الحفي
كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...
العربية
المؤلف | صالح بن عبد الله بن حميد |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - أركان الإيمان |
حلاوةُ الإيمان حلاوةٌ داخليّة في نفسٍ رضيّة وسكينة قلبيّة، تسري سَرَيان الماءِ في العود، وتجري جَرَيان الدّماء في العروق، لا أرَقَ ولا قلق، ولا ضِيق ولا تضيِيق، بل سعَةٌ ورحمة ورضًا ونعمة، (ذالِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) النساء:70، (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد:21].
أمّا بعد: فيا أيّها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ، فتقواه خيرُ زاد، وهي نِعم العدّة ليوم المعاد، فاتّقوا الله حيثما كنتم، وقوموا بالأمرِ الذي من أجلِه خُلِقتم، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56]، (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ المؤمنون).
أيّها المسلمون، يجِد المتبصِّر في أمور الحياةِ وشؤون الأحياءِ يجِد فئاتٍ مِن النّاس تعيش ألوانًا من التعبِ والشقاء، وتنفث صدورُها أنواعًا مِن الضّجَر والشّكوى، ضجرٌ وشقاء يعصِف بالأمانِ والاطمِئنان، ويُفقِد الراحةَ والسعادة، ويتلاشى معه الرّضا والسّكينة، نفوسٌ منغمِسةٌ في أضغانِها وأحقادِها وبؤسِها وأنانيّتها.
ويعود المتبصِّر كرّةً أخرى ليرَى فئاتٍ من النّاس أخرى قد نعِمت بهنيءِ العيش وفُيوض الخَير، كريمةٌ على نفوسها، كريمة على النّاس، طيّبة القلبِ سليمة الصدر طليقة المحيَّا.
ما الذي فرّق بين هذين الفريقين؟ وما الذي باعَد بين هذين المتباعِدين؟ إنّه الإيمان وحلاوةُ الإيمان، ((ذاق طعمَ الإيمان من رضيَ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد صلى الله عليه وسلم رسولاً)) حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما من حديث العبّاس بن عبد المطلب، كما أخبر عليه الصّلاة والسلام أنّ ثلاثًا مَن كنّ فيه وجَد حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسوله أحبَّ إليه ممّا سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبّه إلاّ الله، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفر بعد إذ أنقذَه الله منه كما يكرَه أن يقذَف في النّار. مخرّج في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه.
أيّها الإخوةُ في الله، للإيمان طَعمٌ يفوق كلَّ الطعوم، وله مذاقٌ يعلو على كلّ مذاق، ونشوةٌ دونَها كلُّ نشوة. حلاوةُ الإيمان حلاوةٌ داخليّة في نفسٍ رضيّة وسكينة قلبيّة، تسري سَرَيان الماءِ في العود، وتجري جَرَيان الدّماء في العروق، لا أرَقَ ولا قلق، ولا ضِيق ولا تضيِيق، بل سعَةٌ ورحمة ورضًا ونعمة، (ذالِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَىا بِاللَّهِ عَلِيمًا) [النساء:70]، (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد:21].
الإيمانُ بالله هو سكينةُ النّفس وهداية القلب، وهو منارُ السّالكين وأمَل اليائسين وأمانُ الخائِفين ونُصرة المجاهدِين، وهو بشرَى المتّقين ومِنحَة المحرومين. الإيمانُ هو أبو الأمَل وأخو الشّجاعة وقرينُ الرجاء، إنّه ثقةُ النّفس ومجدُ الأمّة وروحُ الشعوب.
وأوّلُ منافِذ الوصولِ إلى حلاوةِ الإيمان وطَعم السّعادة الرّضَا بالله عزّ وتبارك ربًّا، ربًّا مدبّرًا، فهو القائمُ على كلّ نفسٍ بما كسبَت، رحمنُ الدنيا والآخرة ورحيمُهما، قيّوم السماوات والأرضين، خالق الموتِ والحياة، مُسْبغُ النِّعم، مجيب المضطرّ إذا دعاه، وكاشف السّوء (أَعْطَىا كُلَّ شَىء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه:50]، سوّى الإنسان، ونفخ فيه من روحِه، أطعمَه من جوع، وكسَاه من عُري، وآمنه من خَوف، وهداه مِن الضّلالة، وعلّمه من بَعد جَهالة.
إيمانٌ بالله تستسلِم معه النّفس لربّها، وتنزع إلى مرضاتِه، تتجرّد عن أهوائِها ورغباتِها، تعبدُه سبحانَه وترجوه وتخافه وتتبتّل إليه، بِيده الأمرُ كلّه، وإليه يُرجَع الأمر كلّه. رضًا بالله ويقين يدفَع العبدَ إلى أن يمدّ يديه متضرِّعًا مخلِصًا: "اللهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخَطك، وبمعافاتك مِن عقوبتِك، وبك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك".
ومذاقُ الحلاوة الثّاني ـ يا عبادَ الله ـ الرّضا بالإسلام دينًا، دينٌ من عندِ الله، أنزله على رسوله، ورضيَه لعبادِه، ولا يقبَل دينًا سواه.
اسمَعوا إلى هذا التّجسيد العجيبِ للرّضا بدين الله؛ عضِب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرّةً على زوجته عاتِكة فقال لها: والله لأسوأنّك، فقالت له: أتسطيعُ أن تصرفَني عن الإسلام بعدَ إذ هداني الله إليه؟ فقال: لا، فقالت: أيّ شيء تسوؤني إذًا؟! الله أكبر، إنّها واثقةٌ مطمئنّة راضية مستكينة ما دام دينُها محفوظًا عليها حتّى ولو صُبَّ البلاء عليها صبًّا، بل إنّ إزهاقَ الروح مستطابٌ في سبيل الله على أيّ جنبٍ كان في الله المصرَع.
الإسلامُ منبَعُ الرّضا والضّياء، ومصدرُ السّعادة والاهتداء.
ومذاقُ الحلاوةِ الإيمانيّة الثالث الرّضا بمحمّد صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه رسولاً ونبيًّا. محمّدٌ النّاصح الأمين والرّحمة المهداة والأسوة الحسَنَة عليه الصلاة والسلام، فلا ينازِعه بشرٌ في طاعة، ولا يزاحِمه أحدٌ في حُكم، (فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىا يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيمًا) [النساء:65]. الرّضا بمحمّد صلى الله عليه وسلم اهتداءً واقتداء، وبسنّته استضاءةً وعملاً.
أيّها الإخوة، إذا صحَّ الإيمان ووقر في القلبِ فاضَ على الحياة، فإذا مشَى المؤمن على الأرضِ مشى سويًّا، وإذا سار سار تقيًّا، ريحانةٌ طيّبةُ الشّذى، وشامةٌ ساطعة الضّياء، حركاته وسكناتُه إيمانيّة مستكينة، ((فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمَع به، وبصرَه الذي يبصِر به، ويدَه التي يبطِش بها، ورجلَه التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه)).
من ذاقَ حلاوةَ الإيمان طابَ عيشُه وعرف طريقَه، ومن عرف طريقَه سار على بصِيرة، ومن سارَ على بصيرةٍ نال الرّضا وبلغَ المُنى.
نَعم، يمضِي في سبيلِه، لا يبالي بِما يلقى، فبصرُه وفكره متعلِّق بما هو أسمَى وأبقى، (يـاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إِلَى رَبّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً) [الفجر:27، 28]، (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلَـامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مّن رَّبّهِ) [الزمر:22].
هَل رأيتَ ـ رحمَك الله ـ زِيًّا ومنظرًا أحسنَ وأجمل من سَمت الصّالحين؟! وهل رأيتَ ـ وفّقك الله ـ تَعبًا ونصبًا ألذّ من نعاسِ المتهجّدين؟! وهل شاهدتَ ـ حفِظك الله ـ ماءً صافيًا أرقَّ وأصفى من دموع النّادمين على تقصيرهم ومتأسِّفين؟! وهل رأيتَ ـ رعاك الله ـ تواضُعًا وخضوعًا أحسنَ من انحناء الراكعين وجِباه السّاجدين؟! وهل رأيتَ ـ عافاك الله ـ جنّةً في الدّنيا أمتع وأطيب من جنّة المؤمن وهو في محراب المتعبِّدين؟! إنّه ظمأ الهواجِر ومجافاة المضاجع، فيا لذّةَ عيشِ المستأنسين. هذه حلاوتُهم في التعبُّد والتحنّث.
أمّا حلاوتُهم في سَبح الدّنيا وكدِّها وكدحِها فتلك عندهم حلاوةٌ إيمانيّة، تملأ الجوانِحَ بأقدار الله في الحياة، اطمئنانٌ بما تجري به المقادير، رضًا يسكن في الخواطِر، فيُقبِل المؤمن على دنياه مطمئنًّا هانئًا سعيدًا رضيًّا مهما اختلفت عليه الظروفُ وتقلّبت به الأحوال والصّروف، لا ييأس على ما فات، ولا يفرَح بطَرًا بما حصّل. إيمانٌ ورضًا مقرون بتوكّلٍ وثبات، يعتبِر بما مضَى، ويحتاط للمستقبَل، ويأخذ بالأسبابِ، لا يتسخّط على قضاءِ الله، ولا يتقاعَس عن العمل، يستفرغ جهدَه من غير قلَق، شعارُه ودثارُه: (وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود:88]. موقنٌ أنّ ما أصابَه لم يكن ليخطِئَه، وما أخطأه لم يكن ليصيبَه، لو اجتمع أهلُ الأرض والسماوات على نفعِه بغير ما كتِب له فلن يستطيعوا، ولو اجتَمَعوا على منعِه ممّا قدِّر له فلن يبلُغوا، لا يهلِك نفسَه تحسّرًا، ولا يستسلِم للخَيبة والخُذلان، معاذَ الله أن يتلمّس الطمأنينةَ في القعودِ والذّلّة والتّخاذل والكسَل، بل كلّ مساراتِ الحياة ومسالكِها عنده عملٌ وبلاء وخير وعدل وميدانٌ شريف للمسابقاتِ الشّريفة، جهادٌ ومجاهدة في رَبَاطة جأش وتوكّل وصبر، ظروف الحياةِ وابتلاءاتُها لا تكدِّر له صفاءً، ولا تزعزِع له صبرًا، ((عجبًا لأمر المؤمِن، وأمرُه كلّه خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، ولا يكون ذلك إلاّ لمؤمن)).
بالإيمانِ الرّاسخ يتحرّر المؤمن من الخوفِ والجُبن والجزَع والضَّجر، (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَـانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة:51]، لا مانعَ لما أعطى ربُّنا، ولا معطيَ لما منَع، ولا ينفع ذا الجدِّ منه الجدّ، وربّك يبسط الرزقَ لمن يشاء ويقدر.
حلاوةٌ ورضًا تقوم في حياة الكِفاح على هذه الأصول والمبادئ، إذا أُعطي تقبَّل وشكر، وإذا مُنع رضِي وصبَر، وإذا أمِر ائتمَر، وإذا نُهِي ازدجَر، وإذا أذنَب استغفَر.
بهذا الإيمان وبهذا المذاقِ ينفكّ المؤمن من رِقَّة الهوَى ونزعات النّفس الأمّارةِ بالسّوء وهمزاتِ الشياطين وفِتن الدّنيا بنسائِها ومالِها وقناطيرها ومراكبها وسائر مشتهياتِها وزينتِها.
سعادةٌ وحلاوة مِلؤها القناعة. سعادةٌ وحلاوة يتباعد بِها عن الشحِّ والتّقتير والبخل والإمساك، وينطلِق في معانِي الكرمِ والإيثار والعطاء.
إنّ في حلاوةِ الإيمان ترطيبًا لجَفاف المادّة الطاغية، وحدًّا من غلواءِ الجشَع والجزَع، وغَرسًا لخِلال البِرّ والرّحمة، ومن ثَمّ تتنزّل السّكينة على القلوب، وتغشى الرحمةُ النّفوس، (أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:157]، (أُوْلَـئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الإيمَـانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مّنْهُ) [المجادلة:22].
نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم وبهديِ محمّد صلى الله عليه وسلم ، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، لا مانعَ لما أعطى، ولا معطيَ لما منَع، أحمده سبحانه وأشكره، فضلُه مرتَجَى وفي عفوِه الطّمَع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له منَح الخيرَ وللمكروه دفع، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمَّدًا عبده ورسوله دَعا إلى الحقّ وجاهَد في الله وأشاد منارَ الإسلام ورفع، صلّى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابِه أهلِ الإيمان والرّضا والتّقى والورَع، والتّابعين ومن تبِعهم بإحسان إلى يومِ الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد: فاتّقوا الله رحِمكم الله، فالسّعيد من خاف يومَ الوعيد، وراقب ربَّه واتّقاه في ما يبدئ وما يُعيد.
أيّها المسلمون، مَن ضعُف إيمانُه يضجّ مِن البلاء لأنّه لا يعرِف المبتَلِي، ويخاف السَّفرَ لأنّه لا زادَ له، ويضِلّ الطريقَ لأنّه لا دليلَ معه. فيا لَخسارةَ المستوحشِين، (فَوَيْلٌ لّلْقَـاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مّن ذِكْرِ اللَّهِ) [الزمر:22].
من فقَد الإيمانَ انفرَط أمرُه وانحلّ عِقده، يقول ويفعَل من غيرِ رقيب، ويسير في دنياه من غير حَسيب، سيرتُه مطبوعةٌ بطابَع الأثَرَة والأنانية، معدومُ الثّقة بنفسه وبالنّاس، يحلّ التّدابُر عندَه محلَّ التّراحُم، والتفرّقُ محلَّ التعاون. بغيرِ الإيمان وحلاوةِ الإيمان يعودُ النّاس وحوشًا ضَارية، يقطَعون حبالَهم مع الله ومع النّاس، انقادوا لنفوسِهم الأمّارة بالسّوء، واجتالتهم شياطينُ الجنّ والإنس.
والحضارة المعاصِرة بمادّيتها المغرِقة وتِقانيتها الجافّة خيرُ شاهدٍ على أنّ السعادةَ والحلاوة لا تحقِّقها شهواتُ الدّنيا ولا مادّيّاتها، لا ترَى المرءَ فيها إلاّ منهومًا لا يشبَع، شهواتُه مستعِرة، ورغباتُه متشعّبة، يجرّه الحِرص على الخِصام فيشقى ويُشقِي، ويغرِس العداوةَ والعدوانَ حيثما حلّ وارتحَل.
لقد أورثَتهم حياتُهم هذه أمراضًا نفسيّة واضطراباتٍ اجتماعيّةً وتقلّبات فكريّة، كان مفزعُهم إلى المخدّرات والمهدِّئات والعيادَات النّفسيّة والعلاجاتِ العصبيّة، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيـامَةِ أَعْمَى) [طه:124]، (وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَاء) [الأنعام:125].
ألا فاتّقوا الله رحِمكم الله، وآمِنوا بربّكم، وأطيعوا رسولَكم، واستمسِكوا بدينِكم.
رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.
ثمّ صلّوا وسلّموا على الرّحمة المهداة والنّعمة المسداة، نبيّكم محمّد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه، فقال عزّ شأنه قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد النبيّ الأميّ العربيّ الهاشميّ، وعلى آله الطيّبين الطّاهرين...