الشهيد
كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...
العربية
المؤلف | عبد الله بن علي الطريف |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
لقد أجلب بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بخيلهم ورجلهم على الأمة، وخوفوهم من الفقر والحاجة؛ فاغتم المواطن والمقيم، وصار جل ما يتداوله الناس في أجهزتهم اليدوية هذه الأخبار والتحليلات والإرجافات، فأصبحوا في هم وأمسوا في كدر، وغاب عنا جميعاً -إلا من وفقه الله- ما ذكرنا من نصوص في أول الخطبة، وانشغلنا...
الخطبة الأولى:
أيها الإخوة: حقيقتان عظيمتان حتميتان مقلقتان: الرزق والأجل؛ فمَنْ مِنْ البشر ينكر الموت؟! لكن واقعهم الغفلة عنه إلا من وفقه الله..!!
وأكد الله تعالى حتمية الأجل فقال: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آلعمران:185] وقال: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء:78]، وقال: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجمعة:8]، وَقَالَ -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم-: "قَدَّرَ اللهُ تَعَالَى عَلَى كُلِ نَفْسٍ رِزْقَهَا وَمُصِيْبَتَهَا وَأَجَلَهَا"؛ (رواه ابن أبي عاصم في السنة، وصححه الألباني عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ-).
أحبتي: اللهُ ربُنا هو الرزَّاقُ الخلَّاقُ وهو على كل شيءٍ قدير: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الشورى:12].
والرزق الحلال والقناعة بما أعطى الله منه.. هو الذي مدحته النصوص النبوية واشتملت عليه الأدعية النافعة.
ورزقُه سبحانه لا يخص به مؤمنًا دون كافر، ويسوقه إلى الضعيف الذي لا حيلة له؛ كما يسوقه إلى الجلد القوي، قال تعالى: (كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء:20].
وخزائنه ملأى لا تنفد قَالَ النَّبِيِّ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ- فِيمَا يرَوَيه عَنِ رَبِهِ -تَبَارَكَ وَتعالى-: "يَا عِبَادِي لوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَ إِنْسَانٍ مَسْأَلتَهُ مَا نَقَصَ ذَلكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إِذَا أُدْخِل البَحْرَ"؛ (رواه مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عَنِه)، وقبله قال الله تعالى: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) [النحل:96]، ورزقه سبحانه ليس له عدٌّ ولا حساب (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [البقرة:212].
ورزق العبد مضمون منه تعالى ولم يكتف بالضمان بل أقسم سبحانه على ذلك فقال: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات:22-23].
ولا ينقطعُ عن ابْنِ آدَمَ الرزقُ حتى تنقطعَ أنفاسُه قَالَ رَسُولُ الله -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ-: "لَو أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ"؛ (البيهقي وحسنه الألباني عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ).
أيها الأحبة: لا تبتأسوا فقد تكفل سبحانه بأرزاق الخلائق جميعًا وأنزل ذلك قرآناً يُتلى فقال: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت:60]؛ أي: الباري -تبارك وتعالى- قد تكفل بأرزاق الخلائق كلِهم، قويهم وعاجزهم؛ فكم (مِنْ دَابَّةٍ) في الأرض، ضعيفة القوى، ضعيفة العقل. (لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا) ولا تدخره، بل لم تزل، لا شيء معها من الرزق، ولا يزال اللّه تعالى يسخر لها الرزق، في كل وقت بوقته. (اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ)؛ فكلكم عيال اللّه، القائم برزقكم، كما قام بخلقكم وتدبيركم، (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)؛ فلا يخفى عليه خافية، ولا تهلك دابة من عدم الرزق بسبب أنها خافية عليه.
وقد وصفه -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ- بأنه تعالى الرَّزَّاق، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الرَّزَّاقُ"؛ (رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه وصححه الألباني).
وهو الذي يعافي ويرزق قَالَ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ-: "مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ"؛ (رواه البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه.
ومن جميل الرزق: أن يُغني الله عبدَه بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، وهذا ما علّمه النبيُّ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ- أمته أن يحرصوا عليه؛ فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ-، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيْرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ-وهو جبَل لِطَيِّىءٍ- قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ"؛ (رواه الترمذي وصححه الألباني).
أحبتي: إذا أعوزكم الرزق فلا تطلبوه بكثرة الحرص؛ فلن يزيد الحرصُ والشحُّ العبدَ في رزقه المقدّر فوق ما قسمه الله له، قال النبي -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ-: "أَيُّـهَا النَّاسُ: اتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ"؛ (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
وإن أبطأ عليكم فاصبروا قال -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ-: "لَا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ يَمُوتُ حَتَّى يَبْلُغَهُ آخِرُ رِزْقٍ هُوَ لَهُ، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ [طلب في قَصْدٍ واعتدال، مع عدم انشغال القلب.] وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ فَخُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ"؛ (رواه ابن حبان وغيره وصححه الألباني.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم…
الخطبة الثانية:
أيها الإخوة: من أسماء الله تعالى الحسنى الرزَّاق هو الذي يتولى تنفيذ الأرزاق لحظة بلحظة فهو كثير الإنفاق.. وينبغي للمسلم أنْ يدعو الله باسمه الرزاق دعاء مسألة ودعاء عبادة؛ دعاء مسألة بأن تدعوه كدعاء أبينا إبراهيم -عليه السلام- الذي قال الله عنه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) [البقرة:126]، وقال: (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم:37].
وعند البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ- قَالَ: "لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لاَ مُكْرِهَ لَهُ".
أما دعاء العبادة، فثقة العبد بالله أن الرزق الذي كتبه الله له سيصله حيث كان وإنما كان السعي لوقوع الأحكام على المحكوم، قَالَ النَّبِيُّ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ-: "إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِى الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ وَلاَ يُعْطِى الإيمان إِلاَّ مَنْ أَحَبَّ"؛ (رواه أحمد وصححه الألباني).
فالعبد يثق في الرزق وينفق ولا يخف من ذي العرش إقلالا.. ألا ترى الطير لا تملك خزائن لقوتها، وليس لها من الرزق إلا ما قدره الله بسعيها، قَالَ رَسُولُ اللهِ: "لوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلتُمْ عَلى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلهِ، لرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصاً، وَتَرُوحُ بِطَاناً" لكن!!
النَّفْسُ تَطْمَعُ في الدَّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ | أَنَّ السَّلامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيْهَا |
وَاللهِ لَو قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا رُزِقَتْ | مِنَ المَعِيْشَةِ إِلا كَانَ يَكْفِيْهَا |
وَاللهِ واللهِ أَيْمَانٌ مُكَرَّرَةٌ | ثَلاثَةٌ عَنْ يَمِيْنٍ بَعْدَ ثَانِيْهَا |
لَوْ أَنْ في صَخْرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ | في البَحْر رَاسِيَةٌ مِلْسٌ نَوَاحِيْهَا |
رِزْقًا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللهُ لانْفَلَقَتْ | حَتَّى تُؤدِيْ إِلَيْهِ كُلُّ مَا فِيْهَا |
أَوْ كَانَ فَوْقَ طِباقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا | لَسَهَّلَ اللهُ في الـمَرْقَى مَرَاقِيْهَا |
حَتَّى يَنَال الذِي في اللَّوحِ خُطَّ لَهُ | فَإِنْ أَتَتْهُ وإِلا سَوْفَ يَأْتِيْهَا |
فحسن التوحيد -أيها الإخوة- في اسم الله الرزاق يجعل العبد على يقين أن الرزق سيأتيه، وقد أخبر اللّه تعالى أنه هو الرزاق، كما أنه الخالق المحيي المميت، وقد قرن سبحانه بين هذه الأربع في موضع واحد مع ترتيب الحكمة والقدرة، فقال تعالى: (اللّه الذي خَلقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُميتُكُمْ ثُمَّ يُحْييكُمْ) [الروم:4]؛ فكما أن الله هو وحده الخالق المحي المميت فكذلك هو وحده الرزاق.
ويقول رَسُولُ اللَّهِ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ في حديث تطور خلق الإنسان-: "ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ الْمَلَكَ فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيَقُولُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَرِزْقَهُ وَشَقِىٌّ أَمْ سَعِيدٌ"؛ (هذا لفظ ابن ماجه وروى البخاري نحوه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ).
أحبتي: لقد أجلب بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بخيلهم ورجلهم على الأمة، وخوفوهم من الفقر والحاجة؛ فاغتم المواطن والمقيم، وصار جل ما يتداوله الناس في أجهزتهم اليدوية هذه الأخبار والتحليلات والإرجافات، فأصبحوا في هم وأمسوا في كدر، وغاب عنا جميعاً -إلا من وفقه الله- ما ذكرنا من نصوص في أول الخطبة، وانشغلنا بالتأوه والتألم وتناقل الأخبار والتحليلات التي منها المقبول وأكثرها مرفوض.. ونسينا أن هذه الحال بغية إبليس ومناه يقول الحق تبارك وتعالى في آيات الحث على الإنفاق: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:268].
واعلموا أن الرزق لا يستجلب بالحرص والبخل، ولا تدفع الحاجة والفقر بالخوف منهما وتوقعهما، وإنما تدفع الحاجة ويطلب الغنى بصدق التوكل على الله وحسن الظن به قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ-: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي"؛ (رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)، وفي رواية عند غيرهما: "فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ".
والإنفاق في سُبل الخير سببٌ في البركةِ وكثرةِ الرزقِ قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ، وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39].
يقول السعدي: فلا تتوهموا أن الإنفاق مما ينقص الرزق، بل وعد بالخلف للمنفق، الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ فاطلبوا الرزق منه، واسعوا في الأسباب التي أمركم بها، ويقول الرَسُولُ -صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ-: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ".
وصلوا وسلموا على نبيكم يعظم الله أجركم..