المقتدر
كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...
العربية
المؤلف | عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
شكر الله على نعمه واجب على كل مسلم، ومتعين على كل مؤمن، وهو السبيل لبقاء النعم ودوامها، كما أن عدم الشكر سبب زوالها واضمحلالها، وقد قيل: كلُّ شكر وإن قل ثمن لكل نوال وإن جلّ، فإذا لم يشكر المرء عرّض النعمة للزوال، وقيل أيضًا: الشكر قيد للنعم الموجودة، وصيد للنعم المفقودة...
الحمد لله حمد الشّاكرين، وأثني عليه –سبحانه- ثناء الذاكرين المخبتين، أحمده –سبحانه- على أفضاله العظيمة، وأشكره -جلّ وعلا- على نعمه الكريمة، أحمده -جلّ وعلا- على نعمه الكثيرة، وآلائه الغزيرة، وعلى عطائه المدرار، لا أحصي ثناءً عليه هو -تبارك وتعالى- كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام الشاكرين، وقدوة الموحدين، وأفضل من قام لله -تبارك وتعالى- بالشكر والذِّكر, فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى؛ فإن تقوى الله -جلّ وعلا- هي سبيل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، وأسأل الله -جلّ وعلا- أن يجعلنا وإياكم من المتقين، ثم اعلموا -رحمكم الله- أن عِظم فضل الشكر، ورفعة شأنه أمرٌ لا ريب فيه، شكر الله -تبارك وتعالى- على نعمه المتوالية، وعطاياه المتتالية وأياديه السابغة، وقد أمر الله -تبارك وتعالى- به في كتابه، ونهى عن ضده، وأثنى على أهله، ووصف به خواص خلقه، وجعله غاية خلقه وأمره, ووعد أهله بأحسن جزائه، وجعله سببًا للمزيد من فضله وعطائه، وحارسًا وحافظًا لنعمه وآلائه، وأخبر أن أهله هم المنتفعون بآياته، ونوّع -سبحانه- الدلائل إليه والبراهين عليه في غير موضع من كتابه، فأمر به –سبحانه- في آيات كثيرة من القرآن الكريم؛ قال الله تعالى: (وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [النحل: 114], وقال تعالى: (وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة: 152]، وقال تعالى: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت: 17], وقرنه –سبحانه- بالإيمان، وأخبر أنه لا غرض له سبحانه في عذاب خلقه إن شكروه وآمنوا به؛ فقال –سبحانه-: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً) [النساء: 147], أي إذا أديتم ووفيتم ما خلقتم له -وهو الشكر والإيمان- فما أصنع بعذابكم؟! وأخبر -سبحانه- أن أهل الشكر هم المحظوظون بمنته من بين عباده؛ فقال سبحانه: (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) [الأنعام: 53], وعلّق –سبحانه- المزيد بالشكر، والمزيد منه سبحانه لا نهاية له كما لا نهاية لشكره، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7], فالشكر معه المزيد أبدًا؛ ولذا قيل: فمتى لم تر حالك في مزيد فاستقبل الشكر.
عباد الله: ثم إن الله –سبحانه- قسَّم الناس في القرآن لقسمين، وجعلهم فريقين: شكورًا وكفورًا, فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله, وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله، قال الله تعالى في بيان حال الإنسان: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) [الإنسان: 3], وقال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) [الزمر: 7], وقال تعالى: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12], وقال تعالى: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [النمل: 40].
وأخبر سبحانه أن عدو الله إبليس قد جعل غايته أن يسعى في قطع الناس عن الشّكر, وذلك لما عرف عظم قدر مقام الشكر، وأنه من أجلِّ المقامات وأعلاها، قال الله تعالى في بيان حاله: (ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) [الأعراف: 17], وأخبر سبحانه أن الشاكرين هم القليل من عباده، فقال تعالى: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) [سبأ: 13], وقال تعالى: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) [يوسف: 38], وأخبر سبحانه أن الشكر هو الغاية من خلقه للخلق وتنويعه للنعم؛ قال الله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78], وقال تعالى: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص: 73], وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 14], والنصوص في هذا المعنى كثيرة جدًّا.
عباد الله: ثم إنّ الشكر هو سبيل رسل الله وأنبيائه، أخصِّ خلق الله، وأقربهم إليه -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-، فقد أثنى الله سبحانه على أوّل رسول بعثه إلى الأرض بالشكر؛ فقال تعالى: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) [الإسراء: 3], وفي تخصيص نوح هاهنا بالذكر وخطاب العباد بأنهم ذريته إشارة إلى الاقتداء به، فإنه أبوهم الثاني، فإن الله تعالى لم يجعل للخلق بعد الغرق نسلاً إلا من ذريته، كما قال تعالى: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ) [الصافات: 77], فأمر الذرية بالتشبه بأبيهم في الشكر، فإنه كان عبدًا شكورًا، وأثنى سبحانه على خليله إبراهيم بشكر نعمه، فقال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل: 120–121], فأخبر عنه سبحانه بأنه أمة، أي قدوة يؤتم به في الخير، وأنه قانت لله، والقانت هو المطيع المقيم على الطاعة، والحنيف هو المقبل على الله المعرض عما سواه، ثم ختم له هذه الصفات بأنه شاكر لأنعمه، فجعل الشكر غاية خليله -عليه السلام-، وأمر سبحانه وتعالى عبده موسى -عليه السلام- أن يتلقى ما آتاه من النبوة والرسالة والتكليم بالشكر لله؛ فقال تعالى: (يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ) [الأعراف: 144], والآيات في هذا المعنى كثيرة في بيان شكر الأنبياء -عليهم السلام- لله تعالى، وأن ذلك هو سبيلهم وطريقهم.
أما شكر خاتم النبيين، وسيد ولد آدم أجمعين محمد بن عبد الله -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم-، فباب واسع، وبحر خضم، فهو أعرف الخلق بالله، وأقومهم بخشية الله، وأشكرهم لنعمة الله، وأعلاهم عند الله منزلة, ثبت في الصحيح عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: قام النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!", وثبت في صحيح البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا", صلوات الله وسلامه عليه.
عباد الله: أما أصل الشكر وحقيقته، فهو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع والذل والمحبة، فمن لم يعرف النعمة، بل كان جاهلاً بها، لم يشكرها، ومن عرف النعمة ولم يعرف المنعم بها لم يشكرها، ومن عرف النعمة والمنعم ولكن جحدها كما يجحد المنكر نعمة المنعم عليه بها، فقد كفرها، ومن عرف النعمة والمنعم وأقر بها ولم يجحدها, ولكن لم يخضع له ويحبه ويرضى به وعنه لم يشكرها أيضًا، ومن عرفها وعرف المنعم بها وخضع له وأحبه ورضي به وعنه واستعملها في محابه وطاعته فهذا هو الشاكر لها.
وبهذا -عباد الله- يتبين أن الشكر مبني على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له, واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وأن لا يستعملها فيما يكره، فهذه الخمس هي أساس الشكر وبناؤه عليها، فمتى عدم منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة.
ويكون الشكر بالقلب واللسان والجوارح، يكون بالقلب خضوعًا واستكانة ومحبة، وباللسان ثناءً واعترافًا، وبالجوارح طاعةً وانقيادًا، روى ابن أبي الدنيا في كتابه الشكر: أن رجلاً قال لأبي حازم سلمة بن دينار: ما شكر العينين يا أبا حازم؟! قال: إن رأيت بهما خيرًا أعلنته, وإن رأيت بهما شرًا سترته. قال: فما شكر الأذنين؟! قال: إن سمعت بهما خيرًا وعيته, وإن سمعت بهما شرًا دفعته. قال: ما شكر اليدين؟! قال: لا تأخذ بهما ما ليس لهما، ولا تمنع حقًّا لله هو فيهما. قال: فما شكر البطن؟! قال: أن يكون أسفله طعامًا وأعلاه علمًا. قال: فما شكر الفرج؟! قال: كما قال الله -عزّ وجل-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ) [المؤمنون: 5 – 7]، قال: فما شكر الرِّجلين؟! قال: إذا رأيت ميتًا غبطته، استعملت بهما عمله –أي عملت عمله-، وإذا رأيت ميتًا مقته، منعتهما عن عمله وأنت شاكر لله، فأما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه، فمثله كمثل رجل له كساء، فأخذ بطرفه ولم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر. انتهى كلامه -رحمه الله-.
عباد الله: إن شكر الله على نعمه واجب على كل مسلم، ومتعين على كل مؤمن، وهو السبيل لبقاء النعم ودوامها، كما أن عدم الشكر سبب زوالها واضمحلالها، وقد قيل: كلُّ شكر وإن قل ثمن لكل نوال وإن جلّ، فإذا لم يشكر المرء عرّض النعمة للزوال، وقيل أيضًا: الشكر قيد للنعم الموجودة، وصيد للنعم المفقودة، وقيل أيضًا: كفران النعم بوار، وهو وسيلة إلى الفرار، وكانوا يسمون الشكر الحافظ؛ لأنه يحفظ النِّعم الموجودة، ويسمونه الجالب؛ لأنه يجلب النعم المفقودة، وقيل أيضًا: النعمة إذا شُكرت قرَّت، وإذا كُفرت فرَّت.
نسأل الله -جلّ وعلا- أن يوزعنا وإياكم شكر نعمه، وأن يعيذنا من كفرانها؛ إنه سميع مجيب, أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على جوده وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى، ثم اعلموا -رحمكم الله- أن شكر العبد لربِّه، يدور على ثلاثة أركان مهمة، لا يكون العبد شكورًا إلا بمجموعها، أحدها: اعترافه بنعمة الله عليه في قرارة قلبه، بأن يعترف بأنَّ هذه النعم واصلة إليه من الله تفضلاً منه سبحانه وإحسانًا, الثاني: التّحدث بهذه النعم ظاهرًا، فيثني على الله ويحمده ويشكره، ولا ينسب النعمة إلى غيره، لئلا يكون كما قال الله تعالى فيهم: (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا) [النحل: 83], الثالث: أن يستعين بالنعم على مرضات الله، فيستعملها في طاعة الله، أما إذا استعمل نعمة الله في معصية الله، فقد كفر نعمة الله عليه، فالذي يستعمل جسمه القوي وصحته الطيبة ومركوبه الحسن وأمواله المتعددة في معصية الله، فقد كفر نعمة الله عليه, واستحق مقته وعقوبته.
رزقنا الله وإياكم شكر نعمه، وأعاننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته, هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على خير الشاكرين، وإمام الذاكرين، وقدوة الخلق أجمعين، بأبي هو وأمي، صلوات الله وسلامه عليه، كما أمركم الله بذلك في كتابه الكريم، فقال -جلّ من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا", وقال -صلى الله عليه وسلم-: "رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل علي"، ولهذا فإن من البخل عدم الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذكره، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين, اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمِّر أعداء الدين, واحم حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، وسدده في أقواله وأعماله, اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا, واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر, اللهم إنا نسألك من الخير كلِّه عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل, اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار, اللهم أجرنا من النار, اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه عبدُك ورسولك محمد -صلى الله عليه وسلم-, ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعل كلَّ قضاء قضيته لنا خيرًا.
ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقه وجله، أوله وآخره، سره وعلنه, اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه وآلائه يزدكم، ولذكر لله أكبر، والله أعلم ما تصنعون.