العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
العربية
المؤلف | صلاح بن محمد البدير |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إن مُصنِّعي المُخدِّرات، ومهرِّبيها ومُروِّجيها إلى بلادنا وبلاد المسلمين هم أخبث الخلق، وأفسدهم عقيدةً، وأنتنهم فِكْرًا، وأقبحهم سلوكًا، وأشدهم عداوةً للسُّنَّة وأهلها، أولئك القوم البعداء البغضاء، الذين دمنت قلوبهم، ووغرت صدورهم، ودويت نفوسهم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أحلَّ لنا الطيبات ومَنَّ بعاليها وصافيها، وحرَّم الخبائثَ وحذَّر من مساويها، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له أسبَغ علينا نعمًا لا نحصيها، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمَّدًا عبده ورسوله، أبلَغ الشريعةَ حتى أشرقت معانيها، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه، صلاةً دائمةً ما استترت النجوم وبدَا باديها.
أما بعدُ فيا أيها المسلمون: اتقوا الله تقوى مَنْ تذكَّر الآجالَ، واستعدَّ للارتحال، ولم تخدعه زخارفُ الآمال؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
أيها المسلمون: من أعظم المناهي وأشد الدواهي التي غالت شباب الإسلام وذهبت بعقولهم وصحة أبدانهم وزهرة حياتهم وكرامة نفوسهم وتورَّطوا بسببها في المهالك وأسوأ المسالك، معاقرة الخمر وإدمان شربها، وتعاطي المخدرات وملازمة تناولها، بابتلاعها أو شمها، أو حقنها، أو تدخينها، وما زالت الخمر تغتالنا وتذهب بالأول الأول
والخمر كل شراب خامَر العقل فستره وغطَّى عليه، ويدخل في ذلك الكحوليات والحشيشة والأفيون والهيروين والمورفين والكوكايين، والكبتاجون ونحوها من المواد الْمُسكِرة والمخدِّرة؛ لاشتراكها في إزالة العقل، وبعضها أخبث من بعض، وجميعها مفتاح الردى، وباب المصائب ومجمع الخبائث، ومصدر المكاره والغوائل، ورأس كل فاحشة، ومنبع كل شر، وأصل كل خزي، وهي أم الكبائر والآثام، ولقمة الفسوق والفجور، وشراب الغواة والعصاة، والسفلة والأراذل.
ومَنْ تَقرَعُ الكأسُ اللئيمةُ سِنَّه | فلا بدَّ يومًا أن يسيء ويجهل |
ولم أر مشروبًا أشدَّ سفاهةً | وأوضعَ للأشراف منها وأخملَا |
قال عبد الملك بن مروان في وصف الخمر: "إن أوَّلَها لَمُرٌّ، وآخِرَها لَسُكْرٌ، وإنها لَتُذهِب العقلَ وتُكسِب الجهلَ، وتُسقِط المروءةَ، وتُفسِد الفتوةَ، وتدعو إلى عشرة الوضيع، وتحط درجة الرفيع" انتهى.
وهي تُلهِي عن ذكر الله -تعالى-، وتصدُّ عن الصلاة والصلاح، وتُفسِد العقولَ والأمزجةَ والطبائعَ والأخلاقَ، وتُذهِب الغيرةَ والحميةَ والأنفةَ، وتدعو إلى الزنا والفواحش وانتهاك المحارم، وتُفضِي إلى المخاصَمة والمقاتَلة والعداوة والبغضاء، وتُوقِع في التخنُّث والدياثة والقوادة والعربدة والفجور، وتُورِث الكآبةَ والدناءةَ والمهانةَ والخسةَ، وتغمس في الرجاسة والنجاسة والانحلال والضياع، وتودي إلى الاختلاط في الأفكار والأحاسيس، وفقدان الاتزان في الإدراك والشعور، والشذوذ في التصرفات والأفعال، وتقود إلى اليأس والأوهام والانفصام، والهلاوس والجنون، وتُوجِب السخطَ والغضبَ والمقتَ والعقوبةَ.
والعرب تسمي الخمر إثما، كما قيل:
شربتُ الإثمَ حتى ضلَّ عقلي | كذاك الإثمُ يَذهَب بالعقول |
وشَرِبَ مِقيَسُ بنُ صُبابةَ السهميُّ في الجاهلية، فسَكِرَ سُكْرًا شديدًا قبيحًا، حتى مرَّ ينادي قومَه، ويخطُّ ببوله، ويقول: أصنع لكم نعامةً أو بعيرًا، فلما صَحَا خُبِّرَ بما صنع، فحرَّمَها على نفسه وقال:
تركتُ الراحَ إذ أبصرتُ رشدي | فلستُ بعائدٍ أبدًا لِرَاحِ |
أأشرب شربةً تذري بعِرْضي | وأصبح ضحكةً لذوي الصلاح |
معاذَ اللهِ لا يُودي بعقلي | ولا أشري الخسارة بالرباح |
سأترك شربَها وأكفُّ نفسي | وألهيها بألبان اللقاح |
وقد انبعثت في المجتمعات الإسلامية وانتشرت أنواع وأشكال وأصناف من المُخدِّرات الصناعية والكيميائية الحديثة، التي تحوي السمَّ الناقعَ، والبلاءَ البالغَ القاتلَ القاطعَ، وتؤدي إلى وفاة المتعاطي، أو انتحاره، أو تعرضه لموجات عنيفة، من العدوانية المفرطة، والحالات الهستيرية المتقدمة، التي تُحوِّله من كائن إنسي إلى كائن وحشي، لا يُؤنَس به، ولا يُطمَئَنُّ إليه، ولا يُؤمَن شرُّه، يُتلِف المالَ، ويعذِّب الزوجةَ والعيالَ، ويجلب الشقاءَ لأهله وذويه، وأمه وأبيه، وسرُّه لعدُوِّه يُفشِيه، وعن والديه يواريه، يُنصِت لقول الصحبة الفاسقة المارقة، ويتجافى عن الأمحوضة الصادقة، والنصيحة المشفقة الخالصة، ويتحاشى الوعظَ ويتعامى عن التذكير، ولا يصاحب إلا الرذالة والحثالة، ولا يأوي إلا إلى الحشوش المحتضرة.
يترك الاستعصام بالشريعة ويهرب من سلطانها، ويرفض الاستمساك بالآداب والقِيَم ويفر من رسومها، ويروغ من صحبة الصالحين ويتباعد عن أنوارها، لا تكنفه من الله كانفة، ولا تحفظه حافظة، ولا تستره ساترة، قد تحيَّر في الظلمات، وارتبك في الهلاكات، فحلَّت خيبتُه، وجلَّت شقوتُه، وعَظُمَتْ خسارتُه، وضاع عقلُه، واختلَّ فكرُه، واعتلَّ فهمُه، وسَقُمَ بدنُه، وارتعش طرفُه، وخُدِّرَ عظمُه، وشَحُبَ وجهُه، واحمرَّت عينه، وقبح منظره، وشان مظهرُه، وفرَّ منه زوجُه وولدُه، ونبَذَه أهلُه، وطرحته عشيرتُه، وأفرَدَه الناسُ، وخافوا معاشرتَه، ومجالستَه، ومخالطتَه.
قال طرفة بن العبد:
وما زال تشرابي الخمور ولذتي | وبيعي وإنفاقي طريدي ومتلدي |
إلى أن تحامتني العشيرة كلها | وأُفرِدْتُ إفرادَ البعير المعبَّد |
فأيُّ عارٍ، وأيُّ خزيٍ، وأيُّ دَرَكٍ، وأيُّ قعرٍ يصير إليه الخِمِّيرُ السِّكِّيرُ الشِّرِّيبُ، الذي يعاقر الخمور والمخدِّرات ويلازمها ولا ينفك عنها؟! وأي غفلة وأي شرود وأي عمًى، وأي هوى يقوده حتى يقع في هذه الغلطة والورطة التي ينشأ عنها ضمور الخلايا العصبية للمخ وتلفها، وفساد أنسجة الدماغ وانعدامها، وخسارة الحياة وخرابها؟!
وقد أظهرت بعض البيانات أن عدد الوفيات بسبب المُخدِّرات والمشروبات الكحولية تجاوزت ثلاثة ملايين نفس سنويًّا، فهل من مُدَّكِر؟ هل من معتبِر؟
أيها المسلمون: ومن أجل هذه المساوئ والمفاسد والآفات والمضار تظاهرت النصوص وانعقد الإجماع على تحريمها، وتحريمها معلوم من الدين بالضرورة، وهي من كبائر الذنوب، قال جل وعز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الْمَائِدَةِ: 90]، فالخمر والمُخدِّرات والْمُسكِرات والمفتِّرات من الرجس الخبيث المستقذَر، والقبيح الممنوع الذي يأمر به الشيطان الطريد البعيد، وهي من عمله وتزيينه وتسويله؛ لأنه لا يأمر إلَّا بالمعاصي، والخبيث لا يدعو إلا إلى الخبيث، والضلِّيل لا يأمر إلا بالضلالة، ومراد اللعين ومنتهى آماله من تزيين تعاطي شرب الخمر إيقاع العبد في العمل الموجِب للخلود معه، في النار ودار الخسار، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم-: ألا تشرك بالله شيئًا وإن قُطِّعتَ وحُرِّقتَ، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمِّدًا، فمن تركها متعمِّدًا فقد برئت منه الذمةُ، ولا تشرب الخمرَ؛ فإنها مفتاح كل شر"(أخرجه ابن ماجه)، وعند أحمد من حديث معاذ -رضي الله عنه-: "لا تشربنَّ خمرًا؛ فإنها رأسُ كلِّ فاحشةٍ".
أيها المسلمون: ومن مات مستحِلًّا لها مات مرتدًّا، راجعًا عن دينه، كافرًا بعد إسلامه؛ لأنه أحلَّ الحرامَ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "هذه الحشيشة الصلبة حرام، سواء سُكِرَ منها أو لم يُسكَر، والسُّكرُ منها حرامٌ باتفاق المسلمين، ومن استحل ذلك وزعم أنه حلال فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قُتِلَ مرتدًّا، لا يُصلى عليه، ولا يُدفَن في مقابر المسلمين، ومن مات مدمنًا عليها غير مستحِلٍّ لها لم يشربها في الآخرة، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ شَرِبَ الخمرَ في الدنيا ثم لم يتب منها حُرِمَها في الآخرة"(متفق عليه)، وفي رواية لمسلم: "كل مُسكِرٍ خمرٌ، وكلُّ مُسكِرٍ حرامٌ، ومَنْ شَرِبَ الخمرَ في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يشربها في الآخرة"؛ فأهل الجنة يُسقَون الرحيقَ المصونَ المختومَ؛ وهو الخمر الخالص الصافي، الذي لا غشَّ فيه ولا يصدع رأسًا، ولا يُذهِب عقلًا، قال جل وعز: (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ)[الْمُطَفِّفِينَ: 25]، والرحيق من أسماء الخمر، (خِتَامُهُ مِسْكٌ)[الْمُطَفِّفِينَ: 26]؛ أي: خلطه وطيبه مسك، وقيل: خُتِمت أوانيه وأكوابه بختم من المسك، وقيل: خاتمته ونهايته رائحة مسك إذا شرب، (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)[الْمُطَفِّفِينَ: 27]؛ أي: ومزاج هذا الرحيق، شراب يقال له تسنيم؛ وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه.
فيا عبد الله، يا مسلم: كيف تستبدل النعيم بالجحيم، والثواب بالعذاب، وخمر الجنة المصون، بخمر الدنيا الملعون، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لعَن اللهُ الخمرَ وشاربَها وساقيَها وبائعَها ومبتاعَها وعاصرَها ومعتصرَها وحاملَها والمحمولةَ إليه"(أخرجه أبو داود).
أيها المسلمون: ولا يحل بيع الخمر لا لمؤمن ولا لكافر ولا يجوز التوكيل في بيعه ولا شرائه؛ لحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -تعالى- حرَّم الخمرَ، فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء فلا يَشْرَبْ، ولا يَبِعْ"(رواه مسلم)، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى-: "بيعُ الخمرِ باطلٌ، سواء باعَها مسلمٌ أو ذميٌّ أو تبايعها ذميانِ، أو وكَّل المسلمُ ذميًّا في شرائها له، فكلُّه باطلٌ بلا خلاف عندنا، وقانا الله جميعًا من آفات الخمور والمُخدِّرات، وسلَّمَنا من الخزي والدركات، وحفظ شبابنا، وفتياتنا من مسالك الشرور والهلكات.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله، فاستغفروه إنه كان للأوابين غفورًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله آوى من إلى لطفه أوى، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا للهُ وحدَه لا شريكَ، داوى بإنعامه مَنْ يَئِسَ مِنْ أسقامه الدوا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمَّدًا عبده ورسوله، مَنِ اتَّبَعَه كان على الهدى، ومَنْ عصاه ففي غي الهوى هوى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، صلاة تبقى وسلاما يترى.
أما بعدُ فيا أيها المسلمون: اتقوا الله وراقِبوه، وأطيعوه ولا تعصوه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119].
أيها المسلمون: إن مُصنِّعي المُخدِّرات، ومهرِّبيها ومُروِّجيها إلى بلادنا وبلاد المسلمين هم أخبث الخلق، وأفسدهم عقيدةً، وأنتنهم فِكْرًا، وأقبحهم سلوكًا، وأشدهم عداوةً للسُّنَّة وأهلها، أولئك القوم البعداء البغضاء، الذين دمنت قلوبهم، ووغرت صدورهم، ودويت نفوسهم، وامتلأت غلًّا وحقدًا وغيظًا وعداوةً، حتى أدخَلُوا المُخدِّرات في مهمات الدوائر الاستخباراتية، والخطط الاستراتيجية، كسلاح من أسلحة الحروب الشاملة، لتدمير الشعوب المسلمة، يهربونها نكلةً بنا، وبغضًا لنا، وختلًا ومخادَعةً، وغايتُهم أن يصبح شبابُنا جيلًا دامرًا خاسرًا هالكًا لا خيرَ فيه، فأفيقوا يا شباب الإسلام، واحترزن يا فتيات الإسلام، واحتذروا يا أهل التوحيد والسُّنَّة، وابتعِدوا عن دروب الخمور والمُخدِّرات، ولا يستذلنكم المروِّجون والمهرِّبون، ولا يغوينكم رفقاء السوء، وإياكم ومهابط المتعاطين، ومجالس المدمنين، ومسالك الغواة الساقطين، فمسارب الحيات بادية في السهول، والدساسة تحت التراب، والعقربان دخال الأذن، يسري في خفاء، وبيض السام تحت الصخور.
ونوجِّه شكرَنا وتقديرنا للمديرية العامة لمكافحة المُخدِّرات في بلادنا الغالية، ونشيد بدورها البطولي العظيم، في إحباط عمليات التهريب وتعقب عصاباتها، داخليًّا وخارجيًّا، ونذكِّر المسلمين بوجوب التعاون معها، ودعم برامجها، ووجوب إبلاغها عن مهربي ومروجي المُخدِّرات، والكشف عن شبكاتهم، وأوكارهم الخبيثة، ولا يجوز الستر على المهربين والمروجين، والمتستر عليهم مشارك لهم في الجريمة، فاتقوا الله في أهلكم ومجتمعكم.
واعلموا أن مكافحة المُخدِّرات مسئولية الجميع؛ لكي يسلم الجميع، وشعارنا وغايتنا وأملنا وهدفنا وطن بلا إدمان، وأسرة بلا تعاطٍ، وحياة بلا سموم ولا مُخدِّرات، وسلاحنا التثقيف والتوعية والتربية، ثم إن الترابط الأسري والمودة والتراحم بين الوالدين، واللُّحْمَة والألفة بين الإخوة درع سابغة، تحمي الشباب والفتيات من العواقر والنواقر والمخاطر.
أيها المسلمون: وننادي كلَّ مدمنٍ ومتعاطٍ للخمر والمُخدِّرات: أَرِقْهَا، أَرِقْهَا، وفَارِقْهَا ولا تَذُقْهَا، وانهض من عثرتكَ، وقم من كبوتكَ، وَقِفْ ولو تتابَع سقوطُكَ، وَتُبْ ولا يُهلِكَّ قنوطُكَ، وعد إلى أهلك، وارجع إلى الحياة الكريمة الشريفة، والعيشة الطبيعية الهانئة، وليس ذلك ببعيد أو ممتنع أو مستحيل، بل هو أمل سهل ممكن، وقريب متاح، متى ما عزمتَ ونويتَ، وانتهيتَ وارعويتَ، وندمتَ وبكيتَ، وفتحتَ للخير عينيكَ، وقمتَ للهدى مشيًا على قدميكَ، وستجد أهلكَ وجيرانكَ وأقاربكَ ومجتمعكَ معكَ، يؤيدكَ ويسددكَ، ويناصركَ، ويؤازركَ في طريق عودتكَ، فاعزم، واجزم، واحزم، ووجِّه للحق وجهَكَ وقصدَكَ، والتحِقْ ببرامج علاج الإدمان، والتخلص من السموم، التي ترعاها الدولةُ أعزَّها الله، وَزُرِ المختصينَ، من الأطباء والممرضين، في المصحات والمشافي، وخذ منهم المشورة والتوجيه، وتلك خطوة البداية، وطريق الهداية، ونهاية الغواية، أقال الله لنا ولك العثرات، وغفر لنا ولك الزلات والخطيات.
وصلوا وسلموا على أحمد الهادي شفيع الورى طرا، فمن صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا.
اللهم صل وسلم، على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الآل والأصحاب، وعنا معهم يا كريم يا وهاب.
اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، ودَمِّر أعداءَ الدِّينِ، واحفظ بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية من كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، يا ربَّ العالمينَ.
اللهم مَنْ أراد بلادنا بسوء أو شر أو فتنة أو أذى اللهم فاقتله بسلاحه، وأحرقه بناره، وأبط مكره وكيده يا ربَّ العالمينَ، اللهم أبسط الأمن والسلام على ديار الإسلام، يا ربَّ العالمينَ، اللهم وفق إمامنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفِّقْه ووليَّ عهده لِمَا فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين يا ربَّ العالمينَ، اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة الصادقة، التي تدلُّهم على الخير وتعينهم عليه، وتذكرهم به يا ربَّ العالمينَ.
اللهم احفظ جنودنا المرابطين على حدودنا وثغورنا، اللهم احفظ حدودنا، واحفظ جنودنا، اللهم تقبل موتاهم في الشهداء، وداو جرحاهم يا سميع الدعاء، وعجل بنصرهم على عدوك وعدوهم، يا ربَّ العالمينَ، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا، اللهم اجعل دعاءنا مسموعًا، ونداءنا مرفوعًا، يا كريم يا عظيم يا رحيم.