البحث

عبارات مقترحة:

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

ويل للمسلمين والعرب من التخاذل عن نصرة حلب

العربية

المؤلف أسامة محمد موسى
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب - فقه النوازل
عناصر الخطبة
  1. تكالب الأعداء على أمة الإسلام .
  2. نكبة المسلمين في حلب قديما وحديثا .
  3. لا حلول منتظرة من أعداء المسلمين .
  4. حقوق مسلمي حلب على إخوانهم .
  5. بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للشام .
  6. الحث على الدعاء لأهل حلب. .

اقتباس

برغم الدماء, وبرغم القتل والأشلاء, برغم أن مستشفياتٍ هُدمت على من فيها, ومدارسَ نُسفت بدارسيها, برغم أن الحرب استمرت سنوات, برغم كل ما نراه ورأيناه, فإن أهل حلبٍ وأهل الشام منتصرون -بإذن الله-؛ فالشامُ التي هي أرضُ المحشر والمنشر، والتي بسطت ملائكة الرحمن أجنحتها عليها، وفيها فسطاط المسلمين، وسينزل عيسى -عليه السلام- في رُباها لن تُخذل، ولن تكون العاقبةُ إلا...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد --صلى الله عليه وسلم--، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اللهم إنا نشكو إليكَ ضعفَ قوّتِنا، وقلةَ حيلتِنا، وهوانَنا على الناس، أنتَ أرحمُ الراحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنتَ ربّنا، إلى من تكلُنا، إلى عدوٍ يتجهمُنا، أم إلى قريبٍ ملّكتَه أمرنا، إن لم يكن بك علينا غضبٌ فلا نبالي، غيرَ أن عافيتَكَ هي أوسعُ لنا، نعوذُ بنورِ وجهِكَ الذي أشرقَت له الظلمات وصلحَ عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحلّ علينا غضبُك، أو ينزلَ بنا سخطُك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوّة إلا بك..

يا راقداً والفجرُ ينتحبُ

والدمعُ من عينيهِ ينسكبُ

لم تسمعِ الأنباءَ من حلبٍ؟!

دُكّت فما بقيَت لنا حلبُ

هبّت فلم يفزع لها العربُ

وهوَت مضرّجةً فما غضبوا !

نامَت على أشواقِها حلبٌ

واستيقظت مفجوعةً حلبُ

حلبٌ تبادُ فهل غدا دمُنا

ماءً، فإنا خلقةٌ عجبُ

حلبٌ تبادُ فما تجيبُ غداً

قُتلت بأي جريرةٍ حلبُ ؟!

حتامَ تلهو في المدى سُحُبُ

أمطارُها البنزينُ والعطَبُ

تستأصلُ الأفراحَ من حلبٍ

بالغدرِ حتى استُشهِدَت حلبُ

إن الأمة قد غيّرَت كثيراً وبدّلت حتى أصبَحَت قصعةً مستباحةً لكلّ أمم الأرض، ولأرذل أمم الأرض، فصدَقَ فيها قولُ الصادق الذي لا ينطق عن الهوى: "يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها". فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءُ السَّيلِ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ". فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ! وما الوهْنُ؟ قال: "حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ".

نعم.. لقد أصبحت الأمة الآن غثاء.. ذلت بعدَ عزّة، جهلت بعدَ علم، ضعفت بعد قوة:

وكنَا عظاماً فصرنا عظاماً

وكنا نقوتُ فها نحنُ قوت

عبادَ الله.. لقد سئمنا من الكلام، فإن خطبةً رنانةً لن توقف النزيفَ في حلب، ولن تُعيدَ رِجْل طفلٍ قد تهشَّمت وهو ينظرُ إليها وينتظرُ الموتَ كعلاجٍ مما هوَ فيه، وإن قصيدةً بليغةً لن تُعيدَ صلاة الجمعة إلى مساجدِ حلب التي توقّفت لأول مرة في تاريخ هذه المدينة، وإن كثرة الكلامِ لن يربتَ على كتفِ أبٍ فقد طفلته، أو أمٍ ثكلى فقدت ابنها، أو أطفالٍ ناموا فاستيقظوا يبحثونَ عن أبيهم وأمهم تحت الركامِ والدمار.

إنَّا سَئِمْنا مِن إِدَانَةِ مُنكِرٍ

إنَّا ملَلْنا مِن لِسانٍ يزأرُ

أيْنَ النِّظامُ العالميُّ أمَا يَرى

شَعْبَاً يُبادُ وبالقَذَائِفَ يُقبَرُ؟

أيها الإخوة.. إياكم أن تنتظروا نصراً من شرق أو غرب، قضيةُ إخوانِكم هي قضيّتُكُم، فلا تنتظروا من النصارى أو اليهود أو الملحدين أن ينصروا قضيةَ الإسلام؛ فوالله لن يزيدوها إلا تعقيداً، إن ما تشاهدونه من المذابح بأيدي النصيريين المجرمين والروسِ الملحدين ليس بغريب على القوم فهُم ينصرون عقيدتهم الفاسدة ويتآمرونَ على عقيدة الإسلام الصافية الراسخة.

وهذه ليست أولُ مرةٍ يتآمرون فيها على المسلمين بالشام فقد ذكر ابنُ كثير أنه في سنة سبع عشرة وسبعمئة للهجرة "انقلب النصيريون عَلَى المسْلِمِينَ بِسَبَبِ طَاعَتِهِمْ لِضَالٍّ مِنْهُمُ ادَّعَى أَنَّهُ المهْدِيُّ، وَحَمَلُوا عَلَى مَدِينَةِ جَبَلَةَ -قُرْبَ اللَّاذِقِيَّةِ- فَدَخَلُوهَا وَقَتَلُوا خَلْقًا مِنْ أَهْلِهَا، وَخَرَجُوا مِنْهَا يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ عَلِيٌّ، وَسَبُّوا أبا بكرٍ وعُمر، وَصَاحَ أَهْلُ البَلَدِ: وَاإِسْلامَاهُ، وَاسُلْطَانَاهُ، وَاأَمِيرَاهُ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ نَاصِرٌ وَلاَ مُنْجِدٌ، وَجَعَلُوا يَبْكُونَ وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِخَرَابِ المسَاجِدِ، وَاتِّخَاذِهَا خَمَّارَاتٍ، وَكَانُوا يَقُولُونَ لِمَنْ أَسَرُوهُ مِنَ المسْلِمِينَ: قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ عَلِيٌّ، وَاسْجُدْ لِإِلَهِكَ المهْدِيِّ، الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ حَتَّى يَحْقِنَ دَمَكَ".

وَمَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ! هَاهُمْ يَفْعَلُونَ بِأَهْلِ الشَّامِ مَا فَعَلَهُ أَجْدَادُهُمْ قَبْلَ سَبْعَةِ قُرُونٍ.. هؤلاء هم النصيريون الرافضة الباطنيون، وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال فيهم: "ضررهم على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أعظم من ضرر الكفار المحاربين".

عباد الله: إن إخوانَكم في الشامِ عموماً وفي حلب والغوطة خصوصاً حُرِمُوا مِنْ أَبْجَدِيَّاتِ الحَيَاةِ مِنَ الطَّعَامِ وَالمَاءِ، وَالدَّوَاءِ وَالكَهْرُبَاءِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُمْ إِلَّا الهَوَاءُ، فنادَوا بأعلى أصواتِهم: ما لنا غيرك يا الله.

استنصروا بالله بَعْدَ أَنْ قُصِفَتْ بُيُوتُهُمْ، مَسَاجِدُهُمْ، مَآذِنُهُمْ، وَقُطِّعَتْ أَشْلَاؤُهُمْ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ، بَعْدَ أَنْ رَأَوُا العِصَابَاتِ النُّصَيْرِيَّةَ، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهَا الرَّحْمَةُ وَالإِنْسَانِيَّةُ، فَلَمْ يَرْأَفُوا بِشَيْخٍ وَلَا كبير، وَلَا امْرَأَةٍ أو رضيع؛ هَذَا الالْتِجَاءُ وَالتَّعَلُّقُ بِاللهِ هو خطوةٌ كبيرة في طريق النصر الذي هو من عند الله وحده (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال: 10].

وأنتم يا عبادَ الله.. عليكُم أن تقوموا بدورِكم في نُصرةِ إخوانكم، (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25]، اهتمامُكم بالقضية نصرٌ لهم، وطرحُ الاهتمامات التافهة لأجلهم نصرٌ لهم، وتخصيصُ وقتٍ للالتجاء إلى الله أن يخفِّف عنهم ودعاء الله أن ينصرهم من أعظمِ النصرِ لهم، فالله -عزّ وجلّ- يقول: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل: 62].

أتريدونَ الخلافةَ في الأرض؟ ادعوا الله دعاء المضطرّ، وانصروه في أنفُسكم وأهليكم وأحوالكم (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 40]، اللهُ قوي.. اللهُ عزيز.. فَأَلِحُّوا على اللهِ بالدُّعاءِ، وأَعجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عن الدُّعاءِ..

إن كُنت مسلماً بحق فعليك أن تشعُر بأخوّة الإسلام تسري في عروقِك، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمِنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ، يشُدُّ بعضُه بعضًا. ثم شبَّك بين أصابِعِه"، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه. من كان في حاجةِ أخيه، كان اللهُ في حاجتِه. ومن فرَّج عن مسلمٍ كُرْبةً، فرَّج اللهُ عنه بها كُرْبةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ. ومن ستر مسلمًا، ستره اللهُ يومَ القيامة".

إن إخوانَكم يحتاجون لتفريج الكُرب وستر العوراتِ، إن إخوانَكم يُقصَف أبناؤهم فلا يستطيعونَ إسعافهم لعدم وجودِ المستشفيات، يموتون أمامَ أعينهم، يذهب الأب بابنه للعلاج فتأتيه قذيفةٌ ترديهما جميعاً قتلى، ولا حول ولا قوة إلا بالله..

عبادَ الله.. لكني أقول لكم: برغم الدماء, وبرغم القتل والأشلاء, برغم أن مستشفياتٍ هُدمت على من فيها, ومدارسَ نُسفت بدارسيها, برغم أن الحرب استمرت سنوات, برغم كل ما نراه ورأيناه, فإن أهل حلبٍ وأهل الشام منتصرون -بإذن الله- فالشامُ التي هي أرضُ المحشر والمنشر، والتي بسطت ملائكة الرحمن أجنحتها عليها، وفيها فسطاط المسلمين، وسينزل عيسى -عليه السلام- في رُباها لن تُخذل، ولن تكون العاقبةُ إلا لها.

إنها تتطهّر من أرجاسِها لتكون العاقبةُ فيها للمسلمين الصادقين، وهذا استجابةٌ لدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث كان يدعو كما في صحيح البخاري: "اللهم بارك لنا في شامنا"، وهذه الدعوات من خيرِ البشرية لن تذهب سدىً والله.

وما من ابتلاء يمرّ بالمسلمين إلا ويجعله الله سبباً لتمحيص الصدور، وتمييز الخبيث من الطيب، قال جلّ شأنه: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) [آل عمران: 179]، وحتى يعلم الصادق من الكاذب (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 1-3].

فها هو الإسلامُ بقي شامخاً بعد كل حملاتِ النصيريين والعُبيديين والتتار الذين قتلوا الملايين في بغداد والشام وحلب، وها هُم الروس يصبّون حممهم على مُدنِنا، وينفقون الأموال لتدميرِ أحيائنا، ولا ضير (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36].

نسأل الله أن يبارك لنا في شامِنا، وأن يصرفَ عنها كيد الكائدين، وحقد المتربصين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:

وبعد، فإننا إذا علمنا أيها الإخوة أن الله لن يخذل الشام، ولن يتركها للرافضة والمجوس والصليبيين، فإننا بقدرِ بُعدِنا عن نصرِها فإننا سنكون مخذولين مرذولين على هامشِ التاريخ والعزة والكرامة، وبقدرِ نصرتها فإننا سنكونُ قريبين من رحمة الله -عز وجل-.

فانصروا الشام بعودتِكم إلى كتابِ ربّكم وسنة نبيكم، فكيف ينصرُ الله أمةً لا تقيم للصلاة وزناً ولا قيمة، كيف ينصر الله أمةً حاربتهُ ليلَ نهار بالربا والزنا والموبقات؟! كيف ينصرُنا الله وقد اكتوت قلوبُنا بنار الحسد والبغضاء والتدابر والشحناء والله -عزّ وجل- يقول: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46]؟!

ابدأ بنفسِك يا عبد الله، انصر الله في نفسِك، في أهل بيتِك، وفي من حولك، ثم عليكَ أن تتبرأ من الكُفر والكافرين في عقيدتهم وفي لغاتهم وفي لباسهم وفي أشكالهم (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة: 22].

وأخيراً.. أوصي إخواني مرةً أخرى بالدعاء.. ألحوا على الله بالدعاء، احمل همّ أمَتك فيما بينك وبين ربك (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60].

الدعاء..