الشهيد
كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...
العربية
المؤلف | عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحج |
ولئن كان خَلَاهُ لا يُخْتَلَى، وشوكُه لا يعضَّد، وصيدُه لا ينفَّر، والطير والحيوان والنبات والجماد يعيش فيه في أمن مستمر وأمان دائم، فكيف بالمسلمِ حرامِ الدمِ والعِرْضِ والمالِ؟ أفرأيتُم يا -رعاكم الله- بعد هذا الأمن المطبق المحكَم دعوة أبلغ من دعوة الإسلام إلى الرحمة والشفقة والسلام والمحبة والتسامح والوئام؟!...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، نحمده -سبحانه-، جعَل المناسكَ منهلًا للحسنات وازديادًا، لكَ الحمدُ يا مَنْ شُكْرُنا له يَقْصُرُ، وتسمع نجوانا الغداة وتُبصِرُ، لكَ الحمدُ ما طاف الْمُلَبُّونَ أو سَعَوْا، وما هلَّلُوا في المشعرينِ وكَبُّروا، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةَ مَنْ لاذ به خضوعًا وانقيادًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله، خيرُ مَنْ حجَّ البيتَ الحرامَ واتخذ التقوى زادًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، أطهر الورى سَيْرًا وأعرقهم أمجادًا، والتابعين ومن تبعهم وترسَّم خطاهم بإحسان وإخلاص يرجو فَلَاحًا ورشادًا، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أن التقوى خير مرقاة لبلوغ المرام، وأمنعُ عاصمٍ لاجتنابِ الأوزارِ والآثامِ، فاعمُرُوا بها -رحمكم الله- قلوبَكم وأوقاتَكم، واستدرِكُوا بها من الطاعات ما فاتكم، مستثمرينَ شرفَ الزمان والمكان والمناسَبة، (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[الْبَقَرَةِ: 197].
مَنْ يَتَّقِي اللَّهَ فِي الْأَعْمَاقِ مُتَّجِهًا | إِلَى الْإِلَهِ سَيَرْقَى عَالِيَ الرُّتَبِ |
وَيَنْهَلُ الْحَقَّ شَلَّالًا بِخَافِقِهِ | وَيُلْجِمُ النَّفْسَ إِذْعَانًا لِمُجْتَنِبِ |
معاشرَ المسلمينَ: ها نحن على أعتاب الموسم الأَشْهَر، وأيام الحج الأَكْبَر، معدن الحسنات وتكفير السيئات، وتنزُّل الخيرات والطاعات، وينبوع المنافع المتكاثِرات، أيام قلائل وأُمَّة الإسلام قابَ قوسينِ أو أدنى من ميقات زمانيٍّ ومكانيٍّ محدَّد؛ لأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، الركن الخامس من أركان الإسلام، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)[آلِ عِمْرَانَ: 97]، فمرحبًا بكم حجاجَ بيت الله الحرام، حللتُم أهلًا ووطئتُم سهلًا، تشرُف بكم بلادُ الحرمينِ الشريفينِ، قيادتُها وشعبُها، هنيئًا لكم سلامةُ الوصول، وبلوغُ المأمول.
أيها المسلمون: إن أهمّ وأعظم القضايا التي قام عليها ركن الحج الركين، هو تجريد التوحيد، الذي هو حقُّ الله على العبيد وإفراده -سبحانه- بالعبادة دون سواه، يقول سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)[الْأَنْبِيَاءِ: 25]، فأعظمُ مقاصدِ الحجِّ ومنافعِه تحقيقُ التوحيد الخالص، وما التلبيةُ التي يلهَج بها الحجيجُ وتهتزُّ لها جنباتُ البلد الأمين، إلا عنوانُ التوحيدِ والإيمانِ والطاعةِ والإذعانِ، وقد وصَف جابرُ بنُ عبدِ اللهِ -رضي الله عنهما- إهلالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: "أَهَلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالتوحيد؛ لَبَّيْكَ اللهم لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شريك لك لَبَّيْكَ، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لكَ والملكَ، لا شريكَ لكَ"، ولأجل التوحيد رُفِعَتْ قواعدُ هذا البيت المعظَّم، (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا)[الْحَجِّ: 26]، فارْجُوا عبادَ الرحمن ربَّكم الواحدَ الدَّيَّانَ، فلا تَدْعُوا مع الله أحدًا.
أَمَا وَالَّذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ | وَلَبَّوْا لَهُ عِنْدَ الْمَهَلِّ وَأَحْرَمُوا |
وَقَدْ كَشَفُوا تِلْكَ الرُّؤُوسَ تَذَلُّلًا | لِعِزَّةِ مَنْ لَهُ تَعْنُو الْوُجُوهُ وَتُعْظِمُ |
لَبَّيْكَ يا ربَّ الحجيج، جموعه وفدت إليكَ، ترجو المثابة في حماك وتبتغي الزلفى لديكَ، لَبَّيْكَ والآمال والأفضال من نعمى يديك.
حجاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ: ها أنتم أولاء في رحاب الحرمينِ الشريفينِ تهفو نفوسُكم لأداء المناسك العظام، والوقوف بالمشاعر الفخام، فلِلَّه درُّكم من إخوة متوادين متراحمين، وأحبة على رضوان الله متآلفينَ متعاونينَ، وصفوة لنسائم الإيمان متعرضينَ، ذَوَتْ في جليل مقصدكم زينةُ الأثواب، وعزةُ الأنساب، وزخارفُ الألقاب والأحساب، يعقد الإسلامُ وفي أحكم ما يكون العقدُ بإحدى منافع الحج الجُلَّى مناط الوحدة الإسلامية الجماعية والروحية التي تنحسر دونها كلُّ المحن والمآسي، يقول سبحانه: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)[الْمُؤْمِنَونَ: 52]، ويقول جل وعلا: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الْحُجُرَاتِ: 10]، ويقول تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آلِ عِمْرَانَ: 103].
إخوة العقيدة: وهذه الرحاب الطاهرة التي تقضون فيها أيامًا مبارَكاتٍ قد خصَّها المولى -سبحانه- بخصائص ليست لغيرها، أظهرُها نعمة الأمن والأمان والاطمئنان، (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا)[الْبَقَرَةِ: 125]، وهذا الأمن الرباني المعجِز لكل محاولات البشرية في إيجاد منطقة حرام ممتدّ أثرُه إلى قيام الساعة، لا ينفكُّ عن هذا البلد الأمين بحال من الأحوال، وَمَنْ هَمَّ بالإخلال به أذاقَه اللهُ عذابًا أليمًا، (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)[الْحَجِّ: 25]، ولئن كان خَلَاهُ لا يُخْتَلَى، وشوكُه لا يعضَّد، وصيدُه لا ينفَّر، والطير والحيوان والنبات والجماد يعيش فيه في أمن مستمر وأمان دائم، فكيف بالمسلمِ حرامِ الدمِ والعِرْضِ والمالِ؟ أفرأيتُم يا -رعاكم الله- بعد هذا الأمن المطبق المحكَم دعوة أبلغ من دعوة الإسلام إلى الرحمة والشفقة والسلام والمحبة والتسامح والوئام؟!
فيا أيها الحجاج الكرام: اللهَ اللهَ في الحفاظ على هذه النعمة السابغة، والبدارَ البدارَ إلى تعظيم هذه البقاع الشريفة تأدُّبًا وتوقيرًا، وصيانةً وتطهيرًا، حذارِ حذارِ من كل ما يعكِّر أمنَها وأمانَها، وسكينتَها واستقراراها، ولا يعزب عن الأذهان أن قضيةَ قُدْسِيَّةِ الحرمينِ الشريفينِ وأمنِ الحرمِ والحجيج والمشاعر قضية من الأُسُس والثوابت، التي لا تقبَل المساوَمات ولا تخضع للمزايَدات، فلا مجال فيه للشعارات السياسية، أو الدعوات العنصرية والطائفية والمذهبية، أو التحزُّبات والجدالات والمهاترات، أو السجالات والملاسَنات، أو إثارة الخلافات وإذكاء الصراعات.
بل هو فريضة شرعية ورحلة إيمانية، فلا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ في الحج، "مَنْ حَجَّ فلم يرفُث ولم يفسُق رجَع كيومِ ولدَتْه أُمُّهُ".
فينبغي للحاج مراعاةُ تحقيق الإخلاص لله، والتجرُّد من الرياء والسمعة، والاستعداد للمناسك بالعلم النافع والتفقُّه في الأحكام، وسؤال أهل العلم عما يُشكِل عليه، مع التحلِّي بإعزاز القيم والأخلاق الحميدة، والسجايا الكريمة، والآداب القويمة، والتخلي عن كل ما ينبو عن الخُلُق والأدب مع الله -سبحانه-، أو مع عباده، ويوقِع في الأذى الحسي والمعنوي، فالحجُّ عبادةٌ وسلوكٌ حضاريٌّ يعزِّز منهجَ الوسطية والاعتدال، ويُثري تجربةَ الحاج الدينية والروحية والثقافية في صورة تجسِّد عالميةَ هذا الدين القويم، وتحقيقه للرحمة والتسامح، ومكافحته للتطرف والغلو والإرهاب، وحرصه على تعزيز الأمن والسِّلْم الدوليين.
ألَا فاتقوا الله -عبادَ اللهِ-، واعملوا بهذه البصائر في تعظيم الشعائر والمشاعر، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ: 32].
نسأل الله للجميع السدادَ والرشادَ، والتوفيقَ والقبولَ، إنه جوادٌ كريمٌ.
تقبَّل اللهُ منا ومنكم يا حجاجَ بيت الله الحرام، وجعَل حجَّكم مبرورا، وسعيَكم مشكورا وذنبَكم مغفورا بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 96-97].
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان للأوَّابين غفورا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعَل لكل أمة مَنْسَكًا، وجعَل لهم إلى الخير طريقًا ومَسْلَكًا، وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، ورحمة الله للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا مزيدا.
أما بعدُ: فاتقوا الله -عبادَ الله- وأطيعوه، وازدَلِفوا إليه بالشكر ولا تعصوه، لاسيما في هذه الأزمنة الفاضلة والأمكنة المباركة.
إخوة الإيمان: وَمِنْ غُرَرِ المكارمِ والخلالِ المكتنزةِ برواجحِ الفعالِ، ما تطرَّزت به المشاعرُ المقدسةُ عموما، والحَرَمانِ الشريفانِ خصوصًا، بالاهتمام الغامر من لدن ولاةِ الأمرِ في هذه البلاد المباركة، ومضاعَفة منظومة الخدمات، وتسخير كل الموارد والإمكانات، فيا حجاجَ البيتِ الحرامِ كونوا عونًا لإخوانكم من رجال الأمن الأماجد، الذين يحفظون الأمنَ والنظامَ، ويوجِّهون الحشودَ لمنع التزاحُم والتدافُع، وتعاوَنُوا مع القائمين على خدمتكم من الجهات الإشرافية على الحرمين الشريفين إداريًّا وأمنيًّا، فإنهم يعملون بدأب واجتهاد، فكم أَعَدُّوا ورتَّبُوا ونسَّقُوا وخطَّطُوا لخدمتكم، وإنهم لَيُضَحُّونَ لراحتكم، ويبذلون الغاليَ والنفيسَ من أجل سلامتكم، وإن منظومة الخدمات الكاملة هذه لَرَحْمَةٌ للحُجَّاج والعُمَّار والزُّوَّار، من قاصدي بيت الله الحرام، ومسجد رسول الله -عليه أفضل صلاة وأزكى سلام-؛ كي ينعموا بأجواء إيمانية فريدة ملؤها السكينة الضارعة، والأمن والطمأنينة الخاشعة، وها هم وقد أُثلجت صدورُهم وابتهجت قلوبُهم مسرةً وحبورًا، وتبريكًا وسرورًا، لَيَرْفَعُونَ أكفَّ الضراعة للمولى -سبحانه- أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين خير الجزاء وأوفاه، وأعظمه وأسناه، كفاءَ هذه الإنجازات العظيمة، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، والحرمانِ الشريفانِ في أيد أمينة حازمة، لن تسمح بالمساس بأمنه، وتسيس شعائره ومشاعره، خدمةً لقضايا الإسلام والمسلمين، وأن يعظم لهم الأجر والمنة، وأعالي درجات الجنة، وأن يجعل ذلك في موازين أعمالهم الصالحة، دعاءً لا يزال يَتْرَى ويتعدد تكرارًا، ويزكو ويتجدد مرارًا، إن ربي سميع قريب كريم مجيب.
هذا وصلوا وسلموا -رَحِكَمُ اللهُ- على خير مَنْ أدَّى المناسكَ وأوضَحَها لكلِّ ناسكٍ، فقد أمَرَنا المولى -سبحانه- في مُحْكَمِ قيلِه، وصدَق قيلُه، بالصلاة والسلام عليه، فقال تعالى قولا كريما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
صَلَّى وَسَلَّم ذُو الْجَلَالِ عَلَيْهِ مَا | لَبَّى مُلَبٍّ أَوْ تَحَلَّلَ مُحْرِمُ |
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على نبينا وحبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار المهاجرين منهم والأنصار، ما أظلَم ليلٌ وأشرق نهارٌ، وعنا معهم بجودك وكرمك يا عزيز يا غفار، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء، الذين قَضَوْا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وَمَنْ سار على نهجهم واقتفى، يا خير من تجاوز وعفا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وسَلِّمِ الحجاجَ والمعتمرينَ، والزائرين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفقه لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة، وَاجْزِهِ خيرَ الجزاء وأوفرَه، جزاءَ ما قدَّم ويقدِّم للحرمين الشريفين وقاصديهما، اللهم وفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد، ولما فيه الخير للإسلام والمسلمين، اللهم وفِّق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم، ووحد صفوفهم واجمع كلمتهم على الكتاب والسنة، يا ذا الفضل والعطاء والمنة، اللهم أنقذ المسجد الأقصى، اللهم أنقذ المسجد الأقصى، اللهم أنقذ المسجد الأقصى، من عدوان المعتدين، ومن شر الصهاينة الغاصبين، اللهم اجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وأصلح ذات بينهم واهدهم سبل السلام، وجنبهم الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].