البحث

عبارات مقترحة:

الملك

كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...

الرقيب

كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

أيها المسافر إلى بلاد الكفر .. سل نفسك

العربية

المؤلف أحمد شريف النعسان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. طريق الحق واحد وطرق الباطل متعددة .
  2. أسئلة يجب الوقوف عندها قبل السفر إلى بلاد الكفار .

اقتباس

قُولُوا لِكُلِّ مَن سَافَرَ إلى بِلادِ الكُفْرِ, أَو يُفَكِّرُ في السَّفَرِ إِلَيْهَا: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ, سَلْ نَفْسكَ هذهِ الأَسْئِلَةَ: هَلْ سَفَرُكَ إلى بِلادِ الكُفْرِ فِيهِ سُلُوكٌ للطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ الذي يُوصِلُكَ إلى مَرْضَاةِ اللهِ -تعالى- وإلى جَنَّتِهِ؟ أَمْ أَنَّكَ سَافَرْتَ لِتَجِدَ هُنَاكَ مَن يَدْعُوكَ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؟! وَأَنْتَ تَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ بِأَنَّ...

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فيا عِبَادَ اللهِ: سُبُلُ البَاطِلِ وطُرُقُهُ كَثِيرَةٌ لا تَكَادُ تُحْصَرُ, والطَّرِيقُ إلى الله -تعالى- وَاحِدَةٌ لا تَعَدُّدَ فِيهَا, وَهِيَ صِرَاطُهُ المُسْتَقِيمُ الذي نَصَبَهُ مُوصِلاً لِمَنْ سَلَكَهُ إِلَيْهِ وإلى رِضْوَانِهِ وجَنَّاتِهِ, قَالَ تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153] فَوَحَّدَ سَبِيلَهُ لأَنَّهُ في نَفْسِهِ وَاحِدٌ لا تَعَدُّدَ فِيهِ, وجَمَعَ السُّبُلَ المُخَالِفَةَ لَهُ؛ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ مُتَعَدِّدَةٌ, وعلى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ؛ كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: "خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ- خَطَّاً, ثُمَّ قَالَ: "هَذَا سَبِيلُ اللهِ" ثُمَّ خَطَّ خُطُوطَاً عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ, ثُمَّ قَالَ: "هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ, عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ" ثُمَّ قَرَأَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].

يَا عِبَادَ اللهِ: قُولُوا لِكُلِّ مَن سَافَرَ إلى بِلادِ الكُفْرِ, أَو يُفَكِّرُ في السَّفَرِ إِلَيْهَا: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ, سَلْ نَفْسكَ هذهِ الأَسْئِلَةَ:

أولاً: هَلْ سَفَرُكَ إلى بِلادِ الكُفْرِ فِيهِ سُلُوكٌ للطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ, الذي يُوصِلُكَ إلى مَرْضَاةِ اللهِ -تعالى- وإلى جَنَّتِهِ؟ أَمْ أَنَّكَ سَافَرْتَ لِتَجِدَ هُنَاكَ مَن يَدْعُوكَ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؟! وَأَنْتَ تَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ بِأَنَّ تِلْكَ البِلادِ قَد اجْتَمَعَتْ كَلِمَتُهَا على مُحَارَبَةِ اللهِ -تعالى- وَرَسُولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ-؟

ثانياً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ: إذا أَدْرَكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ في هذا السَّفَرِ, هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّكَ مُنْدَرِجٌ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [النساء: 100] فَهَلْ أَنْتَ بِسَفَرِكَ هذا خَرَجْتَ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ, وَقُلْتَ كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلامُ-: (إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي) [العنكبوت: 26] هَلْ أَنْتَ تَشَمُّ هُنَاكَ بِشَكْلٍ عَامٍّ رَائِحَةَ الإِسْلامِ؟

ثالثاً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ, إلى أَيْنَ أَنْتَ مُسَافِرٌ؟ ومِنْ أَيْنَ أَنْتَ مُسَافِرٌ؟ هَلْ نَسِيتَ حَدِيثَ قَاتِلِ مِئَةِ نَفْسٍ, الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-أَنَّ نَبِيَّ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ- قَالَ: "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسَاً, فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ, فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ, فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسَاً, فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا؛ فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً. ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ, فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ, فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ, فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ, وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا, فَإِنَّ بِهَا أُنَاسَاً يَعْبُدُونَ اللهَ, فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ, وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ, فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ. فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبَاً مُقْبِلَاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ. وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرَاً قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ, فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ, فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ, فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ. فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ, فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ" هَلْ أَنْتَ مُسَافِرٌ من أَرْضِ مَعْصِيَةٍ إلى أَرْضِ طَاعَةٍ تَطْلُبُ من أَهْلِهَا العَوْنَ لَكَ على طَاعَةِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- أَم العَكْسُ؟

رابعاً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ, هَلْ تَعْلَمُ بِأَنَّكَ سَافَرْتَ من بَلَدٍ أَضَافَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ- إلى نَفْسِهِ الشَّرِيفَةِ؟ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا" [رواه الإمام البخاري عَن ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُما-] إلى بَلَدٍ أَعْلَنَ حُكَّامُهُ الحَرْبَ على اللهِ وَرَسُولِهِ؟

لَقَد سَافَرْتَ مِن بَلَدٍ جَاءَ فِيهِ في الأَثَرِ الذي رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: "قَسَّمَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- الْخَيْرَ فَجَعَلَهُ عَشَرَةَ أَعْشَارٍ، فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَعْشَارٍ بِالشَّامِ، وَبَقِيَّتَهُ فِي سَائِرِ الأَرْضِ، وَقَسَّمَ الشَّرَّ، فَجَعَلَهُ عَشَرَةَ أَعْشَارٍ، فَجَعَلَ جُزْءَاً مِنْهُ بِالشَّامِ، وَبَقِيَّتَهُ فِي سَائِرِ الأَرْضِ".

لَقَد سَافَرْتَ مِن بَلَدٍ قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ-: "بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ, فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ, أَلَا فَالْإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ" [رواه الإمام أحمد عَن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُما-]، وقَالَ فِيهِ: "عُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ" [رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ سَلَمَةَ بن نُفَيْلٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-].

أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ: إِنْ قُلْتَ لِي: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: "عَلَيْكَ بِالْهِجْرَةِ, فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهَا" أَقُولُ لَكَ: أَكْمِلِ الحَدِيثَ الشَّرِيفَ، بَل اقْرَأ الحَدِيثَ من أَوَّلِهِ، روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ: أَنَّ أَبَا فَاطِمَةَ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ نَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَنَعْمَلُهُ؟ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالْهِجْرَةِ, فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهَا" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ نَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَنَعْمَلُهُ. قَالَ: "عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ نَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَنَعْمَلُه؟ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ, فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ نَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَنَعْمَلُهُ؟ قَالَ: "عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ, فَإِنَّكَ لا تَسْجُدُ للهِ سَجْدَةً إِلا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً, وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً" فَهَلْ سَفَرُكَ إلى هُنَاكَ من أَجْلِ الاسْتِقَامَةِ على دِينِ اللهِ, وكَثْرَةِ السُّجُودِ؟

خامساً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ: هَلْ نَسِيتَ حَدِيثَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ- الذي رواه الإمام أحمد والطَّبَرَانِيُّ عن خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ-: "أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي الْأَرْضِ, يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ, وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ, وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمَّاً أَوْ غَيْظَاً أَوْ حُزْنَاً" فَهَلْ سَافَرْتَ إلى بَلَدٍ ظَهَرَ مُؤْمِنُوهَا على مُنَافِقِيهَا؟

سادساً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ, هَلْ أَنْتَ مُسَافِرٌ لِتُلْقِيَ هُنَاكَ مَا عِنْدَكَ, أَمْ سَيُلْقَى عَلَيْكَ؟ وَهَلْ هُنَاكَ عَقِيدَةٌ سَلِيمَةٌ؟ وَهَلْ هُنَاكَ أَخْلاقٌ فَاضِلَةٌ مَرْضِيَّةٌ كَامِلَةٌ؟

سابعاً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ, وَأَنْتَ صَاحِبُ القُوَّةِ والعِلْمِ والمَالِ سَتَكُونُ في خِدْمَةِ مَنْ, مِنْ خِلالِ عِلْمِكَ وقُوَّتِكَ ومَالِكَ؟

ثامناً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ, لِمَنْ تَدَعُ وَالِدَيْكَ, ومَحَارِمَكَ, والضُّعَفَاءَ, وأَصْحَابَ الحَاجَةِ؟ لِمَنْ تَدَعُ وَالِدَيْكَ, وأَنْتَ تَقْرَأُ قَوْلَ اللهِ -تعالى-: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَاً) [الإسراء: 23 - 24] لِمَنْ تَدَعُ زَوْجَتَكَ وأَوْلادَكَ؟ لِمَنْ تَدَعُ طُلَّابَكَ وعُمَّالَكَ؟ لِمَنْ تَدَعُ المَرْضَى والفُقَرَاءَ؟

يَا عِبَادَ اللهِ: في الخِتَامِ: أُنَاشِدُ أَهْلَ هذا البَلَدِ مِمَّنْ هُوَ دَاخِلَ القُطْرِ من حُكَّامٍ ومَحْكُومِينَ, وَمَنْ هُوَ خَارِجَ البَلَدِ ومَا زَالَ يَنْفُخُ في النَّارِ, أُخَاطِبُ الجَمِيعَ وَأَقُولُ: اتَّقُوا اللهَ -تعالى- في شَبَابِنَا, وفي رِجَالِنَا, وَكُونُوا عَوْنَاً لَهُم على البَقَاءِ في هذهِ البِلادِ المُبَارَكَةِ بِحِكْمَتِكُم, وإلا فالجَمِيعُ مَسْؤُولٌ عَن عَقِيدَةِ وَسُلُوكِ هؤلاءِ إذا انْحَرَفُوا.

يَا عِبَادَ اللهِ: يَا أَهْلَ هذا البَلَدِ في الدَّاخِلِ والخَارِجِ, كُونُوا عَوْنَاً للشَّبَابِ على شَيَاطِينِ الإِنْسِ والجِنِّ, ولا تَكُونُوا عَوْنَاً لِشَيَاطِينِ الإِنْسِ والجِنِّ عَلَيْهِم؟

اللَّهُمَّ يَا فَارِجَ الهَمِّ, يَا كَاشِفَ الغَمِّ احْفَظْنَا جَمِيعَاً، آمين.