العربية
المؤلف | عبد الله بن علي الطريف |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
وهناك مجالس ثمينة أخبر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّ فيها أجور عظيمة وخير كثير، وأفضلها -كما قال ابن رجب- الجلوس لانتظار صلاة بعد صلاة كما لو صلى المغرب وجلس في المسجد ينتظر العشاء...
الخطبة الأولى:
إنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً..
أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آلعمران:102].
أيها الإخوة: الجلوس بالمجالس حاجة اجتماعية يحتاجها الناس لأنسهم والتحدث بشئون دينهم ودنياهم، والمتأمل في مجالس الناس يجد منها مجالس طيبة يرتقي بها المؤمن الدرجات العلا، ومنها ما يكون سبب بلاء وشر وإثم.. ولما حذر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الجلوس بالطرقات بين له الصحابة حاجتهم لها؛ ففي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ"، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: "فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا"، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: "غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ".
ثم إن النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حذر من كل مجلس يخلو من ذكر الله؛ فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ، وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا، لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ"(رواه أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وقال الألباني: حسن صحيح). والمعنى: أَنْ أَيَ مَجْلِسٍ أَوْ قُعُودٍ أو مُضْطَجَعٍ لَمْ يَذْكُرِ الْقَاعِدُ اللَّهَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، أَوْ فِي ذَلِكَ الْجُلُوسِ أَوْ فِي ذَلِكَ الـمُضْطَجَعُ إِلاَ كَانَتْ الْقَعْدَةُ، أَوْ الْقُعُودُ أَوْ الاضْطَجَاعُ عَلَيه مِنَ اللَّهِ مِنْ جِهَةِ حُكْمِهِ وَأَمْرِهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ (تِرَةٌ) أَيْ: تَبِعَةٌ وَمُعَاتَبَةٌ، أَوْ نُقْصَانٌ وَحَسْرَةٌ، وكَانَ عَلَيْهِ حَسْرَةٌ وَنَدَامَةٌ؛ لِأَنَّهُ ضَيَّعَ عَظِيمَ ثَوَابِ الذِّكْرِ فِيهِ؛ كَمَا وَرَدَ: "لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا"، وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ عَلَيْهِمْ حَسرَةً"(رواه أبو داود أحمدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، وصححه الألباني). أَيْ: لَا يُوجَدُ مِنْهُمْ قِيَامٌ عَنْ مَجْلِسِهِمْ إِلَّا كَقِيَامِ الْمُتَفَرِّقِينَ عَنْ أَكْلِ الْجِيفَةِ الَّتِي هِيَ غَايَةٌ فِي الْقَذَرِ وَالنَّجَاسَةِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: "وَتَخْصِيصُ جِيفَةِ الْحِمَارِ بِالذِّكْرِ؛ لِأَنَّهُ أَدْوَنُ الْجِيَفِ مِنْ بَيْنِ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُخَالِطُنَا".
أيها الإخوة: قد يظنَّ أحدكم أن المقصود هو تحويل مجالس الناس إلى دروس علمية، وهذا غير مقصود.. وقد تفطن لهذا الظن شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله- فقال معلقاً على هذه الأحاديث تعليقاً لطيفاً يفهمه كل مسلم فقال: "ويتحقق ذكر الله -عزَّ وجلَّ- في المجالس بصور عديدة؛ فمثلا إذا تحدث أحدُ الأشخاصِ في المجلس عن آية من آيات الله -عزَّ وجلَّ- فإن هذا من ذكر الله، مثل أن يقول: نحن في هذه الأيام في دفء كأننا في الربيع وهذا من آيات الله؛ لأننا في الشتاء وفي أشد ما يكون من أيام الشتاء برداً، ومع ذلك فكأننا في الصيف فهذا من آيات الله.. ويقول مثلاً: لو اجتمع الخلق على أن يدفئوا هذا الجو في هذه الأيام التي جرت العادة أن تكون باردة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وما أشبه ذلك، أو مثلاً يذكرُ حالةً من أحوال النبي -عليه الصلاة والسلام- مثل أن يقول: كان النبي -عليه الصلاة والسلام- أخشى الناس لله وأتقاهم لله، فيذكره -عليه الصلاة والسلام- ثم يصلي عليه، والحاضرون يكونون إذا استمعوا إليه مثله في الآجر.
هكذا يكون ذكرُ اللهِ -عزَّ وجلَّ- والصلاةُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وإن شاءَ ذكر الله من الأصل، إذا جلس قال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله وما أشبه ذلك.
الحاصل أن الإنسان العاقل يستطيعُ أن يعرفَ كيف يذكرُ الله، ويصلي على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في هذا المجلس.
ومن ذلك أيضا: أنه إذا انتهى المجلس وأراد أن يقوم يقول: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ"(رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وصححه الألباني).
وفي هذه الأحاديث الثلاثة دليلٌ على أنه ينبغي للإنسان ألا يفوتَ عليه مجلسٌ ولا مضطجعٌ إلا يذكر الله حتى يكون ممن قال الله فيهم: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ). [آلعمران:191]"ا.هـ.
أيها الإخوة: وهناك مجالس ثمينة أخبر رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّ فيها أجور عظيمة وخير كثير، وأفضلها -كما قال ابن رجب- الجلوس لانتظار صلاة بعد صلاة كما لو صلى المغرب وجلس في المسجد ينتظر العشاء.. قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟" قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ"(رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-)؛ أي: الرباط في سبيل الله -عزَّ وجلَّ- المرغب فيه. وأصل الرباط: الحبس على الشيء كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة، وهذا أفضل من الجلوس قبل الصلاة لانتظارها؛ فإن الجالس لانتظار الصلاة ليؤديها ثم يذهب تقصر مدة انتظاره، بخلاف من صلى صلاة ثم جلس ينتظر أخرى فإن مدته تطول.. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما-، قَالَ: "صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَغْرِبَ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ". [قال السيوطي: "التعقيب في المساجد انتظار الصلاة بعد الصلاة"] فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُسْرِعًا، قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: "أَبْشِرُوا، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى"(رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني). وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مُنْتَظِرُ الصَّلَاةِ مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ؛ كَفَارِسٍ اشْتَدَّ بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى كَشْحِهِ، تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومُ، وَهُوَ فِي الرِّبَاطِ الْأَكْبَرِ"(رواه أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، وحسنه الألباني). الكشح: الخصر، والكاشح: العدو الذي يضمر عداوته، ويطوى عليها كشحه؛ أي باطنه، والرباط: الإقامة على جهاد العدو بالحرب.
قال ابن رجب -رحمه الله-: "ويدخل في الجلوس في المساجد بعد الصلوات الجلوس للذكر والقراءة وسماع العلم وتعليمه ونحو ذلك، لا سيما بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس؛ فإن النصوص قد وردت بفضل ذلك، وهو شبيهٌ بمن جلس ينتظر صلاة أخرى، لأنه قد قضى ما جاء المسجد لأجله من الصلاة وجلس ينتظر طاعة أخرى".
قَالَ سِمَاكٌ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.؟ قَالَ: نَعَمْ كَثِيرًا، "فَكَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَامَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"(رواه أبو داود وصححه الألباني).
وهذا جلوس ثمين؛ فعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ"، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ"(رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وحسنه الألباني).
أسأل الله بمنه وكرمه أن يعيننا على شكره وذكره ويغفر لنا ذنوبنا ووالدين والمسلمين..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، الهادي إلى إحسانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].
أيها الإخوة: ومن المجالس الثمينة: الجلوس بعد السلام، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "المَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ"، وفي رواية: "..لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلاَةُ"(رواهما البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).
قال ابن خزيمة: أَرَادَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ؛ أَيْ أَنَّ لَهُ أَجْرَ الْمُصَلِّي..
وقال ابن بطال: "فمن كان كثير الذنوب وأراد أن يحطَها الله عنه بغير تعب فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة ليستكثر من دعاءِ الملائكةِ واستغفارِهم له؛ فهو مرجو إجابته لقوله: (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى) [الأنبياء:28] وقد أخبر -عليه الصلاة والسلام- أنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، وتأمين الملائكة إنما هو مرة واحدة عند تأمين الإمام.. ودعاؤهم لمن قعد في مصلاه دائمًا أبدًا ما دام قاعدًا فيه، فعلى كل مؤمن عاقل سمع هذه الفضائل الشريفة أن يحرص على الأخذ بأوفر الحظ منها، ولا تمر عنه صفحًا" ا.هـ.
وبعد أيها الإخوة: هذا هو الجُلوس الثميــن.!؛ فلا نستعجل بالقيام. استغفــر الله، سبّــح الله، واحمــد الله، وهلّــل وكبــر.. واقرأ آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين ادعُ. ولا تنس بأنكَ في ضيافة الرحمن -عزَّ وجلَّ-؛ فياله من جلوس لا يُقدر بثمن!
فيامن توطن المسجد: أبشر قال رسول الله "مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ"(رواه ابن ماجه وصححه الألباني عن أبي هريرة).
اللهم وفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وبغضها..
وصلوا وسلموا على نبيكم..