البحث

عبارات مقترحة:

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

اسم الله الواسع

العربية

المؤلف ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التوحيد - أسماء الله
عناصر الخطبة
  1. سعة رحمة الله وعلمه وقدرته .
  2. اسم الله الواسع معناه وأدلته .
  3. دلالة اسم الله الواسع على سعة صفاته .
  4. الآثار الإيمانية لاسم الله الواسع. .

اقتباس

والواسع -سبحانه-: "هو الذي وسعت رحمته الخلق أجمعين، وقيل: وسِع رزقه الخلق أجمعين، لا تجد أحدا إلاّ وهو يأكل رزقه", وقيل: "الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال"...

الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1], (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب: 70-71]، أما بعد:

أيها المؤمنون: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيراً ما يحدّث أصحابه عن سعة علم الله وقدرته وسعة رحمته، وعن مظاهرها التي تتجلى في هذا الكون الفسيح؛ وذلك حتى يهذّب نفوسهم ويزكيها ويدعوهم إلى الأمل والتفاؤل، وحسن الظن بخالقهم –سبحانه وتعالى-، وحتى يحسنوا العمل ويتراحموا فيما بينهم.

وكان يستغل الأحداث والمواقف ليذكرهم بها، فقد قدِم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبي فإذا امرأة من السبي إذ وجدت صبيًّا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟" قلنا: لا, والله! وهى تقدر على أن لا تطرحه .. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها"(البخاري ومسلم).

عباد الله: إن من أسماء الله التي ينبغي أن نتدبر معناها ودلالتها وآثارها في حياتنا؛ اسم الله "الواسع", والواسع اسم من أسماء الله ورد في القرآن، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:115].

ويوصف -سبحانه- بأنّه موسٍع؛ لقوله -تعالى-: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)[الذّاريات:47]، ولما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- فَقَالَ:- في حديث أوّل من تُسعّر بهم النّار -: "وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا".

ولما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- فَسَأَلَهُ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ: "أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ", ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ: "إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا", ومثله ما جاء في دعاء الجنازة، روى مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ".

والواسع -سبحانه-: "هو الذي وسعت رحمته الخلق أجمعين، وقيل: وسِع رزقه الخلق أجمعين، لا تجد أحدا إلاّ وهو يأكل رزقه", وقيل: "الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال".

ويقول الطبري -رحمه الله- عند قوله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 115] أي: "يسع خلقه كلهم بالكفاية والاتصال والجود والتدبير", ويقول الخطابي -رحمه الله-: "الواسع: هو الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه، والسعة في كلام العرب: الغنى, ويقال: الله يعطي عن سعة أي عن غنى".

وقال الشّيخ السّعدي -رحمه الله-: "الواسع الصّفات والنّعوت، ومتعلّقاتها، حيث لا يُحصي أحدٌ ثناءً عليه، بل هو كما أثنى على نفسه, واسع العظمة والسّلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، عظيم الجود والكرم".

عباد الله: إن اسم الله الواسع لا يختص بصفة معينة كالعلم أو الغنى أو الرحمة فقط، ولكنه يشمل جميع صفات الكمال، قال -تعالى- في العلم: (وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ)[الأنعام:80]، وقال -عز وجل-: (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً)[طـه:98].

وقال -سبحانه- في سعة فضله ورزقه: (وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:247]، وقد ذكر الله اعتراض بني إسرائيل على نبيهم حين قال لهم: (إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ)[البقرة: 247]؛ أي: كيف يكون له الملك وليس من سبط النبوة ولا الملك، ونحن أحق بالملك منه، ثم هو ليس من الأغنياء أصحاب الأموال والسعة في الرزق ليفضل علينا، فرد عليهم نبيهم بقوله (قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)؛ أي: أن الله -سبحانه- قد زاده بسطة وسعة في العلم والجسم، وهما خير من الملك والمال، ثم ذكرهم بأنه مختار من قبل الله -سبحانه- واللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). وقال -تعالى-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:268].

وقال في بيان سعته -سبحانه- بمعنى إحاطته بالكون: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:115]، قالت عائشة -رضي الله عنها-: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله -عز وجل-: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ..) إلى آخر الآية.. (رواه البخاري)، وقال -تعالى- في سعة رحمته: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ)[الأعراف:156]، وقال -تعالى-: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)[النّجم:32].

وعن أبي هريرة قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: "جعل الله الرحمةَ مائة جزء؛ فأمسَك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحَم الخَلق، حتى تَرفع الفرس حافرَها عن ولدها خشية أن تُصيبه"(البخاري).

يا من يرى ما في الضمير ويسمع

أنت المُعَدُّ لكل ما يُتوقع

يا من يُرجَّى للشدائد كلها

يا من إليه المشتكى والمفزع

يا من خزائن ملكه في قول كن

امنن فإن الخير عندك أجمع

ما لي سوى فقري إليك وسيلة

فبالافتقار إليك فقري أدفع

ما لي سوى قرعي لبابك حيلة

فلئن رُددتُ فأي باب أقرع

ومن الذي أدعو وأهتف باسمه

إن كان فضلك عن فقيرك يُمنع

حاشا لجودك أن تقنط عاصيا

الفضل أجزل والمواهب أوسع

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه, والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه, أما بعد:

معاشر المسلمين: وتتجلى من خلال اسم الله الواسع وتدبر معناه آثار إيمانية في حياة الفرد, وتنعكس على إيمانه وعقيدته ومعاملاته وسلوكه, ومن ذلك:

أنّ سعته -سبحانه- ليست كسعة خلقه؛ الذين يعتريهم الذهول والغفلة عن ممتلكاتهم، وأما الله -تعالى- فهو مع سعة ملكه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السّماء؛ فيزيد اتصال المؤمن بربه ويلجأ إليه ويسأله من فضله، وإن تأخر عليه فذلك لحكمة وعند العبد يقين بأن الله لن ينساه، وأن خزائن جوده لا تنفد رغم كثرة الخلق وحاجاتهم، فيطمئن ويحسن الظن بربه.

وفي الحديث القدسي قال الله: "يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ"(مسلم)؛ والمقصود منه تحقيق عدم النقص وتأكيده، فكما أن المخيط إذا أدخل البحر ثم أخرج منه لم ينقص من ماء البحر شيئا، فكذلك: لو أعطى الله كل واحد من الجن والإنس مسألته لم ينقص ذلك مما عنده شيئا.

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "ولننظر إلى المخيط غمس في البحر، فإذا نزعته لا ينقص البحر شيئا أبدا، ومثل هذه الصيغة يؤتى بها للمبالغة في عدم النقص؛ لأن عدم نقص البحر في مثل هذه الصورة أمر معلوم، فمستحيل أن البحر ينقص بهذا، فمستحيل أيضا أن الله -عز وجل- ينقص ملكه إذا قام كل إنسان من الإنس والجن، فقاموا فسألوا الله -تعالى-، فأعطى كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك من ملكه شيئا".

ومنها: أنّ الله إذا وعد العبد شيئا من الأجور والثواب؛ كمضاعفته أجور الطاعات والعبادات والقربات من صلاة وصيام وذكر وقراء للقرآن وجهاد في سبيله، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، والصدقة والانفاق، ومحاسن الاخلاق وغير ذلك، فينبغي له أن لا يستبعد ذلك، فالله هو الواسع -سبحانه-.

فحدث ولا حرج عن سعة رحمته وفضله بعباده في الآخرة, وقد سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة, فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟! فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا, فيقول: رضيت رب, فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله, فقال في الخامسة: رضيت رب, فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله, ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك, فيقول: رضيت رب, قال: رب فأعلاهم منزلة, قال: أولئك الذين أردت, غرست كرامتهم بيدي, وختمت عليها, فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر, قال: ومصداقه في كتاب الله -عز وجل-: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين)[ص: 177](رواه مسلم).

ومنها: لا ينبغي للمؤمن أن يُضيّق على العباد رحمة الله ومغفرته التي وسعت كل شيء؛ لأنّه لا يعلم بِمَ سيُختم لهم، والله عليم بذلك، وإلاّ وقع في شرّ التألّي عليه -سبحانه- روى مسلم عَنْ جُنْدَبٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- حَدَّثَ: "أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ! وَإِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ".

فاسألوا الله من فضله، وجددوا إيمانكم بتوحيده وذكره، وثقوا بسعة علمه وملكه ورحمته وقدرته وسلطانه.

اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين..

هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله؛ فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب:56].