الكبير
كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان - الإيمان بالله |
ظهر التكذيب للأنبياء ولقي رسل الله في سبيل صدود أقوامهم عنهم كثيراً من العناء؛ فمنهم من قتله المكذبون، ومنهم من ضربوه، ومنهم من طردوه، ومنهم من سبوه وشتموه، وسخروا منه واتهموه، وهم مع ذلك صابرون لتكذيب المكذبين، محتسبون في...
الخُطْبَةُ الْأُولَى:
إنَّ الحمدُ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى، وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثُاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها المسلمون: إن الناس في ضلالة، ما لم تشرق فيهم شمس الرسالة، وهم في شقاء وضياع، ما لم يكونوا لرسلهم أهل إيمان واتباع؛ فلا طريق إلى الله -تعالى- إلا من جهة الأنبياء، ولا نجاة في الدنيا والآخرة إلا بسلوك سبيل الاهتداء بأولئك الأخيار الأبرار؛ (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)[الأنعام:90].
لقد أرسل الله -تعالى- إلى أهل الأرض؛ (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)[النساء:165]؛ فأقام الله بهم الحجة، وأنار بهم المحجة، وقطع بهم المعذرة، وأمر عباده باتباعهم وتصديقهم فيما جاءوا به؛ فقال -تعالى-: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[آل عمران:95]، وقال: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[الأعراف:158]؛ فمن صدّقهم واتبع هديهم وسلك سبيلهم فقد حاز خيري الدنيا والآخرة، وأبعد نفسه عن الشقاء والعذاب فيهما، قال -تعالى-: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)[طه:123].
ومن تأمل في تاريخ الأمم الغابرة، ومصائر الأقوام الداثرة -كما حكى القرآن الكريم- رأى أن أهل التصديق لأنبيائهم نالوا الحياة الطيبة المعمورة بالإيمان، وانتقلوا من دار الدنيا إلى جنة الله ورضوانه، ولو لقوا في سبيل ذلك من العناء ما لقوا؛ فإن بلوغ الغاية الحميدة يُنسي التعب إليها، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ)[الصافات:114-116]، وقال: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)[الأعراف:137]، وقال: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[النحل:41].
عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ مقنع بالحديد فقال: يا رسول الله! أقاتل أو أسلم؟ قال: "أسلِم، ثم قاتِل"، فأسلم ثم قاتل فقُتل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عمل قليلا، وأُجر كثيرا"(متفق عليه).
عباد الله: لم تكن دعوة الأنبياء -عليهم السلام- تُقابل من كل أقوامهم بالتصديق، بل كان من بين أولئك الأقوام المصدِّق والمكذِّب؛ كما قال -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)[النحل:36]، وذلك أن الشر كامن في بعض النفوس فلا تأبى تغييره إلى الخير، والشيطان واقف في طريق الحق يمنع عنه مَن أطاعوه واستجابوا لدعوته؛ فلذلك ظهر التكذيب للأنبياء، ولقي رسل الله في سبيل صدود أقوامهم عنهم كثيراً من العناء؛ فمنهم من قتله المكذبون، ومنهم من ضربوه، ومنهم من طردوه، ومنهم من سبوه وشتموه، وسخروا منه واتهموه، وهم مع ذلك صابرون على تكذيب المكذبين، محتسبون في ذات الله إيذاء المؤذين، حتى أذن الله لهم بما شاء، وقدّر على أقوامهم ما أراد، قال -تعالى-: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)[الأنعام:33].
إخوة الإسلام: إن الناظر في تكذيب بعض الخلق لدعوة الأنبياء يجد أن هنالك أسبابًا أدت إلى تلك النتيجة، وأوصلت إلى ذلك الذنب الوبيل، ومن تأمل في القرآن الكريم وجد من الأسباب الحاملة على التكذيب:
الكبر والغرور؛ وذلك حينما نظر المكذبون إلى ما عندهم من القوى والقدرات ازدهوا وأبوا الانصياع لتصديق أنبيائهم كبراً وغروراً، يقول -تعالى- عن عاد الذين كذبوا رسولهم هوداً -عليه السلام-: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)[فصلت:15]، وقال -تعالى- عن فرعون الذي تكبر وتجبر؛ فكفر بموسى وهارون: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ)[المؤمنون:45-46].
ومن الأسباب أيضًا: احتقار النبي -صلى الله عليه وسلم- واستصغار شأنه؛ كما قال -تعالى- عن شأن قريش المكذبين: (وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)[الزخرف:30-31].
ومن الأسباب الداعية إلى تكذيب الأنبياء كذلك: النظر إلى ضعف السابقين إلى اتباع النبيين، والمبادرين إلى الاستجابة لهم بادئ ذي بدء؛ فإن صلف المكذبين وغرورهم زادهم عن الحق بعداً أن يكون الضعفاء مشاركين لهم في اتباع الأنبياء، قال -تعالى- عن قوم نوح -عليه السلام-: (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ)[الشعراء:111].
عن سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- قال: "كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ستة نفر، فقال المشركون للنبي -صلى الله عليه وسلم- اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله -عز وجل-: (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)[الأنعام:52]"(رواه مسلم).
ومن أسباب تكذيب الأنبياء: الحسد أن يؤتى النبي النبوة من دونهم؛ كما حصل من اليهود لنبينا -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)[النساء:54]، وكما كان حال بعض كبراء قريش، قال -تعالى-: (وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)[الأنعام:124]، وصدق الشاعر حينما قال:
حسدوا الفتى أنْ لم ينالوا سعيه | فالناس أعداء له وخصومُ |
ومن أسباب تكذيب الأنبياء: ادعاء أن الرسالة السماوية لا يصح أن يحملها بشر، بل ملك من الملائكة؛ كما قال -تعالى-: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا)[الإسراء:94- 95].
ومن أسباب تكذيب الأنبياء كذلك: التقليد الأعمى للآباء والأجداد والأعراف السائدة؛ كما قال -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ)[البقرة:170].
إخوة الإسلام: وإذا جئنا ننظر إلى واقعنا المعاصر في الأسباب الداعية إلى تكذيب رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، والتشكيك في صدق رسالته، سنجد أن من الأسباب:
كراهية الخروج عن الملل الباطلة: الملاحدة والمشركين والأديان المحرفة؛ كاليهودية والنصرانية، وغيرها.
ومن الأسباب أيضًا: الإغراق في حب الدنيا، ونسيان الآخرة؛ فالمفتون بأموال الدنيا وأعراضها وشهواتها وملذاتها قد جعل تلك الجهات هي معبوده الذي يعبده، وكعبته التي يتوجه إليها، وكتابه الذي يفهم به الحياة؛ فالدين لديه هو تلك الشهوات أنَّى توجهت فهي دينه وإيمانه.
ومن الأسباب الواقعية لتكذيب رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: الانبهار الحضاري، والدهشة الكبيرة لما وصل إليها الكفار من التقدم والتطور في مجالات الحياة المختلفة، فقاد ذلك بعض ضعفاء النفوس إلى الجزم بأن سُموَّ أولئك القوم إنما هو بسبب عدم إيمانهم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وتركهم دين الحق؛ فعند ذلك يدع دين الإسلام ويلهث وراءهم.
ومن الأسباب أيضًا: تأثير الشبهات والشكوك في النفوس؛ حتى تفضي بصاحبها إلى تكذيب نبينا -عليه الصلاة والسلام-.
فنسأل الله أن يثبتنا على تصديق نبينا-عليه الصلاة والسلام- حتى نلقاه.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله الطيبين، وصحابته الراشدين، وعلى زوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين، أما بعد:
عباد الله: إن سلوك طريق تكذيب الرسل -عليهم السلام- طريق يؤدي إلى نهايات بئيسة، وعواقب وخيمة، ولا يمكن أن يوصل إلى خيرٍ مادام صاحبه مستمراً عليه، كما أن تكذيب الرسل طريق إلى خزي الدنيا والآخرة، والوصول إلى عواقب بالغة الخطورة؛ فمن ذلك:
أن تكذيب رسول واحد تكذيب لجميع الرسل؛ كما ذكر -تعالى- في سورة الشعراء عن أقوام نوح وهود وصالح ولوط وشعيب بأن كل أمة منها بتكذيبها رسولها قد كذبت جميع المرسلين، قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ)[الشعراء:105]، وهكذا بقية تلك الأمم.
ومن العواقب الوخيمة: حصول العذاب في الدنيا؛ كما ذكر الله -تعالى- عن الأمم المكذبة، والآيات في ذلك كثيرة؛ كقوله -تعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ)[يونس:73].
ومن العواقب الوخيمة: حصول العذاب الأخروي، والوصول إلى غضب الله وسخطه، قال -تعالى-: (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)[الزمر:25-26].
فيا أيها المسلمون: التصديقَ التصديقَ برسولنا محمد-صلى الله عليه وسلم-، وبكل ما جاء به من عند الله، والحذرَ الحذرَ من التكذيب والتشكيك، واتباع أهل الزيغ والضلال الذين ينادون بالخروج عن تصديق نبينا -عليه الصلاة والسلام-.
نسأل الله أن يجعلنا للرسل من أهل التصديق والإيمان، وأن يتوفانا على ذلك.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].