البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

خطبة عن شعبان

العربية

المؤلف عبدالله عوض الأسمري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات
عناصر الخطبة
  1. صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- لأغلب شهر شعبان .
  2. أسباب إكثار النبي -عليه الصلاة والسلام- من الصيام في شعبان .
  3. بعض البدع المتعلقة بشهر شعبان .
  4. الحرص على صيام ما تيسر من شهر شعبان .

اقتباس

عباد الله: من البدع التي قد تعمل في شهر شعبان: إحياء ليلة النصف من شعبان بالصيام لتلك الليلة، وهذه بدعة من البدع، والأحاديث الواردة في ذلك ضعفها العلماء، هذا ولم يخصص الصحابة لتلك الليلة عبادة خاصة ولا التابعين ولا السلف الصالح.

الخطبة الأولى:

الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة علي محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

وبعد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

فإننا دخلنا -أيها المسلمون- في شهر شعبان، ونسأل الله أن يبارك لنا في شعبان ورمضان، ولنتذكر هدي النبي -صلي الله عليه وسلم- في شعبان، وما هي أكثر عباداته حتى نقتدي به عليه الصلاة والسلام، قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- استكمل  شهر قط إلا في رمضان وما رأيته في شهر أكثر صيام منه في شعبان"(رواه البخاري)، وفي رواية: "يصوم شعبان كله", وفي رواية: "كان صلى الله عليه وسلم  يصوم شعبان إلا قليلاً"، وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم أنه كان يصوم أكثر شعبان.

ومن أسباب صيامه عليه الصلاة والسلام لشهر شعبان: أنها تعرض الأعمال على الله في هذا الشهر؛ فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: لم أرك يا رسول الله تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"(رواه النسائي وحسنه الألباني).

فذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- سببين لصيامه لشهر شعبان:

الأول: أنه شهر يغفل الناس عنه.

والثاني: أنه شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله -تعالى-, فأراد النبي -صلي الله عليه وسلم- أن ترفع أعماله وهو صائم.

بالإضافة إلى أن من أسباب صيام شعبان: ما ذكره العلماء انه كما للصلاة المكتوبة نافلة قبلها ونافلة بعدها فكذلك الصوم في شعبان هو نافلة لصيام رمضان وصوم الست من شوال نافلة بعد رمضان.

إذُا حري بنا أن نقتدي بحبيبنا محمد -صلي الله عليه وسلم- أن نصوم ما نستطيع من هذا الشهر حتى تعرض أعمالنا على الله -تعالى-، ونحن صيام لكي يأتي رمضان وقد تهيأت أنفسنا لصيام رمضان، قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-: "صوم شعبان كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط" انتهي كلامه رحمه الله.

عباد الله: من البدع التي قد تعمل في شهر شعبان: إحياء ليلة النصف من شعبان بالصيام لتلك الليلة، وهذه بدعة من البدع، والأحاديث الواردة في ذلك ضعفها العلماء، هذا ولم يخصص الصحابة لتلك الليلة عبادة خاصة ولا التابعين ولا السلف الصالح، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو  رد"، وثبت أنه قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس علينا أمرنا فهو رد".

فعلينا أن نقتدي بما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين وهو الصيام في بما نستطيعه هذه الأيام في شعبان وبقية الأعمال الصالحة من قراءة القرآن الكريم والصدقات والنوافل عموما فضلا عن أداء الفرائض وترك المحرمات.

وفقنا الله وإياكم لإتباع السنة والابتعاد عن البدع.

أقول ما سمعتم، واستغفروا الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فقد عرفنا هدي النبي -صلي الله عليه وسلم- في شعبان وهو صيام أكثر شعبان فمن استطاع أن يصوم معظم شعبان فهذا هو السنه أو على الأقل صيام بعض أيامه إن كان مشغولا، وخاصة يوم الاثنين والخميس أو أيام إجازة الأسبوع حتى نقتدي بالسنة، ونمرن أنفسنا على الصيام لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونحن مستعدون فرحون لاستقباله بالصيام والأعمال الصالحة -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله أن يبارك لنا في أعمالنا الصالحة أنه ولي ذلك والقادر عليه.

ألا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا ووالدينا وجميع المسلمين الأحياء منه والأموات.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِ الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.