القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
العربية
المؤلف | مبارك بن عبد العزيز بن صالح الزهراني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - كتاب الجهاد |
أحدثت مناظر الشهداء، شيوخًا وشبابًا وأطفالاً، على أرض غزة الأبية، جراحا عميقة فينا، وأحزانا أليمة، بل ربما أحدثت فينا خوفا وهلعا وخورا من تلك الأسلحة الفتاكة المحرَّمة دوليًا؛ لكننا، إن عشنا هذا الحزن لفراقهم، أو هذا الخوف من الطغيان الجنوني من أعدائهم، فإن هذا لا يليق أبداً بمؤمنٍ حق؛ وعليه، فإنَّ مما يسلي القلب ويقويه أن نذكِّرَ الأمة بحال الشهداء عند ربهم ..
أيها المسلمون: لقد أحدثت مناظر الشهداء، شيوخًا وشبابًا وأطفالاً، على أرض غزة الأبية، جراحا عميقة فينا، وأحزانا أليمة، بل ربما أحدثت فينا خوفا وهلعا وخورا من تلك الأسلحة الفتاكة المحرَّمة دوليًا؛ لكننا، إن عشنا هذا الحزن لفراقهم، أو هذا الخوف من الطغيان الجنوني من أعدائهم، فإن هذا لا يليق أبداً بمؤمنٍ حق؛ وعليه، فإنَّ مما يسلي القلب ويقويه أن نذكِّرَ الأمة بحال الشهداء عند ربهم.
إن هؤلاء الأفذاذ الشهداء يعيشون فرحًا لفراق الدنيا؛ لأنهم فارقوها بعزة نادرة، وشجاعة وبسالة، فإنهم -والله!- فرحون، فرحون بكل قطرة من دمائهم، فرحون بكل لحظة بذلوها بين أصوات الرصاص ودويِّ القنابل، فرحون حينما قاتلوا هذا العدو الغاشم الذي قتاله عبادة، بل هي ذروة سنام الإسلام.
ما حال هؤلاء الشهداء بعد اسشهادهم؟ قال الله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:169-171]. يا له من طعم للموت لا يناله إلاّ الأبطال! إنه حياة، ورزق، وفرحة، وفضل، ونعمة، وإحسان، وتقوى؛ إنه استبشار بلا خوف ولا حزن.
أوَيُلام طالب الشهادة في قتال أهل الكفر بعد هذا كله؟ أو يُلام إذا نادى فقال:
سَأحْمِلُ رُوحِي عَلَى رَاحَتَيَّ
وكيف يُلام الشهيد إذا ألقى بنفسه في أحضان الشهادة لتفيض روحه طهرًا ونوراً؟ وهو يوم القيامة يصحب مَن؟! وفي رفقة من؟! في رفقة الأنبياء والصديقين والصالحين ومن أطاع الله ورسوله: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا) [النساء:69].
ويوم القيامة، حينما يقف الناس للحساب، يشرِّف اللهُ الشهداءَ بأن يكونوا أولَ من يُقضى بينهم مع النبيين: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [الزمر:69].
ولا هزيمة في عُرف الشهيد، ولا خسارة في ذهاب روحه من بين أمشاجه، فإن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ" رواه البخاري.
إن الشهادة أمنية تمناها النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل تمنى تكرارها؛ لما يعلم من لذتها في قلبه، فإنه قال: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ" رواه البخاري.
وما هذه الأمنية الرفيعة إلاّ مما يجده الشهيد من خير الشهادة ورفيع منزلتها بعد استشهاده، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ، لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ، يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؛ إِلَّا الشَّهِيدَ! لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى" رواه البخاري.
بل إن لذة الشهادة عند الشهيد، ونعيمها على جسده، لا توازي لذائذ الدنيا التي يعشقها أربابها؛ تأمل قول الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا غَيْرُ الشَّهِيدِ". قَالَ ابْنُ أَبِي عَمِيرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "وَلَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ" رواه النسائي.
سأل مسروقٌ عبدَ الله عن قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله فقال: "أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلاعَةً فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ فَقَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا".
ومن عجَبٍ! أن النبي لما أصيب المسلمون يوم أحدٍ حَثَّ صَحَابَتَهُ بما كان للشهداء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَمَّا أُصِيبَ إخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، وتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبِهِمْ، وَمَأْكَلِهِمْ، وَحُسْنَ مُنْقَلَبِهِم قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ مَا صَنَعَ اللَّهُ لَنَا، لِئَلا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلا يَنْكُلُوا عَنْ الْحَرْبِ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ. فَأَنزلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلاءِ الآيَاتِ: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ...)" رواه أحمد.
وإنه، حينما يعتصر قلبنا ألمًا لبشاعة مقتل الشهيد التي تبدو حينما تناله قذائف الدبابات، أو صواريخ الطائرات، أو نيران الرشاشات، ما هي والله على بدنه إلاّ كمسِّ القرصة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ" رواه الترمذي وقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
ويُوقّى الشهيد من فتنة شديدة الكرب، عظيمة البلاء، ألا وهي فتنة القبر -أعاذنا الله منها-، ولكن ما السبب أن يُعفى منها، ويستريح من بلائها؟! لنتفكر في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- يبين لرجل سأله فقال: مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ؟ قَالَ: "كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً" رواه النسائي.
ويبقى دم الشهيد في قبره كما هو لا يجف، شهادة له في الدنيا قبل الآخرة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ الشَّهِيدُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "لَا تَجِفُّ الْأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ حَتَّى يَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَظَلَّتَا أَوْ أَضَلَّتَا فَصِيلَيْهِمَا بِبَرَاحٍ مِنَ الْأَرْضِ، بِيَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حُلَّةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" رواه أحمد.
ويكرم الشهيد غاية الإكرام حينما يكون من أول من يدخل جنة النعيم، النعيم الدائم الذي لا يزول، فعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي لَأَعْلَمُ أَوَّلَ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَفَقِيرٌ عَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ" رواه أحمد.
ولتسمع -أيها المحزون على الشهداء- ماذا أعد الله لهم من جوائز. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها: "يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتَّ خِصَالٍ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ: يُكَفَّرُ عَنْهُ كُلُّ خَطِيئَةٍ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ" رواه أحمد.
فهنيئًا للأمة بشهدائها الأبطال في غزة، فقد رفعوا رأسها، وأثبتوا للأعداء أن قناة الإسلام لن تلين لهم، وأن المحتل لن يذوق طعم الراحة والاستقرار ما دام نفَسُ مؤمن يشكو إلى الله ظلمه أو سجنه أو إبعاده عن أرضه.
وهنيئًا لشهدائنا هذا البيع الرابح، فإنه الفوز العظيم: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:111].
اللهم اقبل شهداء دينك ودعوتك وجهادك، وانصر إخوانهم على أعدائك أعداء الدين، فإنك جواد كريم.
الخطبة الثانية:
أيها المسلمون: إن هذه المعاني وهذه الفضائل لن تصل إليها أمة مخمورة إلى آذانها بالدنيا وملاعبها وملاهيها، لا؛ لن تصل إليها أجيال ترقص طربا ومجونا على أشلاء إخوتهم أهل الإسلام هناك من أجل فوز في مبارة كروية، أو مسابقة خيل، أو مسابقة مزايين إبل! لا. لا. ولن تفهم هذه المعاني ولا تدركها وهي متثاقلة إلى الأرض، مطمئنة إلى الرخاء والترفه، ولن تفقهها أمة تنفق الملايين في معصية الله ورسوله، وفي طرق الغواية والضلال، وفي دعم الاقتصاد الأوروبي والأمريكي.
إن علينا أن نحيي في أنفسنا هذه المعاني الربانية الراقية التي فهمها قادة الجهاد في فلسطين يوم يقول أحدهم لما سئل: أتخاف أن تموت بصواريخ الأباتشي؟ فقال: إن الموت يأتي بسكتة قلبية أو بسرطان أو بالأباتشي، وإني أفضِّل أن أموت بالأباتشي. فرحل عن هذه الدنيا شهيدا بصواريخ الأباتشي!.
من لم يفقه هذه المعاني فإنه سيبيع الأرض والعرض، والأخلاق والشيم؛ ولن يكون ذلك ممن يفهم هذه المعاني.
وعندنا شجـر الشهادة كلّ يـوم يورقُ، أيـْن السـلام؟
وما تزال مساجدي في كُلِّ يوم تُستباح وتحرقُ، أين السلام؟
وهذه أرواحنا من دون ذنب كل يوم تُزْهَقُ، أيـن السلام؟
وأمَّتي مغلولةٌ ودمي على كل الخناجر يُهرَقُ، أيـن السلام؟
وهـا همُ أطفالنـا قبل الفطام تكسّـروا وتـمـزّقـوا
شُدُّوا الوثاق، أيا رجالَ عقيدتي، فالنصـر آتٍ والرجاء محقَّق
لا يُرْهِبَنَّكُمُ الظلامُ وجيشُهُ فالسيفُ أولى بالظلام وأخلقُ