الأعلى
كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...
العربية
المؤلف | أحمد شريف النعسان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان - الصيام |
لو تتبَّعنا المعاصي والمنكرات التي انتشرت في مجتمعنا لوجدناها كثيرة وكثيرة جداً، لقد انتشر الربا والسفور، وأكل الرشاوي، وتطفيف الكيل والميزان، ومخالفة أوامر الله -تعالى- صراحة جهاراً نهاراً إلا من رحم الله -تعالى-. وللخروج الحقيقي من هذه الأزمة لن يكون بتشكيل دولة مدنية علمانية ليبرالية، بل الخروج الحقيقي من هذه الأزمة يكون...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فيا عباد الله: شدائد الدنيا لا تدوم وإن طالت، ستنتهي الشدائد، ولكن على أية صورة وأية حالة؟ الله -تعالى- أعلم؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله -تعالى-.
نحن في شهر رمضان المبارك، الشهر الذي أنزل الله -تعالى- فيه القرآن العظيم، هل تساءلنا مع أنفسنا: ما الغاية من إنزال القرآن العظيم؟ هل أنزله الله -تعالى- للتلاوة فقط؟ هل أنزله لنأخذ الأجر على تلاوته فقط؟ هل أنزله الله -تعالى- للتبرك فيه ولقراءته على الموتى فقط؟
حاشا أن تكون الغاية من إنزال القرآن العظيم هذه فقط.
نعم لقد رغَّبنا ربُّنا -عز وجل- بقراءة القرآن، ووعد بالأجر العظيم عليه، ولكن ليست الغاية هذه فقط، بل الغاية أن تقرأ هذا القرآن العظيم بتدبر حتى يصبح عندك الالتزام بما جاء به القرآن العظيم، قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) [محمد: 24].
معشر المسلمين: لا بدَّ من تدبُّر الآيات الكريمة، وخاصة قول الله -تعالى-: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا * وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَا بَصِيرًا) [الإسراء: 16-17].
من الذي يهلك القرى؟ من الذي يهلك الأمم؟ من الذي يهلك الشعوب؟
الذي يهلكهم هو الله -تعالى-: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً) المتكلِّم هو الله -تعالى-؛ فهلاك الأمم من الله -تعالى- بسبب فسقهم، وكيف يكون هلاكهم، وعلى يد من؟ الله -تعالى- أعلم؛ لأنه القائل: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر: 31].
نعم هلاك الأمم، وهلاك القرى والبلاد بسبب المعاصي والمنكرات، وصدق الله القائل: (وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَا بَصِيرًا) [الإسراء: 17].
لقد صبَّ الله -تعالى- العذاب على أمم سابقة بسبب الذنوب، قال تعالى: (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَد * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَاد * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَاب * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 10-14].
ربُّنا بالمرصاد للعباد، وهو الخبير البصير بعباده، يمهل ولا يهمل، لعلَّ العباد يتوبوا إلى الله -تعالى-، فإن أصروا لا قدر الله -تعالى- صبَّ عليهم سوط عذاب؛ لأنه بالمرصاد لهم جميعاً.
يا عباد الله: يجب علينا أن نتدبر القرآن العظيم، وننظر مصداق قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد) كم من شعوب قائمة، وأمم ماضية هلكوا بذنوبهم؟!
من هذه الأمم أولاً: قوم سيدنا نوح -عليه السلام-، ما الذي أغرقهم؟ وما الذي جعل الأمواج فوقهم كالجبال؟ وما الذي أوصل إليهم العذاب؟ إلا المعاصي والذنوب وإسخاط علام الغيوب، قال تعالى: (وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا) [الفرقان: 37].
ثانياً: قوم سيدنا هود -عليه السلام-، ما الذي أهلكهم بالريح العقيم؟ ما الذي أهلكهم بريح صرصر عاتية؟ ما الذي أصابهم بالعذاب الأليم فلا ترى لهم باقية؟ إلا المعاصي والآثام، فصاروا عبرة لأولي الأفهام، قال تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة * فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ) [الحاقة: 6-8]؟
المعاصي هي سبب النكبات والأزمات، المعاصي هي سبب الشقاء والدمار، المعاصي هي سبب سفك الدماء وهتك الأعراض -والعياذ بالله تعالى-.
إن شؤم المعاصي جرَّ علينا الأزمة تلو الأزمة، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثالثاً: قوم سيدنا صالح -عليه السلام-، ما الذي أهلكهم بالصيحة فأفنتهم عن بكرة أبيهم، فكانوا كهشيم المحتظر إلا المعاصي؟ فهل من مدَّكر، قال تعالى: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُود) [هود:67-68].
رابعاً: قوم سيدنا لوط -عليه السلام-، ما الذي رفع قراهم إلى السماء، ثم قلبها، وجعل عاليها سافلها، وأتبعهم بحجارة من سجيل، إلا المعاصي والآثام، ووقوعهم في الفواحش والإجرام، قال تعالى: (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيد) [هود: 82-83].
أيها الإخوة الكرام: إن المعاصي والمنكرات لها أثر كبير في تحول النعم، لها أثر كبير في جعل النعمة نقمة -والعياذ بالله تعالى-.
إن كثرت المعاصي والمنكرات، وتركُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لصبِّ اللعنة على الناس -لا قدر الله تعالى-.
تدبَّروا -يا عباد الله- قوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون) [المائدة: 78-79].
أين الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر؟
الكثير من الناس من يتصور أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مهمة العلماء وطلاب العلم فقط، نعم إن مهمة العلماء وطلاب العلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن الأمر ليس مقصوراً عليهم؛ لأن مولانا -عز وجل- أقسم في كتابه العظيم بأن الإنسان في خسر، إذا لم يأمر وينهى، قال تعالى: (وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر) [العصر: 1- 3] فمن لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهو قادر على ذلك، فهو في خسر.
لمن قال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ" [رواه مسلم]؟ لقد خاطب الأمة كلها بذلك.
ألم يقل سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" [رواه البخاري ومسلم]؟
أيها الإمام: أنت مسؤول عن رعيَّتك وعن عناصرك وموظفيك خاصة.
أيها الرجل: أنت مسؤول عن رعيتك.
أيتها المرأة: أنت مسؤولة عن رعيتك، يجب على الجميع مراقبة الجميع، يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الجميع، ألم يقل النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: "للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" [رواه مسلم]؟
وهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يخرج عن دائرة النصح الذي هو واجب على الجميع نحو الجميع؟
معشر المسلمين: نحن نعيش في أزمة كبيرة وعظيمة، وتكاد أن تفرق الأمة بالدم -والعياذ بالله تعالى-، وسببها كثرة المعاصي والمنكرات، ولو تتبَّعنا المعاصي والمنكرات التي انتشرت في مجتمعنا لوجدناها كثيرة وكثيرة جداً، لقد انتشر الربا والسفور وأكل الرشاوي، وتطفيف الكيل والميزان، ومخالفة أوامر الله -تعالى- صراحة جهاراً نهاراً إلا من رحم الله -تعالى-.
وللخروج الحقيقي من هذه الأزمة لن يكون بتشكيل دولة مدنية علمانية ليبرالية، بل الخروج الحقيقي من هذه الأزمة يكون بالاصطلاح مع الله -تعالى-، وإذا خرجت الأمة من هذه الأزمة -من أزمة سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وإتلاف الأموال- مع إصرارها على الذنوب فإنه قد يكون ذلك استدراجاً لها لما هو أعظم من هذا البلاء لا قدر الله -تعالى-، قال تعالى: (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) [القلم: 44].
وقال تعالى: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) [الأنعام: 44].
يا عباد الله: انظروا في سيرة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لتجدوا أن سبعين صحابياً قتلوا في معركة واحدة بسبب ذنب واحد قد تجد له تبريراً، وذلك عندما خالف الرماة أمر سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- اجتهاداً منهم بأن المعركة انتهت.
وانظروا إلى سيدنا آدم -عليه السلام-، بذنب واحد عن غير عمد ولا إصرار أخرجه الله -تعالى- من الجنة.
أيها الإخوة الكرام: اليوم ترى المساجد يرتادها الكثير من الرجال، والكثير من النساء، ولكن بكل أسف ترى بعض النساء اللواتي يرتدن المساجد كأنهنَّ لا علاقة لهنَّ بالإسلام إلا رسماً وشكلاً، ربما أن ترى بعضهنَّ سافرة متبرِّجة، حتى إذا وصلت إلى المسجد أخرجت حجاب صلاتها، وصلَّت، وبعد انتهاء الصلاة عادت إلى ما كانت عليه، هل هذا صواب؟
نعم نساء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، ونساء الصحابة كنَّ إذا ذهبن المسجد، كأنهنَّ الغربان السود، لا يُرى منهنَّ شيء؛ لأن المرأة كلَّها عورة، أين الاقتداء والاتباع؟
يا عباد الله: ذنوبنا كثيرة إلا من رحم الله -تعالى-، فهل من مصطلح مع ربه -عز وجل-، وخاصة في هذه الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك؟ ما زال الداعي يقول: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر"؟ أين من أقبل على الخير وقصر عن الشر؟
يا عباد الله: المعاصي شؤمها كبير وعظيم، وهي سبب دمار العباد والبلاد.
أرجو الله -تعالى- أن لا نكون سبباً في هلاك العباد والبلاد بشؤم معاصينا، آمين.
أقول هذا القول، وكلٌّ منا يستغفر الله، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
قبل الدعاء: أقول للإخوة المسؤولين: تعلَّموا من قصة سيدنا سليمان -عليه السلام- عندما جاءه الهدهد بنبأ من سبأ، فقال له: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُون * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُون * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [النمل: 23-26].
فماذا قال له سيدنا سليمان -عليه السلام-: (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [النمل: 27]؟
هلا تعلمتم هذا من سيدنا سليمان -عليه السلام-، وقلتم لمن يكتب لكم بكتاب بحقِّ زيد وعمرو: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين؟ وهلا عاقبتم الكاذب منهم جهاراً نهاراً حتى يطمئن الناس؟
إن الاعتذار بعد التعذيب والتنكيل لرجل بريء لا يقدِّم ولا يؤخِّر، بل يملأ القلب غيظاً ونقمة عليكم طال الزمن أم قصر.
هلا طبَّقتم قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: 6] في حقِّ من أوصل إليكم كتاباً بحقِّ زيد أو عمرو، هو فاسق حتى يتبيَّن لكم صدقه من كذبه؟!
أسأل الله -تعالى- أن يحفظ العباد والبلاد من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن، آمين.