الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
العربية
المؤلف | فيصل سعود الحليبي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
أما سخر من نوح؟ أما ألقي إبراهيم في النار؟ أما طورد موسى؟ وقتل زكريا؟ وسجن يوسف؟ أما قوتل محمد وشج رأسه وكسرت رباعيته، وبيّت له القتل، وهجّر من أحب البقاع إليه، وحبس في الشعب، وقيل عنه: كاهن وساحر وشاعر وكذاب؟! فهؤلاء...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، ما ترك عباده سدى، أرسل لهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وأبان لهم طريق الخير، سبحانه له النعمة والفضل أن هدانا إلى الإسلام، سبحانه له الشكر والفضل أن وفقنا لهدايته فصرنا مسلمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرا.
أما بعد:
فيا أيها الذين آمنوا اتقوا الله واعبدوه، وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.
أيها الأحبة في الله: إن هداية البشرية ونجاتها من أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة، كان مشروعًا ضخمًا وضع أساسه أفضل من خلقهم الله -تعالى- على وجه هذه الأرض، فنوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد وغيرهم من الأنبياء -عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم- قد أفنوا أعمارهم في تحقيق هذه الرسالة العظيمة، ليخلصوا الناس من أدران الشرك ووباء الإلحاد، ولينقذوهم من بؤر الفساد وعذاب المعاصي، فشقوا طريق الدعوة إلى الله بروح ملؤها الجهاد والتضحية، والحلم والعلم، فقدموا من أجل ذلك كل حياتهم، تلك الحياة التي لم يعرفوا فيها الدعة والرفاهية، ولا العبث والفتور، حتى صرنا اليوم نتفيأ ظلال التوحيد، ونقطف من ثماره اليانعة، إنها حياة الدعوة التي تجعل الداعية الموفق يسخر كل لحظاته لها ولها فقط، جادة كانت دقائقه أو هازلة، سارّة كانت أحواله أو محزنة.
ويختط أنبياء الله للدعاة من بعدهم هذا الطريق الطويل في الدعوة إليه، ولكن بمداد من العزم وتحمل الأذى في سبيل الله، والحكمة والموعظة الحسنة.
ولم لا يسلك الدعاة هذا المسلك الشريف بكل ما فيه من ورود وبكل ما يحفها من أشواك وقد قرأوا في كتاب ربهم كيف يشكو نوح -عليه الصلاة والسلام- إلى ربه حال قومه بكل حرقة وحسرة فيقول: (رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا* ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا) [نوح: 5 - 9] أي حرص هذا الذي يحمله الدعاة على مجتمعاتهم حتى يشغل الداعية ليله ونهاره من أجل فلاحهم؟ وأي أمل يحفز هذا النبي الكريم حتى يتخذ كل وسيلة لدعوتهم فيجهر تارة ويسر أخرى؟
يا له من خوف مشفق على من حوله من عذاب عظيم ينتظر كل معرض عن دعوة التوحيد، إنه الخوف الذي جاء صريحًا في نبرة نبوية حنونة حينما انطلقت من نبي الله نوح قائلاً: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الأعراف: 59].
وإنه لنفس النداء المخلص الذي انطلق من نبي الله هود -عليه الصلاة والسلام- حينما قال: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ) [الأعراف: 65].
وإنه له النصح المنزّه عن كل مصالح الدنيا البريء من حظوظها الذي أراد أن ينصح به صالح -عليه الصلاة والسلام- قومه إذ قال: (يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) [الأعراف: 79].
إن الداعية المخلص -أيها الأحبة- يظل في شفق عظيم على مجتمعه أن تحل به الكوارث التي حلت بالأقوام التي قبله، فتراه لا يفتر عن تحذير الناس من المعاصي المهلكة، والذنوب التي تسبب الدمار وتوجب العقاب، ألا تذكر معي قول شعيب -عليه الصلاة والسلام- حينما قال لقومه: (وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ) [هود: 89].
ومع هذه الدعوات الصادقة من الدعاة المخلصين إلا أن الداعية لن يسلم من أذى الناس ومن سخريتهم، وكيف يسلم ولم يسلم من ذلك الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-؟ أما سخر من نوح؟ أما ألقي إبراهيم في النار؟ أما طورد موسى؟ وقتل زكريا؟ وسجن يوسف؟ أما قوتل محمد وشج رأسه وكسرت رباعيته وبيّت له القتل وهجّر من أحب البقاع إليه وحبس في الشعب وقيل عنه كاهن وساحر وشاعر وكذاب؟! فهؤلاء الأنبياء فكيف بمن دونهم.
اسمع إلى هذا الأسى من داعية رباني يدعو قومه إلى الجنة ولكنهم يدعونه إلى النار وذلك في قول الله -تعالى-: (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ * تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) [ غافر: 41 - 42].
أيها الأحبة: هل علمنا حقيقة الدعاة إلى الله -تعالى-؟ هل أدركنا بصدق ما هي مهمتهم؟ هل تأملنا لماذا هم يبذلون أوقاتهم وأعمارهم وأموالهم وجاههم فقط لننجوا من الهلاك في الدنيا والآخرة؟ وهل فقهنا لماذا هم يصرون على نصيحتنا وعلى تذكيرنا؟ أرأيت -يا أخي الحبيب- ما كان يصاب به النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى تغيّرًا في السماء ليس بالمعهود، تقول عَائِشَةُ -رَضِي اللَّه عَنْهَا-: "كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذَا رَأَى مَخِيلَةً فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ وَدَخَلَ وَخَرَجَ وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ فَإِذَا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَدْرِي لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمٌ: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ) [الأحقاف: 24] (رواه البخاري).
إنه يخشى أن يحل عذاب بأمته فتهلك، لقد صدق الله فيه حينما قال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].
وهكذا يورث الأنبياء هذا الهم للدعاة من بعدهم، حتى لترى الداعية الموفق لا يترك فرصة للخير إلا اغتنمها، فإن هبت عواصف البلاء بالأمة هبوا كالإعصار لإنقاذها، وإن هبت نسائم الخير عليها كانوا هم من أسبابها، يبذلون الغالي والنفيس لمجتمعهم من غير حساب، لا ينتظرون من أحد جزاء ولا شكورا، ولسان أحدهم يقول: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) [الإنسان: 9 - 12].
ولا تسلني -يا رعاك الله- عن فرحة الداعية المخلص حينما يهتدي أحد من الناس على يديه أو على يد غيره، إن الدنيا لن تسعه سعادة وبهجة، إنه يشعر بصدق أنه انتشل روحًا كادت أن تعذب بالنار فأنقذه الله به منها ليسعد بجنة عرضها السموات والأرض، أو لا تريده ألا يفرح بهذا الإنجاز العظيم، وقدوته عليه الصلاة والسلام يفرح بإسلام غلام يهودي مريض قد قعد على فراش الموت، حتى ليتهلل وجهه فرحًا وسرورا بإسلامه؛ فعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-: "أَنَّ غُلَامًا مِنَ الْيَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَعُودُهُ وَهُوَ بِالْمَوْتِ، فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَنَظَرَ الْغُلَامُ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، فَأَسْلَمَ ثُمَّ مَاتَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ عِنْدِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنَ النَّارِ" (رواه أحمد وهو عند البخاري).
ولا تسلني بالمقابل عن الحسرة والأسى التي تغمر قلب الداعية الصابر حينما يعرض مجتمعه عنه، لا إنها ليست حسرة واحدة فقط بل إنها حسرات، فها هو ذا النبي -صلى الله عليه وسلم- تقطع قلبه الحسرات على قومه حرقة على إعراضهم عن دعوته الصادقة حتى خفف الله عنه من فوق سبع سموات، فقال له: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [فاطر: 8]، وقال له أيضًا: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 3] أي مهلك نفسك من أجلهم حزنًا وكمدا.
فانظر بعين التأمل -حفظك الله- إلى هذه المفارقة العجيبة، فحينما يفرح عاشق المال بزيادة ماله يفرح الداعية بازدياد المهتدين، وحينما يحزن صاحب المال على مفارقته بخسارة أو بلاء، يتحسر الداعية على إعراض الناس عن المعروف والصلاح.
الدعاة -أيها الطيبون- سفينة النجاة من أمواج الفتن ما ظهر منها وما بطن، الدعاة -أيها الكرماء- أناس امتلأت قلوبهم محبة لكم وشفقة عليكم، الدعاة -أيها الأحبة- لا يرجون منكم مالاً ولا جاهًا وإنما يرجون من الله سعادتكم ليس في الآخرة فقط وأنعم بها من سعادة وأكرم، ولكنهم يدعونكم أيضًا إلى سعادة الدنيا ورفعتها وسؤددها وقوتها، ألم نقرأ قول نبي الله هود -عليه الصلاة والسلام- حينما نادى في قومه قائلاً: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود: 52]؟
اللهم اجعلنا ممن يحبون أوليائك، ويسعدون بهدايتك في الدنيا والآخرة، أستغفر الله فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أكرم الدعاة بالدعوة إليه، ووعد من استجاب لهم بالجنة والنجاة من النار، وأصلي وأسلم على خير من دعا، وخير من استجيب له، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فيا معاشر المسلمين: إن من أخذ على نفسه عهدًا أن يبذل لأمته دعوة ربه، وأن ينذر وقته لتوجيه الناس وإرشادهم، حري بنا أن نبادله هذا الصدق في عطائه لأمته، وأن نحبه من صميم قلوبنا، وأن نشد على يديه، ونمد له يد العون والمساعدة، وأن نصغي له بكل شغف، وأن نعزم على الاستجابة إلى ما يوجهنا إليه من الخير والمعروف، وأن نمسك ألسنتنا عن غيبته والقدح في نواياه، وأن نناصحه ونذكره فالداعية ليس بمعصوم، وأن نصبره إذا مل من طريق الدعوة الطويل، وأن نربي أولادنا على محبته وعونه، وأن ندع الله له في الغيب بأن يحفظه ويبارك في دعوته، وأن ندافع عنه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
ولنحذر كل الحذر من كراهية الداعي إلى رضوان الله، أو بغضه أو الحقد عليه، أو السخرية منه، أو الإعراض عن نصحه، أو المغالاة في محبته أو مدحه، أو معاداته أو غيبته، أو السعي في النميمة بين أمثاله من الدعاة، ولنحذر كذلك من تقليل شأنه أو تحقير عمله، فربما كان هذا الداعية وليًا من أولياء الله، فما أتعس أن يحارب الإنسان وليًا من أوليائه؛ لأن الله سيحاربه، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ" (رواه البخاري).
بل إن كل أمة تحارب أهل الخير والدعوة إليه فبشرها بالخوف والعقوبة وقلة الموارد وشقاوة الحياة، كيف وقد نهى الله -تعالى- من طردهم وعدّ ذلك ظلماً، فقال: (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 52].
وأخيرًا: أيها المؤمن الصادق إذا لم تكن داعية فعلاً، فلا أقل من ترعى لأخيك الداعية حقوقه، وأن ترعى حق الله فيه.
هذا وصلوا وسلموا على حبيب الله ومصطفاه، كما أمركم ربكم فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم أعز دينك، وأعل كلمتك، وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم حرر المسجد الأقصى من براثن اليهود، وارزقنا فيه صلاة مباركة قبل الممات، يا ذا الجلال والإكرام ،اللهم أرنا في اليهود وأعوانهم من الصليبين يومًا أسودا، اللهم زلل عروشهم، ودمر عليهم مساكنهم، واشف صدورنا فيهم، اللهم ردنا إليك، واجعل توكلنا عليك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين.
اللهم وفق ولي أمرنا إلى ما تحبه وترضاه، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة، التي تعينه على الخير، وتدله عليه.
وربنا اغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم.
وقوموا إلى صلاتكم -يرحمكم الله-.