الحسيب
(الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...
العربية
المؤلف | سليمان بن حمد العودة |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - المهلكات |
إنه الإسراف، والإسراف في أكثر من مظهر: في المطعم والمشرب، والملبس والمسكن، في الكلام أو الصمت، وفي المدح أو الذم، في السهر والنوم، وفي المناسبات والأفراح، الإسراف في إهدار الطاقات، وليس الماء إلا نموذجًا لها، وإضاعة الأوقات، وهي من أغلى ما نملكه في هذه الحياة، والإسراف في نقد الآخرين، أو تزكية الذات...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الناس: اتقوا الله واخشوا يومًا ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفسٍ بما كسبت وهم لا يظلمون. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].
عباد الله: حديثي إليكم اليوم عن موضوع نشترك جميعًا في كُرهه، ونشارك معًا في بقائه، نعترف فيه بخطئنا، وتغلبنا عليه عوائدنا وشهواتنا، يمارَس الخطأ فيه من قبل الرجال والنساء، والفقراء والأغنياء، وتسري آثاره في الحضر والبوادي، نزاوله ونحن له كارهون، وننتقده ونحن له فاعلون!! ينهى عنه ديننا، وتعجُّ به دنيانا، نحمل أثقاله على كواهلنا، ونظل بعده في حيرة وقلق مما صنعنا!!
تُرى أي ظاهرة تلك التي بلغت مبلغها من الحرج في حياتنا، ولربما تراكمت الديون بسببها في ذممنا؟!
إنه الإسراف، والإسراف في أكثر من مظهر: في المطعم والمشرب، والملبس والمسكن، في الكلام أو الصمت، وفي المدح أو الذم، في السهر والنوم، وفي المناسبات والأفراح، الإسراف في إهدار الطاقات، وليس الماء إلا نموذجًا لها، وإضاعة الأوقات، وهي من أغلى ما نملكه في هذه الحياة، والإسراف في نقد الآخرين، أو تزكية الذات، إسرافٌ حسي، وإسراف معنوي، وظاهر وخفي... إلى غير ذلكم من مظاهر الإسراف الأخرى.
وما من شك أن الإسراف في العنف يولد أضرارًا وآثارًا سيئة أول من يتضرر منها المسرفون أنفسهم.
وفي أرض فلسطين المحتلة -خلصها الله من ظلم المحتلين- تشهد الساحة إراقة الدماء على أيدي اليهود ونتيجة إسرافهم في ظلم الآخرين.
والمصيبة أن مثل هذه الظواهر، أو بعضها يقع فيها المتعلم والأمي، ولا يكاد ينجو منها العالم، وغيره من باب أولى، وتتحدث عنها وسائل الإعلام محذرة، ولربما ساهمت مساهمة فاعلة في انتشارها!
ويتحسر لها العقلاء ولكنهم واقعون في شراكها! ويبلغ الحرج مبلغه فيها حين يتحدث المتحدثون محذرين، وهم –كغيرهم من الناس- في المحذور واقعون! ولكنها قضية لا بد أن نصارح أنفسنا بها، ولا بد أن نتعاون جميعًا في تشخيصها وعلاجها، ونرفع أكفَّ الضراعة لمولانا للعفو عن أخطائنا، وإعانتنا على إصلاح أحوالنا: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [البقرة: 286]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا) [آل عمران: 147].
إخوة الإسلام: المتأمل في نصوص شريعتنا الغرَّاء يجدها ناصعة البيان في النهي عن الإسراف والتبذير والأمر بالتوسط والاعتدال، فلا تُغلُّ الأيدي إلى الأعناق بخُلاً وتقتيرًا، ولا تُبسط كلَّ البسط إسرافًا وتبذيرًا: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسراء: 29]، (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان: 67].
ومشكلتنا –أحيانًا- عدمُ التفريق بين ما أمر به الإسلام، وما عنه نهى، وتختلط الأمور في حساباتنا فلا نكاد نُفرق بين كرم الضيافة والرياء، وبين أخذ الزينة والخيلاء، وبين ما ينبغي أن يتسابق فيه المتسابقون من أعمال الخير ابتغاء مرضات الله، وبين ما يُنفق وهو يحمل المنَّ والأذى! فرق بين من يقف عند المباحات في الدين، ومن يتجاوزها إلى المحرمات: (كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [يونس: 12].
أيها المسلمون: هذه وقفة عند مظهر من مظاهر الإسراف، ربما يكون من أكثرها شيوعًا، وإن كان غيرها لا يقل عنها خطرًا، إنه الإسراف في حفلات الزواج وما يسبقها وما يعقبها، ويعلم الله كم يفرح المسلم بإعلان الزواج فذاك فرق بين النكاح المشروع، وفاحشة الزنا الممنوع، وكم يُسرُّ المسلم لوليمة النكاح تُحقق بها السنة، ويتقارب بها الأرحام، وإطعام الطعام في الإسلام، وهو طريق موصلٌ إلى الجنة بسلام لمن رضي الله عنه وقبله، ولكن المأساة حين يدخل الإسراف أفراحنا، ويعكر علينا صفو حياتنا، وهاكم نماذج من الإسراف في الزواج، فالمغالاة في المهور، وأثقال كواهل الشاب بالديون إسراف لم يأذن به الله، وهو خلاف سنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي قال: "إن من يُمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها".
وفي سنن الترمذي وغيره قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ألا لا تغالوا في صدقات النساء، فإن ذلك لو كان مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، وما علمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نكح شيئًا من نسائه، ولا أنكح شيئًا من بناته على أكثر من ثنتي عشرة أوقية. قال الترمذي: والأوقية عند أهل العلم أربعون درهمًا، وثنتا عشرة أوقية: أربعمائة وثمانون درهمًا.
وزاد النسائي: وإن الرجل ليُغلي بصدقة المرأة، حتى يكون لها عداوة في نفسه.
ومن الثابت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنكح رجلاً امرأة بما معه من القرآن. وقال لرجل يحفظ البقرة والتي تليها: قم فعلمها عشرين آية وهي امرأتك.
إخوة الإيمان: يعقب الإسراف في المهر –عند فئة من الناس- إسرافٌ في وليمة العُرس والدعوة لها، ويبدأ المسلسل هكذا: طباعة أعداد كثيرة من البطاقات، وأحيانًا بأشكال غريبة وقيمة عالية، وربما تنافس أهل الزوجين في نوعيتها مهما غلا ثمنها، ثم يضطر الناس إلى توزيع ما طبعوا، فإذا امتلأت بيوت الأقارب والجيران والأصحاب والأحباب وزملاء الدراسة والوظيفة، وبقي في العدد بقية وزعت على هؤلاء ليدعو كلٌّ منهم من شاء!! وعلى قدر عوائل هذه الدعوات يبدأ الاستعداد للطعام والفاكهة والحلوى، والمقبلات والمشروبات، ولا تسأل عن الإسراف في هذه الولائم وكثرة الإنفاق عليها وما يضيع منها هدرًا، وإن أحسن أهل المناسبة فدعو لبقاياها جمعيات البر لتوزيعها على المحتاجين، وإلا كان مصيرها معروفًا. ولله كم يخشى العقلاء وفي ديار المسلمين من يتضور جوعًا، وفيه من يمرض تخمة وإسرافًا!!
فإذا ضاع بسبب هذه الوليمة ما يزيد على عشرين ألفًا على الأقل، فلك أن تعجب حين تعلم أن الشاب قد يمكث في جمع مادة هذه الوليمة ما يقرب من عام، وربما استدانها أو اقترضها وقد حضرها من جاء إليها (مجاملة)، وحضرها من الأغنياء من لم يطعمها، ومنعها الفقراء فلم يدع إليها أصلاً، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "شرُّ الطعام طعام الوليمة؛ يُدعى لها الأغنياء ويمنعها المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، أمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أهلك المسرفين، وأمر أن لا يُطاع أمرُهم، وأنزل في كتابه: (وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ) [غافر: 43].
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، جاءت سنته القولية والفعلية بعدم الكُلفة، والنهي عن الإسراف، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر النبيين.
إخوة الإسلام: تُسرف بعض النساء في زينة اللباس التي أمر الله بها، وسواءٌ بارتفاع قيمتها أو في حرمتها، وما يسمى بـ(طرحة العروس) أو (التشريعة) نموذج لذلك؛ إذ تدفع لهذا الثوب مبالغ طائلة ثم لا يُستخدم بعد هذه الليلة، وربما أنفت بعض النساء من استعارة هذا الثوب من غيرها.
وإذا كان هذا للعروسة فلا تسأل عن لباس الحاضرات، وفيه ما علا ثمنه وضاق ملبسه، وفيه ما بدا عند المرأة كاسيًا وهو في الحقيقة عارٍ، أظهر لقصره الساقين، وأعلاه يكشف ما فوق المرفقين، وفتحاته تكشف النحر والظهر، وهو من الضيق بحيث يكشف ملامح المرأة ومفاتنها، فماذا بقي من الحياء؟!
ولربما تسامحت بعض الأسر في لباس البنطلون للمرأة، وكذلك يتلاعب الشيطان بالنساء، ويتوارى الحياء، وللعلماء في أنواع هذه الملابس وحكمها (فتاوى) لا تخفى، والإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الناس، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، ولا بارك الله في امرأة تلبس ثيابًا ساترة أمام زوجها، وتخفي ملابس أخرى، فإذا وصلت مكان الحفل استبدلت هذه بتلك، والله يعلم السرَّ وأخفى.
ومن مظاهر الإسراف في ملابس النساء تلك النظرة عند بعضهن بأن ما رأته النساء لا ينبغي أن يكرر مرة أخرى، وعلى النساء العاقلات أن يقمن –بسلوكهن- بتحطيم هذه النظرة الخاطئة المسرفة.
أيها الرجال، أيتها النساء: ثمة مظهرٌ من مظاهر الإسراف في الحفلات أو المناسبات يتمثل بالمبالغة في اتخاذ الزينة والمكياج وتسريح الشعور، وسل (الكوافيرة) تنبئك عن أخبار النساء، وهناك يهدر الوقت، وتسلب الأموال، وتعترف النساء أنفسهن بالغبن، ولكن قاتل الله التقليد الأبله، وغابت أو ضعفت قوامة الرجال على النساء، وإلى الله المشتكى!!
إن أخذ الزينة في الإسلام مطلب، وإن إعداد المرأة لزوجها كأحسن ما تكون النساء شكلاً، ورائحة، وأدبًا، كلُّ ذلك جاءت به شريعة الإسلام، لكن دون إسراف في المال أو هدر في الأوقات، أو تغيير لخلق الله.
إخوة الإيمان: لا بأس بإعلان النكاح بالدُّف والصوت، فقد روى الترمذي بسند حسن عن محمد بن حاطب الجحمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فصل ما بين الحرام والحلال الدُّف والصوت". وزاد النسائي: "في النكاح".
وفي صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: زففنا امرأة من الأنصار، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عائشة: أما يكون معكم لهوٌ، فإن الأنصار يعجبهم اللهو".
وفي البخاري أيضًا وغيره عن الرُّبيع بنت معوذ قالت: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخل عليَّ غداة بُني بي، فجلس على فراشي وجويرات لنا يضربن بدفوفهن ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إلى أن قالت إحداهن:
وفينا نبي يعلمُ ما في غدٍ
فقال لها: "اسكتي عن هذه، وقولي الذي كنت تقولين قبلها".
وروى النسائي بسند حسن عن عامر بن سعدٍ -رضي الله عنه- أنه قال: دخلت على قرضة بن كعب، وأبي بن مسعود الأنصاري في عُرس، وإذا جوارٍ تُغنين فقلت: أيَّ صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بدر يُفعل هذا عندكم؟! فقالا: اجلس إن شئت فاسمع معنا وإن شئت فاذهب، فإنه قد رُخص لنا في اللهو عند العُرس.
ولكن الملاحظ هنا أن إشهار الزواج إنما هو بالدُّف، وأن اللائي يُغنين جوارٍ صغيرات، ثم هن إماء ليس فيهن عورة، أما الذي نسمعه هذه الأيام فشيء عجيب، والإسراف فيه ظاهر، توضع مكبرات الصوت، ويؤتى بالمطربات أو المغنيات ومعهن الطبول والمزامير والعود، وتدفع لهن المبالغ، وإذا تعبت أو بُح صوتها فإلى جانبها آلة التسجيل تفتحها وتضعُ الموسيقى والأغاني الماجنة، وقد حرم الله لهو الحديث، كما في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [لقمان: 6، 7].
والأحاديث في تحريم الغناء معلومة، وليس هذا موضع بسطها.
ومن هنا يتبين لك وسطية الإسلام في اللهو المباح في العُرس، بين المانعين لكل شيء، والمسرفين في كل شيء!!
إخوة الإسلام: هذه بعض مظاهر الإسراف في حفلات الزواج، وفي سبيل علاجها لا بد أن تتضافر الجهود لمنعها، ولا بد أن نستشعر تقوى الله في نسائنا وأموالنا، لا بد من مزيد وعي المرأة بمضار الإسراف، ولا بد من تخويفها عذاب الله حين تتجاوز حدود الله، لا بد أن نشكر أنعم الله علينا، وأن نستحضر أحوال المسلمين الآخرين من حولنا، وأن هذا المال مسؤولية في أعناقنا، لا بد أن نشجع ونثني على المقتصدين، ونلوم ونؤاخذ المسرفين، اقتصدوا في دعواتكم وضعوا ما يكفي لأضيافكم، وضعوا لطلبات النساء حدًّا، وأطروا السفهاء على الحقِّ أطرًا، ورحم الله أسرة كان لها فضل في السبق في الاقتصاد وتخفيف تكاليف الزواج في رجالها ونسائها، وتحية لأولئك الأغنياء الذين ضربوا مثالاً رائعًا في عدم الكلفة رغم قدرتهم عليها، وبارك الله في أُمٍّ أو بِنتٍ ساهمت مع وليها في تخفيف الأعباء على الشباب، أو ضربت في لباسها مثالاً للحشمة والحياء أمام بنات جنسها، ويا ليت الجمعيات الخيرية لمساعدة المتزوجين، والموسرين الباذلين، يشترطون في مساعداتهم للشباب عدم الكلفة والإسراف في الزواج.
اللهم اهدنا واهد بنا، اللهم أعنا على أنفسنا واكفنا شرَّ شرارنا.