الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
العربية
المؤلف | صغير بن محمد الصغير |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أعلام الدعاة - السيرة النبوية |
أيها الأحبة: أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية -رضي الله عنها- في سيرتها وحياتها الكثير من الدروس والمآثر التي سطرتها. اشتهرت رضي الله عنها برجاحة عقلها وحكمتها، وإيثارها حبّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن تبعث يومَ القيامة زوجةً من زوجاته صلى الله عليه وسلم. عُرفت بكرمها، ومع...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضْلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
إنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هديُ محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
أيها الإخوة: بعد وفاة أمِّ المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، جاءت خولة بنت حكيم -زوجة عثمان بن مظعون ورفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تسأله أن يتزوج، وقالت له: "يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ، قال: "أَجَلْ أُمُّ الْعِيَالِ، وَرَبَّةُ الْبَيْتِ" فقالت: "أَلا أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟" قال: "بَلَى، أَمَا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِك" فسألها: "وَمَن؟" قالت: "إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا" فقال: "وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟" فذكرت له البكر عائشة بنت أبي بكر، والثيب سودة بنت زمعة- وكانت سودة عند السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو فتوفي عنها رضي الله عنه وعنها وكانت وإياه ممن هاجر إلى الحبشة-، فقال صلى الله عليه وسلم لخولة: "فَاذْكُرِيْهِمَا عَلَيّ" فلمَّا انتهت عدة سودة خطبتها خولة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: "أمري إليك يا رسول الله" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مري رجلا من قومك يزوجك" فأمَّرت حاطب بن عمرو أخا السكران، فتزوجها عليه الصلاة والسلام، فكانت أول امرأة تزوجها النبي بعد خديجة. وكان زواجها في رمضان سنة عشرة من البعثة النبوية، وبنى صلى الله عليه وسلم بسودة بمكّة، وهي أول امرأة تزوجها بعد خديجة -رضي الله عنهن-، وانفردت به صلى الله عليه وسلم- نحواً من ثلاث سنين أو أكثر حتى بنى بعائشة بعد ذلك حين قدم المدينة.
أيها الأحبة: أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية -رضي الله عنها- في سيرتها وحياتها الكثير من الدروس والمآثر التي سطرتها، ما أحوجَ نساء اليوم، بل ورجاله إلى الاقتداء ولو بشيء منها، إي والله في سيرة سودة -رضي الله عنها- درسٌ لمن يقدس متاع الدنيا، ويؤثرها على العبادة، ودروس لصاحبات الغيرة المذمومة ومواعظ لمن فرطن بالحجاب، ومن يسافرن بدون محرم ويخالطن الرجال، وفي سيرتها شحذٌ لهمم العبّاد الأتقياء الصادقين.
ولعلنا اليوم نطلع على قطوف من هذه السيرة الفوّاحة العطرة النضرة؛ اشتهرت رضي الله عنها برجاحة عقلها وحكمتها وإيثارها حبّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن تبعث يومَ القيامة زوجةً من زوجاته صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما رواه الترمذي عَنْ عبد الله ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "خَشِيَتْ سَوْدَةُ أَنْ يُطَلِّقَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَتْ: "لَا تُطَلِّقْنِي وَأَمْسِكْنِي، وَاجْعَلْ يَوْمِي لِعَائِشَةَ، فَفَعَلَ" فَنَزَلَتْ: (فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)[النساء: 128] فَمَا اصْطَلَحَا عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ جَائِز"(أخرجه الترمذي، وصححه الألباني في "الإرواء").
وروى البخاري عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- "أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ "وَكَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ بِيَوْمِهَا وَيَوْمِ سَوْدَةَ"(صحيح البخاري).
وعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-"(صحيح البخاري).
قال ابن القيم -رحمه الله-: "فَلَمَّا توفاها الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، تزوج بعْدهَا سَوْدَة بني زَمعَة -رَضِي الله عَنْهَا-.. وكَبرت عِنْده وَأَرَادَ طَلاقهَا فَوهبت يَوْمهَا لعَائِشَة -رَضِي الله عَنْهَا- فَأَمْسكهَا وَهَذَا من خواصها أَنَّهَا آثرت بيومها حب رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- تقرباً إِلَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- وحبًّا لَهُ وإيثاراً لمقامها مَعَه فَكَانَ يقسم لنسائه وَلَا يقسم لَهَا وَهِي راضية بذلك مُؤثرَة لرضا رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-".
روى مسلم بإسناده عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ، قَالَتْ: فَلَمَّا كَبِرَتْ، جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ، يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ"(صحيح مسلم) قال ابن الأثير: "كأنها تمنت أن تكون في مثل هديها وطريقتها".
عُرفت سودة -رضي الله عنها- بكرمها، فعَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: "أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِغِرَارَةِ دَرَاهِم. فَقَالَتْ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: دَرَاهِم. قَالَتْ: فِي الغِرَارَةِ مِثْلَ التَّمْرِ، يَا جَارِيَةُ بَلِّغِيْنِي القُنْعَ، فَفَرَّقَتْهَا".
ومع هجرتها رضي الله عنها وهديها وسمتها وحكمتها ورجاحة عقلها، إلا أنها كانت طيبة المعشر، وكانت تُضحك النبي أحيانًا، فرُوى أنها قالت له: صليت خلفك الليلة، فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك وكانت تضحكه بالشيء أحيانًا.
وَرُبَّمَا تَمَازَحَتِ الزَّوْجَتَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِخَزِيرَةٍ طَبَخْتُهَا لَهُ -وَهِيَ نَوْعٌ مِنَ الْمَرَقِ أَوِ الْحَسَاءِ-، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ - وَالنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنِي وَبَيْنَهَا: كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِنَّ أَوْ لَأَلْطَخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ فَطَلَيْتُ بِهَا وَجْهَهَا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَوَضَعَ فَخِذَهُ لَهَا، وَقَالَ لِسَوْدَةَ: "الْطِخِي وَجْهَهَا" فَلَطَّخَتْ وَجْهِي، فَضَحِكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَيْضًا"(أخرجه أبو يعلى في "مسنده"، وقال محقق المسند: "إسناده حسن").
وكانت سودة رضي الله عنها ممن نزل فيها آيات الحجاب فكانت من أشد النساء تمسكاً به، فخرجت ذات مرة ليلًا لقضاء حوائجها وكانت امرأة طويلة جسيمة تفرُعُ النساء جسمًا لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فعرفها، فقال: عرَفناكِ يا سَودَةُ، حِرصًا على أن يَنزِلَ الحجابُ، فنزلت الآيات: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)[الأحزاب: 59].
شهدت سودة -رضي الله عنها- غزوة خيبر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهدت معه حجة الوداع، واستأذنته أن تصلي الصبح بمنى ليلة المزدلفة فأذن لها، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: "اسْتَأْذَنَتْ سَوْدَةُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، تَدْفَعُ قَبْلَهُ، وَقَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً ثَبِطَةً" يعني الثَّقِيلَةُ "قَالَ: فَأَذِنَ لَهَا، فَخَرَجَتْ قَبْلَ دَفْعِهِ، وَحَبَسَنَا حَتَّى أَصْبَحْنَا فَدَفَعْنَا بِدَفْعِهِ"، وَلَأَنْ أَكُونَ اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا اسْتَأْذَنَتْهُ سَوْدَةُ، فَأَكُونَ أَدْفَعُ بِإِذْنِهِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَفْرُوحٍ بِهِ"(أخرجه البخاري ومسلم).
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
لم تحج سودة بعد حجها مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولزمت بيتها حتى وفاتها، فكانت تقول: "لَا أَحُجُّ بَعْدَهَا أَبَدًا"، وتقول: "حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ فَأَنَا أَقَرُّ فِي بَيْتِي كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-".
وكانت زوجات النبي يحججن إلا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش -رضي الله عنهن- قالتا: "لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم".
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: "نُبِّئْتُ أَنَّهُ قِيلَ لِسَوْدَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا لَكِ لَا تَحُجِّينَ وَلَا تَعْتَمِرِينَ كَمَا يَفْعَلُ أَخَوَاتُكِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ، وَأَمَرَنِي اللَّهُ أَنْ أَقَرَّ فِي بَيْتِي، فَوَاللَّهِ لَا أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِي حَتَّى أَمُوتَ، قَالَ: فَوِاللَّهِ مَا خَرَجَتْ مِنْ بَابِ حُجْرَتِهَا حَتَّى أُخْرِجَتْ بِجِنَازَتِهَا" قِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ لِلْهِجْرَةِ، وَعَلَى هَذَا فَتَكُونُ قَدْ مَكَثَتْ فِي حُجْرَتِهَا وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْهَا أَبَدًا زُهَاءَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْ سَودة وَعن جَمِيعِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَجَمَعَنَا بِهِمْ فِي دَارِ النَّعِيمِ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.