الآخر
(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...
العربية
المؤلف | فيصل بن عبد الرحمن الشدي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - الزكاة - الصيام |
خمسةُ أيامٍ أو أربعة بقيت لنا في رمضان وقد لا نستكمِلُه؛ ألا فإنَّ أبوابَ الجنةِ ما زالت مفتَّحة، ألا وإنَّ أبوابَ النارِ ما زالت مُغلقة، ألا وإن سوقَ العتقاءِ من النارِ ما زال قائماً فاستيقظ، يا من كُنت غافلاً نائماً بادِر شهرَك فوربي قريباً يُقال انتهى.. قريباً يقال رمضانُ مضى.
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي شرَّفنا بهذا الشهرِ المباركِ تشريفا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له ضاعفَ الحسناتِ في رمضانَ تضعيفا، وأشهد أن محمداً عبدُالله ورسوله كانَ طوداً منيفا اللهم صلِّ وسلِّم عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومن تبِعهم بإحسانٍ.
وبعد: فاتقوا الله تعالى.
يا صائمون: ما أعجلَ اللياليَ والأيامَ تمضي سريعًا وتنقضي جميعًا، رمضان أتذكرُ يومَ هلَّل هلالُه وتباشرَ الناسُ بظِلالِه؟! لكأنَّهُ الأمسُ أو قُبيلَه، واليومَ يشيرُ تقويمُ الزمنِ أنهُ اليومُ الخامسُ والعشرونَ من رمضان.
يا شهرَ رمضانَ ترفَّق، دموعُ المحبينَ تدفَّق، قلوبُهم من ألمِ الفراقِ تشقَّق، عسى منقطعٌ عن ركبِ المقبولينَ يلْحق، عسى أسيرُ الأوزارِ يُطلق، عسى من استوجب النارَ يُعتق.
أيا شهرَ الصيامِ فدتكَ نفسي | تمهَّل بالرحيلِ والانتقالِ |
فما أدري إذا ما الحولُ ولّى | وعُدت بقابِلٍ في خيرِ حالِ |
أتلقاني معَ الأحياءِ حياً | أم أنَّكَ تلْقَني في اللحدِ بالي |
فهذي سنةُ الدنيا وداعاً | فراقٌ بعد جمعٍ واكتمالِ |
وتلك طبيعةُ الأيامِ فينا | تَبدَّدَ نورُها بعدَ الظلامِ |
أُخي: الأعمالُ بالخواتيم، وما خُتمتْ بمثلِ صدقِ توبة، وحسنِ أوبة، فليكن رمضانُ منطلقًا للتخلُّص من ذنوبٍ لزمتها زمناً؛ فجاهدَ النفسَ أن تجتثَّ هذه الذنوبَ اجتثاثاً، وإني لأعيذُ نفسي وإياكَ أن نكونَ بعدَ رمضانَ كالتي نقضت غزْلها من بعدِ قوةٍ أنكاثاً.
أُخي: خمسةُ أيامٍ أو أربعة بقيت لنا في رمضان وقد لا نستكمِلُه؛ ألا فإنَّ أبوابَ الجنةِ ما زالت مفتَّحة، ألا وإنَّ أبوابَ النارِ ما زالت مُغلقة، ألا وإن سوقَ العتقاءِ من النارِ ما زال قائماً فاستيقظ، يا من كُنت غافلاً نائماً بادِر شهرَك فوربي قريباً يُقال انتهى.. قريباً يقال رمضانُ مضى.
اللهم أعنَّا على الطاعة واغفر لنا في هذه الساعة واجعلنا من أهلِ الحوضِ والشفاعة اللهم آمين.
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إحْسَانِهِ...
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ: شرعَ الله في ختامِ رمضانَ زكاةَ الفِطر على كُل مسلمٍ ومسلمةٍ صغيرٍ وكبيرٍ لديه ما يزيدُ عن نفقةِ العيد، وهي طُهرةٌ للصائم وطُعمةٌ للمساكين تكون من طعامِ البلد مقدارُها صاع تقريباً ثلاثة كيلو، ولا تجبُ عن الحملِ في البطنِ إلا تطوعا.
يُخرجها الإنسانُ عن نفسِه وعن من تلزمهُ مؤنَتُه من أهله ويستأذن الخادمَ والخادمةَ في إخراجها عنهم إذا رغبَ يُخرجها عنهم، ومكانُ الإخراجِ في بلده الذي يُقيمُ فيه، ويجوزُ إخراجُها في بلدٍ آخرَ للحاجة، ووقتُ إخراجها من قبل العيدِ بثلاثة أيام حتى صلاة العيد كما ذكره الشيخ ابن باز -رحمه الله-، ويجوز دفعُها للجمعياتِ الخيرية والتطبيقاتِ الإلكترونيةِ الرسميةِ المعتمدَة كمنصةِ تبرع تدفع لهم مالاً وهم يُخرجونها عنك طعاماً.
كما يشرعُ الجهرُ بالتكبيرِ ليلةَ العيد حتى صلاةَ العيد (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة:185]، يجهرُ بها الرجال في المساجد والأسواق والبيوت وكذلك النساء، غير أنهنَّ لا يجهرن عند الرجالِ الأجانب.
واحرصوا رعاكم الله على حضورِ صلاةِ العيد فقد كان حبيبكم -صلى الله عليه وسلم- يؤكِّد على شُهودها، بل أمرَ الحُيَّضَ أن يُخرجن إليها ويعتزلنَ المُصلَّى، ويُستحبُّ الاغتسالُ والتطيبُ ولبسُ أحسنِ الثيابِ لها وأكلُ تمراتٍ وِترًا.
اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.