الإله
(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
إن الله تعالى يبتلي الخلقَ ويختبرهم، يبتليهم بالأمراض والأسقام والأدواء، وتلك الأمراض على اختلافها وتنوُّع أسبابها إلا أن بعضها ينتهي أثرُها بمداواتها وعلاجها وبتر أسبابها، وإنْ لم تشفَ فإنها تنتهي بانتهاء...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71]، أمَّا بعدُ:
معاشرَ المؤمنين: اتقوا الله -تعالى- حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن ما توعدون لآت، وما أنتم بمعجزين.
عباد الله: إن الله -تعالى- يبتلي الخلقَ ويختبرهم، يبتليهم بالأمراض والأسقام والأدواء، وتلك الأمراض على اختلافها وتنوُّع أسبابها إلا أن بعضَها ينتهي أثرُها بمداواتها وعلاجها وبترِ أسبابها، وإنْ لم تشفَ فإنها تنتهي بانتهاء الحياة، والبعض الآخَر لا ينتهي أثرُها بانتهاء الحياة، بل تدخل آثارُ تلك الأمراض مع صاحبها القبرَ، وتُثقل كاهلَه إن لم يتداركها ويعمل بأسباب الخلاص منها، بل ستبقى معه في المحشر، وتبقَى معه عند الوقوف بين يدي الله تعالى، هل عرفتُم تلك الأمراضَ وخطرَها على العباد؟ إنها هي أمراض القلوب!!!
إن القلب كالبدن له حياة وموت، ومرض وشفاء، وذلك أعظم مما للبدن، والغالب في أمراض القلب أنها لا تزول إلا بالأدوية الإيمانية النبوية.
فالقلب المريض هو القلب الذي له حياة وبه علة، تمدُّه هذه مرةً، وهذه أخرى، وهو لِمَا غلب عليه منهما، ففيه من محبة الله تعالى، والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات، وإيثارها، والحرص على تحصيلها، والحسد والكِبْر والعُجْب ما هو مادة هلاكه وعَطَبه، فهو ممتحَن من داعيينِ: داعٍ يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة، وداعٍ يدعوه إلى العاجلة، وهو إنما يجيب أقربهما منه بابًا، وأدناهما إليه جوارًا.
وبعض تلك الأمراض تتعلق بجوارح العبد وهي الشهوات، وبعضها تتعلق بالعقول وهي الشبهات، وقد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- هذين النوعين في قوله: "إنما أخشى عليكم شهوات الغَيّ في بطونكم وفروجكم، ومضلات الهوى"(رواه أحمد)، ومُضِلَّات الهوى هي الشبهات.
معاشرَ المؤمنينَ: قد يمرض قلب العبد، ويشتد به المرض، ولا يعرف صاحبُه بمرضه، إلا أن لتلك الأمراض علامات وأعراض ينبغي معرفتها، ليتفادى المؤمنُ أعراضَها ويعمل بأسباب الخلاص منها، وإنَّ من علامات أمراض القلوب ما يلي:
أن يتعذر على العبد محبة الله عز وجل وإيثاره ومحبة الدار الآخرة، وحينئذٍ يكون تلبية شهوته عنده أولى المطالب، فهو قلب لا يعرف الهدف الذي من أجله خُلِقَ، فهو يعيش ليأكل ويأكل ليعيش، كالبهيمة التي ليس لها هدف وليس لها غاية، قال الله -عز وجل-: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)[محمد: 12].
ومن علامات أمراض القلب: أنه لا تؤلمه جراحات وآلام المعاصي، ولا يُوجِعُه جهلُه بالحق، فإنَّ القلب إذا كان حيًّا تألَّم بورود القبائح عليه، وتألَّم بجهله بالحق، أما إذا كان مريضًا فإنه يُؤْثِرُ بقاءَ الألم على مشقة الدواء، فإن دواءه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب شيء على النفس، وليس لها أنفع منه.
ومن علامات أمراض القلوب أيضًا: انصرافها عن الأغذية النافعة إلى الضارة، وعدولها عن الدواء النافع إلى دائها الضار، فالقلب الصحيح يُؤْثِرُ النافعَ الشافيَ على الضار المؤذي، والقلب المريض ضد ذلك، وأنفع الأغذية: غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية: دواء القرآن.
كما أنَّ من علامات أمراض القلوب: أن العبد يستوطن الدنيا ويرضى بها، وتصير الدنيا أكبرَ همِّه ومبلغَ علمه، فلا يسعى للآخرة ولا يحس في الدنيا بغربة، ولا يتطلع إلى الدرجات العالية من الجنة، كأنه خُلِقَ في هذه الدار للقرار.
ومن علامات أمراض القلوب وعلتها -معاشرَ المؤمنينَ-: الرياء وضعف الإخلاص: فلضَعْف إيمانه بالله تعالى يضعف عنده الإخلاصُ ومراقبةُ اللهِ، ويكون النظر إلى الخَلْق ومدحهم له غاية ما يسعى إليه.
كما أن اتباع الهوى من العلامات الواضحة لأمراض القلوب، فالْمُتَّبِع لهواه لا يجاهد نفسه، فيصبح مريضُ القلبِ عبدًا لهواه، قال -تعالى-: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)[الجاثية: 23].
ومن علامات أمراض القلوب أيضًا: قسوة القلب؛ فتجد صاحب القلب المريض لا يتأثر بالمواعظ ولا بالآيات، وسببُ تلك القسوة البعدُ عن الله -تبارك وتعالى- وشرعه، قال مالك بن دينار: "ما ضُرِبَ عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وما غضب الله على قوم الا نزع الرحمة من قلوبهم".
ومن علامات أمراض القلوب كذلك: طول الأمل، فصاحبُ هذا القلبِ تعلَّق بالدنيا وأمل فيها الأماني، وغفل عن حقيقة هذه الدنيا.
إخوةَ الإيمانِ: إن الحسد والغِلّ والكِبْر علامات أخرى على مرض القلب واعتلاله، فصاحبُه شديدُ الخُلق، ضيِّق النَّفْس، في قلقل وهَمّ دائمينِ، ولذلك كان حُبّ الخير للخَلْق، وسلامة الصدر تجاههم من أسباب دخول الجنة.
ومن علامات أمراض القلوب: بُغْض عباد الله الصالحين، فحبُّ المؤمنين علامة الإيمان وطهارة القلب، وبغضهم علامة على ضَعْف الإيمان ومرض في القلب.
ومن علامات أمراض القلوب: الخوف من غير الله؛ ولذلك يقول الإمام أحمد: لو صحَّحْتَ قلبَكَ لم تخَفْ أحدًا، وهذا العز بن عبد السلام، تقدَّم أمامَ أحدِ الملوكِ الطغاة، وتكلَّم عليه بكلامٍ شديد، فلما مضى قال له الناس: أَمَا خِفْتَ يا إمام، فقال: "تصورتُ عظمةَ اللهِ، فأصبح عندي كالهرِّ".
معاشرَ الموحدينَ: تلك علامات مرض القلب وسقمه، فنسأل الله تعالى صلاحَ قلوبنا، واعلموا -أيها الكرام- أن أمراض القلوب إنما تعتري الإنسانَ وتصيبه لأسباب تُوجِبُ ذلك، وإن من أعظم تلك الأسباب:
الشرك بالله تعالى، وهو أعظم أسباب أمراض القلوب الْمُفْضِية إلى موته؛ حيث إن مَنْ قع في هذا الذنب العظيم يبدأ قلبه بالضعف رويدًا رويدًا حتى يستسلم للموت.
ومن أسباب أمراض القلوب: حب الدنيا والتعلق بها، وقد حذَّرنا مولانا -سبحانه وتعالى- من ذلك، وأخبرنا أنها لَهْوٌ ولعب قال تعالى: (اعلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)[الحديد: 20].
ومن أسباب أمراض القلوب: الرُّفْقَة السيئة، فالإنسان يتأثر بِمَنْ يجالس، ولذلك قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم مَنْ يخالل"(رواه الترمذي).
ومن أسباب أمراض القلوب كذلك معاشرَ المسلمينَ: كثرة الضحك، يقول الرسول–صلى الله عليه وسلم-: "لا تُكثروا الضحك؛ فإن كثرة الضحك تُمِيتُ القلبَ"(رواه ابن ماجه).
ومن أسباب أمراض القلوب: فضول النظر؛ وذلك بإطالة النظر إلى كل شيء، والنظر إلى ما لا يحلّ النظرُ إليه، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم -عَنْ نَظَرِ الفجاءة فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي"(رواه مسلم).
اللهم يا مصلحَ الصالحينَ، أَصْلِحُ فسادَ قلوبنا، واغفر لنا ذنوبنا، إنك جوادٌ كريمٌ.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرَّفنا باتباع محمد خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، أما بعدُ:
اتقوا الله -عبادَ اللهِ-: واحذروا أسباب فسادَ قلوبكم وتمسَّكُوا بأسباب صلاحها تُفْلِحُوا، ورَاقِبُوا مولاكم علام الغيوب، واعلموا أن حياة القلب وصحته وشفاءه من كل ضرر يحصل بوسائل وأسبابٍ أهمها:
الإيمان بالله تعالى، ومحبته وتقديم محبته على كل الْمَحَابّ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن من أعظم وسائل علاج القلب: أن يمتلئ قلبُ الإنسان بحب الله -تعالى-، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)[البقرة: 165].
ومن وسائل علاج القلب: الإخلاص لله تعالى، قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162-163]؛ فمتى أخلص العبدُ لله تعالى سلم قلبه ووجد فيه الراحة والأنس به -تعالى-.
كما أن من أسباب دواء القلب حُسْن المتابعة؛ بأن يكون عمله واعتقاده وَفْقَ ما أمر الله ورسوله؛ يقول الله -تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)[آل عمران: 31].
معشرَ المؤمنينَ: إن قراءة القرآن شفاء القلوب ودواؤها، قال تعالى: (نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلَّا خَسَارًا)[الإسراء: 82]. وقال أيضًا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)[يونس:57].
وإن مما يُعِين على تحقيق سلامة القلب ودوائه، ذِكْرُ اللهِ، فإن ذكر الله يجلو صدأَ القلوب، ويُذهب ما ران عليها من آثامٍ ومعاصٍ، ويزيد من قُرب الإنسان لربه تعالى، وقد جاء في الحديث: "مَثَلُ الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت"(رواه البخاري).
كما أن المراقبة والمحاسبة من أهمِّ العوامل والأسباب لعلاج القلب واستقامته، يقول ابن القيم-رحمه الله-: "وهلاك النفس من إهمال محاسبتها، ومِنْ موافقتِها واتِّباع هواها؛ ولذلك ورد في الأثر: "الكيِّسُ مَنْ دان نفسَه، وعمِل لِما بعد الموت، والعاجزُ من أتبَع نفسَه هواها، وتمنَّى على الله الأمانيَّ".
ومن الوسائل والأسباب لاستقامة القلب ودوائه تذكُّر الموت؛ فإنه يرقِّق القلبَ ويخشعه فَتَخِفّ وطأة الكِبْر والشهوات ويستعد للقاء الله، ففي الحديث: "كنتُ قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكِّر الآخرة"(رواه أحمد).
كما أن دوام التوبة والاستغفار من الأدوية الناجعة لأمراض القلب، وقد كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- توَّابًا مستغفرًا، فكان يقول: "يا أيها الناس! توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة"(رواه أحمد).
ومن الأدوية للقلوب وسلامتها من الأمراض صحبة ومُلَازَمَة الصالحينَ، قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)[الكهف: 28].
معاشرَ المؤمنينَ: تَفَقَّدُوا قلوبَكم وأصلحوا ما فسَد منها، وحافِظُوا على ما كان منها صالحًا، تسعدوا وتفلحوا.
وصلُّوا وسلِّمُوا على خير البرية، كما أمركم الله بذلك في كتابه؛ فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].