العليم
كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...
العربية
المؤلف | عقيل بن محمد المقطري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان - أهل السنة والجماعة |
وكذلك سنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم دخل الزنادقة الكائدون للدين ودخلوا دين الإسلام تستراً، ليس لهم غرض ولا همّ إلا هدم الدين والطعن فيه وتشويه المعتقد والأخلاق والعبادة، وما شاكل ذلك من أمثال عبد الله بن سبأ اليهودي، وغيره ومن نحا نحوه الذين دسوا السم في العسل ورءوا أنهم لا يستطيعون أن يتدخلوا في كتاب الله تعالى، فبدءوا يدسون سمومهم في سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ظانين أن هذا العمل يوصلهم إلى مقصودهم، لكن من حفظ الله تعالى للقرآن حفظه للسنة لماذا؟ لأنه لا يمكن أن نفهم القرآن فهماً سليماً إلا من خلال السنة لذلك لو لم يحفظ الله تعالى السنة لانحرف عندنا فهم القرآن، وذلك أن في القرآن آيات مجملات تحتاج إلى بيان من الذي يبين لنا هذه الآيات إنه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
هكذا كان يبتدئ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم خطبه ومواعظه بهذه الخطبة المباركة التي يسميها العلماء بخطبة الحاجة يذكر الناس بتقوى الله عز وجل ويذكرهم بأن أحسن الحديث كلام الله تعالى وأحسن الهدي، وأفضله هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويحذرهم من شر الأمور فيقول: وشر الأمور محدثاتها، ويعمم على الناس فيقول: وكل بدعة ضلالة، ثم يقول: وكل ضلالة في النار، فيرغّب باتباع الكتاب والسنة، ويحذر من اتباع البدع والضلالات والخرافات التي تشوّه جمال هذا الدين المبارك، ومعلوم أن البشرية لا يمكن أن تهتدي بغير الأنبياء والرسل، ولا يمكن أن يتم لها الهدى والرشاد بغير كتاب الله تعالى، وبغير سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن زعم أنه يمكنه التعرف على الله تعالى ويمكنه الوصول إلى الله تعالى بغير الرسل والأنبياء، بغير كتب الله تعالى، بغير هدي الأنبياء فهذا من أضل الضالين؛ وذلك لأن هذا الكلام يقتضي أن مبعث الرسل عبث، وأن إنزال الكتب عبث وغير محتاج إليه، فمن ادعى مثل هذا الكلام أنه يمكنه أن يصل إلى الله أو أن يهتدي إلى الله بغير الأنبياء والرسل وبغير الكتب المنزلة، فإن هذا من أضل عباد الله تعالى أجمعين.
اعلموا -بارك الله فيكم- أن الله تعالى اقتضت حكمته أن يبعث الرسل مبشرين ومنذرين، فقال سبحانه وتعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) [النساء: 165]، فأي حجة تأتي بعد الأنبياء والرسل فهي حجة مقطوعة وحجة ملغية؛ لأن الله تعالى قد أقام الحجة على الناس أجمعين بإرسال الرسل وإنزال الكتب والرسل، لم يبعثهم الله تعالى هملاً وإنما بعثهم لغاية وهي هداية الناس وتبليغ كلام الله تعالى للناس وتبصير الناس بالصراط المستقيم الذي رسمه الله تعالى وارتضاه للناس فقال سبحانه وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ…) [النساء: 64].
وجعل طاعة الرسول طاعة لله، ومعصية الرسول معصية لله تعالى، فقال سبحانه وتعالى: (مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) [النساء:80]، والسبب في هذا أن الرسل ما ينطقون عن الهوى قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى) [النجم: 3]، وما مات نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقد بلغ دين الله تعالى البلاغ المبين، قالت عائشة رضي الله عنها: لو محمد كاتماً شيئاً لكتم قول الله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) [الأحزاب: 37]، والله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) [المائدة: 67]، هذه الآية التي ذكرتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان سبب نزولها أن العرب كانت عندهم عادة سيئة وبدعة منكرة أن الواحد منهم كان إذا ربّى ولداً وصار هذا الولد رجلاً ربّى ولدًا غيره، وصار رجلاً بعد ذلك ثم تزوج لو طلق زوجته ما يتزوج الذي رباه زوجة هذا الربيب، ولا شك أن هذا الربيب أجنبي، وهذه المرأة أجنبية لكنهم ابتدعوا أمراً منكراً، وكانوا ينسبون هذا الولد المربى إلى من رباه، فكانوا يقولون مثلاً: زيد بن محمد وهو زيد بن حارثة، ولهذا أمر الله تعالى أن يُدعى هؤلاء إلى آبائهم، فقال سبحانه: (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب: 5]، ما يجوز أن ينسب رجل أجنبي لغير أبيه، فابتدع الجاهليون هذه البدعة الشنيعة المنكرة ولأنهم لا يتزوجون بهذه المرأة التي طلقها هذا الربيب ليش؟ لأنهم ينزل منزلة الولد، فأراد الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يهدم هذه البدعة المنكرة بيده الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم، كأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يتريث قليلاً لعل الله أن يحدث بعد ذلك أمراً فكلمه الله تعالى أن يتزوج بزينب رضي الله عنها زوجة زيد بن حارثة رضي الله عنه، فانتظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعل الله يحدث أمراً، ولكن الله تعالى أراد أن يكون نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يهدم هذه البدعة المنكرة، فكلّفه الله تعالى أن يتزوج بزينب رضي الله عنها فنزلت الآية. وكانت زينب رضي الله عنها تفخر بهذا وتقول: "زوجكن آباؤكن وزوجني الله من فوق سبع سموات"، وفعلاً هدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه العادة القبيحة، ولم يخشَ ولم يخف إلا الله تعالى، ولهذا استدلت عائشة رضي الله عنها أنه ما كتم شيئاً بهذه الآية؛ لأن كتم الشيء خيانة، وتقوُّل على الله وتحريف لدين الله، ولقد تهدد صلى الله عليه وآله وسلم بقول المولى عز وجل: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) [القيامة: 44- 47]، ولكنه بلّغ ما أنزل إليه من ربه صلى الله عليه وآله وسلم ولم يخش في الله لومة لائم إذاً لم يمت صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقد بلّغ ما أنزل إليه من ربه وأكمل به الله الدين، في حجة الوداع أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم (… الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً…) [المائدة: 3]، فكمل الله تعالى الدين قبل أن يقبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بل كم ثبت في الأحاديث الصحيحة عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم قالوا: "لم يتوفَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما من طائر يطير بجناحيه إلا ويذكر لنا منه علماً"، ما من خير إلا ودلنا عليه، وما من شر إلا وحذرنا منه صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا كان من تحذيره صلى الله عليه وآله وسلم أنه حذر من أن يتشوه هذا الدين أو يدخل عليه دخيل من قبل أعداء الله تعالى.
فكان صلى الله عليه وآله وسلم في كل موعظة في كل جمعة يقول: «إن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، ويقول أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم كما عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» مردود عليه مأزور غير مأجور لهذا توعد الله على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأن هذه البدع والضلالات أن صاحبها عياذاً بالله تعالى في النار كما صح في السنن والمسانيد: «كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» أي صاحبها.
وما أغاظ أعداء الله تعالى من مجوس ويهود ونصارى مثل غيظهم من كمال هذا الدين المبارك من حفظ الله تعالى لهذا الكتاب، كما قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9) الكتب التي سبقت القرآن حُرّفت كلها، أخبار الأنبياء قبل نبينا حُرفت وبُدلت كلها اختلط الحق فيها بالباطل، أما كتاب ربنا القرآن فإن تعالى حماه وحرسه وحفظه، وقيّض له علماء يحفظونه من التبديل والتحريف، ولقد جعل الله تعالى معيارين لصحة هذا القرآن ما لم يتفقا، فقرآن الصدر والسطر لابد أن يكونا متطابقين، فإذا ما اختل ما في الصدر وخالف ما في السطر فليس بقرآن والعكس كذلك فلابد أن يجتمعا معاً ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكتابة القرآن، وحذر من أن يكتب شيء من كلامه خشية أن يختلط بالقرآن فقال: «لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه» فدون القرآن تدويناً كاملاً وإن لم يجتمع في مصحف واحد في حياته صلى الله عليه وآله وسلم غير أنه كان محفوظاً في صدور الرجال وكان مكتوباً على الجلود وعلى اللحاف والرقاع وما شاكل ذلك لكن لما خشي الصحابة رضي الله عنهم من موت الحفاظ وذهاب القرآن أمر أبو بكر رضي الله عنه بتدوين القرآن في مصحف واحد وفعلاً تم ذلك الأمر بحمد الله تعالى.
ولهذا كثر الحفاظ للقرآن، وكثرت بعد ذلك النسخ فمهما حاول أعداء الله تعالى أن يحرّفوا كتاب الله تعالى في المطبوع، فإنهم لا يستطيعون أبداً؛ لأن الحفاظ يتصدون لهذا الخلل ويحذرون الأمة من هذا الخلل، وهذا الدخيل الذي دخل على الأمة من قبل أعدائها ولولا الله عز وجل وتقييضه للعلماء لما عرف عامة الناس كلام الله من كلام غيره، وكم حاول اليهود والنصارى والهندوس، ومن نحا نحوهم أن يحرّفوا كتاب الله تعالى، وأن يطبعوه طبعات فاخرة ليغروا الناس به فلم يستطيعوا ذلك لا من قريب ولا من بعيد وذهبت تلك الأموال التي بذلوها أدراج الرياح، كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36]، فكم من أموال أنفقوها في طباعة المصاحف المحرفة، لكنهم باءوا بالفشل وذهبت إلى المحرقة تلك الصحف التي كتبوها وطبعوها والتي وزعوها ربما بالمجان أو بأبخس الأثمان.
وكذلك سنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم دخل الزنادقة الكائدون للدين ودخلوا دين الإسلام تستراً، ليس لهم غرض ولا همّ إلا هدم الدين والطعن فيه وتشويه المعتقد والأخلاق والعبادة، وما شاكل ذلك من أمثال عبد الله بن سبأ اليهودي، وغيره ومن نحا نحوه الذين دسوا السم في العسل ورءوا أنهم لا يستطيعون أن يتدخلوا في كتاب الله تعالى، فبدءوا يدسون سمومهم في سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ظانين أن هذا العمل يوصلهم إلى مقصودهم، لكن من حفظ الله تعالى للقرآن حفظه للسنة لماذا؟ لأنه لا يمكن أن نفهم القرآن فهماً سليماً إلا من خلال السنة لذلك لو لم يحفظ الله تعالى السنة لانحرف عندنا فهم القرآن، وذلك أن في القرآن آيات مجملات تحتاج إلى بيان من الذي يبين لنا هذه الآيات إنه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم.
يا أيها العقلاء: لعلكم ولا شك قد قرأتم كتاب الله تعالى من أوله إلى آخره، من منكم يستطيع يحضر لنا آية من كلام الله تعالى توضح لنا كيفية الصلاة أنه يستقبل القبلة، ويرفع يديه ويكبر ويقرأ الفاتحة، ثم سورة ثم يركع ثم يقوم من يستطيع أن يفعل هذا؟ موجود هذا ما هو موجود ونحن والحمد لله نصلي الآن من علمنا كيفيه الصلاة؟ إنه رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في أذهاننا أيضاً أن من فروض الإسلام حج بيت الله الحرام قال الله تعالى (…وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ) [الحج: 97] من أين يحرم أهل اليمن؟ من يلملم وماذا يلبسون؟ رداء وإزار طيب آتوني بآية من القرآن تثبت ما تقولون يا أيها العقلاء ما هو موجود هذا وهكذا في بقية الأركان غير موجود من أين أخذنا هذا؟ من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذاً فالسؤال كالتالي هل يمكن أن نكتفي بالقرآن بدون السنة ونتعبد لله تعالى كما أراد بالسنة الجواب لا يمكن. سؤال الحمير تؤكل وإلا ما تؤكل؟ لا تؤكل من الذي حرمها؟ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رأسه وإلا وحي من الله تعالى هيا أتونا بآية من القرآن تبين تحريم الحمر الأهلية، أنا أعطيكم مليون ريال ما فيش آية إنما عندنا قول رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة خيبر كما في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال: أكلت الحمر فسكت ثم أتاه الثانية فقال أكلت الحمر فسكت ثم أتاه الثالثة فقال أفنيت الحمر فأمر مناديًا فنادى في الناس: « إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية» فأُكفئت القدور وإنها لتفور باللحم.
على كل أريد أن أتوصل بهذا إلى أن القرآن وحده لا يكفينا إلى أنه لابد من السنة؛ لأن السنة هي التي توضّح القرآن وتبيّنه وتفصّله، والذي يدعي أنه يمكن أن نكتفي بالقرآن دون السنة هذا في حكم الإسلام كافر مرتد عن دين الله عز وجل ليس له من الإسلام حظ ولا نصيب، وهذه في الحقيقة دسيسة من دسائس أعداء الله أنهم جاءوا لبعض الناس، فقالوا لهم: أن السنة قد دخل فيها الدخيل وفيها المكذوب والضعيف اتركوها جانباً، واكتفوا بكلام الله تعالى، وفعلاً تشكلت يا أيها الإخوة طائفة مندسة بين المسلمين يسمون أنفسهم بالقرآنيين هؤلاء مرتدون عن دين الإسلام لا حظ لهم فيه؛ لأنهم لم يطيعوا الله عز وجل كما ينبغي؛ لأن الله تعالى يقول (…وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر: 7] وعن عبد الله قال: «لعن الله الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله»، فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول. قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). قالت: بلى. قال: فإنه قد نهى عنه قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه. قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئًا، فقال: "لو كانت كذلك ما جامعتنا".
إذاً لا بد من السنة بجانب القرآن لكن كما قلت لما لم يستطع أعداء الله عز وجل أن يدسوا بالقرآن دخلوا من السنة ظانين أن السنة يمكن للناس أن يقبلوها ويقبلوا كل حديث يظنون أن كل كلام حديث، وكل مدور رغيف في مدور تائر، هم يظنون رغيف في مدر في حجار في حديد لكن لا العلماء وفقهم الله لأن يجعلوا قوانين تحكم السنة بها إذا اجتمعت هذه القوانين في حديث قالوا: هذا الحديث صحيح وإذا اختلت قالوا: هذا ليس بحديث هذا ضعيف أو هذا مكذوب، ولهذا كذبوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة كذبوا على الله تعالى، منها أنهم كذبوا على الله عز وجل أنه قال: ما وسعتني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن. هذا حديث مكذوب، الله أعلم من وضعه يهودي مجوسي نصراني ودسوه على المسلمين، وقالوا: هذا من كلام الله. كذبوا على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو أحسن أحدكم بحجر لنفعه وما شاكل ذلك لكن هنالك رجل زنديق في أيام الرشيد، قدمه الرشيد للمحاكمة ولساحة العدالة ليصلب وتضرب عنقه، فقال: لا يهم هذا لقد وضعت فيكم أحاديث تحلل الحرام وتحرم الحلال، قال له: يا زنديق تعيش لها الجهابذة تنخلها نخلاً عبد الله بن المبارك وأمثاله.
وهناك رجل يسمى محمد أبو سعيد المصلوب صُلب في الزندقة دخل في الإسلام بغرض أنه يشوّه دين الله عز وجل، فالحاصل أن الله تعالى قيض للسنة رجالاً منذ زمن بعيد كالإمام الشافعي رحمه الله وشعبة بن الحجاج ومالك بن أنس والإمام أحمد والبخاري والإمام مسلم النسائي أبو داود الترمذي الحاكم البيهقي وأنت ماشٍ هكذا شيخ الإسلام ابن تيمية ابن القيم الجوزية رحمه الله على الجميع وأنت ماش هكذا الشيخ أحمد شاكر محدث مصر تأتي إلى بلاد الهند تجد محدثين الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله، الشيخ مقبل بن هادي الوادعي محدث الديار اليمنية، وهلم جر، ولا تزال الأمة تنجب علماء نجباء أمثال هؤلاء يدافعون عن سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن اليهود هم اليهود والنصارى هم النصارى والزنادقة هم الزنادقة والهندوس هم الهندوس لا يزالون إلى يومنا هذا يدسون شبههم في دين الله تعالى فتحتاج إلى علماء ربانيون من أجل أن يبينوا مثل هذه البدع والضلالات والخرافات التي دسها أعداء الله تعالى وما أكثر هذه البدع والضلالات، منها ما هو على سبيل الدوام، ومنها ما هو موسمي مثلاً لعلكم ما قد سمعتم بما سأقوله من أشياء، انظر مثلاً الروافض الخميني وأصحابه كانوا يقولون لأي واحد ملتح يا خميني مش عارفين من هو هذا الخميني هؤلاء الروافض أذناهم أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن علياً ولي الله أشهد أن علياً ولي الله مرتين هذا كان يؤذن به النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يا إخوة؟ كان الصحابة رضي الله عنهم يؤذنون بهذا؟ الأئمة الأربعة كانوا يؤذنون بهذا؟ هذه بدعة رافضية ولما جاء الخميني أراد أن يدخل نفسه في الأذان، أشهد أن علياً ولي الله، أشهد أن الخميني آية الله لكن المشكلة أن الآيات يموت آية وتأتي آية، أشهد أن الخميني آية الله أشهد، أن الرفسنجاني آية الله، أشهد أن فلان آية الله وبعدها الأذان يحتاج إلى ست ساعات لما تنتهي من الأذان ثم يكون وقت الصلاة هذه بدعة دائمة، ولا شك أن هذه بدعة منكرة حذار حذار أن تدخل بلاد اليمن، وقد أطلت هذه الفتنة برأسها منذ ما يزيد على عشر سنوات بداية هذه الفتنة ظهر بالروافض الذين صار لهم اتصال مشبوه في البلاد السنية معلوم أن اليمن كانت خالية من الروافض الاثني عشرية.
وإن كان المقبلي عالم اليمن رحمه الله كان يقول: ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضي كبير، الحاصل أن فرق الزيدية أقرب فرق الشيعة إلى السنة، لكن غزانا الروافض من إيران إبان دخول الحزبية وصار لهم اتصال مشبوه في البداية بالزيدية مع أن الروافض يا أيها الإخوة لما نقرأ في كتبهم يكفرون الزيدية ليش؟ قالوا: لأنهم لا يسبون أبا بكر ولا عمر، وكتبهم طافحة بتكفير الزيدية لكن دخلوا عليهم من جهلهم، وقالوا: نحن شيء واحد ثم بعد ذلك صار لهم اتصال مشبوه بالبلاد السنية عن طريق آل البيت عن طريق الصوفية، وقد فرخت الرافضة في أوساط المتصوفة من السادات بالذات وصارت لهم أقوال شنيعة يقولون: إن القرآن ناقص هؤلاء شافعية صوفية ما كانوا يعرفون الرفض صاروا اليوم يطعنون في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم، فأخشى أن تصل بدعة الروافض في الأذان إلى مساجدنا، اللهم بلغت اللهم، فاشهد من هذه البدع أيضاً التي تكلم عنها العلماء ما هو بدعة موسمية، مثل: الاحتفال بالإسراء والمعراج مثل رأس السنة الهجرية مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم يهاجر في أول محرم وإنما هاجر في شهر ربيع فالاحتفال بمناسبة الهجرة النبوية في واحد محرم بدعة مركبة أولاً؛ لأن هذا لم يفعله السلف الصالح الأمر الثاني أنه غلط إنما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ربيع الأول.
ومنها أيضاً الاحتفال بليلة النصف من شعبان هذه لم يرد فيها أدلة ولم يكن السلف الصالح يحتفلون بهذه الليلة لا من قريب ولا من بعيد ومنها بدعة أول جمعة من رجب والذهاب إلى مسجد الجند وجعلوه حج لمعلومتيكم حج في الجند وعمرة في حضرموت عند قبر نبي الله هود عليه السلام ومن هذه البدع أيضاً بدعة المولد صح في التاريخ أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ولد يوم الاثنين شهر ربيع الأول لكن لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحتفل في يوم مولده، ومن ادعى ذلك فهو أكذب الكذابين ولم يحتفل الصحابة رضي الله عنهم بيوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم كذلك، ولم يحتفل الأئمة الأربعة في يوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما حصلت هذه البدعة المنكرة في أيام اندساس الفاطميين والعبيديين الكارهين لدين الإسلام الذين هم من صنائع ودسائس اليهود، فأول من ابتدع هذه البدعة الشنيعة المعز العبيدي، بل بعد ذلك جعل خمسة موالد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي رضي الله عنه وفاطمة الزهراء رضي الله عنها، والحسن والحسين عليهما السلام، وبعدها لك حاكم عبيدي له مولد، ثم يا أيها الإخوة نحن ندعي أننا نحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبحان الله نحبه يوم في السنة أين المحبة والتعظيم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هل المحبة والتعظيم تكمن في ذكر المدائح والأشعار، بحجة أن هذا من العلم، وأن هذا من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أين هم من ذكر غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجهاده وصبره وتقواه وزهده وعبادته صلى الله عليه وآله وسلم؟!
تعصي الإله وأنت تظهر حبه | هذا ورب في القياس بديع |
لو كان حبك صادقاً لأطعته | إن المحب لمن يحب مطيع |
إذا نظرت إلى هؤلاء القوم لوجدت أنهم من أكثر الناس تقصيراً في الواجبات وفي الفروض وفي السنن، والتأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أكثر الفرائض التي قصروا فيها، وما أكثر الواجبات التي قصروا فيها وما أكثر السنن التي قصروا فيها تظهر واضحة جلية إذا نظرت إلى مظهره فقط نظرت إلى مخالفاته من رأسه إلى أخمص قدميه، وهو يخالف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الذي يدعي أنه يحبه، ثم ما هذه الجفوة مرة في السنة، قالوا: لا نجعلها في الشهر مرة في الشهر غلط مرة في الأسبوع لابد أن يكون حياتك كلها مع نبيك صلى الله عليه وآله وسلم لا مرة في الأسبوع ولا مرتين ولا في الشهر ولا في السنة هذا كله غلط وبعدها.
أيضاً من التلبيس على الناس ومن التضليل على الناس أن يقال: إن المولد مسألة خلافية ليست مسألة خلافية الخلاف الوارد فيها خلاف غير معتبر لا يلتفت إليه لا من قريب ولا من بعيد بدليل أن الإجماع قد انعقد إجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترك الاحتفال بالمولد هؤلاء القوم قد يقولون هؤلاء الذين يحرمون الاحتفال بالموالد لا يحبون النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أستغفر الله وأتوب إليه الذين لا يحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كافر خارج من دين الإسلام قد يقولون أيضاً هؤلاء يحرمون ذكر الله أعوذ بالله أن نكون ممن يحرم ذكر الله لكن ذكر الله له طرائقه ذكر الله عباده وليس مهزلة وليس مجانة، ذكر الله لا بد أن يكون ذكراً مشروعاً لا أن يكون أمراً مبتدعاً. إن الذي يقول: إن قضية المولد قضية خلافية هذا غلط هذا تلبيس وتضليل على الناس. ثم قلت لكم إجماع الصحابة منعقد إجماع التابعين منعقد إجماع تابع التابعين، منعقد إجماع الأئمة الأربعة، منعقد على أنهم ما كانوا يحتفلون بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم نأتي نحن الآن نخرق الإجماع من المقرر عند أهل السنة والجماعة أن الذي يخالف الإجماع ليس من أهل السنة والجماعة أنه يلتحق بأهل الأهواء والبدع ليش؟ لأن عندنا مصادر التلقي ثلاثة: القرآن والسنة والإجماع، أسألكم يا إخوة سؤال لا تخافوا ما بيدي مسدس ولا رشاش ولا سيف الأذان مشروع وإلا لا؟ مشروع أحسنت الأذان لصلاة العيد مشروع وإلا لا؟ لا طيب لصلاة الخسوف لا لصلاة الاستسقاء لا طيب أيش السبب؟ أليس فيه ذكر الله؟ أنا سأقول لكم: أنتم تكرهون ذكر الله، أنتم تحرمون ذكر الله، والأذان من ذكر الله، والأذان يطرد الشيطان الجواب ليس كذلك هذا عمل الملبس هذا عمل المضللين على الأمة الذين لا يريدون أن تسلك صراطاً مستقيماً. أقول الجواب كالتالي: إن إجماع الصحابة والتابعين وأتباع التابعين قد انعقد على ترك الأذان لصلاة العيد والخسوف والاستسقاء صح وإلا ما صح؟ فلو قال إنسان وأيش فيها ذكر الله ومن زاد زودنا له يقال: لا أنت الآن خالفت إجماع الأمة الآن المطلوب من هؤلاء الذين يبهدلون بأنفسهم تجده مثلاً يخرج عينه تجده مثلاً يطعن عينه وما شاكل ذلك أيش ذلك قالوا هذا مولد حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم المطلوب من هؤلاء أن يأتوا بواحد من الصحابة احتفل بالمولد، قالوا ما في طيب من التابعين ما يستطيعون طيب من الأئمة الأربعة وإحنا معاكم ما يستطيعون طيب من الأئمة الأربعة نحن شافعية يا عباد الله، وإلا لا قابلين بالأحناف خلاص بكرة نقتلب حنفية لكن القضية وما فيها أن هذا هو التلبيس والتضليل بعينه فليس في قضية المولد خلاف معتبر أبداً
وليس كل خلاف جاء معتبراً | إلا خلافاً له حظ من النظر |
هذه مسألة الخلاف فيها ضعيف وإلا لو كان العمل بالخلافات الضعيفة، والله سأذكر لك أشياء يشيب شعرك، لكن أقول هذا خلاف غير معتبر هذا أمر. الأمر الثاني: أننا يمكن أن نقول هذا المولد وهذا العمل الذي تقومون به علم وإلا ما هو العلم هم يقولون: إنه علم ليش ما تفعلونه كل يوم؟ الجواب أن هذا ليس علم طيب ذكر قالوا: هذا ذكر الله السؤال كالتالي الذكر عباده وإلا ما هو عباده الجواب عباده العبادة هذه على المزاج وإلا ما وافق الكتاب والسنة؟ ما وافق الكتاب والسنة يا عباد الله لو أن شخصاً قام يصلي واقف على رجل واحدة قال لأن الوقوف على رجل واحدة أتعب للإنسان وكل ما تعب الإنسان كان أجره أعظم أيش نقل له؟ جزاك الله خير وإلا نقول له ابتدعت أنت الآن تقول له هذه بدعة يا أخي ليش؟
نقول: أولاً العبادة توقيفية هات دليلك من القرآن هات دليلك من السنة قضيتنا هذه المولد ليس لها ذكر في القرآن ولا في السنة. الأمر الثاني: أن الأذكار توقيفية إذا أراد أن يدخل المسجد يقدم رجله اليسرى وإلا اليمنى؟ اليمنى، يقول: باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث صح وإلا ما صح؟ أيش أقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم افتح لي أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم وبوجه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم صح وإلا ما صح؟ فلو كانت القضية مزاج ممكن واحد يدخل بالشمال وإلا يدخل يحبو يقول لأن الحبو فيه خضوع لله تعالى ثم يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله هذا ذكر المسجد أيش نقول له؟ بارك الله فيك وإلا نقول له هذه بدعة هذه بدعة دخل المسجد وقال: باسم الله اللهم بارك لنا في ما رزقتنا وقنا عذاب النار ما شاء الله تعالى هذا من الذاكرين لله والذاكرات هذا ليس محله هنا لو صلى الإنسان صلاة العيد اليوم قال: خلينا نصلي صلاة العيد من الآن عشان لما تجيء صلاة العيد نرقد تصح وإلا ما تصح؟ ما تصح لأنه ماذا يشترط فيها الزمان زمانها ما قد جاء كذلك المكان لو أن إنسانًا وقف في جبل صبر بدل الوقوف بعرفات يصح وإلا ما يصح؟ إذاً يشترط فيها المكان كذلك الكيفية أيضًا لو إنساناً قدم السجود قبل الركوع تصح صلاته وإلا ما تصح؟ لأن الكيفية اختلفت الآن هذه كلها ضوابط ذكرها العلماء في العبادات أنه لابد العبادة توقيفية يشترط فيها الزمان والمكان الهيئة والكيفية العدد إلى آخر ذلك هذه كلها شروط معتبرة ثم في المولد إضافة إلى الشركيات من الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنا أذكر لكم أمثلة في مديح النبي صلى الله علية وآله وسلم يقول صاحب البردة:
وإن من جودك الدنيا وضَرتها | ومن علومك علم اللوح والقلم |
هذا يصلح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلا لله هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم الغيب؟ (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمـَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 188]، قال تعالى: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل: 65] يسأل السؤال ربما انتظر أسبوع أو أسبوعين ما عنده علم ويقول أيضاً
يا أكرم الخلق من لي ألوذ به | إلا سواك عند حدوث الحادث العمم |
أنت تلوذ عند حدوث المشاكل بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإلا بالله، انظر أيش يقولون؟ هؤلاء تأدبوا مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان الصحابة رضي الله عنهم لا يقومون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع حبهم الشديد له صلى الله عليه وآله وسلم؛ لعلمهم لكراهيته لذلك، عن أنس قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك وفي المولد يقومون هذا احترام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل هؤلاء وإلا الصحابة؟ الجواب لا شك أن الصحابة رضي الله عنهم لكن هم مرحباً يا نور عيني مرحباً يا جد عيني وقاموا أيش في؟ قالوا: حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذه طامة كبرى يا عباد الله القضية تحضير أرواح القضية نرمي بالشبك إلى المدينة المنورة، من أجل أن نأتي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مرة أنا سألت واحد قلت له: يا أخي فعلنا في تعز عشرة موالد وخمسة في صبر في آن واحد قلنا حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرحباً يا نور عيني مرحباً يا جد الحسين عند من يحضر؟ في آن واحد هذه مشكلة وإلا لا؟ مشكلة هذه عند من يحضر عند هذا وإلا عند هذا وإلا عند هذا الجواب قال: والله ما أدري وللأسف الشديد يا إخوة واحد فعل نكتة بغض النظر أنهم صلحوا حضرة حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم طفئوا السرج ودخلوا حمار في المجلس وأحضروا المدائح والقات، قالوا: حضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفسحوا وأضاءوا السرج وإذا به صاحبنا وهذه يا إخوة والله وقاحة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبة يتلاعبون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، يوم يحضر هنا ويوم هنا يوم في مصر ويوم في كذا أتعبناك كل يوم في مكان كيف سوى كيف يفعل؟ مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يفعل ما يفعله هؤلاء الذين يدعون أنهم من أصحاب الخطوة الذين لا يحضرون بيوت الله تعالى ولا يصلون مع المسلمين أين فلان؟ ليش ما يصلي في المسجد؟ قالوا: مسكين أنت تصلي في المسجد هذا يخطو خطوة ويصلي بالحرام، والله هذا ما حصل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم سار صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة إلى مكة بالحج ثمانية أيام في الحر هو وأصحابه ولو كانت القضية في حاجة اسمها خطوة لكانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلا أنا غلطان كان يقول لهم أنا أسبق وأنتم ألحقوني وإلا لا؟
أنتم سادات الأولياء ليش عاد تحملون معكم الحمير والبغال والطعام والشراب وما شاكل ذلك باسم الله خطوة واحدة ونحن في الحرم خطوة ثانية ورجعنا لكن لا هذا على كل حال تضليل وتلبيس على هذه الأمة، فأنا أقصد أن مثل هذه المخالفات بل أشنع من هذا، أنا أتعجب من أناس يحبون بيوت الله تعالى أن يجعلونها مثل الأسواق، بل أسوأ من الأسواق، أنا أتعجب كيف أن الناس يسمحون أن المساجد يفعل فيها مثل هذا الكلام ما كنا نعرف بدعة يفعل فيها مولد في بيوت الله تعالى هذه بدعة كانت محصورة ومعروفة في بعض البلدان، وانتقلت إلى بعض مدن حضرموت والآن يريدون أن يعيدوها حية جذعة في هذه المدينة المباركة، لا، لا، لا يجب على العلماء والدعاة إلى الله تعالى بل عامة الناس أن يحاربوا هذه البدعة المنكرة الشنيعة وتغلق دونها بيوت الله تعالى يقال لهم هذه بدعة منكرة، بل هذا من أشنع المنكر؛ لأن هذه دعوة إلى البدع والمبتدعة على صنفين شخص مبتدع في ذاته ما لنا وله لا نتكلم عليه لكن شخص يعلم الناس ويدعوهم إلى الابتداع ويرغبهم في ذلك هذا في الحقيقة منكر عظيم.
ما كان العلماء ليسكتوا على مثل هذه المنكرات في الزمن الأول بيوت الله يجب أن تنزه وأن تعظم ثم نقول لهم أيضاً ما تصنعونه في المساجد ليس له لا حنة ولا طنة، أين الدفوف أين الطبول دخلوها المساجد باسم الله واضربوا الدفوف من أن يكون المولد بطيبة نفس أنتم تعرفون أن الموالد في البيوت يصلحون فيها دفوف وإلا لا؟ طيب ليش ما ندخل هاش المسجد وإلا حرام نقول: إن هذا العمل بدعة حيثما كان لكن إنسان يتخفى ببدعته في بيته ما أمرنا أن نذهب وننقب عليه، أما في بيوت الله فلا بيوت الله يجب أن تعظم والله تسمع المساجد وأنت خارج تقول: ما شاء الله هذه زفة عروس، والله بعض الكلام أناشيد كأنها زفة عرس المساجد يجب أن تنزه وعلى عامة الناس تبعة والله لن تخلو من التبعة ما تقولون نحن عامة وليس في يدنا شيء.
والمسألة على العلماء وطلبة العلم لا أنتم تكثرون سواد هؤلاء الناس، اخرج خذ نعلك، وتوكل على الله ليس هذا من السنة وليس هذا من دين الله عز وجل يعني إن كان القضية إكراه وإجبار أنت لست مكرهًا، هل في أحد أمسكك، وقال لك تربط هنا وفعلك سكاريب إلا اجلس معنا بالقوة خذ نعلك وتوكل على الله ليس هذا من الذكر وليس هذا من السنن وليس هذا من تعظيم بيوت الله تعالى يقول صلى الله عليه وآله وسلم: «ليليني منكم أولو الأحلام والنهي ثم الذين يلونهم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وإياكم وهيشات الأسواق» هذه الهيشات تعودناها بجوار البيوت لمن يزوج واحد نرح نهيج له ساعة وإلا نص ساعة من أجل أن يفرح مع أن المسألة عاد فيها نظر لكن نقول: خلاص نحضر من أجل أن نسعده ونفرحه لكن بيوت الله تعالى لا هذا في الحقيقة منكر نتحمل جميعاً مسئولية إزالته جميعاً طلبة علم وعلماء وعامة ونحذر من التلبيس والتضليل أن هذا من العلم وأن هذا من الذكر.
الخلاصة في هذا يا أيها الإخوة الأفاضل أن دين الله تم، وأن مثل هذه البدع والضلالات ما فعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعين ولا الأئمة الأربعة لا من قريب ولا من بعيد، وإنما فعلها أعداء الله تعالى الباطنية الذين أرادوا أن يخربوا دين الله، وأن ينشئوا دولة باطنية على أنقاض دولة الإسلام في ذلك الوقت، لكن العلماء تصدوا لهذه البدع والخرافات وبينوا ضلالها.
أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا أجمعين إلى دينه، وأن يبصّرنا بالحق، وأن يجعلنا من أنصاره ودعاته، اللهم آمين، والحمد لله رب العالمين.