الحميد
(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...
العربية
المؤلف | د عبدالله بن مشبب القحطاني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التوحيد |
وَصِفَةُ الْبَيَانِ مِنْ أَعْظَمِ صِفَاتِ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ وَقَدْ جَاءَ الْبَيَانُ عَنْ طَرِيقَيْنِ: الْأَوَّلُ: بِمَا أَنْزَلَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي كُتُبِهِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى رُسُلِهِ، وَمَا أَوْحَاهُ إِلَى رُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ...
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70- 71]، أَمَّا بَعْدُ:
عِبَادَ اللَّهِ: نَقِفُ مَعَ اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَهُوَ: الْمُبِينُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛ فَاللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَدْ قَالَ عَنْ نَفْسِهِ: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)[النُّورِ: 25]، وَبَيَانُ الشَّيْءِ: ظُهُورُهُ وَوُضُوحُهُ؛ فَرَبُّنَا -جَلَّ وَعَلَا- الْمُبِينُ لِكُلِّ الْعَالَمِينَ، الْبَيِّنُ أَمْرُهُ فِي وُجُودِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَأَنَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي رُبُوبِيَّتِهِ وَأُلُوهِيَّتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ.
وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الَّذِي بَيَّنَ لِعِبَادِهِ سَبِيلَ الرَّشَادِ، وَأَوْضَحَ لَهُمُ الْأَعْمَالَ الَّتِي يَسْتَحِقُّونَ الثَّوَابَ عَلَى فِعْلِهَا، وَالْأَعْمَالَ الَّتِي يَسْتَحِقُّونَ الْعِقَابَ عَلَيْهَا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَزُولُ الشَّكُّ فِيهِ عَنْ أَهْلِ النِّفَاقِ؛ الَّذِينَ كَانُوا فِيمَا يَعِدُهُمْ فِي الدُّنْيَا يَمْتَرُونَ.
وَصِفَةُ الْبَيَانِ مِنْ أَعْظَمِ صِفَاتِ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ وَقَدْ جَاءَ الْبَيَانُ عَنْ طَرِيقَيْنِ: الْأَوَّلُ: بِمَا أَنْزَلَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي كُتُبِهِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى رُسُلِهِ، وَمَا أَوْحَاهُ إِلَى رُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ؛ (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)[الْمَائِدَةِ: 15]، وَالثَّانِي: بِآيَاتِهِ الَّتِي خَلَقَهَا دَالَّةً عَلَيْهِ.
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ | تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْوَاحِدُ |
فَأَمَّا الْأَوَّلُ؛ فَيَكْفِينَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي آخِرِ الْكُتُبِ وَأَعْظَمِهَا؛ وَهُوَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ؛ (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)[الْمَائِدَةِ: 15].
وَكَمَا كَانَ الْقُرْآنُ مُبِينًا؛ كَذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ مُبِينًا؛ فَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَدْ قَالَ: (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)[الشُّعَرَاءِ: 115]، وَقَالَ -عَزَّ وَجَلَّ-: (إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)[ص: 70].
وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الْعِبَادَ فِي كُتُبِهِ وَعَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ فِي الدُّنْيَا بِأَنَّ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ فِي الدُّنْيَا سَيُبَيِّنُهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[النَّحْلِ: 92].
وَمَنْ تَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ فَصَدَّ عَنْهُ كَانَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ جَزَاءَهُ، قَالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[الْبَقَرَةِ: 209].
وَكَذَا مَنْ كَتَمَ الْحَقَّ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلَّعْنَةِ؛ فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَدْ قَالَ: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)[الْبَقَرَةِ: 159].
وَأَمَّا الطَّرِيقُ الثَّانِي: وَهُوَ آيَاتُهُ؛ فَاللَّهُ الْمُبَيِّنُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أَوْضَحَ دَلَالَتَهُ لِلْمُتَفَكِّرِينَ، وَأَبْدَى شَوَاهِدَهُ لِلنَّاظِرِينَ، وَمِنْ آيَاتِهِ لِلْعَالَمِينَ، وَقَطَعَ أَعْذَارَ الْمُعَانِدِينَ؛ (أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[النَّمْلِ: 61-64].
هَذَا الطَّبِيبُ النَّفْسِيُّ الْأَمْرِيكِيُّ الشَّهِيرُ الدُّكْتُورُ "هِنْرِي لِنْكْ" الَّذِي كَفَرَ بِالدِّينِ، وَحَارَبَ الْإِيمَانَ، وَأَنْكَرَ وُجُودَ الْإِلَهِ، عَادَ بَعْدَ رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ وَفَرِيدَةٍ، وَقَالَ: "الدِّينُ هُوَ: الْإِيمَانُ بِوُجُودِ قُوَّةٍ مَا كَمَصْدَرٍ لِلْحَيَاةِ، هَذِهِ الْقُوَّةُ هِيَ: قُوَّةُ اللَّهِ، مُدَبِّرِ الْكَوْنِ، خَالِقِ السَّمَاوَاتِ".
وَيَقُولُ الْأُسْتَاذُ "هُوشْ": "كُلَّمَا اتَّسَعَ نِطَاقُ الْعِلْمِ زَادَتِ الْبَرَاهِينُ الدَّامِغَةُ الْقَوِيَّةُ عَلَى وُجُودِ خَالِقٍ أَذْكَى، لَا حَدَّ لِقُدْرَتِهِ وَلَا نِهَايَةَ، فَالْجِيُولُوجِيُّونَ وَالرِّيَاضِيُّونَ وَالْفَلَكِيُّونَ وَالطَّبِيعِيُّونَ قَدْ تَعَاوَنُوا عَلَى تَشْيِيدِ صَرْحِ الْعِلْمِ، وَهُوَ: صَرْحُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ".
وَيَقُولُ الْعَالِمُ الطَّبِيعِيُّ "سِيرْ آرْثَرْ طُومِسُونْ" -الْمُؤَلِّفُ الْأُسْكُتْلَنْدِيُّ الشَّهِيرُ- فِي مَجْمُوعَةِ: "الْعِلْمِ وَالدِّينِ": "فَنَحْنُ نُقَرِّرُ عَنْ رَوِيَّةٍ: أَنَّ أَعْظَمَ خِدْمَةٍ قَامَ بِهَا الْعِلْمُ أَنَّهُ قَادَ الْإِنْسَانَ إِلَى فِكْرَةٍ عَنِ اللَّهِ أَنْبَلَ وَأَسْمَى".
فَسُبْحَانَ مَنْ بَهَرَتْ عَظَمَتُهُ عُقُولَ الْعَارِفِينَ، وَسُبْحَانَ مَنْ بَهَرَتْ أَنْوَارُهُ بَصَائِرَ السَّالِكِينَ.
تَأَمَّلْ فِي نَبَاتِ الْأَرْضِ وَانْظُرْ | إِلَى آثَارِ مَا صَنَعَ الْمَلِيكُ |
عُيُونٌ مِنْ لُجَيْنٍ شَاخِصَاتٌ | بِأَحْدَاقٍ هِيَ الذَّهَبُ السَّبِيكُ |
عَلَى كُثُبِ الزَّبَرْجَدِ شَاهِدَاتٌ | بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ لَهُ شَرِيكُ |
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
عِبَادَ اللَّهِ: امْتَدَحَ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أُولِي الْأَلْبَابِ عِنْدَمَا فَتَحُوا بَصَائِرَهُمْ لِاسْتِقْبَالِ آيَاتِهِ الْكَوْنِيَّةِ؛ فَاتَّجَهُوا إِلَى اللَّهِ بِقُلُوبِهِمْ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، وَامْتَلَأَتْ أَفْئِدَتُهُمْ إِيمَانًا، وَرَفَعُوا أَيَادِيَهُمْ إِلَى اللَّهِ بِالدُّعَاءِ الصَّادِقِ وَطَلَبِ الْهِدَايَةِ؛ فَكَانَ الْجَوَابُ عَلَيْهِمْ؛ (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)[آلِ عِمْرَانَ: 195].
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْمُبِينِ نَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَنَا جَنَّةَ النَّعِيمِ، وَأَنْ تُجِيرَنَا مِنَ النَّارِ؛ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنِ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.