البحث

عبارات مقترحة:

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا

العربية

المؤلف عبد الله بن محمد الطيار
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. فضائل شهر شعبان .
  2. أهمية الأخوة والترابط بين المسلمين .
  3. ذم التفرق والتخاذل بين المسلمين .
  4. الحث على تعميق أواصر المودة بين المسلمين .
  5. التحذير من الأيادي الخبيثة التي تمكر ببلاد المسلمين. .

اقتباس

فالمؤمنُ كالبنيانِ لا يستقلُّ بأمورِ دينهِ ودنياه، ولا تقومُ مصالحُه إلا بالمعاونةِ، والمعاضدةِ بينه وبين إخوانِه، فإذا لم يحصلْ هذا وانشغلَ كلُّ واحدٍ بنفسِه فإنَِّ ذلك مؤذنٌ بتفككِ المجتمعِ والأمةِ، وكم رأينا كثيراً من المشكلاتِ التي تشيبُ لها المفارقُ، ولا تقومُ الجبالُ لحملهَا، ولربما عجز الناسُ عن حلِّها، والسببُ هو تفرقُ الناسِ واستغناءُ بعضهِم عن بعض.

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدالله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فاتقوا الله أيها المؤمنون والمؤمنات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

عباد الله: الوقتُ مَوْرِدٌ نادرٌ، لا يمكن تجميعُه، وما مضى منه لا يرجعُ، ولا يُعوَّض بشيء، فهو أنفسُ وأثمنُ ما يملكُ الإنسانُ، لأنه رأسُ المالِ الحقيقيّ له. يقولُ الحسنُ البصريُ -رحمه الله تعالى-: "أدركتُ أقواماً كان أحدُهم أشحَّ على عمرِه منه على دراهمِه ودنانيرِه".

فإذا رُزقَ الإنسانُ التوفيقَ في إنفاقِهِ استطاعَ أنْ يُطيلَ عمرَه حتى إلى ما بعد موته، مصداقاً لقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ؛ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" (رواه مسلم).

وقد أكرمنا ربنا -جلَّ وعلا- ببلوغ شهر شعبانَ، الذي وردَ في فضله نصوصٌ عديدةٌ، ومن ذلك، ما ثبت في الصحيحين عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: "ما رأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- استكملَ صيامَ شهرٍ قط إلا رمضان، وما رأيتُه في شهرٍ أكثرَ صياماً منهُ في شعبان". وفي روايةٍ للبخاري: "كان يصومُ شعبان كلَّه». وروايةٍ لمسلم: "كان يصومُ شعبانَ إلا قليلاً".

وعن أسامةَ بن زيد -رضي الله عنهما- قال: "لم يكنْ - يعني - النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ من الشهرِ ما يصومُ من شعبان، فقال له: لم أَركَ تصومُ من الشهرِ ما تصومُ من شعبانَ قال: "ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شهرٌ تُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمين عز وجل فأحبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائم" (رواه أحمد، والنسائي).

وأما ما وردَ في فضلِ تخصيصِ صيامِ يومِ النصفِ منْ شعبانَ فهو حديثٌ موضوع، وما ورد في فضلِ قيامِ ليلتِه، فقد ضَعَّفها أكثرُ أهلِ العلمِ، قال الشيخُ ابنُ باز - رحمه الله -: "ورد في فضلها أحاديثُ ضعيفةٌ لا يجوزُ الاعتمادُ عليها" انتهى كلامه.

وعلى ذلك فلا يُسنُ تخصيص هذا اليومِ بصيامٍ ولا قيامٍ، لأنه لم يردْ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه أَمرَ بِه، ولا فَعلَه وأصحابُه -رضوان الله عليهم-، وكذا ما يفعلُه بعض الناس من صناعةِ طعامٍ وتوزيعِه في ليلةِ النصفِ من شعبان، فهذا لا أصلَ له أيضاً.

عباد الله: روى البخاريُّ ومسلمٌ عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشدُّ بعضُه بعضًا" (متفق عليه).

في هذا الحديثِ العظيمِ يُبينِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ المؤمنينَ في تآزرِهم، وتماسكِ كلِّ فردٍ منهم بالآخر، كالبُنيانِ المرصوصِ الذي لا يقوى على البقاءِ إلاّ إذا تماسكَتْ أجزاؤُه، فإذا تفككتْ سقطَ وانهار.

قال ابنُ حجرٍ رحمه الله: "وهو بيانُ وجهِ الشبهِ، أي يشدُّ بعضُه بعضاً مثلَ هذا الشدِّ، فالغرضُ من تشبيكِ أصابعهِ التمثيلُ وتصويرُ المعنى في النفسِ بصورةِ الحسِّ كما قال ابنُ المنيرِّ" انتهى كلامه.

ومثلُ ذلك كالأصابعِ المتفرقةِ تكونُ ضعيفةً، فإذا اشتبكتْ قويتْ، والمؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يُمسِكُ بعضُه بعضاً، ويشدُّ بعضُه بعضاً.

وفي هذا الحديثِ حثٌّ من النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يكونَ المؤمنُ خيرَ معينٍ لأخيه المؤمنِ في تقويتِه وإعانتِه ونصرتِه، وإكمالِ نقصِه إذا رأى منه عيباً أو تقصيراً أو خطئاً، ويساعدُه إذا احتاج، ويعودُه إذا مرض، ويفرِّجُ عنه ويُعينهُ إذا ضاقتْ بهِ الكروبُ والمحنُ والابتلاءاتُ.

فالمؤمنُ كالبنيانِ لا يستقلُّ بأمورِ دينهِ ودنياه، ولا تقومُ مصالحُه إلا بالمعاونةِ، والمعاضدةِ بينه وبين إخوانِه، فإذا لم يحصلْ هذا وانشغلَ كلُّ واحدٍ بنفسِه فإنَِّ ذلك مؤذنٌ بتفككِ المجتمعِ والأمةِ، وكم رأينا كثيراً من المشكلاتِ التي تشيبُ لها المفارقُ، ولا تقومُ الجبالُ لحملهَا، ولربما عجز الناسُ عن حلِّها، والسببُ هو تفرقُ الناسِ واستغناءُ بعضهِم عن بعض.

وعن ابنِ عمر -رضي الله عنهما- أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلمُه، ولا يُسلمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه، كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كربةً، فرَّجَ اللهُ عنهُ كربةً مِن كرباتِ يومِ القيامةِ، ومَن ستر مسلمًا، ستره اللهُ يومَ القيامة" (رواه البخاري).

وكلما كانتْ معاني الإيمانِ حيًّة في النفوسِ كانتْ هذهِ الروابطُ أقوى، ولذلك فإنَّ أصحابَ النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصارِ وقفوا مع إخوانِهم المهاجرين وقفةً إيمانيةً صادقةً لما تركوا أهليهم وديارهَم وأموالَهم من أجلِ دينِ الله.

فهذا عبدُالرحمن بنُ عوف -رضي الله عنه- يأتي من مكةَ ليس معه إلا إزارَه، فيُؤاخي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعدِ بنِ الربيعِ الأنصاري، فيقولُ سعدُّ لعبد الرحمنِ: "إنِّي أكثرُ الأنصارِ مالاً، فاقسم مالي نصفين، ولي امرأتانِ فانظرْ أعجبَهما إليك فسمِّها لي أُطلقُها".

ولما فُتحتْ قُريظةُ، جمعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الأنصارَ فقال لهم: إنَّ المهاجرينَ ليسوا بأهل زرعٍ، وأنتم أهلُ زرعٍ، فبدلاً من أن تقاسموهم الأرضَ والثمرَ ستكونُ هناك قسمةٌ أخرَى، تبقى الأصولُ لكم، والثمرُ بينكم، بحيثُ لا يشتغلون معكم، فتنفردونَ بالعملِ أنتم لأنكم أهلُ زرع، فكانتْ القسمةُ بهذه الطريقة.

ثم لما فُتحت النضيرُ جمعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الأنصارَ وخيَّرهم بين أمرين. قال لهم: إما أن يبقى المهاجرون في أرضِكم يقاسمونكُم الأموالَ كما كانوا في السابقِ، وأقسمُها بينكم -أي أرضِ النضيرِ المليئةِ بالزروعِ والعقاراتِ والدورِ-، أو أنهم يخرجونَ من أرضِكم وأقسمُها بينهم خاصةً، فقالوا: لا يا رسول الله، لا نقبلُ هذا أبداً. فهذه الرابطةُ لم تكنْ مبنيةً على المجاملاتِ والمصالحِ، بل كانتْ مبنيةً على تربيةٍ إيمانية عالية.

عباد الله: إنَّ دينَنَا العظيمَ يحضُ المسلمين على الاجتماعِ، والتعاونِ على البرِّ والخيرِ، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون)[آل عمران: 103]، وقال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى..)[المائدة:2].

فإذا تمسَّكَ المسلمونَ بكتابِ ربِّهم، وعملوا بسنة نبيِّهم -صلى الله عليه وسلم- والتزمُوا بوحدةِ الصفِّ، واجتماعِ الكلمةِ، وتركِ الخلافاتِ، وسلكُوا طريقَ المحبةِ والتَّوادِ والتناصحِ والتواصي بالحقِّ فيما بينهم، سلموا من كلِّ فتنةٍ وخلافٍ وتفرقٍ ونزاعٍ، فأصبحوا بفضلِ اللهِ تعالى سداً منيعاً في وجهِ كلِّ من يحاربُ دينَ اللهِ -جلَّ وعلا-. ومصداقُ ذلك قولُه -صلى الله عليه وسلم-: "مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمى".

ففي هذا الحديث يُصوِّر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المؤمنينَ كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائرُ الجسدِ، فيتألم كلُّه. ويُبيّنُ أنَّ قوةَ الأمةِ الإسلاميةِ تتوقفُ على وحدتِها وتضامنِها وتعاونِها، فهي كالبناءِ، لا يقوى على البقاءِ إلاّ بتماسكِ الأجزاءِ.

أما إذا ابتعدوا عن دينِهم وتركوه وراءَهم ظهرياً وتعلقوا بالآراءِ والأهواءِ واحتوشتْهم الأفكارُ المنحرفةُ والهدامةُ تفرقوا وتنازعوا واختلفوا وضعفوا، فأصبحَ ذلكَ سبباً كبيراً في خلخلةِ صفوفِ الأمةِ وتحويلِها إلى شيعٍ وأحزابٍ وكياناتِ متناحرة، يعادي بعضُها بعضاً، ويقتلُ بعضُها بعضاً، وترتَّبَ على ذلك تسلطُ الأعداءِ على أمةِ الإسلامِ كما هو حادثٌ اليومَ نسمعُه ونشاهدُه في بلادِ المسلمين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم)[التوبة:71] [القصص:77].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه، والشُّكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسوله الداعي إلى جنته ورضوانه، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: فاتقوا الله -جل وعلا-، واعلموا أنَّ هناك أياديَ خبيثةً حاقدةً تعملُ على الإخلالِ بأمنِ هذه البلادِ وما جاورها، وكُلُّنا يشاهدُ ما يحدثُ في العراقِ وسوريا واليمن، من محاولةِ الفكرِ الرافضيِّ المجوسيِّ، ونواياه الفاسدةِ في اختراقِ المجتمعاتِ الخليجيةِ والعربيةِ لتنفيذِ خططهِ المدمرةِ ضدَّها، وذلك عن طريقِ تصديرِ الاضطراباتِ وإشعالِ الفتنِ وإيقاعِ العداواتِ وإيجادِ فوضىً عارمةً تساعدُ على إضعافِ هذه الدولِ وإسقاطِها واحتلالِها، ودليلُ ذلكَ تلكَ المنظماتُ الإرهابيةُ كالقاعدةِ، وداعشَ، وحزبِ اللهِ، والحُوثيين، وغيرهَا من المليشياتِ التي تَصُولُ وتَجُولُ في أغلبِ البلدانِ العربيةِ والإسلاميةِ والتي تدعمُها تلك الدولةُ الرافضيةُ، بالرجالِ والسلاحِ والتدريبِ.

ومن فضلِ اللهِ وتوفيقِه تَصدي المملكة العربية السعودية - حرسها الله - لكافةِ تلك التدخلاتِ بحزمٍ وقوةٍ، عن طريقِ وأدِ كافةِ المحاولاتِ والأعمالِ الإرهابيةِ قبلَ تنفيذِها، وما تم اكتشافُه من قبلِ قواتِ الأمنِ السعوديةِ لأسلحةٍ وأموالٍ إيرانيةٍ في داخلِ البلادِ ما هو إلا دليلٌ واضحٌ لمحاولةِ إيرانَ زعزعةِ الأمنِ وترويعِ الآمنين.

وها هي أزمةُ اليمن الشقيق يئنُّ منها هذا الشعبُ الأبيُّ حيث تسلَّط عليه العدوُّ الحوثيُ مدعوماً من جهاتٍ خارجيةٍ، وانقلابُه على الشرعيةِ فيها، ونهبُه لثرواتِها، واحتلالُه لأراضيها، وقتلُه لكلِّ من يقفُ ضدَّه من أهلها، حتى غدا أهلُ اليمنِ في معاناةٍ وفقرٍ وحاجةٍ واضطهادٍ يراهُ ويشاهدُه العالمُ كلُّه.

وعندما أحسَّ ولاةُ أمرنا - حفظهم اللهُ - بخطورةِ الموقفِ، وأثرِه البعيدِ على اليمنِ الشقيقِ، قاموا درءًا لهذا الخطرِ المحدق بالتدخِّل بشكلٍ حازمٍ - عن طريق التحالف الإسلامي - للوقوفِ أمام هذا الزحفِ الصفويِّ الخبيثِ صداً لعدوانِه، وقطعاً لدابرِه، وإرجاعاً للسلطةِ الشرعيةِ في اليمن.

وها هُم جنودُنا البواسلُ يقفونَ مرابطين على حدودِنا صادقينَ محتسبينَ، يذودونَ عن الدينِ والمقدساتِ والأعراضِ، ويطلبون منكم الدعاءَ بالثباتِ لهُم والنصرِ على أعدائهم.

نسأل الله -جل وعلا- أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيدِ الأشرارِ ومكرِ الفجارِ، وأن ينصُرَ دينَه ويُعزُّ أولياءَه، وأن يحفظَ جنودَنا المرابطينَ من كلِّ سوءٍ وشرٍّ، وأن يردَّهم إلى أهلهم سالمينَ غانمينَ منتصرين.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].