الرحمن
هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...
العربية
المؤلف | عبد الله بن سالم الطوياوي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب |
وكلُّ مجتمعٍ مهما بلغَ من الفضلِ والرقي، لا يستغني عن شريحةٍ فيه، تتمثلُ فيها الْمُثلُ العليا لِذلكَ المجتمعِ، تحفظُ عليهِ وجودَهُ المعنويَّ، المتمثلَ في عقيدتِهِ وأخلاقِهِ، وضوابطِ علاقاتِهِ، وهذه الشريحةُ تحافظُ على أصلٍ أصيلٍ، وأساسٍ متينٍ، متى ما قامتْ به الأمةُ، عزتْ وسادتْ، وانتصرتْ وقادتْ، أتدرونَ من هُم يا رعاكمُ اللهُ؟! إنهم الآمرونَ بالمعروفِ، والنَّاهونَ عن المنكرِ، رِجالُ الحسبةِ -حفظهم الله-، رِجَالٌ أهمَّهم أمر أمتِهم، وأرَّقَهم ..
الحمدُ للهِ، قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ، هو الكريمُ الوهابُ، هازمُ الأحزابِ، ومنشئُ السحابِ، ومنزلُ الكتابِ، ومسببُ الأسبابِ، وخَالِقُ النَّاسِ مِن تُرابٍ، هو المبدئُ المعيدُ، الفَعَّالُ لما يُريدُ، جلَّ عن اتخاذِ الصاحبةِ والولدِ، ولم يكنْ له كفوًا أحدٌ، أشهدُ شهادةَ حقٍ، لا يشوبها شكٌ، أنَّهُ لا إلهَ إلا هوَ، وحدَهُ ولا شريكَ له: (لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التغابن:1] وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليمًا كثيرًا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1] (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب70 :71]
أما بعد:
أيها الإخوةُ في اللهِ: اللهُ -عزَّ وجلَّ- اصطفى من الخلقِ طائفةً أصفياءَ، وجعلَهم بررةً أتقياءَ، فهم خاصةُ عبادِهِ، وغَرسُ بلادِهِ، يصرفُ عنهم البلايا، ويخصُّهم بالخيراتِ والعطايا، فهم القائمونَ بإظهارِ دينِهِ، والمتمسكونَ بسنةِ نبيهِ -صلى الله عليه وسلم-، وكلُّ مجتمعٍ مهما بلغَ من الفضلِ والرقي، لا يستغني عن شريحةٍ فيه، تتمثلُ فيها الْمُثلُ العليا لِذلكَ المجتمعِ، تحفظُ عليهِ وجودَهُ المعنويَّ، المتمثلَ في عقيدتِهِ وأخلاقِهِ، وضوابطِ علاقاتِهِ، وهذه الشريحةُ تحافظُ على أصلٍ أصيلٍ، وأساسٍ متينٍ، متى ما قامتْ به الأمةُ، عزتْ وسادتْ، وانتصرتْ وقادتْ، أتدرونَ من هُم يا رعاكمُ اللهُ؟! إنهم الآمرونَ بالمعروفِ، والنَّاهونَ عن المنكرِ، رِجالُ الحسبةِ -حفظهم الله-، رِجَالٌ أهمَّهم أمر أمتِهم، وأرَّقَهم وجودَ المنكرِ في مجتمعاتِهم، فَهبُوا لإزالةِ المنكر، بأرواحٍ متوهجةٍ، وضمائرَ حيةٍ.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرِ قِوامُ هذا الدينِ، الذي به نالتْ هذه الأمةُ الخيريةَ على العالمينَ، كما في قولِهِ تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) [آل عمران:110]، ويقولُ رسولُ الهدى -صلى الله عليه وسلم-: "لما وقعتْ بنو إسرائيلَ في المعاصي، نهتْهُم علماؤهم، فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالِسِهِم وأسواقِهِم، وواكلوهم وشاربوهم؛ فضربَ اللهُ قلوبَ بعضِهم ببعضٍ، ولعنَهم على لسانِ داودَ وعيسى ابنِ مريمَ (ذلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) [آل عمران:112] ". وكان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- متكئًا فجلسَ فقالَ: "كلا واللهِ لتأمُرنَّ بالمعروفِ، ولتنهونَّ عن المنكرِ، ولتأخذُنَّ على يدي الظالِمِ ولتأطرُنَّهُ على الحقِّ أطرًا، ولتقصرُنَّهُ على الحقِّ قصرًا". رواه أحمدُ وأبو داودَ والترمذي.
فلا بدَّ من فِئةٍ يكونُ الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ واجباً في حقِّهم، قالَ تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104]، ولابدَّ من تحلِّي الآمرينَ بالمعروفِ، والناهينَ عن المنكرِ، والمنتسبين إليهِ، بالرفقِ والعلمِ، والحِلمِ والرحمةِ والحكمةِ، ليكونَ لهم الأثرُ الإيجابيُّ، في بُعدٍ عن التعنيفِ والغلظةِ، والحقُّ أنَّ أهلَ الْحِسبةِ وفقهم اللهُ، يبذلونَ جهودًا جبارةً، تُذكرُ فتُشكرُ، وينبغي أن يُشجَعُوا حسيًّا ومعنويًّا، وأن يُكفَّ عن تضخيمِ أخطائِهم، والذينَ في هذا الميدانِ، هُمْ من خَيارِ الأمةِ، نحسبُهم ولا نزكي على اللهِ أحدًا، فحقُهم المسلَّمُ به، الثناءُ عليهم، والذبُّ عنهم، والنصحُ لهم، والتعاونُ معهم، في كلِّ ما تمليهِ الغَيرةُ الإسلاميةُ على حدودِ اللهِ، بالتي هي أحسنُ.
هذا واجبُنا، نحوَ مَنْ قامَ بفرضِ الكفايةِ؛ لأن الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكرِ تاجُ عِزِّ هذه الأمةِ، وثمرةُ رسالتِها، وأثرُ دعوتِها، ومظهرٌ من مظاهرِ حضارتِها، هو صمام ُالأمانِ بإذنِ اللهِ، من اللوثاتِ العَقَديةِ، والانحرافاتِ الأخلاقيةِ، لا تمكينَ للدولةِ الإسلاميةِ إلا بهِ، يقولُ تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:41] فالأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ سفينةُ الحياةِ، وطوقِ النجاةِ، والقائمون به -وفقَهم اللهُ- رِجَالٌ أهمَّهم أمر أمتِهم، وأرَّقَهم وجود المنكرِ في مجتمعاتِهم، يَهبُّونَ لإزالةِ المنكراتِ، بأرواحٍ متوهجةٍ، وضمائرٍ حيةٍ، لحفظِ نفوذِ الأمةِ المعنويِّ، وأمنِها الفكريِّ والعقدي والسلوكي، يعملونَ بحكمةٍ وحماسٍ، لإصلاحِ ما أفسدَ الناسُ، وهم لدينِ اللهِ دعاةٌ وعليه حُراسٌ، كم يَلْقَونَ مِنَ العَنَتِ في هذه الْمُهمةِ الشاقةِ، ولا غَرابةَ، فقد جرتْ سنةُ اللهِ في الابتلاءِ، أن تلقى هذه الفئةُ الطيبةُ الخيَّرةُ، المُحَارَبةَ دائمًا، وتلقى الأذيةَ والعنتَ، وما ذاك إلاَّ لأنها تسيرُ في الاتجاهِ المضادِّ لأهلِ الشهواتِ والأهواءِ، الذين لا يَهمُّهم ماذا حَدَثَ ويَحدثُ للأمةِ، فئةٌ أنانيةٌ، تضيقُ ذرعًا بمن يأمرُها بالمعروفِ، وينهاها عن المنكرِ، تلمزُهُم، وتَحُطُّ من قدرِهم، وتَحِيكُ التُّهَمَ لهم، وتُشَوِّهُ صورتَهم في المجالِسِ، والمنتدياتِ والاستراحاتِ، وتريدُ للمجتمعِ الفسادَ، واللهُ -عزَّ وجلَّ- يقول: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) [النساء:27]، ولا غرابةَ أن يعملَ بعضُ الرويبضةِ للوقيعةِ بهم؛ لأنهم يصطدمونَ بالشهواتِ، ويكبحونَ جماحَ المغرياتِ، الإيمانُ دافعُهُم، والغَيرَةُ حافزُهُم، فللهِ دَرُّهُم من رجالٍ، وبُورِكتْ أفعالُهم وجهودُهم، وضاعفَ اللهُ مثوبتَهم، ونُشهدُ اللهَ الذي لا إله إلا هو على حبِّهم، والدعاءِ لهم، لما يَقُومونَ به من مهامٍ جسيمةٍ، تعملُ على تجفيفِ منابعِ الشرِّ في هذه الأمةِ، وحِراسةِ ثغورِ المجتمعِ من تسللِ الجريمةِ.
فواجبُ الأمةِ جميعًا تعزيزُ جانبِ الحسبةِ، فإنَّ ضعفَهُ وانحسارَهُ، وطيَّ بساطِهِ، وانخفاضَ لوائِهِ، وإهمالَ عِلمِهِ وعملِهِ، نُذُرُ شُرُورٍ خطيرةٍ، وأضرارٍ جسيمةٍ على الأمةِ جميعًا، فالآمرونَ بالمعروفِ، والناهونَ عن المنكرِ، يَملكونَ من التوهجِ في أرواحِهم، والحيويةِ في نفوسِهم، ما يجعلُ همَّ مجتمعِهم همَّهُم الأكبرَ، فليسعَدْ بذلك المجتمعُ؛ إذ يحفظونَ عليه توازُنَهُ واستقامتَهُ، وشروطَ استمراريتِهِ، ولتهنأْ بذلك الأمةُ، إذ رفعوا عنها الإثمَ، وحموها من الزيغِ، وتمثلوا الفرضَ الكفائيَّ الواردَ في قولِهِ تعالى: (وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104] فإذا قامتْ فئةٌ من الأُمَّةِ بهذا الأمرِ، سَقَطَ الإثمُ عنها بمجمُوعِها، وبقي على كلِّ فردٍ رأى المنكَرَ، تغييْرُهُ بإحدى المراتبِ الثلاثِ وجوبًا عينيًّا عليهِ، لقولِهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من رأى منكم منكرًا فليُغَيرْهُ بيدِهِ، فإن لم يستطعْ فبلسانِهِ، فإن لم يستطعْ فبقلبِهِ، وذلك أضعفُ الإيمان". رواه مسلم.
وعن عائشةَ -رضي اللهُ عنها- قالتْ: دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فعرفتُ في وجهِهِ أنه قد حفزَهُ شيءٌ، فتوضأَ ثم خرجَ فلم يكلمْ أحدًا، فدنوتُ من الحجراتِ، فسمعتُهُ يقولُ: "يا أيها الناسُ: إن اللهَ يقولُ: مروا بالمعروفِ، وانهوا عن المنكرِ، من قبلِ أن تدعوني فلا أجيبُكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم".
فالأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ ليس فُضولاً، وليس تَدخُّلاً في شؤون الآخرين، وإنَّما هو قيامٌ بواجبٍ أوجبَهُ اللهُ.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله، وحدهُ لا شريكَ لهُ، تعظيمًا لشانه، وأشهد أنَّ نبينا محمّدًا عبده ورسولُه، الدّاعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه، وسلّم تسليمًا مزيدًا.
أمّا بعد:
يا من تأمرُونَ بالمعروفِ، وتنهونَ عن المنكرِ: اعلموا وتعلمون، أنَّ الذي يسير في دروبِ الأنبياءِ -عليهم الصلاةُ والسلامُ- مُقومًا للمعوجِّ، ومُحَارِبًا للأهواءِ والشهواتِ، وناصرًا للمظلومِ، ويَظُنُّ أنَّهُ لا يَلْحقُهُ شيءٌ مما لحقَ بهم، فهو واهمٌ في ذلك، وإلى هذا أشارَ لقمانُ وهو يعظُ ابنَهُ حينَ قالَ: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [لقمان:17] فقد أشعرَ ابنَهُ بما يلحقُهُ من الأذيةِ، إذا هو قامَ بواجبِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ، فاصبروا واحتسبوا الأجر عند الله، فَإنَّهُ -عزَّ وجلَّ- يقول: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10].
اللهم أبرمْ لهذه الأمةِ أمرَ رشدٍ، يعزُّ فيه أهلُ الطاعةِ، ويعافى فيه أهلُ المعصيةِ، ويؤمرُ فيه بالمعروفِ، وينهى فيه عن المنكرِ، وتقالُ فيه كلمةُ الحقِّ، لا يَخشى قائلُها في اللهِ لومةَ لائمٍ. اللهم احفظْ الآمرينَ بالمعروفِ، والناهينِ عن المنكرِ، اللهم شدَّ عزائمَهم، وقوِّ شوكتَهم، وألقِ في قلوبِ عدوِّهم المهابةَ منهم، ووفقْنا جميعًا لِنُصرتِهم، ومد يدِ العونِ لهم، اللهم صل وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، الشافع المُشَّفَعُ في المحشر، وارضَ اللهم عن الخلفاء، الأئمةِ الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي، وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين، وعن التابعين، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين، وعنّا معهم، بمنك وفضلك ورحمتك، يا أرحم الراحمين، اللهم انصرْ الإسلامَ وأعزَّ المسلمينَ، وانصر عبادك المجاهدين في سبيلك، في كُلِّ مكانٍ يا رب العلمين، اللهم سدد رميهم، ووحد صفهم، واجمع على الحق كلمتهم، يا رب العالمين، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوِّ شوكتَنا يا ربَّ العالمينَ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ربنا (آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم، واشكروهُ على نعمه يزدْكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.