البحث

عبارات مقترحة:

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية...

القواعد الذهبية لاكتتاب الجنة

العربية

المؤلف سامي بن خالد الحمود
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. ابدأ بالأساس .
  2. معرفة خير الخيرين .
  3. قليل دائم أفضل من كثير منقطع .
  4. انس نفسك تضاعف ربحك .
  5. الاستثمار الجاري .
  6. تنويع المساهمات .
  7. الدال على الخير يتاجر بعمل غيره .
  8. سبق درهم مائة ألف درهم .
  9. استفد من فرص التعويض .
  10. بين الشرة والفترة .

اقتباس

ذكرنا فيما سبق شروط الاكتتاب، وبعض أنواع المساهمات في العمل الصالح، الذي يكون ذخرًا للعبد الفقير، عند الكريم الغني، الشكور الحيي، -عز وجل-, وبقي في الموضوع قواعد ومهارات، ما من مساهم في العمل الصالح يعمل بها إلا علت درجته، وزادت أرباحه, هذه القواعد والمهارات هي القواعد الذهبية لمضاعفة الأرباح في اكتتاب الجنة ..

 

 

 

 

‏الحمد لله ملأ بنور الإيمان قلوب أهل السعادة، فأقبلت على طاعة ربها منقادة، وحققت حسن المعتقد مع حسن العمل والعبادة، أحمده سبحانه وأشكره، وقد أذن لمن شكره بالزيادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تُبَلِّغُ صاحبَها الحسنى وزيادة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، المخصوصُ بعموم الرسالة وكمال السيادة، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه أهل الرفعة والريادة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: عنوان هذه الخطبة: القواعد الذهبية لاكتتاب الجنة.

والحديث موصول بحديثنا في الخطبة قبل الماضية، عن أهمِ مساهمة في الحياة، وأعظمِ اكتتاب وأغلاه, اكتتاب في الجنة، ربحه مضمون وموفور، وتجارته رابحة لا تبور، وجائزته جنة ملؤها الحور والقصور، والسرور والحبور, وقد ذكرنا فيما سبق شروط الاكتتاب، وبعض أنواع المساهمات في العمل الصالح، الذي يكون ذخرًا للعبد الفقير، عند الكريم الغني، الشكور الحيي، -عز وجل-.

وبقي في الموضوع قواعد ومهارات، ما من مساهم في العمل الصالح يعمل بها إلا علت درجته، وزادت أرباحه, هذه القواعد والمهارات هي القواعد الذهبية لمضاعفة الأرباح في اكتتاب الجنة.

1/ ابدأ بالأساس:

ونقصد بالأساس الفرائض، التي هي أحب الأعمال إلى الله، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث الولي: "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبَ إليّ مما افترضته عليه" رواه البخاري عن أبي هريرة.

وإن من الجهل وضعف البصيرة أن تنصرف همة الإنسان إلى النوافل وقد أضاع الفرائض أو تساهل في المحرمات.

يقول ابن الجوزي: رأيت كثيرًا من الناس يتحرزون من رشاش النجاسة ولا يتحاشون عن غيبة، ويكثرون من الصدقة ولا يبالون بمعاملات الربا، ويجتهدون بالليل ويؤخرون الفريضة عن الوقت.

ومن الجهل والحماقة ما ذكره بعض أهل العلم أن رجلاً جيء به وقد زنا بامرأة فحملت منه سفاحَا -عياذاً بالله-، فقيل له: أما وقد زنيت بالمرأة لماذا لم تعزل عنها؟، قال: تذكرت أن العزل مكروه! قالوا: يا أحمق، تذكر كراهية العزل، ولا تذكر حرمة وشناعة الزنا!.

إذن يا أخي: احرص على الأساس، وعلى رأس المال، وهو أداء الفرائض والكف عن المحرمات، ثم بعد ذلك ضاعف أرباحك في النوافل.

2/ معرفة خير الخيرين:

المساهم الجيد يختار أفضل المساهمات وأكثرها ربحًا, وهكذا المؤمن السباق للخيرات، يحرص على أفضل الأعمال، وأعظمها أجرًا.

وههنا سؤال: ما أفضل الأعمال؟

هناك معايير كثيرة لتفاضل الأعمال، أذكر أربعة منها:

أ/ مراعاة جنس العبادا:

فمثلاً جنس الصلاة أفضل من جنس قراءة القرآن، وجنس قراءة القرآن أفضل من جنس الذكر، وجنس الذكر أفضل من جنس الدعاء، وجنس الجهاد أفضل من الحج وهكذا.

ب/ مراعاة الزمان:

فأفضل الأعمال في رمضان الصيام والقيام والجود، فإذا دخلت العشر الأواخر فأفضل الأعمال الاعتكاف, وأفضل الأعمال في محرم وشعبان الصيام, وأفضل الأعمال وقت تعليم الجاهل: الإقبال على تعليمه, وأفضل الأعمال وقت الوقوف بعرفة: الاجتهاد في التضرع والدعاء, وأفضل الأعمال وقت الأذان إجابة المؤذن، وأفضل الأعمال وقت نزول الضيف إكرامه والقيام بحقه، وهكذا.

ج/ مراعاة المكان:

فأفضل صلاة المكتوبة في المسجد، وأفضل صلاة النافلة في البيت, والصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه، والصلاة في المسجد النبوي تعدل ألف صلاة، والصلاة في المسجد الأقصى تعدل مائتين وخمسين صلاة؛ لحديث أبي ذر –رضي الله عنه- قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أيهما أفضل مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أم بيت المقدس؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلَّى هو، وليوشكن لَأَن يكون للرجل مثل شَطْن فرسه من الأرض -أي مساحة صغيرة بقدر حبل الفرس- حيث يرى منه بيت المقدس، خيرٌ له من الدنيا جميعاً" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني، وعليه يكون فضل الصلاة في المسجد الأقصى على الربع من المسجد النبوي, أما حديث الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، فهو ضعيف.

د/ مراعاة الأحوال:

ففي حال الحرب ودهم العدو البلاد يتأكد الجهاد على غيره من الأعمال، بينما في حال السلم قد تفضل بعض الأعمال المفضولة على الجهاد, وإطعام الطعام في زمن المجاعات أفضل مراعاة للحال، وهكذا.

ومما يدخل في مراعاة الأحوال أيضًا: مراعاة مواهب وقدرات العاملين, فالغني: صدقته وإيثاره أفضل له من النوافل الأخرى, والشجاع الشديد الذي يهابه العدو: جهاده أعداء الله ووقوفه في الصف ساعة أفضل من الصوم والصدقة, والعالم: مخالطته للناس وتعليمهم ونصحهم أفضل من تفرغه للعبادة.

3/ قليل دائم أفضل من كثير منقطع:
 

في صحيح مسلم قالت عائشة –رضي الله عنها-: سئل رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ".

والسر كما قال المناوي: أن المواظب ملازم للخدمة، وليس من لازم الباب، كمن جد ثم انقطع عن الأعتاب.

ومعنى هذا الكلام أنك تجعل لك وردًا من القرآن والذكر، أو الصدقة أو قيام الليل والوتر، ولو قليلاً، وهو خير من كثير تأتي به مرة، ثم تنقطع عن العمل بعده.

4/ انس نفسك تضاعف ربحك:

ولسنا نعني بهذا إهمال النفس وترك تهذبيها، ولكننا نعنى باباًَ من أبواب الخير غفل عنه كثير من العاملين، فانصرفوا إلى نوافل الصلاة والصيام، تاركين خلف ظهورهم طاعات يتعدى نفعها إلى الغير، مع أنها قد تكون أوفر أجرًا وأعظم ربحًا عند الله، بل قد تصل إلى درجة فروض الأعيان.

تأمل معي في هذا الحديث:

قال النبي –صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر: "من أبواب الصدقة التكبير، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وأستغفر الله"، -كل هذه طاعات قاصرة، ثم ذكر صلى الله عليه وسلم الطاعات المتعدية- فقال: "ويأمر المعروف، وينهي عن المنكر، ويعزل الشوك عن طريق الناس والعظم والحجر، وتَهدِي الأعمى، وتُسمِع الأصم والأبكم حتى يفقه، وتَدُل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك" رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.

قال بعضهم: كنت أظن السعادة في الأخذ، فلما جربت الحياة وجدت أن الساعة في العطاء.

فأعط الناس، وابذل لهم من مالك ونصحك وجاهك وخدمتك، يحبك ربك، ويزدد ربحك.

5/ الاستثمار الجاري:

وهي الأرباح المضاعفة المستمرة حتى بعد موت الإنسان.

من تعرف الآن من الأموات؟ كثير، لكن من تعرف الآن من الأموات ممن لا يزالون يؤجرون وهم في قبورهم؟ كلما قلنا عن أبي هريرة –رضي الله عنه- والبخاري -رحمه الله- وأحمد وابن باز وغيرهم، يؤجرون ولم تنقطع أعمالهم, إنهم موتى في قبورهم، لكنهم أحياء بعلمهم وكتبهم ونفعهم للناس.

عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ" رواه مسلم.

وعند البزار وحسنه الألباني أَنَّ النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "سبع يجرى للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علمًا، أو أجرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدً ايستغفر له بعد موته".

الله أكبر, كل الناس تطوى صحائفهم بعد موتهم إلا هؤلاء النفر الذين جاء ذكرهم في الحديث، فيظل عملهم ينمو، وموازينهم تثقل، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

6/ تنويع المساهمات:

النفس ملولة، تميل إلى التغيير، وتضجر من الرتابة على لون واحد، ولهذا لا بد من تنويع العبادة، مع ملاحظة حفظ الفرائض وعدم تضييعها.

خذ هذا المثال: هل تحب أن يلين قلبك؟ ما دواء قسوة القلب؟

كلنا يعلم أن من الأدوية التي تحيي القلب وتلين قسوته ذكر الموت والآخرة وغيرها من الرقائق، لكن النبي –صلى الله عليه وسلم- يصف لنا دواء جديدًا سيرًا على مبدأ التنويع، فيقول في حديث أبي الدرداء: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلنْ قلبك وتدركْ حاجتك" رواه الطبراني وحسنه الألباني.

7/ الدال على الخير يتاجر بعمل غيره:

وصية عظيمة إن عملت بها حزت قصب السبق، ادع إلى الخير يضاعف لك الأجر، بل إنك تؤجر حتى ولو لم يعمل مَنْ دعوته بدعوتك، لأن الأجر على تبليغ الدعوة لا على الثمرة والاستجابة.

وأوفر الناس حظًا في هذا الباب، الدعاة إلى الله، من العلماء العاملين والدعاة المخلصين, ومع هذا، فلا تحقر نفسك، فإنك بإمكانك أن تدعو إلى الله بكتيب أو شريط أو كلمة.

التقيت بشيخ فاضل وهو إمامٌ لأحد المركز الإسلامية في بريطانيا، يحدثني عن شاب أفريقي قدم مع والده من أوغندا إلى بريطانيا، وكان والده قسيسًا يحمل الجنسية البريطانية، وفي خضم هذه البيئة المظلمة يسلم الشاب، ويترك النصرانية التي ترعرع عليها في حضن والده, وبعد إسلامه كان يحمل هم هذا الدين والدعوة إليه, لكنه لم يكن يملك مؤهلات علمية ولا قدرات دعوية، فلجأ إلى أسلوب المراسلة، يأخذ ما تيسر من الكتيبات والنشرات التعريفية عن الإسلام، ويقوم بتوزيعها على صناديق البريد في البيوت، ويكتب على كل ظرف إذا أردت أن تعرف المزيد عن الإسلام فاتصل بي على البريد الفلاني.

يقول لي الشيخ: زرت هذا الشاب الأفريقي في بيته، فأخرج لي أعدادًا هائلة من الرسائل البريدية من المدعوين.

وفي أحد الأيام، دخل الشاب المركز، ثم خرج بسرعة، وكان يلبس بنطالاً أزرق وقميصًا أبيض، فلما أعطانا ظهره، إذا به قد كتب على قميصه من الخلف: إذا أردت أن تعرف شيئًا عن الإسلام فأوقف هذا الرجل, ويمشي في الأسواق على هذه الحالة.

بقي أن تعرفوا أيها الأحبة أن هذا الرجل الأفريقي البسيط أسلم على يديه أكثر من ثلاثة آلاف إنسان في بريطانيا.

فاللهم اهدنا واهد بنا، وأصلحنا وأصلح بنا، اللهم اجعلنا من الدعاة إلى سبيلك، واجعلنا للمتقين إمامًا.

أقول ما تسمعون وأسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

 

 

 

الحمد لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه، وصلى الله وسلم على عبده ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.

8/ سبق درهم مائة ألف درهم:

ويبين النبي السر في ذلك فيقول: "رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال فأخذ من عَرضه مائة ألف فتصدق بها" رواه النسائي عن أبي ذر وصححه الألباني.

الفائدة من الحديث أن الكيف أهم من الكم, فاحرص على إحسان العمل قلبًا وقالبًا.

قلبًا: بتصحيح النية والقصد، وتعظيم الله خوفًا ورجاءً وحبًا, وقالباً: بأن يكون العمل وفق السنة، وتكميله بالمكملات والمستحبات.

9/ استفد من فرص التعويض:

إذا فاتك الاكتتاب الأول، ولم تساهم في العمل الصالح، حاول التعويض إذا سنحت لك الفرصة.

ومن الأمثلة على ذلك ما رواه مسلم عن عمر –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل".

وروى الترمذي وصححه الألباني عن زيد بن أسلم –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "من نام عن وتره فليصل إذا أصبح".

10/ بين الشرةّ والفترة:

وأنت تساهم في العمل الصالح، قد تتعب أو تمل، فتفتر همتك، وتقل أرباحك، فهل معنى هذا أنك خسرت في مساهمتك؟

الجواب: لا، لابد أن الفتور من طبيعية النفس البشرية، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم- : (لكل عمل شرةّ، ولكل شرةَّ فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك) رواه أحمد وابن حبان عن عبد الله بن عمرو وصححه الألباني.

ومعنى قوله (إلى سنتي) لزوم الفريضة، فلا يصح أن نسمع من فلان أنه لا يصلي الفجر هذه الأيام؛ لأنه في حالة فتور، أو أنه يقع في الحرام لأنه في حالة فتور, بل هذا نذير الخطر والهلاك والله المستعان.

إذن متى ما فترت بعد النشاط، فاعلم أن الأمر طبيعي، لكن تدارك نفسك، ولا يستمرَّ بك الفتور فتخسر، وقد عاتب الله المؤمنين في تثاقلهم عن الجهاد والعمل الصالح، ودعاهم إلى المسارعة إلى الخيرات، وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يستعيذ من العجز والكسل، ويعلم أصحابه أن يستعيذوا منه صباحًا ومساءً.

والخطير في الفتور أن يستمر بالإنسان، فيمضي العمر، وتنصرم الأيام، دون إنتاجٍ ولا عملٍ نافع, فتعاهد نفسك، لئلا تدمنَ الفتور، وتنتقلَ إلى مرحلة أخطر، حيث يتمكن الداء، ويصعب الدواء؛ لأن أمراض النفس كالنبتة الصغيرة، يمكن قلعها أول الأمر بسهولة، فإذا تركت أخذت في النمو والثبات في الأرض، حتى يحتاج قلعها إلى الرجال والفؤوس.

عباد الله: اعلموا أن خير ما تساهمون فيه من العمل الصالح، هو الصلاة والسلام على نبيكم –صلى الله عليه وسلم-، ولاسيما في هذا اليوم يوم الجمعة،ومن صلى عليه صلى الله عليه عشرًا.

وقد روى أحمد والترمذي بسند حسن عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ –رضي الله عنه- أنه قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: "مَا شِئْتَ"، قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ؟ قَالَ "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ النِّصْفَ، قَالَ "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا، قَالَ "إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ".

اللهم صل وسلم، وزد وبارك وأنعم، على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأخيار، وعلى من تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار.
 

اللهم رحمة من عندك، تهدي بها قلوبنا، وتغفر بها ذنوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلم بها شعثنا، وترد بها الفتن عنا.

اللهم إنا نسألك خير المسألة وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل وخير الثواب، وخير الحياة وخير الممات، اللهم ثبتنا، وثقل ميزاننا، وحقق إيماننا، وارفع درجاتنا، وتقبل صلاتنا، واغفر خطيئاتنا.

اللهم إنا نسألك الدرجات العلى من الجنة, اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه، وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، ونسألك الدرجات العلى من الجنة, اللهم وفقنا لصالح الأعمال، ونجنا من جميع الأهوال، وآمنا من الفزع الأكبر يوم الزلزال، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.