله-:

يا قوم والله العظيم نصيحة

من مشفق وأخ لكم معوان

جربت هذا كله ووقعت في

تلك الشباك وكنت ذا طيران

حتى أتاح لي الإله بفضله

من ليس تجزيه يدي ولساني

حبر أتى من أرض حران فيا

أهلا بمن قد جاء من حران

فالله يجزيه الذي هو أهله

من جنة المأوى مع الرضوان

هكذا يحذر العلماء من مثل هذه الأشياء، لا تعلق قلبك ولا نفسك ولا عقلك بأقوال الرجال مهما كانوا.

وهناك أناس أرادوا أن يحذروا من هذه الأشياء فتعصبوا لابن تيمية أو لابن حزم أو لابن القيم أو للإمام أحمد أو لغيره، كل ذلك لا يصلح، وكل ذلك ليس بسديد ولا بسليم؛ إنما الحق: قال الله قال رسوله.

هذه هي الأنوار الإلهية التي يتسع لها الصدر، والتي يتسع لها القلب؛ حتى إن الدنيا لا تسع الإنسان إذا ما رأى الدليل من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكشف له مسألة من المسائل.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يردنا إلى هذا النور، وأن يثبتنا عليه، وألا يطمس بصائرنا؛ إنه سميع الدعاء.

هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا، صلى الله عليه وآله وسلم ما اتصلت عين بنظر، وسمعت أذن بخبر.

يا معشر الإخوة: الآفة العظيمة هي تضييع العقل، وتضييع العقل في الشرع هو البعد عن كلام الله وكلام رسوله، وتضييع العقل في الأمور التي ندركها والتي نسمعها يكون بتصديق كل شيء.

والآن، كما تعلمون وكما قلت لكم، الناس في سوق حرة، هذا يتكلم في قناة، وذلك يتكلم في جوال، وذلك يرسل في "واتس"، رسائل لا يصدقها عقل، والإنسان العامي أو الجاهل لا يدري ما يسمع فيصدق كل شيء، خاصة إذا كان ذلك الذي ينشر مثل تلك الأخبار وتلك الرسائل وتلك الأقوال ممن مظهره التدين، ويلطف أخباره ويؤيدها ويجعل لها هالة من قوله: سبحان الله، الله على كل شيء قدير.

بالأمس جاءتني رسالة مفادها أن هذا الرجل الذي يتكلم يحذر من الهاتف الجوال يقول إنه وقف على حادثة بنفسه، وهذه الحادثة عبارة عن شاب تغير عقله وأصبح يسب أباه وإخوته وأصبح من المجانين، قال: فقرأت عليه فهدأ -سبحان الله- فلما قرأ عليه وهدأ سأله: ماذا صنع؟ فإذا به كان يستعمل الجوال وتأتي رسائل في "الواتس"، الحاصل، القصة طويلة، الشيء الذي انتهى إليه هذا الإنسان الضال المضل أن هذا الشاب سُحر من جهة الجوال! اتصل عليه شخص أو أرسل إليه رسالة في "الواتس" فسحره، هكذا، ويقول: سبحان الله! والله على كل شيء قدير!.

أهكذا بلغت العقول؟! نعم، هذه أشياء لا نقول إنها ظاهرة ولكنني أخشى أن تكون يوما من الأيام ظاهرة من الظواهر، فنصبح بعد ذلك كأولئك الضالين الذين ربوا أبناءهم على أشياء لا يمكن أن يصدقها عقل.

وهذا أحد الناس منا من أهل السنة يقول إنه اشترى مرة لحما ثم بعد ذلك عرض له أن يذهب إلى المسجد ليستمع إلى درس من الدروس فجلس ساعة ثم ذهب، انقلب إلى أهله وقال لامرأته اطبخي اللحم، فوضعته في قدر الضغط، فمكث ساعة فلم ينضج، وساعتين وثلاثة وبقى على ما هو عليه، فتعجب هذا الرجل وذهب يسأل أحد المشايخ وقال له: إن الأمر كذا وكذا وحصل لي كذا وكذا! فقال له: هل ذهبت إلى مكان أو إلى مسجد أو إلى أحد المشايخ؟ قال نعم، ذهبت إلى درس في أحد المساجد. قال: هذا هو السبب، أنت دخلت في روضة من رياض الجنة وكنت في الجنة في ذلك المكان، والنار لا تؤثر في اللحم الذي كان معك وأنت في المسجد، فحينما كنت في المسجد كنت في روضة من رياض الجنة، والشيء إذا كان في الجنة لا تؤثر فيه النار أبدا!.

ثم يقول: سبحان الله! ويقول: إن الله على كل شيء قدير! ولو كنت أعرفه لقلت: هات هذا اللحم واذهب إلى المسجد الحرام وامكث في الحرم ساعة وسأطبخها لك في ربع ساعة يا كذاب!.

يكذبون على الناس باسم الدين! لهداية الناس؟! من أجل أن يرغب الناس في الجنة؟ لا والله ليس هذا بسبيل مستقيم، نحن في غنية عن هذه الخرافات والخزعبلات.

احذروا -أيها الإخوة- من تصديق كل شيء، لا تسلموا عقولكم لكل احد، الله أعطاكم أعظم شيء وأعظم جوهر، العقل الذي هو مناط التكليف الذي تعرف به الأشياء، والذي تميز به الأشياء، وهو نور قذفه الله -تعالى- في بدنك، فإياك أن تفرط فيه! فإن العقل إذا تعود على مثل هذه الأشياء أصبح بعد ذلك يصدق كل شيء. وهل خرج الباطنية عن الصراط المستقيم إلا لقبول قلوبهم لمثل هذه الأشياء، وتصديق مثل هذه الأشياء، حتى انطمست بصائرهم؟.

فكن على حذر أيها المسلم، وإنك حتى لو كنت من العامة الذين لم يدرسوا ولم يأخذوا شهادات إذا نقيت فطرتك وعودت نفسك على الأخذ بالدليل، وبقال الله وقال رسوله ومنعت أن يصدق عقلك كل شيء إلا بدليل حسي أو بدليل عقلي بشيء من الواقع، أما الخروج عن المألوفات وعن الحقائق باسم أن الله على كل شيء قدير، فهذا ليس بصحيح، نعم، إن الله على كل شيء قدير؛ ولكنه لا يغير سننه! (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الأحزاب:62].

العجيب أن هذه الرسالة التي أرسلت في المجموعة صدقها بعض الأساتذة وهم في الجامعة! صدقوا مثل هذه الأشياء وقالوا: إن الله على كل شيء قدير!.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يسلمنا، وان ينقي بصائرنا وأسماعنا وقلوبنا، وأن يعلق قلوبنا به؛ إنه سميع الدعاء.