الباسط
كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...
العربية
المؤلف | محمد بن سليمان المحيسني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
إنه لم يظهر المنكر في قوم قط ثم لم ينههم أهل الصلاح منهم إلا أصابهم الله بعذاب من عنده، أو بأيدي من يشاء من عباده، ولا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما أُمر أهل الباطل، واستُخفي فيهم بالمحارم، فلا يظهر من أحد محرم إلا انتقموا ممن فعله، فإذا ظهرت فيهم المحارم فلم ينههم أهل الصلاح أُنزلت...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي جعل أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- خير أمة أخرجت للناس، وفضلها على غيرها بما قامت به من واجبات عظيمة وصبر في البأساء والضراء وحين البأس.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله جاهد في الله حق جهاده، وصبر وصابر حتى فاز بالنصر المبين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين مثلوا الدين، وقاموا به وحققوا ما أمروا به على الوجه القويم وسلم تسليماً.
أما بعد:
عباد الله: لقد فخرت هذه الأمة، وحق لها أن تفخر بما شهد الله لها به، وفضلها على غيرها، حيث يقول الله -سبحانه-: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)[آل عمران: 110].
عباد الله: إنكم لن تكونوا خير أمة أخرجت للناس؛ حتى تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر.
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب النصر والتمكين في الأرض، يقول الله -تعالى-: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)[الحج: 40-41].
ولكن من الناس من مرضت قلوبهم، وكاد المرض يقضي عليها بالموت؛ حتى نزعت الغيرة الدينية من كثير منها، فأصبحت لا ترى المعروف معروفاً ولا المنكر منكراً.
أصبح كثير من الناس لا يتمعر وجهه ولا يتغير من انتهاك حرمات الله، وكأنه إذا حُدث عن انتهاكها يحدث عن أمر طبيعي لا يؤبه له.
وهذا -والله- هو البلاء والمصيبة التي تعظم مصيبة فَقْدِ النفوس والأولاد والأموال.
يا أمة محمد يا خير أمة أخرجت للناس: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وتعاونوا على الحق، ولا تأخذكم في الله لومة لائم، واعلموا أنكم إن صدقتم العزيمة، وأخلصتم النية، واتبعتم الحكمة في تقويم عباد الله وإصلاحهم؛ فكل شيء يقوم ضدكم سيضمحل ويزول، فالباطل لن تثبت قدماه أمام الحق.
عباد الله: لقد ابتلي كثير من الناس في هذا الزمان بالتلاوم والتواكل، ولم يؤد كل منهم ما يجب عليه نحوه.
وصار كل واحد يلقي بالمسئولية على غيره ويبرئ نفسه، حتى إن صاحب البيت يرى المنكر في بيته.
ويرى أولاده يتركون الصلاة ولا يحضرون الجمع والجماعات، ومع هذا يجلس منبسطاً معهم يواكلهم ويشاربهم ويمازحهم، وكأنهم ما عصوا الله، وارتكبوا ما يوجب كفرهم وخروجهم عن دين الله.
وإن من الناس من يخرج إلى صلاة الفجر وأولاده في مراقدهم نائمون منهم البالغ وغير البالغ.
ومع هذا فلا يوقظهم ولا يحثهم على أدائها، معتذراً بأعذار باطلة، كأن يقول: "غلبهم السهر وهم مرهقون، أو أن المسجد بعيد عليهم، أو أن البرد شديد، وذلك في أيام الشتاء".
وغير ذلك من الأعذار.
ولكن -والله- لو كان إيقاظهم لأجل عمل أو دراسة لترك ذلك العذر، ولأتى بمبررات توجب إيقاظهم.
وإن منهم من يخرج لأداء الصلاة وجاره الملاصق له تارك لها بالكلية، أو تاركاً لصلاة الفجر، وهو يعلم أن "ما بين الرجل وبين الكفر إلا ترك الصلاة"(صحيح مسلم: بَاب بَيَانِ إِطْلَاقِ اسْمِ الْكُفْرِ على من تَرَكَ الصَّلَاةَ (1/88)، رقم (82)).
يعلم ذلك ولكن يبخل بالموعظة لأخيه، ويتهرب من المسئولية الملقاة على عاتقه.
قال العمري الزاهد: "إن من غفلتك عن نفسك، وإعراضك عن الله، أن ترى ما يُسخط الله فتتجاوزه ولا تنهى عنه خوفاً ممن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً"(حلية الأولياء (8/284)، وتاريخ الإسلام (12/216)، وسير أعلام النبلاء (8/375)).
وقال: "من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة من المخلوقين؛ نزعت منه الطاعة، ولو أمر ولده، أو بعض مواليه؛ لاستخف بحقه"(فيض القدير (5/522)، والتيسير بشرح الجامع الصغير (2/375)).
وذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "توشك القرى أن تخرب وهي عامرة، قيل: وكيف تخرب وهي عامرة؟ قال: إذا علا فجارها أبرارها، وساد القبيلة منافقوها"(كنز العمال (11/120)، رقم (31487)، الجواب الكافي (ص32)).
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: "أما بعد: فإنه لم يظهر المنكر في قوم قط ثم لم ينههم أهل الصلاح منهم إلا أصابهم الله بعذاب من عنده، أو بأيدي من يشاء من عباده، ولا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما أُمر أهل الباطل، واستُخفي فيهم بالمحارم، فلا يظهر من أحد محرم إلا انتقموا ممن فعله، فإذا ظهرت فيهم المحارم فلم ينههم أهل الصلاح أُنزلت العقوبات من السماء إلى الأرض، ولعل أهل المداهنة أن يهلكوا معهم وإن كانوا مخالفين لهم.
فإني لم أسمع الله -تبارك وتعالى- فيما نزَّل من كتابه عند مُثلة أهلك بها أحداً نجى أحداً من أولئك إلا أن يكون الناهين عن المنكر...
إلى أن قال: وإنه قد بلغني أنه قد كثر الفجور فيكم، وأمن الفساق في مدائنكم، وجاهروا بأمر لا يحب الله من فعله، ولا يرضى المداهنة عليه، ولعمري إن من الجهاد الغلظة على محارم الله بالأيدي والألسن والمجاهدة لهم فيه"(سيرة عمر بن عبد العزيز، لابن عبد الحكم (ص143)).
أيها الناس: إذا كان هذا الكلام يصدر في قرن من القرون المفضلة، التي قال عنها المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"( البخاري: باب فضائل الصحابة (3/1335)، رقم (3450)، واللفظ له، وصحيح مسلم: باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (4/1962)، رقم (2533)).
فما بالكم في هذا القرن الذي تراكمت فيه الفتن، وكثرت فيه بواعث الانحطاط والفجور، في الوقت الذي تقاعس فيه أكثر الصالحين عن مكافحة تلك الشرور؟!
أيها المسلمون: إن حالتنا حالة مخيفة جداً؛ فألق سمعك، وقلِّب نظرك، وأحضر قلبك، ترى ما يخيفك ويقلق راحتك، ويقض مضجعك من المنكرات في البيوت والأسواق والبراري والبحار، وإن شككت ففتش على نفسك تجد ذلك، فالمنكر نراه بأعيننا، ونسمعه بآذاننا.
بل وفي بيوتنا، فهل بيتك خالٍ من صور ذوات الأرواح التي تحجب دخول الملائكة لمنزلك؟!
هل بيتك خالٍ من أشرطة الأغاني؟!
هل هو خالٍ من حالقي اللحى؟!
هل هو خالٍ من شربة الدخان؟!
ونحو ذلك من المنكرات.
أما في الأسواق، فحدث عن ذلك ولا حرج، ومع ذلك فلا ألسنة تنطق، ولا قلوب تنكر إلا ما ندر.
فيا عباد الله: اصدعوا بالحق قبل: أن يحل بكم ما حل بغيركم وبمن قبلكم.
قبل أن تضرب قلوب بعضكم على بعض.
قبل: (فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة)[الأنفال: 25].
قبل أن تلعنوا كما لعن الذين من قبلكم، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[المائدة: 78-79].
روت عائشة -رضي الله عنها- قالت: "دخل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد حفزه النفس، فعرفت في وجهه أن قد حفزه شيء، فما تكلم حتى توضأ وخرج، فلصقت بالحجرة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! إن الله -عز وجل- يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم، وتستنصروني فلا أنصركم، وتسألوني فلا أعطكم"(صحيح ابن حبان: ذكر الإخبار عما يجب على المرء من استحلال النصرة على أعداء الله الكفرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في دار الإسلام (1/526)، رقم (290)، ومسند إسحاق بن راهويه (2/338)، رقم (864)).
إن الواجب علينا إذا أحسسنا بمعصية دينية، أو خلقية تفتك بالمجتمع، وتحرف اتجاهه الصحيح: أن نسعى جاهدين للقضاء عليها، واستئصالها من جذورها؛ لئلا يستفحل أمرها، ويشيع ضررها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المداهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وبعضهم في أعلاها؛ فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها؛ فتعذروا به، فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: ما لك؟ فقال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء؛ فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم"(صحيح البخاري: باب القرعة في المشكلات (2/954)، رقم (2540)، وصحيح ابن حبان: ذكر ما يستحب للمرء استعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعوام الناس دون الأمراء الذين لا يأمن على نفسه منهم إن فعل ذلك (1/537)، رقم (301)).
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"(صحيح مسلم: باب كون النهي عن المنكر من الإيمان (1/241)، رقم (50)).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله القوي المجيد، المدبر لخلقه كما يشاء وهو الفعال لما يريد، أحكم ما خلق وشرع فهو الحكيم الرشيد، وصبر على أذى أعدائه وما ربك بغافل عن أعمال العبيد.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد:
أيها الناس: قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "من لم يكن في قلبه بُغض ما يبغضه الله ورسوله من المنكر الذي حرمه من الكفر والفسوق والعصيان؛ لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله عليه".
فإن من لم يكن مبغضاً لشيء من المحرمات أصلاً لم يكن معه إيمان أصلاً.
والحاصل: أن الإنسان يأتي من ذلك بما يستطيع، ولا يقصر في نصرة دين الله، ويعتذر في إسقاط ذلك بالأعذار التي لا تصح، ولا يسقط بها ما أوجب الله عليه، وليحذر من المداهنة في دين الله.
ومعناه: أن يسكت الإنسان عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن قول الحق، وكلمة العدل طمعاً في الناس، وتوقعاً لما يحصل منهم من جاهٍ أو مال أو مديحة.
قال أبو عبد الله لعمر بن صالح: "يا أبا حفص! يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه بينهم مثل الجيفة، ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع، فقلت: يا أبا عبد الله! وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع؟ فقال: يا أبا حفص! صيروا أمر الله فضولاً، وقال: المؤمن إذا رأى أمراً بالمعروف أو نهياً عن المنكر لم يصبر حتى يأمر وينهى، فيقولون هذا فضول، والمنافق كل شيء يراه قال بيده على فمه -أي: صمت ولم ينه ولم يأمر- فقالوا: نِعم الرجل، ليس بينه وبين الفضول عمل"(الآداب الشرعية لابن مفلح (1/214)، رقم (50)).
وإن منا على أنفسنا مما أمر الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن لا يظهر العصاة محرماً إلا وقفنا في وجوههم وناصحناهم، وقول من قال: "إن لنا في أنفسنا شغلاً ولسنا من الناس في شيء، وعليك بنفسك".
وغير ذلك من العبارات، إنما هو قول من تكاسل عن الصدع بالحق، وحال الشيطان بينه وبين هدي خير الخلق -صلى الله عليه وآله وصحابته-.
ولو أن أهل طاعة الله رجع رأيهم إلى ذلك ما عُمل لله بطاعة، ولا تناهوا عن معصية، ولقهر المبطلون المحقين؛ فصار الناس كالأنعام أو أضل سبيلاً.
فتسلطوا على الفساق -رحمكم الله- من كنتم ومن كانوا؛ فإن الله جعل للأبرار على الفجار سلطاناً مبيناً.
ومن ضعف عن ذلك؛ فليرفعه إلى من يهمه الأمر من أئمة المساجد، أو من الهيئات، وغيرها؛ فإن ذلك من التعاون على البر والتقوى، قال الله -تعالى-: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ)[النحل: 45-46].
ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن من كان قبلكم كان إذا عمل العامل الخطيئة جاءه الناهي تعذيراً، فإذا كان الغد جالسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، والذي نفس محمد بيده! لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم"(مسند أبي يعلى (8/448)، رقم (5035)، والعلل المتناهية (2/788) رقم (1316)، وقال:" هذا حديث لا يصح، قال أحمد ويحيى: خالد بن عمرو كان يكذب، وقال أحمد: ورايته ليس بثقة، يروي أحاديث بواطيل، وقال أبو علي صالح بن محمد: كان يضع الحديث ").
أيها الإخوة في الله: سوف يكون الكلام في الجمعة القادمة عن طريقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن الأضرار الناتجة عن السكوت عنه؛ لأن المقام لا يتسع لذكر ذلك، فإن طيلة الكلام مما يورث السآمة والملل.
هذا، وصلوا على خير العالمين محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإن الله أمركم لذلك بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجعلنا من حزبك المفلحين، وعبادك الصالحين الذين أهلتهم لعبادتك، وجعلتهم آمرين بالمعروف.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل الشرك والمشركين.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين عامة، ولاة أمورنا خاصة يا رب العالمين.
اللهم اجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له، ناهين عن المنكر مجتنبين له، محافظين على حدودك، قائمين بطاعتك يا رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.