الباسط
كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...
العربية
المؤلف | عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
إن المؤمَّل من تجديد الخطاب الديني هو الحفاظ على ثوابت الأمة وأصولها أن تطالَها يدُ العبث والتغيير، وتخليص الشريعة ممَّا عَلِقَ بها من شوائب الجهل والمحدَثات، وأدران الأباطيل والضلالات، ومحارَبة التعصب المذهبي، والتقليد المذموم...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، نحمده -سبحانه-، حمدًا طيِّبًا مباركًا لا حدَّ لمنتهاه.
زهت القلوب بنور حكمته | وتعطَّرت بذكره الأفواهُ |
فاقصد له واعرفه واستمسك به | تَلْقَ الهدى وكَفَى المحبَّ هُدَاهُ |
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، رفَع قدرَ الداعينَ إليه، فلم يزل شأنُهم مرفوعًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، زاكي الأرومة أصولًا وفروعًا، صلى الله وسلم وبارَك عليه، وعلى آله الطاهرين الطيبين، وصحابته الكرام البررة، الذين نشروا الحقَّ عبَقًا مَضُوعًا، والتابعينَ ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلِّمْ إِلَهَنَا تسليمًا مزيدًا مباركًا، ما تعاقَب النيران أفولًا وطُلُوعًا.
أما بعدُ: فاتقوا الله -عبادَ اللهِ-، فالتقوى تعمُر القلبَ إشراقًا، وتذكي الجوارح والأركان ندى وإيراقًا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الْحَدِيدِ: 28].
معاشر المسلمين: في زمن الفتن الصحماء، والمحن الدهماء، وبين أحداث التاريخ ووقائع الزمان، تنبجس قضايا تأصيلية، جِدُّ مهمة، تحتاج إلى وقفات وتأملات لتحديد المقاصد والمنطلَقات والوسائل والغايات والمآلات، حتى لا تكوي أكبادَ الغيورين وتدمي أفئدة الملتاعين؛ لأنها قد تندرج تحت حروب فكرية ممنهَجة؛ ترمي إلى فرض أنماط ثقافية، ومفاهيم ومصطلحات غير شرعية، في المجتمعات الإسلامية، ويتسنَّم ذروةَ هذه القضايا قضية جوهرية خطيرة، تزداد خطورتها حينما تعلو أصوات وخطابات التطرف والتشدد، والغلو والطائفية، والإقصاء والحقد والكراهية والعنصرية؛ تلكم -يا رعاكم الله- هي قضية تجديد الخطاب الديني.
أيها المسلمون: إن شريعتنا الإسلامية الغرَّاء ملأت البسيطةَ عدلًا وحكمةً وتيسيرًا ورحمةً، واستوعبت قضايا الاجتهاد والنوازل، فهي ليست شريعة جامدة، أو أحكامًا متحجِّرة تالدة، بل هي مرنة متجددة، لا تنافي الأخذَ بالتجديد في وسائل وآليات العصر، والإفادة من تقاناته في مواكبة المعطيات والمكتَسَبات، ومواءمة بين الثوابت والمتغيرات، والأصالة والمعاصرة.
وإن من أصول أهل السُّنَّة والجماعة أن الله -تبارك وتعالى- وهَب للعقل خاصيةَ استحسان الحَسَن واستقباح القبيح، وأن الخَلْق مفطورون على ذلك، بيدَ أن من الأمور ما لا يمكن للأفراد من الخَلْق إدراك حقيقة الوسطية فيها، خاصة فيما يتعلق بالمستجِدَّات والنوازل الكبرى، ومسائل الأمة العظمى، فكان حتمًا ولزامًا الرجوع إلى الشارع الحكيم في ذلك، وهذه أُولى ضوابط التجديد الموثوق في الخطاب الديني الموموق، أن يعتمد على النصوص والأدلة الشرعية، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[النِّسَاءِ: 59]، يقول الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: "وكلُّ مَنْ دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فقد دعا إلى بدعة وضلالة، والإنسان في نظره مع نفسه ومناظرته لغيره إن اعتَصَم بالكتاب والسنة هداه اللهُ إلى الصراط المستقيم؛ فإن الشريعة مثلُ سفينة نوح -عليه السلام-؛ مَنْ رَكِبَها نَجَا، ومَنْ تخلَّف عنها غَرِقَ".
أمةَ الإسلامِ: وثاني هذه الضوابط: التأصيل العلمي؛ فهو قارَب النجاة دون الأفكار المضِلَّة، والمشارِب الهدَّامة المذلة، وبه يترسَّخ الوعي الشرعي السليم لكثير من القضايا المهمة، ولا يتم ذلك على الوجه الصحيح المأمون إلا بملازَمة العلماء الراسخين، والرجوع إليهم؛ فهم ورثة الأنبياء، ومصابيح الدجى، وهم الجهة الموثوقة في الفتوى والنوازل والملمات، وليس أنصاف المتعلمين ولا أشباههم، ولا شداتهم، فمن اشتبَه عليه علمُ شيءٍ فليكله لعالمه، ولا يخبط فيه خبط عشواء، قال جل وعلا: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)[النِّسَاءِ: 83]، وقال سبحانه: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النَّحْلِ: 43].
ثالثها: المحافَظة على الأصول والثوابت: لأنها لا تقبَل التجديدَ؛ لذلك كان من سمات هذه الشريعة المتميزة وخصائصها الألقة صلاحيتها لكل زمان ومكان، والثبات والدوام والخلود، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الْحِجْرِ: 9]، والتجديد يكون في المستجِدَّات التي لا نصَّ فيها، ولا يوجد لسلفنا الصالح -رحمهم الله- فيها رأيٌ أو قولٌ أو ما شابهها ولا اجتهاد معتَبَر.
رابعها: أن يهدف التجديد إلى تصحيح الانحرافات العقدية والفكرية، والبِدَع العملية والسلوكية؛ فالإسلام -وحدَه- هو الذي اهتم بالروح والجسد معًا، بخلاف الشرائع والأنظمة الأخرى التي اهتم بعضُها بالجسد على حساب الروح، فكان الانحلال الخُلُقِيّ، والآخَر اهتمَّ بالروح على حساب الجسد؛ فكان الانحراف الفكري والسلوكي.
معاشرَ المسلمينَ: إن التجديد الصحيح للخطاب الديني يكون تجديدًا في الأداء والوسائل، دون المساس بالثوابت والمبادئ، وهو لا يعني قصورًا سابقًا في الخطاب، ولكنه تجديد يتطلبه اختلاف الزمان والمكان، وتطوُّر الوسائل والأدوات، ويكون في أسلوب الخطاب، لا في روحه ورسالته، وهو بهذا مطلَب شرعي، وقضية حيوية للمجتمع؛ لتجاوُز هوة التخلف والتقليد؛ فيتواصل مع التراث ولا ينغلق عليه، بل ينفتح على العصر وآلياته وتقاناته، فيكون المقصود من التجديد إحياء وبَعْث معالم الدين العلمية والعملية؛ بحفظ النصوص الصحيحة نقيةً، وتمييز ما هو من الدين مما هو ملتَبِس به، وتنقيته من الانحرافات والبدع النظرية والإضافية، والعملية والسلوكية، وبَعْث منهج النظر والاستدلال؛ لفَهْم النصوص على ما كان عليه السلف الصالح -رحمهم الله-؛ لتقريب واقع المجتمع المسلم في كل عصر، إلى المجتمع النموذجي الأول، من خلال وضع الحلول الإسلامية، لكل المستجِدات والنوازل والملِمَّات، وجَعْل أحكام الدين ماثلةً على أوجه الحياة، ووضع ضوابط الاقتباس النافع الصالح من كل حضارة على ما أبانته نصوصُ الكتاب والسنة، بفَهْم سلف الأمة -رحمهم الله-، وبهذا يتضح أن مهمة الذين يحملون لواء التجديد من حرَّاس الشريعة منحصرة في إزالة كل ما عَلِقَ بالدين من مظاهر المخالَفات التي غيرت رونقه وبهاءه، وإعادة الناس إلى ما كانت عليه القرون المفضلة، والعودة بالدين وأصوله، ومناهج الاستلال والاستنباط فيه غضة طرية، كما أنزلها الله -تعالى- وبيَّنَها نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم-، روى الإمام أحمد في مسنده، من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده لقد جئتُكم بها بيضاء نقية"؛ وبذلك تتحقق نبوةُ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَنْ يجدِّد لها دينها" (أخرجه أبو داود والحاكم بسند صحيح).
أيها المؤمنون: إن الدعوة إلى الله -تعالى- لا تنتشر بالخطاب الديني المتطرف، أو نشر الغلو والجفاء، وإنما تنتشر بالاعتدال والوسطية، التي هي من أبرز خصائص الدين الإسلامي الحنيف، الذي يواجِه التطورَ بلا جمود ولا تحجُّر، بل يبني الحياةَ على القواعد الشرعية، والنواميس المرعية، التي تستجيب لحاجات الأمة في مختلف الظروف والأحوال والبيئات، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)[الْبَقَرَةِ: 143].
تَسَامَحْ ولا تَسْتَوْفِ حَقَّكَ كُلَّهَ | وَأَبْقِ فما استقصَى قَطُّ كَرِيمُ |
وَلَا تَغْلُ فِي شيءٍ مِنَ الأمرِ وَاقْتَصِدْ | كِلَا طَرَفَيِ قَصْدِ الأمورِ ذَمِيمُ |
الخطاب الديني يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرِّق، ويعمِّر ولا يدمِّر، ويَشِيد ولا يُبِيد، شعارُه الرحمةُ والتسامحُ، ودثارُه الحوارُ والتعايشُ، وعلى هذا المنهج الوسطي سار علماء السلف الصالح -رحمهم الله-، يقول الإمام العز بن عبد السلام -رحمه الله-: "وعلى الجملة؛ فالأَوْلى بالمرء ألَّا يأتي من أقوله وأعماله إلا بما فيه جلبُ مصلحة، أو درءُ مفسدة، مع الاعتقاد المتوسط بين الغلو والتقصير"، ويقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "ما من أمرٍ إلا وللشيطان فيه نزغتانِ، إمَّا إلى غلو وإمَّا إلى تقصير، والحقُّ وسطٌ بين ذلك"، ويقول الإمام الشاطبي -رحمه الله-: "إن الشريعة جارية في التكليف بمقتضاها على الطريق الوسط العَدْل، الآخِذ من الطرفين بقِسْط لا ميلَ فيه"؛ وبذلك يتبيَّن -يا رعاكم الله- أن شريعة الإسلام هي شريعة الهداية والاستقامة والوسطية والاعتدال، وأن الخطاب في الإسلام خطاب رحمة وتسامُح وأَمْن واستقرار ورخاء وسلام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[الْأَنْعَامِ: 153].
بارَك اللهُ لي ولكم في الوحيينِ، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلينِ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين والمسلمات، من كل الذنوب والخطيئات، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه كان حليمًا غفورًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، حمدًا يعمر القلوبَ تفاؤلًا وإشراقًا، وأملًا غيداقًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله-؛ فإنها وصية الله للأوائل والأواخر: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النِّسَاءِ: 131].
أمة الإسلام: إن المؤمَّل من تجديد الخطاب الديني هو الحفاظ على ثوابت الأمة وأصولها أن تطالَها يدُ العبث والتغيير، وتخليص الشريعة ممَّا عَلِقَ بها من شوائب الجهل والمحدَثات، وأدران الأباطيل والضلالات، ومحارَبة التعصب المذهبي، والتقليد المذموم، اللَّذين يبثان في الأمة الفرقةَ والشقاقَ، وإمداد الأمة بنخبة من المجتهدين من ذوي القدرات العالية، والملكات الفكرية، المتزنة القادرة على استنباط الأحكام، وتخريج الفروع على الأصول، والإسهام في علاج النوازل والمتسجِدَّات بمنهج وسطي معتدل، وإبراز محاسن الشريعة ومقاصدها حتى لغير المسلمين، (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)[الْبَقَرَةِ: 83]؛ ليكون دعوةً لهذا الدين من خلال الصورة المشرقة للمفاهيم الصحيحة التي تحقِّق الخيرَ والعدلَ والصلاحَ للبشرية قاطبةً، (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)[الْمَائِدَةِ: 32].
وممَّا يؤكد في هذه القضية المهمة تجديد الخطاب للشباب لاحتوائهم وتحصينهم وحوارهم وتحفيزهم وتتويجهم؛ لئلا تغلب العاطفةُ العاصفةُ على العقل والاتزان، والحكمة في الأمور، وكذا خطاب المرأة المسلمة، في تمكينها التمكين الشرعي في خدمة دينها ووطنها ومجتمعها، والتجافي عن خطاب الإقصاء والكراهية، والتفرقة والطائفية، والحزبية والمذهبية والعنصرية، (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)[الْحُجُرَاتِ: 13].
وإنك لَواجِدٌ في الخطاب المتداوَل في بعض مواقع التواصل ما يندى له جبين القِيَم والفضيلة والمروءة والأصول والثوابت، تتولَّى كِبْرَ ذلك أجنداتٌ مكشوفةٌ، في حرب إليكترونية، وإرهاب تقني سافل، ضد أمن الأمة واستقرارها الفكري، وسِلْمِها الاجتماعي، وها هي درة الأوطان ومأرز قضاياهم أجمعين، وقِبْلة المسلمين، بلاد الحرمين الشريفين -حرسها الله- تنبري على دأبها وهجيراها في التجديد وفقَ المنهج السديد من خلال الوعي العميق خاصة وقت الأزمات والملمات، فبرعاية كريمة من ولاة أمر هذه البلاد المباركة يشاد -بكل الإعزاز والإجلال- بوثيقة مكة المكرمة الصادرة عن هيئة علماء المسلمين، التابعة لرابطة العالَم الإسلامي، وما اشتملت عليه من توصيات نافعة في تجديد الخطاب الديني وأثره الحضاري والعالمي والإنساني، من خلال الدعوة للحوار والتواصل الحضاري، ومواجَهة أفكار التطرف والكراهية ونشر الفكر الوسطي المعتدل.
تلك شذرات تحقِّق فصلَ الخطاب في قضية تجديد الخطاب، والله المسؤول أن يوفِّق الجميع لما يحبه ويرضاه، أو يحفظ بلاد المسلمين، وبلاد الحرمين الشريفين شامخة عزيزة، وسائر بلاد المسلمين، وأن يحفظها من كل سوء ومكروه، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، كما أمركم بذلك المولى -جل وعلا-، فقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صلَّى علي صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا".
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الأئمة الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ذوي الشرف الجلي، والقدر العلي، وعن الستة الباقين، من العشرة المفضَّلِينَ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأدم الأمن والاستقرار في ديارنا، ووفق أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبه وترضاه، من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفقهم لما فيه صلاح البلاد والعباد، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، اللهم وفِّق جميعَ ولاة أمر المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وألِّف بين قلوبهم، وأصلِح ذاتَ بينهم، واهدهم سبلَ السلام، وجنِّبْهم الفواحشَ والفتنَ، ما ظهَر منها وما بطَن، اللهم فرِّج همَّ المهمومينَ، ونفِّسْ كربَ المكروبينَ، واقضِ الدينَ عن المدينينَ، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اكشف الغمة، اللهم اكشف الغمة، اللهم اكشف الغمة، عن هذه الأمة، وارزقها الاعتصام بالكتاب والسنة، يا ذا العطاء والفضل والمنة، اللهم كن لإخواننا المستضعَفين في دينهم في كل مكان، اللهم احقن دماءهم، اللهم احقن دماءهم، اللهم احقن دماءهم، اللهم إن لنا إخوانا في الدين مسهم الضرُّ وأنتَ أرحمُ الراحمينَ، وأنتَ أرحمُ الراحمينَ، وأنتَ أرحمُ الراحمينَ، فاكشف ضرهم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، برحمتك نستغيث، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفةَ عين، وأصلِحْ لنا شأنَنا كلَّه، اللهم وفقنا لكل خير، واجعل عواقبَ أمورنا إلى خير، واجعل كل قضاء قضيتَه لنا خيرًا، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّوْل والإنعام.
اللهم إنَّا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام، وسيء الأسقام، وسيء الأسقام، وسيء الأسقام، اللهم ارفع الأمراضَ والجهلَ والفقرَ عن المسلمين أجمعين، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إن لنا إخوانا مسهم البرد، مسهم البرد والشتاء بزمهريره، فاللهم لطفَكَ بهم ورحمتك ودفأك يا ذا الجلال والإكرام.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أَنْزِلْ علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أَنْزِلْ علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنتَ غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم انصر جنودنا، اللهم انصر جنودنا، ورجالَ أمننا، المرابطينَ على ثغورنا وحدودنا، اللهم تقبَّل شهداءهم، وعافِ جرحاهم واشفِ مرضاهم، ورُدَّهم سالمين غانمين، منصورين مظفَّرين، يا ذا الجلال والإكرام.
ربَّنا تقبَّل منا إنكَ أنتَ السميع العليم، وتُبْ علينا إنكَ أنتَ التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].