السبوح
كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...
العربية
المؤلف | محمد كياد المجلاد |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
وتختلف لحظات الاحتضار بين الناس؛ فهذا يصيح: يا ويلها، أين تذهبون بها؟! وآخر يصيح فرحًا: فزت ورب الكعبة، وآخر يصرخ يسمع صراخه كل شيء إلا الثقلين ويقول: يا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلاً. ويقول الله -عز وجل-: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ) [الواقعة: 83-85].
حديثنا لهذا اليوم عن لحظة عصيبة، وفترة عجيبة، تمر على الإنسان، وبعدها إما سرورٌ دائم أو حسرة وندامة.
حديثنا عن لحظة شيبت رؤوس الصالحين والأولياء، تلك اللحظة التي يفارق الإنسان فيها لذة الدنيا، تلك اللحظة التي تنكشف فيها الأقنعة المزيفة، والوجوه الكالحة، تلك اللحظة التي تفارق فيها الروح الجسد فتنفصل عنه مودعة، إما بفرح عارم أو بحزن دائم، إما حياة مشرقة أو بداية في جهنم محرقة، حديثنا عن يوم الجنائز كما سماه الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى-، حديثنا عن لحظة الاحتضار، تلك اللحظة التي مهما نسيها أو تناساها الإنسان فإنها لابد آتية، وكل آتٍ قريب.
من تأمل أحوال الصحابة -رضي الله عنهم- وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف وقصر الأمل، ونحن جميعًا بين التقصير -بل التفريط- والأمن وطول الأمل، وقد كانت العرب في جاهليتها تطلب من بناتها أن تندبها ساعة الاحتضار بذكر مآثرها وفضائلها، وقد يُعد لذلك الشعرُ والمآثرُ، وجاء الإسلام وحرم الندب على الميت، ورفع الصوت، والنياحةَ على الميت، فالمؤمن يكون مآله إلى خير فيبشر برضوان الله، وأما الكافر أو المنافق أو الفاجر على روايات عدة فيكون مآله إلى شر، فيتوعد بسخط الله.
والاحتضار في اللغة: اِحْتُضِرَ فُلان، وَحَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، وَدَخَلَ فِي النَّزْعِ، وَبَلَغَ الْوَصِيَّةَ، وهو التلبس بسكرة الموت.
وهو في الاصطلاح: الإشراف على الموت بظهور علاماته.
وتختلف لحظات الاحتضار بين الناس؛ فهذا يصيح: يا ويلها، أين تذهبون بها؟! وآخر يصيح فرحًا: فزت ورب الكعبة، وآخر يصرخ يسمع صراخه كل شيء إلا الثقلين ويقول: يا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلاً.
ويقول الله -عز وجل-: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ) [الواقعة: 83-85].
قال قتادة -رحمه الله تعالى-: "إن الكافر لن يطلب أن يعود إلى مال أو أهل أو ولد، إنما يتمنى أن يرجع إلى الدنيا حتى يعمل صالحًا، فرحم الله امرأً عمل فيما يتمناه الكافر عندما يرى العذاب".
قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى- في التذكرة: "فمثل نفسك يا مغرور وقد حلت بك السكرات، ونزل بك الأنين والغمرات، فمن قائل يقول: إن فلانًا قد أوصى، وماله قد أحصى، ومن قائل يقول: إن فلانًا ثقل لسانه، فلا يعرف جيرانه، و لا يكلم إخوانه، فكأني أنظر إليك تسمع الخطاب، ولا تقدر على رد الجواب، ثم تبكي ابنتك وهي كالأسيرة... وتتضرع وتقول: حبيبي أبي: من ليتمي من بعدك؟! ومن لحاجتي؟! وأنت والله تسمع الكلام ولا تقدر على رد الجواب".
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وصاحبه في الغار، وشيخ المهاجرين والأنصار، يقول وهو في سكرات الموت وقد أتى بطائر فقلبه ثم قال: "ما صِيد من صيد، ولا قطعت شجرة من شجرة، إلا بما ضيعت من التسبيح". فلما احتضر، قال لعائشة: "يا بنية: إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد، فأسرعي به إلى ابن الخطاب". وقال: "والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد".
وهذا خليفته عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول عند موته وضعوه في البيت، وأحضروا له مخدة، فنزعها، وقال: "ضعوا رأسي على التراب؛ لعل الله أن يرحمني". ومرغ وجهه بالتراب، وهو يبكي ويقول: "يا من لا يزول ملكه: ارحم من زال ملكه".
يقول شداد بن أوس -رضي الله عنه-: "الموت أفظع هول في الدنيا على المؤمن، وهو أشد على المؤمن من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض، وغلي في القدور، ولو أن الميت بعث ونشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت ما انتفعوا بعيش وما تلذذوا بنوم".
ولما جاءت ساعة الاحتضار لعامر بن عبد قيس جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟! قال: "والله ما أبكي جزعًا ولا حرصًا على الدنيا، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام ليالي الشتاء".
هذه حياة السلف وخوفهم من الموت وسكرته، فكيف بحالنا؟! وهل يضمن الإنسان لسانه وقلبه حال الاحتضار؟! فربما خان الإنسان وتخلى عنه القلب وخذله وأسلمه لعمله ولتفريطه وجهله.
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في الجواب الكافي: "ثم أمرٌ أخوف من ذلك وأدهى وأمر، وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار، والانتقال إلى الله تعالى! فربما تعذر عليه النطق بالشهادة كما شاهد الناس كثيرًا من المحتضرين ممن أصابهم ذلك". ثم ذكر -رحمه الله- صورًا لبعضهم، منها: "قيل لبعضهم: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء".
وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال تعالى: (وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً) [الفرقان: 29]".
والسلف الصالح لسان حالهم موافق للسان مقالهم، ومع ذلك فهم أشد خوفًا وأعظم تعظيمًا لحال الاحتضار، واسمع كلامهم وهم يصفون حال الاحتضار وشدة النزع لعل الله أن يحرك لك القلب الجامد، وأن ينحدر منك الدمع الراكد.
روي عن الحسن البصري -رحمه الله تعالى- أنه قال: "رُئِيَ أحد الصالحين بعد موته، فقيل له: كيف وجدت طعم الموت؟! قال: أوَّاهُ أوَّاهُ! وجدته -والله- شديدًا، والذي لا إله إلا هو! لهو أشد من الطَّبخ في القُّدُور، والقطع بالمناشير، أقبل ملك الموت نحوي حتى استلَّ الروح من كل عضوٍ منِّي، فلو أني طُبِخْت في القُدُور سبعين مرة لكان أهون عليَّ".
وهذا معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يقول عند الاحتضار: "يا رب: إنني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، وإنما لظمأ الهواجر, ومكابدة الساعات، و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم".
ولما احتضر علي تقول زوجته أسماء بنت عميس -رضي الله عنها-: إنا لعند علي -رضي الله عنه- بعدما ضربه ابن ملجم -عليه من الله ما يستحق-، إذ بعلي يشهق شهقة فيغمى عليه، ثم يفيق ثانية وهو يقول: "مرحبًا مرحبًا، الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجنة، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، لمثل هذا فليعمل العاملون، وليتنافس المتنافسون".
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- يحتضر ويقرأ بعد أن ختم القرآن هو وأخوه سبعين مرة في السجن، فلما وصل إلى الختمة السبعين عند آخر سورة القمر: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) [القمر: 54، 55]. فمات عندها، فأكملوا قراءة القرآن عليه وهو مسجى قبل أن يدفنوه.
وهذا عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- عند موته يقول: أجلسوني، فأجلسوه، فقال: "أنا الذي أمرتني فقصّرت، ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله". ثم رفع رأسه فأحدَّ النظر. فقالوا له: إنك لتنظر نظرًا شديدًا يا أمير المؤمنين. قال: "إني أرى حضرة ما هم بإنس ولا جن". ثم قبض -رحمه الله-، وسمعوا تاليًا يتلو: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83].
ويروى أن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- لما دنا من الموت دعا بحراسه ورجاله، فلما دخلوا عليه قال: هل تغنون عني من الله شيئًا؟! قالوا: لا: قال: فاذهبوا وتفرقوا عني، ثم دعا بماء فتوضأ وأسبغ الوضوء، ثم قال: احملوني إلى المسجد، ففعلوا، فقال: "اللهم إنك أمرتني فعصيت، وائتمنتني فخنت، اللهم لا عذر فأعتذر، ولا قوي فأنتصر، بل مذنب مستغفر، ولا مصر ولا مستكبر".
ولما حضرت الوفاة معاوية بن أبي سفيان قال: أقعدوني، فأقعدوه فجعل يذكر الله تعالى ويسبحه ويقدسه، ثم قال مخاصمًا نفسه: "آلآن تذكر ربك -يا معاوية- بعد الانحطام والانهدام؟! ألا كان لك ذلك وغصن الشباب نضير ريان؟!". وبكى حتى علا بكاؤه، ثم قال:
هو الموت لا منجى من الموت والذي
ثم قال: "يا رب: ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة واغفر الزلة، وجد بحلمك على من لم يَرْجُ غيرَك ولا وثق بأحد سواك".
وكان عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية خِلاًّ لعبد الملك بن مروان، فلما مات عبد الملك ودفن وتفرق الناس عن قبره وقف عليه عبد الرحمن قائلاً: "أنت عبد الملك؟! أنت من كنت تعدني خيرًا فأرجوك، وتتوعدني فأخافك، الآن تصبح وتمسي وليس معك من ملكك غير ثوبك، وليس لك من ملكك سوى تراب أربعة أذرع في ذراعين، إنه لملك هين حقير وضيع، أف ثم أف لدنيا لا يدوم نعيمها". ثم رجع إلى أهله فاجتهد وجدَّ في العبادة، وعلم أنها الباقية، حتى كان كأنه شن بالٍ من كثرة العبادة.
قال الإمام المزني -رحمه الله تعالى-: دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها، فقلت: كيف أصبحت؟! فقال: "أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقًا، ولكأس المنية شاربًا، ولسوء عملي ملاقيًا، وعلى الله تعالى واردًا، فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها". ثم بكى وأنشأ يقول:
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
بارك الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
ويسن عند الاحتضار مراعاة السنن الآتية:
1. يستحب أن يحضر الصالحون من أشرف على الموت فيذكروا الله لما روى الإمامان أحمد ومسلم وأصحاب السنن -رحمهم الله تعالى- عن أم سلمة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرًا، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون". ويستحب أن يحسن المؤمن الظن بربه؛ لما رواه مسلم عن جابر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول قبل موته بثلاث ليال: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله".
ويستحب له الوصية قبل موته، والأفضل أن يكتبها قبل ذلك؛ لأن ابن عمر كان يكتب وصيته كل ليلة يبدل فيها ويغير، ويتقى الله في الوصية فلا يحرم ولا يمنع لما روى الإمامان الترمذي وأحمد -رحمهما الله تعالى- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله ستين سنة، ثم يحضرهما الموت، فيضاران في الوصية فتجب لهما النار".
الوصية تكون في الثلث أو دونه لما روى الإمامان البخاري ومسلم -رحمهما الله تعالى- في صحيحهما عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم- قال: جاء النبي يعودني، قلت: يا رسول الله: أوصي بمالي كله؟! قال: "لا"، قلت: فالشطر؟! قال: "لا"، قلت: الثلث؟! قال: "فالثلث، والثلث كثير، إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم".
ويستحب تلقين المحتضر لا إله إلا الله؛ لما رواه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله". وروى أبو داود، وصححه الحاكم عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة".
قال العلماء: وينبغي أن لا يلح عليه في ذلك، ولا يقول له: قل: لا إله إلا الله، خشية أن يضجر، فيتكلم بكلام غير لائق.
2. توجيهه إلى القبلة مضطجعًا على شقه الأيمن؛ لما رواه البيهقي والحاكم وصححه عن أبي قتادة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة، سأل عن البراء بن معرور، فقالوا: توفي، وأوصى بثلث ماله لك، وأن يوجه للقبلة لما احتضر. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أصاب الفطرة، وقد رددت ثلث ماله على ولده".
3. تغميض عينيه إذا مات؛ لما رواه الإمام مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على أبي سلمة، وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: "إن الروح إذا قبض تبعه البصر".
4. تسجيته صيانة له عن الانكشاف، وسترًا لصورته المتغيرة عن الأعين؛ لما روى الإمام البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين توفي سُجِّي ببرد حبرة. ويجوز تقبيل الميت إجماعًا؛ فقد قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن مظعون وهو ميت، وأكب أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد موته فقبله بين عينيه وقال: يا نبياه، يا صفياه.
5. المبادرة بتجهيزه متى تحقق موته من قبل المختصين، فيسرع وليه بغسله ودفنه مخافة أن يتغير، والصلاة عليه؛ لما روى أحمد والترمذي عن علي -رضي الله عنه-: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال له: "يا علي: ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم -من لا زوج لها- إذا وجدت كفؤًا".
6. قضاء دينه؛ لما رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه، عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه". أي أمرها موقوف لا يحكم لها بنجاة ولا بهلاك أو محبوسة عن الجنة، وهذا فيمن مات وترك ما يقضي منه دينه، أما من لا مال له ومات عازمًا على القضاء، فقد ثبت أن الله تعالى يقضي عنه، ومثله من مات وله مال وكان محبًّا للقضاء ولم يقض من ماله ورثته، فعند البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
7. عدم النياحة والصراخ عليه؛ لأنه يعذب في قبره بذلك؛ لما روى الإمامان أحمد مسلم -رحمهما الله تعالى- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه". قال الشوكاني -رحمه الله-: "قال ابن المرابط: إذا علم المرء ما جاء في النهي عن النوح، وأن أهله من شأنهم أن يفعلوا ذلك ولم يعلمهم بتحريمه ولا زجرهم عن تعاطيه، فإذا عذب على ذلك عذب بفعل نفسه لا بفعل غيره".