الجميل
كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...
العربية
المؤلف | عبد الله بن علي الطريف |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان |
الرياح خلق من خلق الله -تعالى- لا يراها البشر، ولكنهم يحسونها، ويرون أثرها، تكون رحمة وتكون عذابا بأمر خالقها ومدبرها، جل في علاه، وهي من أعظم الآيات الدالة على عظمته وقدرته، ووجوب إخلاص العبادة له وحده لا شريك له؛ ولذا جاء في معرض ذكر آيات الله -تعالى- الدالة على ربوبيته وألوهيته ذكر الرياح وتدبيرها: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الجاثية:5].
الخطبة الأولى:
أيها الإخوة: جاء في كتاب الله العزيز ذكرٌ للرياح والريح في مواطن متعددة، والرياح جمع، وهي تأتي مع الرحمة مبشرات, حاملات, مرسلات, ناشرات, ذاريات, لواقح...
وجاء القرآن الكريم ليبين أن الرياح بيد الله الواحد القهار، وأنها مسخرة بإذنه، متناسقة مع باقي الـمُسَخَرَات، وتسير بنظم ثابتة مع ما خلق الله في هذا الكون ليؤازر بعضه بعضًا، يقول الله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة:164]. قال الشيخ السعدي: وفي (تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) باردة وحارة، وجنوبا وشمالا وشرقا ودبورا وبين ذلك، وتارة تثير السحاب، وتارة تؤلف بينه، وتارة تلقحه، وتارة تدره، وتارة تمزقه وتزيل ضرره، وتارة تكون رحمة، وتارة ترسل بالعذاب.
فمَن الذي صرفها هذا التصريف، وأودع فيها من منافع العباد ما لا يستغنون عنه، وسخرها ليعيش فيها جميع الحيوانات، وتُصلحُ الأبدان والأشجار، والحبوب والنوابت، إلا العزيز الحكيم الرحيم، اللطيف بعباده، المستحق لكل ذل وخضوع، ومحبة وإنابة وعبادة.
ويقول -سبحانه-: (وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الجاثية:5].
وختم الله -تعالى- الآيتين في الموضعين بقوله: (آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)، فَالْمَعْنَى أَنَّ فِي ذَلِكَ آيَاتٍ لِلَّذِينَ سَجِيَّتُهُمُ الْعَقْلُ، وَهُوَ تَعْرِيضٌ بِأَنَّ الَّذِينَ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِآيَاتِ ذَلِكَ لَيْسَتْ عُقُولُهُمْ بِرَاسِخَةٍ، فلو عقلوا؛ لانتهوا إلى الحقيقة التي يريدها الله، فللعقل هنا عمل، وله في هذا الميدان مجال.
أيها الإخوة: وللرياح أحكام ينبغي لنا معرفتها، منها:
أولاً: إذا عصفت الريح سُنّ للمسلم أن يقول ما حدثت به عَائِشَةُ، زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم- إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ -أي: اشتد هبوبها- قَالَ: "اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ". قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ -أي: تغيمت وتهيأت للمطر- تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ -أي: انكشف عنه الهم- فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: "لَعَلَّهُ، يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا)" [الأحقاف:24]. رواه مسلم.
وعَنْ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم- إِذَا اشْتَدَّتِ الرِّيحُ قَالَ:"اللَّهُمَّ لَقْحًا لا عَقِيمًا". أي: ريحاً مُلْقِحَة للسحاب. رواه ابن حبان وحسنه الألباني.
وإذا تعددت الأذكار عن النبي -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم- في الموضع الواحد فالسنة أن يقول هذا تارة، وذاك تارة أخرى...
ومن الأحكام -كذلك- لا يجوز سب الريح؛ لحديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ -أي: من الريح، إما شدة حرها أو بردها أو قوّتها- فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ" رواه الترمذي وصححه الألباني. أي: لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضرر بسببها؛ فإنها مأمورة مقهورة فلا يجوز سبها، بل تجب التوبة عند التضرر بها، وهو تأديب من الله -تعالى- لعباده، وتأديبه رحمة للعباد؛ فلهذا جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يَقُولُ: "الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا". أي: رحمته. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وصححه الألباني.
وكونها قد تأتي بالعذاب لا ينافي كونها من رحمة الله فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-،أَنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، فَلَعَنَهَا, فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "لَا تَلْعَنْهَا؛ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ" رواه الترمذي وصححهَ الألبانيُّ.
وقال الإمام الشافعي -رحمه الله-: "لا ينبغي شتم الريح؛ فإنها خلق مطيع لله، وجند من جنوده، يجعلها الله رحمة إذا شاء، ونقمة إذا شاء".
أسأل الله أن يرزقنا بركة الرياح، ويجنبنا شرها. وصلى الله وسلم على نبينا محمد...
الخطبة الثانية:
أيها الإخوة: الرياح خلق من خلق الله -تعالى- لا يراها البشر، ولكنهم يحسونها، ويرون أثرها، تكون رحمة وتكون عذابا بأمر خالقها ومدبرها، جل في علاه، وهي من أعظم الآيات الدالة على عظمته وقدرته، ووجوب إخلاص العبادة له وحده لا شريك له؛ ولذا جاء في معرض ذكر آيات الله -تعالى- الدالة على ربوبيته وألوهيته ذكر الرياح وتدبيرها: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الجاثية:5]
والريح آية في حال كونها رحمة من الله -تعالى- يرحم بها عباده: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) [الرُّوم:46]، وفي الآية الأخرى: (أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [النمل:63].
كما أن الريح آية عظيمة من آيات الله -تعالى- في حال كونها عذابا؛ فقد عدد الله -عز وجل- جملة من آياته الدالة على قدرته -سبحانه-، وذكر منها آية إهلاك عاد بالريح، فقال: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ العَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) [الذاريات:42].
أيها الإخوة: وللرياح منافع عظيمة لأهل الأرض، وبفقدها تموت الأرض ومن عليها؛ فالرياح هي سبب الغيث المبارك بأمر الله -تعالى-، وهي البشرى بين يديه: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا) [الفرقان:48].
والرياح هي التي تسوق السحب في السماء أمثال الجبال إلى حيث يأمر الله -تعالى-، فيسقي به من يشاء من عباده: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ المَاءَ) [الأعراف:57].
والرياح تلقح السحب بأمر الله -تعالى- فينزل الماء، وتلقح الزرع والشجر فيهتز خضرا مثمرا، وتنقل البذور من أرض إلى أرض حتى إذا سُقيت اكتست خضرة وربيعا، ومهما عمل البشر وبكل إمكانياتهم فهم أعجز من أن يزرعوا صحارى تمتد مد النظر فتكون بساطا أخضر بأنواع النبات الطيب في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن الرياح تفعل ذلك بأمر الله -تعالى- وقدرته وتدبيره (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر:22]، قال عبيد بن عمير الليثي -رحمه الله تعالى-: يبعث الله -تعالى- المثيرة فتقم الأرض قما، ثم يبعث الله -تعالى- الناشئة فتنشئ السحاب، ثم يبعث الله -تعالى- المؤلفة فتؤلف بينه، ثم يبعث الله -تعالى- اللواقح فتلقح السحاب..
أيها الإخوة: والرياح جند من جند الله -تعالى- يسخرها -سبحانه- لقوم ساكنةً طيبةً، تجري بها فلكهم في البحار حيث يريدون، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) [الروم: 46]
وفي لحظة يأمرها الله -عز وجل-، فتتحرك بعد السكون، وتتحول من ريح طيبة هادئة إلى عاصفة تكاد تغرقهم؛ ولذلك حذر الله -تعالى- العباد من الكفر به، وأمن مكره، وهددهم بريح تغرقهم: (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ) [الإسراء:69].
أيها الأحبة: ولما كانت الريح من جند الله -تعالى- فإنه -سبحانه- سخرها لبعض رسله؛ كما سخرها لسليمان -عليه السلام-: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ) [ص:36].
ونصر الله -تعالى- بالريح هودا -عليه السلام-، وأهلك بها عادا لما كذبوا: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا) [فصِّلت:16]، (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ) [القمر:19-20].
قال السعدي -رحمه الله-: "كأن جثثهم بعد هلاكهم مثل جذوع النخل الخاوي الذي أصابته الريح فسقط على الأرض، فما أهون الخلق على الله إذا عصوا أمره!". وقال ابن كثير -رحمه الله-: "جعلت الريح تضرب بأحدهم الأرض فيخر ميتًا على أم رأسه، فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة كأنها قائمة النخلة إذا خرت بلا أغصان".
ونُصِر رسول الله -صَلّى اللهُ عليهِ وسلَّم- بالريح في أعسر موقف أحاط بالمسلمين، لما حاصرت جموع المشركين المدينة في غزوة الأحزاب، ففرقت الريح جموعهم، وفكت تحالفهم، وصدعت أحزابهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) [الأحزاب:9]. قال مجاهد -رحمه الله تعالى-: "سلط الله -تعالى- عليهم الريح فكفأت قدورهم، ونزعت خيامهم حتى أظعنتهم".
ونرى كل حين ما تفعل الريح بأمر الله -تعالى- في الأعاصير حين تحرك البحر فتخرج أمواجه العاتية أمثال الجبال لتضرب مدنا ساحلية فتغرقها، وتطمر جزرا كاملة، وتهلك بشرا كثيرا، وتتلف مالا كبيرا، وتخلف خرابا عظيما في بلدان كانت قبل الريح عامرة متحركة، تدب الحياة في أرجائها، ويأتيها البشر من كل مكان؛ لجمال أرضها، وصفاء أجوائها، وحسن سواحلها، وفي غمضة وإفاقتها أضحت موحشة يبابا، لا ساكن فيها ولا زائر، فسبحان من خلق الريح لها! وسبحان من سخرها عليها! وسبحان من أمرها ففعلت فعلها، فأهلكت من أهلكت بأمر ربها، ونجا من نُجِّي منها!.
نسأل الله -تعالى- العافية من سخطه ونقمته.