الإله
(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...
العربية
المؤلف | خالد بن سعود الحليبي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
أين قيّمُ الأسرة؟ أين قائدها؟ إنه في الصباح يكدّ في عمله، وفي الظهيرة مستلقٍ على فراشه، ثم ينطلق مساء في لهوٍ أو دنيا، ولا يعود إلا مكدود الجسم، مهدود الفكر، وبهذا يفقد القدرة على تربية الأولاد، ويزداد الخطب حين تخرج المرأة للعمل صباحًا، وإلى الأسواق والجارات والمشاغل والحفلات مساء، فيصبح البيت حديقة مهجورة، على بعض أشجارها طيور يتيمة محرومة من الأب والأم، حتى أصبحت بعض البيوت محطة استراحة للزوجين، أما الأبناء فعلاقتهم بالآباء علاقة حسن الجوار.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي خلقنا في أحسن تقويم، وربانا على موائد بره وخيره العميم، أحمده سبحانه وأشكره، وهو الحكيم العليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله تفكروا فيما أفاض الله عليكم من جزيل عطائه: (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [سورة المائدة:7].
أيها الإخوة والأخوات.. حين نتجول في أُسر السلف الصالح تتلألأ هذه النماذج:
يقول القاسم بن راشد الشيباني: "كان رفعة بن صالح نازلاً عندنا، وكان له أهل وبنات، وكان يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإن كان السَّحَر نادى بأعلى صوته.. قال فيتواثبون: من هنا باكٍ، ومن هاهنا داعٍ، ومن هاهنا قارئ، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى".
وانتبهت امرأة حبيب العجمي بن محمد ليلة وهو نائم، فنبَّهته في السحر، وقالت له: "قم يا رجل، فقد ذهب الليل وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت ونحن قد بقينًا".
وعن ابن عثمان النهدي قال: "كان أبو هريرة -رضي الله عنه- وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثًا، يُصلي هذا، ثم يُوقظ هذا، ويصلي هذا، ثم يُوقظ هذا".
هذه الأُسر بمنهجها هذا، تمثل قلعة من قلاع الدين، إنها أُسر مؤمنة في سيرتها، متماسكة من داخلها، حصينة في ذاتها، مثلها الأعلى أُسوةً وقُدوةً رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أُسر قائمة على الاستمساك بشرع الله المطهر، الصدق والإخلاص، والحب والتعاون، والاستقامة والتسامح، والخلق الزكي.
والحديث عن الأسرة له أهميته، فهي حجر الزاوية في بناء المجتمع، والقاعدة التي يقوم عليها بناء الأمة، ألا ترى أولئك النابغين من التابعين كيف ملؤوا التاريخ بطولةً ومثلاً وقيمًا؟
لقد كانت الأسرة في حياتهم تُمثل أهم عناصر النبوغ، وزرع الهمة العالية منذ نعومة أظفارهم، وهذا ما قد يفسّر لنا سرّ اتصال سلسلة النابغين من أبناء أسر معينة.
وهل يمكن لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أن يقوم بواجبه في تجديد الدين، ويتهيأ له، لولا البيئة الصالحة والأسرة الكريمة التي وجهته إلى المعالي، وبذرت الهمة العالية في قلبه منذ الطفولة؟
لهذا عُني الإسلام ببناء الأسرة وأحكامها من بدء الخِطبة إلى عقد الزواج، وبيّن واجبات الزوجين، والأبناء، والأقربين، شرع النفقات والطلاق، والميراث. وأحاط الأسرة بالرعاية والحماية، وأمَّن لها الاستقرار والمودة. ولحفظ الأسرة بيّن الإسلام أسباب الألفة ووسائل حسن المعاشرة، وشيَّد صرح المحبة بين أفرادها بتأسيس حقوق معلومة. وحذر الإسلام من هدم الأسرة، وحثَّ على تماسكها، ونفر من زعزعة أركانها، وانفصام عراها.
وإذا اشتدت الأزمات شرع الطلاق في أجواء هادئة، بمعزل عن أحوال الغضب الهوجاء.
واعتبر إيقاع الطلاق الثلاث دفعة واحدة سلوكًا طائشًا ولعبًا بكتاب الله -عز وجل-.
إن الكيان الأُسَري ليس امرأة فقط، وليس رجلاً أيضًا، إنما هو كيان متكامل، للمرأة وظيفة أنثوية، وللرجل وظيفته المكملة، ولو تعاضدا وتشاورا، وأدَّى كلٌّ منهما رسالته في التربية والبناء لما أصيب السواد الأعظم من الأسر بالخَوَر، والفشل، والضعف، والمشكلات المزمنة.
وإنك لتحزن لذلك الدفق الهائل من السموم عبر الفضائيات العربية والأجنبية لمسخ الأسرة المسلمة، وهدم نظامها بالدعوة إلى تحرير المرأة، والتمرد على قوامة الرجل، ورفض بل نزع الحجاب، والنكوص على الأعقاب بتزيين العري والاختلاط، ومحاربة القيم، وتعدد الزوجات، ناهيك عن الدعوة إلى تأخير الزواج؛ حيث يصورونه أغلالاً، وقيودًا تُكبل الحرية، وتحجز عن الانطلاق، ثم لوثوا العقول، وأفسدوا القلوب بعلاقات مشينة سموها صداقة، وزمالة ومخادنة!
ومما يُؤسف له أن هذه الأُسَر المغزوة من قبل أعدائها، مُهدَّدة من قبل أصحابها المسئولين عنها.
حين تنشأ الأسرة على قاعدة هشّة من الجهل بمقاصد الزواج السامية، والحقوق الشرعية المتبادلة، وفنّ التعامل، بحيث يكون الزوجان لم يُهيآ ويتهيآ لتحمل مسؤولية الحياة وتبعاتها، وجِد العيش وتكاليفه، فيكون السقوط السريع والمريع عند أول عقبة في دروب الحياة.
ذلك أنهم يظنون أنها حياة تمتُع دائم لا ينقطع، وسرور لا يُنغّص، وبهجة لا تنطفئ، مع أحلام وردية، وأمانٍ ساحرة.
لهذا نرى هذا السيل الجارف المحزن من حالات الطلاق بلا أسباب مقنعة أو خلافات جوهرية، بل تذهل لسماع قذائف من ألفاظ تحمل في طياتها طلاقًا بائنًا، لا تُراعى فيه ضوابط الشرع، وهكذا يُكسر هذا الكيان الصغير الجميل، والبيت الذي كانت تظلله سحائب المحبة والوئام، يكسر بمعاول الجهل والغرور، والمكابرة والعناد وهوج التفكير، وخطله.
وما أفظعها من خاتمة مروعة موجعة، هي قرة عين الشيطان، فعن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرّقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت، فيلتزمه" (أخرجه مسلم).
والشيطان حين يفلح في فك روابط الأسرة، لا يهدم بيتًا واحدًا، ولا يضع شرًّا محدودًا، إنما يوقع الأمة جمعاء في شر بعيد المدى، ذلك أن الأمة التي يقوم بناؤها على لبنات ضعيفة، من أُسر مخلخلة وأفراد مُشَردين، وبنات وأبناء مكتئبين لن تحقق نصرًا، ولن تبلغ عزًّا، بل تتداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعة الطعام.
أيها الأزواج: إن شراب الحياة الهنيئة قد يتخلله رشفات مُرّة، والحياة الأسرية لا تخلو من مكدرات ومتاعب، ثم لا تلبث أن تنقشع غيومها، وتتذلل عقباتها، ويذوب جليدها بالصبر والحكمة، وضبط النفس، والفطنة، فمن من البشر لا يخطئ؟ مَنْ من الناس بلا عيوب؟! ومَنْ منهم لا يغضب أو يجهل؟!
وما أعقل وأحكم أبا الدرداء -رضي الله عنه- وهو يخاطب زوجته: "إذا رأيتني غاضبًا فرضّيني، وإذا رأيتك غضبى رضّيتك، وإلا لم نصطحب".
ومن الأخطار المحيطة بالأسرة: تأرجح مفهوم القوامة بين الإفراط والتفريط، فهي عند فريق من الناس قسوة من الزوج تنتشر في أرجاء الدار، وعواصف من الرهبة والفزع، وعبوس لا استعطاف معه ولا حوار، في جو قهري يتمثل في التنفيذ دون مناقشة ولا تردد، وهي عند فريق آخر تتمثل في ميوعة يفقد البيت فيها قوامة الرجل، وفي فوضى مروعة في إدارة شؤون الأسرة.
والأدهى أن يكون ربّ الأسرة حاضرًا جسدًا مفقودًا تربيةً وقيادةً، فتشق سفينة الأسرة طريقها في الحياة، فتتمايل بها الأهواء، وتتجاذبها العواصف دون أن يكون لها قائد يضبط حركتها، وقيّمٌ يوجّه سيرها.
إن قيّم الأسرة حاضرٌ جسدًا ومادةً، لكنه غائبٌ إصلاحًا وتوجيهًا، إنه لا يتأخر في سبيل شهواته وملذاته، لكنه يغفل من متطلبات التربية والبناء.
لقد سلّم دفة قيادة الأسرة لجلساء وأصدقاء، قد تكون أحوالهم مجهولة، ولتلك الشاشة الفضية التي تغرس بمعظم قنواتها الفضائية مبادئ الرذيلة، والانحراف، وتهدم أخلاق الأسرة، وقيمها الإسلامية.
وقد تتشرب الأسرة مع الزمن تلك المبادئ الهزيلة، ثم لا تلبث أن تسير في ركابها فتحاكيها فكرًا، وتسايرها خلقًا، وتقلدها لباسًا، فتكون العاقبة ندمًا، والثمرة مكروهًا.
أين قيّمُ الأسرة؟ أين قائدها؟ إنه في الصباح يكدّ في عمله، وفي الظهيرة مستلقٍ على فراشه، ثم ينطلق مساء في لهوٍ أو دنيا، ولا يعود إلا مكدود الجسم، مهدود الفكر، وبهذا يفقد القدرة على تربية الأولاد، ويزداد الخطب حين تخرج المرأة للعمل صباحًا، وإلى الأسواق والجارات والمشاغل والحفلات مساء، فيصبح البيت حديقة مهجورة، على بعض أشجارها طيور يتيمة محرومة من الأب والأم، حتى أصبحت بعض البيوت محطة استراحة للزوجين، أما الأبناء فعلاقتهم بالآباء علاقة حسن الجوار.
إن القوامة الفعّالة تعني القدوة في الإيمان والاستقامة.
إن القوامة ليست مجرد توفير طعام وشراب، وملبس ومسكن، إنها مسؤولية الاضطلاع بشؤون أسرة كاملة، تبدأ من الاهتمام بشؤون شريكة الحياة- الزوجة، أخلاقها وسلوكها، ثم لا تلبث أن تشمل الأبناء والبنات، إنها مسئولية صنع أبناء الأمة وبناتها، وإعطاء الأمة انتماءها بالحفاظ على كيان الأسرة.
القوامة ليست لهوًا وعبثًا، ونومًا متواصلاً، إنما هي عمل، وتخطيط، وجهد متواصل في مملكة البيت للمحافظة على أمنه واستقراره.
إن واجب قيِّم الأسرة، أن يغرس في نفوس أفراد أسرته الدين والمثل السامية، وأن يُنمي فيهم حب الله، وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وحتى يكون الله ورسولُه أحب إليهم مما سواهما، ينمّي فيهم مخافة الله والرغبة فيما عنده من ثواب.
قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق:37].
اللهم ظلّل على بيوت الموحدين الأمن، والإيمان، والمحبة، والإخلاص.
الخطبة الثانية:
الحمد لله تمت على أهل الإيمان نعماؤه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده الله ورسوله، اللهم صلّ وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وتأملوا بعض آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- لتجدوا أن أهم مقاصد تكوين الأسرة: إقامة حدود الله، وتحقيق شرعه ومرضاته، وإقامة البيت المسلم الذي يبني حياته على تحقيق عبادة الله -عز وجل-، وتحقيق السكون النفسي والطمأنينة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) [الأعراف:189]. وتحقيق أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإنجاب النسل المؤمن الصالح، وإرواء الحاجة إلى المحبة عند الأطفال، وصون فطرة الطفل عن الرذائل والانحراف.
ذلك أن الطفل يُولد صافي السريرة، سليم القلب فعلينا - معشر المسلمين - تعليم أُسرِنا عقيدتها، وأن نُسلحها بسلاح التقوى؛ لتحقيق مجتمع أسمى وأمة أقوى.
أحبتي إذا كان الكفار قد وحَّدوا موقفهم فقطعوا إعانتهم لشعب فلسطين، فإن هذا ليس شيئًا جديدًا، فإن الله -تعالى- يقول: (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) [سورة الأنفال: 73]، ويقول –سبحانه-: (إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) [سورة الجاثية: 19].
وإنها لفرصة تاريخية لأمة الإسلام أن تثبت وجودها بين الأمم كما فعلت في نصرة نبيها -صلى الله عليه وسلم-، حين توحدت كلمتها ضد الجائر المتعالي، أن توحد موقفها اليوم؛ للاستغناء عن تلك الأموال المسمومة؛ التي لا تأتي إلا بالمنّ والأذى، والاستعباد والشروط المذلة، وهل أمة فيها أكثر من مليار إنسان موحد تحتاج إلى أن تستجدي الطعام من أيدي أعدائها لبعض إخوانها؟
أيها المسلمون لقد جاءتنا الفرصة - نحن المسلمين- لتتدفق أموالنا الطيبة المباركة للشعب الفلسطيني المؤمن الصابر، وقيادته التي اختارها بحرية كاملة؛ لتدير أموره، وهذه البلاد المباركة التي رفضت أن تسير في ركبهم بمقاطعة أهلها هناك، واستمرت في دعمها السخي لهم، فبارك الله لهذه الأيدي المعطية عن طيب نفس.
وهذه الندوة العالمية للشباب الإسلامي تستمر في فتح أبواب التبرع لنا؛ لكفالة أسر الشهداء والجرحى والفقراء، ولحلقات التحفيظ التي أصبحت هناك بالآلاف ولله الحمد والمنة؛ لتربي جيلاً مؤمنًا بربه يحمل مسئولية استعادة مجد الأمة على الأرض المباركة، ولمشاريع أخرى كثيرة، فلنترجم حبنا لأقصانا الحبيب عملاً حقيقيًّا، ولنحول عاطفتنا التي أوقدها أعداء الأمة إلى عطاء إخواننا في أمس الحاجة إليه، وهو في مقدورنا، بل هو من فضول أموالنا.
اللهم إن إخواننا في فلسطين قد حُوصروا وضُيّق عليهم، فوسِّع عليهم، وارزقهم من بركات الأرض والسماء، وأراد لهم خونة الإنسانية وضلال الأرض أن يفشلوا وتذهب ريحهم، فأخلف اللهم إرادة أعدائك وأعدائهم، وأرد لهم بفضلك ونصرك للمؤمنين نصرًا مؤزرًا مبينًا، اللهم ثبتهم وارزقهم حسن التدبير، واكفهم شر نفوسهم، وشر اليهود والنصارى الذين توحدوا ضدهم، وشر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، الله بارك لهم في القليل، واقبل شهداءهم، وأقل فقيرهم ومحتاجهم، واجعل لهم من كل همّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، وأنزل معهم ملائكتك تؤيدهم وتحفظهم بإذنك.
اللهم ارزقنا سخاء النفس، ورقة القلب، وتحمل مسؤوليتنا أمام هذا التحدي العالمي المتآمر ضد أهلنا في فلسطين.
اللهم وسع علينا آفاق الرزق، وبارك لنا فيه، وارزقنا القناعة بما قسم لنا منه، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم تقبل منا صلاتنا ودعاءنا وصدقاتنا، وكل أعمالنا على تقصير منا، إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم أعز دينك وأعل كلمتك، وانصر إخواننا المجاهدين في مكان، وأيدهم بتأييدك، وارفع عنهم البؤس والفاقة، واهدنا لنصرتهم والدعاء لهم.
اللهم أيد بالحق إمامنا واجعله هاديًا مهديًا، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، وانصر به دينك وأمتك.
عباد الله (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [سورة النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.