الرقيب
كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...
العربية
المؤلف | عبدالباري بن عواض الثبيتي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
تذبُلُ الهِمَم حين تنغمِسُ في اهتماماتٍ تافِهة، تتَّخذُ مناحيَ شتَّى؛ منها: توثيقُ التفاهات، وجلبُ البذاءَات في مقاطع مَهينة، والسعيُ لبَثِّها عبرَ وسائل التواصل الاجتماعي، طلبًا لشهرة زائِفة، وتصويرُ أحداثٍ لها قيمة لها، بل تضرُّ ولا تنفَع، وتُفسِد ولا تُصلِح، وتُشوِّهُ سيرةَ فاعِلها، وتكشِفُ سوءَاته، حين يظهرُ في لباس قَبيح، أو كلامٍ بذيءٍ، أو سلوكٍ مَشين، أو في وضعٍ يحتقِرُه العُقلاء، ويشمئِزُّ منه أصحابُ المروءات. وفي ذلك إساءةٌ لدينِه ووطنِه وأمَّتِه.
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ للهِ الذي عصَمَ القلوبَ من الضلالِ ومساربِ التفاهَة، أحمدُه - سبحانه - وأشكُره، على كلِّ خيرٍ وفضلٍ وزيادة، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، غَمرَ النفوسَ بالإيمانِ والسعادة، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه القدوةُ المُثلى في الحكمِ والقيادة، صلَّى الله عليه وعلى آلهِ وصحبِه الذين قادُوا الأمةَ للسيادةِ والريادة.
أما بعدُ: فأُوصِيكم ونفسي بتقوَى الله، قال اللهُ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
ربَّى الإسلامُ بحكَمِه وأحكامِه، وقِيَمِه وآدابِه على علوِّ الهمةِ وجلالةِ الاهتمامات، التي تجعلُ حياةَ المسلم تسمُو، وأهدافَه تزدادُ رسُوخًا، وأفعالَه بنَّاءةً مُثمِرة، لتتميَّزَ شخصيَّتُه، ويترفَّع عن التُّرهَات والتفاهَات، ويُواجِهها بالعمل الجادِّ، والطُّمُوح الراقِي، الذي يُنَمِّي العُمر بالبناءِ والإنجازِ والعطاء.
هذه السِّماتُ لا تتغيَّرُ بتغيُّر الأزمنةِ والعصور، ولا يحيدُ المسلمُ عنها، مهما تنوَّعت الوسائِلُ، واختلَفَت تقنِياتُ العصر.
قال عمرُ بن عبد العزيز - رحمه الله -: "إن لي نفسًا توَّاقةً، ما نالَت شيئًا إلا اشتَهَت ما هو خيرٌ منه، اشتَهَيتُ الإمارةَ، فلما نِلتُها اشتَهَيتُ الخلافةَ، فلما نِلتُها اشتَهَيتُ ما هو خيرٌ منها، وهو الجنَّة، وأرجُو أنْ أنالَها".
هذَّب الإسلامُ سلوكَ المُسلم عن الخوضِ في سفاسِفِ التُّرهات، وأوحالِ التفاهَات، إلى نَيلِ الغاياتِ النبيلة، وبلوغِ الاهتماماتِ الرفيعة، وربَطَه بالعبودية لله - سبحانه -، التي هي أعظمُ مقام، وأجلُّ مَقصِد، والتي هي منارُ الطريقِ ومحورُ الأعمال، ومُنطلق الاهتمامات.
تصرِفُ التُّرَّهات والتفاهَات الإنسانَ عن معالي الأمور، وتقتُلُ فيه روحَ المسؤولية، وتُضعِفُ روحَ العمل، فلا يُرتجى منه نفعٌ، ولا يُؤمِن ضرَرُه.
تَهبِطُ النفوسُ الشارِدةُ عن مُثُلها وأهدافِها العالية، فتجعَلُ وقتَها كلَّه لهوًا، وجُلَّ أيامها فوضَى، كما تُضيِّع الواجِبات، وتغدُو الحياةُ عاطلةً رخيصةً.
تذبُلُ الهِمَم حين تنغمِسُ في اهتماماتٍ تافِهة، تتَّخذُ مناحيَ شتَّى؛ منها: توثيقُ التفاهات، وجلبُ البذاءَات في مقاطع مَهينة، والسعيُ لبَثِّها عبرَ وسائل التواصل الاجتماعي، طلبًا لشهرة زائِفة، وتصويرُ أحداثٍ لها قيمة لها، بل تضرُّ ولا تنفَع، وتُفسِد ولا تُصلِح، وتُشوِّهُ سيرةَ فاعِلها، وتكشِفُ سوءَاته، حين يظهرُ في لباس قَبيح، أو كلامٍ بذيءٍ، أو سلوكٍ مَشين، أو في وضعٍ يحتقِرُه العُقلاء، ويشمئِزُّ منه أصحابُ المروءات. وفي ذلك إساءةٌ لدينِه ووطنِه وأمَّتِه.
التمادِي في هذه التفاهات صَدعٌ في الأخلاق، ونقصٌ في العقل، وتُعبِّرُ عن جهلٍ في مفهومِ الحياة، وسطحيَّةٍ في التفكير، وتخلُّفٍ عن رَكبِ العلمِ والمعرفة، كما أنها تقتُلُ الإرادةَ، وتُضعِفُ التنمية، وتجُرُّ إلى مفاسد اجتماعية وأسرية، ومن هبَطَ بفكره إلى الاهتمامات التافِهة عظَّمَ الهوَى، واستهانَ بحُرُماتِ الله، وتدنَّس قلبُه، وانتكَسَت فِطرتُه، ولا يخفَى على عاقلٍ أن سببَ ذُلِّ الأمة وهوانِها على الله وعلى خلقِه: انتِهاكُ حُرُمات الله، قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) [الحج: 30].
الاستِسلامُ للتُّرَّهاتِ والتفاهَات يُفضي إلى عدمِ مُبالاة المرء بالناس، والمُجاهَرة التي تقتلُ الحياء، وهو ما حذَّر منه رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - في قوله: «كلُّ أمَّتي مُعافى إلا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ: أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملاً، ثُمَّ يُصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ: يا فلانُ! عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ».
الله سبحانه سِتِّير، يسترُ العبد يوم القيامة، ويجعلُ سِترَه لمن أذنبَ ولم يُجاهِر، يقولُ رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ -: «إن اللهَ يُدْنِي المؤمنَ، فيَضَعُ عليه كنفَه ويَسْتُرُه، فيقولُ: أتَعْرِفُ ذنبَ كذا؟ أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا؟ فيقول: نعم، أَيْ ربِّ، حتى إذا قرَّرَه بذنوبِه، ورأى في نفسِه أنه هلَكَ، قال: ستَرْتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفِرُها لك اليوم، فيُعْطَى كتابُ حسناتِه».
الاهتِمامُ بالتوافِه ومُتابَعة التافِهين تجعَلُنا نصنعُ منهم رمُوزًا يتصدَّرُون المشهدَ، وهم أقزام، وندفَعُهم للشُّهرة بتسويقِنا لأعمالِهم المَشِينة، ومشاهدِهم الوَضيعة، ونفسَحُ لهم المجال لإفسادِ الذَّوقِ العام، وهدمِ الأخلاق، وصَرفِ الناسِ عن الارتِقاءِ في ميادينِ النجاحِ والتنمية.
والأدهَى أن يغترَّ أولئك التافِهون بشُهرتِهم، فيتقَحَّمون مسائِل لا يفقَهُونها، وعلُومًا لا يملِكُون بديهياتِها، فمُتصدِّر يُفتِي في أحكامِ الشرعِ والدين عن جهلٍ وهوَى، ومُتصدِّرة تُقلِّلُ من شأنِ الحجاب وتسخَر منه، وثالثٌ يستهزِئُ بتعاليم الإسلام وأحكامه، ورابِعٌ ينهَشُ عِرضَ وُلاة الأمر، وخامسٌ ينتقِصُ العلماءَ والدعاةَ وطلبةَ العلمِ، وقديمًا قال: إذا خرج الماءُ من الإناء ملأَه الهواء.
من تتبَّع التفاهةَ والتافِهين أفسَدَ يومَه بالجدل، وإيمانَه بالنقص، وخُلُقه بنشر الإشاعات، وأضَرَّ مجتمعه بنشرِ الأراجيفِ وزعزَعةِ الأمن. وكم أحدَثَت هذه التفاهات فُرقةً لا تنجبِر، وعداوةً لا تندمِل.
حُبُّ الشهرةِ داءٌ خفِيٌّ، وإذا سيطَرَ على فكر المرء، أزَّه إلى تبريرِ كل وسيلة، وقفَزَ به فوقَ كلِّ قيمة، وجعَلَ على قلبِه غِشاوةً لا يُبصِرُ معها مكامِنَ الخيرِ ونورِ الحقِّ، لذا حذَّر الشرعُ من حُبَّ الشهرةِ والمظاهر التي تُعاني منه النفوسُ المريضة بالرياء المُحبِط للأعمال.
قال - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ -: «من لَبِس ثوبَ شُهرَةٍ، ألبَسَهُ اللهُ يومَ الْقيامَةِ ثوبَ مَذَلَّةٍ».
وسيُفيق المُنشغلُ بالتوافِه بعد زمنٍ وقد جاوزَه الناجِحُون، وارتَقَى عنه الجادُّون، وعلا المُشمِّرون، وحينئذٍ سيعُض أصابعَ الندم حين يرى نفسَه في سُباتٍ عميق، وسرابٍ خادع، يُراوِحُ مكانَه، وقد أسقطه جهلُه، وفاتَ الأوان، ولاتَ حين مندَم.
المسلمُ - عباد الله - صاحبُ رسالةٍ في الحياة، ينأَى بنفسه عن وَحَل التوافِه والتُّرَّهات، بعلوِّ همتِه، وبذلِ الأوقات فيما يُرضِي الله، وينفعُ دينَه ووطنَه وأمَّتَه بالعلمِ النافعِ والعملِ الصالح.
ولقد جاءَت وصايَا الإسلامِ الجامِعة في حمايةِ المجتمعِ من آثارِ السلوكيات المُنافيةِ لمبادئِ الأخلاق، قال - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ -: «إنَّ اللهَ كريمٌ يحبُّ الكرمَ ومعاليَ الأخلاقِ، ويُبغِضُ سفْسَافَها».
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ ما تسمعون، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلَّ ذنبٍ، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمدًا لا مُنتهَى له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ربَّ لنا سِواه، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفِيُّه ومُجتبَاه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ومن اهتَدى بهُداه.
أما بعدُ: فاتَّقُوا الله حقَّ التقوى، وراقِبُوه في السرِّ والنجوى.
الأسرةُ - عبادَ الله - هي الحصانةُ الأولى في مُقاومةِ الاهتماماتِ التافهة، بتمثُّل السلوك الحسَن والقُدوة الصالحة، وتهيِئة محاضِن بناء الهِمَم، ورَسمِ أهدافِ الصعودِ إلى القمَم.
والإعلامُ يضطلِعُ بمسؤوليةٍ لا يُستهانُ بها، في تجفيفِ منابعِ التفاهَة والتافِهين، وسدِّ منافذِهم، وأبرزُ الوسائل لذلك: الالتزامُ بثوابت العقيدة، وبناءُ المُثُل العُليا.
ولشبابِنا المبارك دورٌ في وَأدِ التوافِه، بعدم نشرِها والترويجِ لها، والإنصاتِ لأبواقها.
أما الفتاةُ المسلمة، فحياؤها مصدرُ عزِّها وجمالها، والاستِرسالُ في سرادِيب التفاهة، مُنحدرٌ خطيرٌ، وشرٌّ مُستطيرٌ.
قال رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ -: «الحياءُ والإيمانُ قُرِنا جميعًا، فإذا رُفِع أحدُهما رُفِع الآخرُ».
وقال اللهُ تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) [الأحزاب: 32].
ويقِي المسلمُ نفسَه من التُّرَّهات والتوافِه بدوامِ استحضارِ لِقاءِ الله الذي يُحصِّنُه من فضول النظر، وفضول السماع، وفضول الكلام، وفضول الخُلطة. كما أن دوام مُراقَبة الله تجعلُ العبد يتعلَّقُ بجاهِ الله، الذي يعلُو على حُبِّ الشهرة والظهور.
وميزانُ الآخرة غيرُ ميزان الدنيا، قال الله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ) [الواقعة: 1- 3].
ألا وصلُّوا - عبادَ الله - على رسولِ الهُدى، فقد أمَرَكم الله بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما صلَّيتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وبارِك على محمدٍ وأزواجه وذريتِه، كما باركتَ على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.
اللهم كُن للمسلمين المُستضعَفين في كل مكان، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم كُن للمسلمين في حَلَب، وفي الشام، وفي الموصل، وفي العراق، وفي فلسطين، وفي كلِّ مكانٍ يا رب العالمين، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، اللهم إنهم مظلُومون فانتصِر لهم، اللهم إنهم مظلُومون فانتصِر لهم.
اللهم من أرادَهم بسُوءٍ فاجعل كيدَه في نحره، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميع الدعاء، اللهم شتِّت شَملَ أعدائهم، وفرِّق جمعَهم، واجعل الدائرة عليهم يا رب العالمين.
اللهم مُنزِل الكتاب، مُجرِي السحاب، هازِمَ الأحزاب، اهزِم أعداء المسلمين، وانصُرهم عليهم يا رب العالمين، يا قوي يا متين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ، ونعوذُ بك من النار.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأَصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخيرِ وخواتِمَه وجوامِعَه، وأوَّلَه وآخرَه، وظاهرَه وباطنَه، ونسألُك الدرجاتِ العُلَى من الجنةِ يا ربَّ العالمين.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدَى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شَاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهين مُنِيبِين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، وسدِّد ألسنَتَنا، واسلُل سَخيمةَ قلوبِنا.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءَةِ نقمتِك، وجميعِ سخَطِك.
اللهم ارحَم موتَانا، واشفِ مرضَانا، وتولَّ أمرنا، واختِم لنا بخيرٍ يا رب العالمين.
اللهم أصلِح لنا شأنَنا كلَّه، ولا تكِلنا إلى أنفُسِنا طَرفةَ عين.
اللهم إنا نسألُك حُسنَ الختام، والعفوَ عما سلَفَ وكان.
اللهم ابسُط علينا من برَكاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك.
اللهم إنا نسألك يا الله، بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، اللهم أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم سُقيَا رحمةٍ لا سُقيا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ.
اللهم وفِّق إمامَنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعملِ بكتابِك، وتحكيمِ شرعِك يا رب العالمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكُروا الله يذكُركُم، واشكُروه على نِعَمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.