السلام
كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...
العربية
المؤلف | سليم بن صفية |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المهلكات - أركان الإيمان |
ومن ذلك استمراء الكذب واستحلاله، واستمراء الخيانة واتخاذها شعارا وديدنا، حتى جعلوا لها يوما، بل أياما يحتفون بها ويحتفلون، وسموه بهتانا وزورا: كذبة إبريل، ولنا مع هذا المسخ وهذا التشبه الذميم وقفات: الوقفة الأولى: ففيها تجلية لماهية الكذب، وبيان لخطورته ومغبته وشؤمه؛ فإن الكذب في...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الْأَحْزَابِ: 70-71]، أما بعد:
معاشر المؤمنين: إن لكل أمة من الأمم مقومات ثلاث، هي أسس بقائها، ووجودها وديمومتها، أولها: دينها، وثانيها: أخلاقها وقيمها، وثالثها: تاريخها ولغتها.
وإن أمم الغرب وملل الكفر قد أغارت على أمة الإسلام في أصولها الثلاث؛ حتى غدت في غربة من دينها، ووحشة من أخلاقها وقيمها، وغدت متنكرة لتاريخها ولغتها، وإن من المسلمين ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قد ساروا في ركاب الغرب يتلقفون كل ساقطة وكل رذيلة؛ فاتبعوهم في مساوئ الأخلاق وسوء الفعال والخلال حذو القذة بالقذة، كما أخبر الأمين الصادق -عليه الصلاة والسلام-؛ فيما رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي سعيد الخدري، "لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ -أي: طريق من كان قبلكم- شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلَ أَحَدُهُمْ جُحْرَ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: "فَمَنْ إِذًا؟".
ومن ذلك استمراء الكذب واستحلاله، واستمراء الخيانة واتخاذها شعارا وديدنا، حتى جعلوا لها يوما، بل أياما يحتفون بها ويحتفلون، وسموه بهتانا وزورا: كذبة إبريل، ولنا مع هذا المسخ وهذا التشبه الذميم وقفات:
الوقفة الأولى: ففيها تجلية لماهية الكذب، وبيان لخطورته ومغبته وشؤمه؛ فإن الكذب في أصله إخبار عن شيء بما ليس هو عليه حقيقة؛ وذلك بالاختراع أو بالزيادة والنقصان، أو بتغيير المعنى أو نحوه، وإن الكذب معاشر المؤمنين قد يكون في الأقوال أو في الفعال أو في الاعتقاد:
أما الكذب في الأقوال؛ فقد أخبر النبي المصطفى -صلوات ربي وسلامه عليه- كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -صلوات ربي وسلامه عليه-: "ثَلاَثٌ فِي المُنَافِقِ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ"، وأما الكذب في الفعال: فأن يفعل المرء فعلا يؤدي إلى اعتقاد خلاف ما هو عليه كما قص علينا ربنا -جل وعلا- خبر إخوة يوسف، (وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ) [يُوسُفَ: 16]، (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) [يُوسُفَ: 18].
وأما الكذب في الاعتقاد: فهو أسوأ أنواع الكذب، ولهذا قال -جل وعلا- خبرا عن المنافقين: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) [الْمُنَافِقُونَ: 1]؛ فقولتهم: إنك لرسول الله حق، ولكن الله سماها كذبا؛ لأنها خالفت ما انطوت عليه سرائرهم وقلوبهم.
ثم اعلموا -أيها المسلمون- أن الله -عز وجل- قد أبان في كتابه الكريم عن خطورة الكذب وسوء مغبته في أكثر من مائتين وثمانين آية، وجاءت السنة الغراء فزادت البيان بيانا والتحذير تحذيرا، حتى قال الإمام الماوردي رحمة الله -تعالى- عليه: "إن الكذب أصل كل خلة مذمومة، وهو أصل كل شر؛ لأنه يؤدي كما قال رحمة الله -تعالى- عليه إلى عواقب وخيمة، ويؤدي إلى نتائج وخيمة؛ فالكذب يؤدي إلى النميمة، والنميمة تؤدي إلى البغضاء، والبغضاء ينتج عنها العداوة والبغضاء، فإذا جاءت العداوة فلا أمن ولا راحة"، ولذلك قيل: "من قل صدقه قل صديقه".
فأول هذه المغبات: أن الله -عز وجل- قد بين أن النفاق هو صنو الكذب وحليفه؛ فإن المنافق وإن كان النفاق في قلبه لا يظهر ولكن الله -عز وجل- قد جعل للنفاق علامات وأمارات، كما قال الله -عز وجل-: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) [مُحَمَّدٍ: 30]؛ فأعظم علامات النفاق الذي ينطوي عليه القلب هو كذب اللسان والفعال؛ ولذلك قال نبينا -صلوات ربنا وسلامه عليه-: "ثَلاَثٌ فِي المُنَافِقِ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ"، وجاء في الصحيحين -أيضا- من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ".
ولذلك؛ فإن الكذب لا يجتمع مع الإيمان، كما قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: "يا أيها الناس، إياكم والكذب؛ فإن الكذب مجانب للإيمان"، ولهذا حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من استمراء الكذب واتخاذه ديدنا وعادة؛ لأن الكذب ينتقل إلى اللسان وإلى القلب والجنان، وقل أن يستمرئ رجل ويعتاد الكذب إلا كذب في دينه وفي اعتقاده وفي نيته؛ ولهذا قال نبينا صلوات ربه وسلامه عليه فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا".
وأما الأمر الرابع: فإن الله -عز وجل- قد جعل وعيدا رهيبا لأهل الكذب يوم الدين، كما جاء في الصحيحين من رؤيا النبي التي رواها سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في رؤياه: "فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ مَا هَذَا؟ فقيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر رؤياه: قال: أما الرجل الملقى على قفاه ويشرشر شدقه ومنخراه وعينه إلى قفاه: فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ فَتَبْلُغُ الْآفَاقَ".
وإن الكذب معاشر المؤمنين دليل على مهانة النفس وعلى سوئها وعلى ضيعتها واضمحلالها؛ فإنه لا يستمرئ الكذب إلا وضيع النفس، أما من سمت نفسه وعلت فإنه قل أن يكذب كذبة وإن ألجئ إلى ذلك إلجاء.
أقول قولي هذا وأستغفر الله؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أما بعد:
أما الوقفة الثانية: فإن للكذب مظاهر قد فشت وتفشت بين عموم المسلمين؛ حتى غدت شعارا لبعضهم وأعظم هذه المظاهر خطورة؛ هي الكذب على الله وعلى رسوله صلوات ربي وسلامه عليه، فإن الذي يكذب في فتواه، ويكذب في علمه من أجل أن يلبس على الناس دينهم، أو من أجل أن ينال حظوة في الدنيا أو حظوة عند حاكم أو شريف فإن هؤلاء قد أخبر الله -عز وجل- بأنهم هم الكاذبون الذين لا يفلحون، قال الله -جل جلاله- في كتابه ومحكم خطابه: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) [النَّحْلِ: 116].
وإننا في زمن أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه من السنوات الخداعات، كما روى أصحاب السنن وغيرهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَتَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ: "الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ".
ومن مظاهر الكذب: أكل أموال الناس بالباطل؛ ولهذا حكم الله -عز وجل- على الذين يأكلون أموال الناس بالتجارات الزائفة الباطلة حكم عليهم بمحق البركة من أرزاقهم؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال كما جاء في الصحيحين: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا".
ويزداد الأمر سوءا أن الكذاب من اللذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم: قال: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" قُلْتُ: مَنْ هُمْ خَابُوا وَخَسِرُوا؟ قَالَ: "الْمُسْبِلُ إِزَارَهُ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ كَاذِبًا".
ومن ذلك شهادة الزور، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال كما في الصحيحين وغيرهما: " أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ثَلاَثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ, وَجَلَسَ, وَكَانَ مُتَّكِئًا, ثُمَّ قَالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ".
ومن مظاهر الكذب: الكذب لأجل الضحك؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد حذر من نار تتلظى ومن جحيم، كما روى بهز بن حكيم، كما روى الإمام أحمد في مسنده من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ النَّاسَ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَهُمْ، وَيْلٌ لَهُ، ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ"، ويل للذي يحدث القوم فيكذب من أجل إضحاكهم، ويل لهم ثم ويل له ثلاث مرات، والويل على تفسير بعض أهل العلم من الصحابة وغيرهم واد في نار جهنم؛ فويل للذين يضحكون الناس بالكذب ولا يجدون في ذلك حرجا ويل لهم ثم ويل لهم.
ومن ذلك حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مظهر يكون بين الآباء والأولاد قد يعده الناس من الكذب الحلال، أو ما يسميه البعض: "كذبة بيضاء"؛ فليس في الدين كذب أبيض؛ فكل الكذب أسود وسواء؛ لذلك حذر النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عامر -رضي الله عنه- أنه قال: "جَاءَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْتَنَا وَأَنَا صَبِيٌّ صَغِيرٌ، فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ فَقَالَتْ لِي أُمِّي: يَا عَبْدَ اللهِ، تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ"؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَهُ تَمْرًا، قَالَ: "أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي لَكُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةً"، وذلك لأن الأولاد والأطفال إنما ينشئون على طيب الخلال إذا عودهم الآباء ذلك، وينشئون على السيء من الخلال والخصال على وفق ما يعودون، كما قال القائل:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا | على ما كان عوده أبوه |
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، اللهم إنا نسألك التقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نعوذ بك الخيانة والكذب، اللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
سبحانك الله وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت وأتوب إليك، أستغفرك وأتوب إليك.