البحث

عبارات مقترحة:

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

العزيمة والرخصة والخلاف (2) العصرانيين

العربية

المؤلف عبد العزيز بن عبد الله السويدان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. وسائل العصرانيين لجعل الإسلام موافقاً للحضارة الغربية .
  2. افتراءات أحد الدعاة العصرانيين والرد عليها .

اقتباس

إن من معالم دعوة العصرانيين المنبهرين بالحضارة الغربية تحريف الإسلام ليوافق الحضارة الغربية وقيمها، ومن أخطر وسائلهم لتحقيق ذلك خلخلة قواعد الإسلام وبنيته التحتية ومحاولة إعادة هيكلتها: أصول الفقه، أصول الحديث، بل حتى أصول العقيدة، يريدون أن يقلبوا تلك الأصول ويغيروها؛ ولذلك نراهم يحاولون جعل الآراء الشاذة وزلات العلماء أصولاً كلية تُبنى عليها الأحكام الشرعية ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

إن من معالم دعوة العصرانيين المنبهرين بالحضارة الغربية تحريف الإسلام ليوافق الحضارة الغربية وقيمها، ومن أخطر وسائلهم لتحقيق ذلك خلخلة قواعد الإسلام وبنيته التحتية ومحاولة إعادة هيكلتها: أصول الفقه، أصول الحديث، بل حتى أصول العقيدة، يريدون أن يقلبوا تلك الأصول ويغيروها؛ ولذلك نراهم يحاولون جعل الآراء الشاذة وزلات العلماء أصولاً كلية تُبنى عليها الأحكام الشرعية.

تصور موجِّهاً تربويا مشهورا، يستشهد بالقرآن والحديث، يخرج على الشباب والفتيات يريد أن يسهل عليهم أو يسهل لهم دين الله حتى يُقبِلوا عليه أكثر، والدين السهل بطبيعته لا يحتاج إلى تسهيل، فالله تعالى يقول: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج:78]، ويقول جلَّ وعلا: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة:185]، وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إني أرسلتُ بحنيفية سمحة"، وقال أيضا -عليه الصلاة والسلام-: "إن الدين يسر ولن يشادّ الدينَ أحدٌ إلا غلَبَه".

ولكن هذا المرشد أو الموجه لم يعجبه منهج السلف الصالح فهو يريد أن يسهل عليهم الدين بدعوتهم إلى المنهج الذي يتبناه هو ومَن على شاكلته، إنه يستخدم أسلوباً عجيباً يحسب أنه يحسن صنعا باستخدامه، وهو في حقيقة الأمر يؤدي إلى عكس ذلك تماماً، يؤدي إلى إيجاد تبرير شرعي ملفق يُبعدهم به عن دين الله، ويوقعهم في شبهة مريبة، وهي أن المعاصي أمرها سهل لا يستدعي التقريع، وأنها أمر طبيعي جداً ولا خوف منها!.

كيف يُثبت لهم ذلك؟ إنه يأتي لهم بأخطاء بعض الصحابة في مطلع إسلامهم خطأ تلو خطأ، من حادثة زنا، أو هفوة نظر إلى نساء، أو حادثة شرب للخمر، يجمع تلك الأخطاء المعدودة الفردية كلها ويركز عليها ويستعرضها واحداً واحداً، فلا يرون أمامهم من الصحابة إلا الأخطاء، وكأنما هي أصل أخلاقهم وديدنهم!.

ويتجاهل ذكر تقواهم، ومحاسنهم الراسية، وتضحياتهم الجسيمة، وإيمانياتهم الفريدة التي تمتلئ بها السُّنة، كتب السنة تمتلئ بتلك الصفات، بل حتى القرآن: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) [الفتح:29].

بل حتى تلك الأخطاء التي يستعرضها لا يذكرها بنصها الكامل الذي ينتهي سريعاً بالمبادرة منهم إلى التوبة النصوح، والندم، والاعتراف بالذنب، والعزم الأكيد على عدم العودة إليه؛ لا، بل كلما انتهى من ذِكر الخطأ قال: تقولون كيف الصحابة؟ أقول لهم بَشَر، أي يخطئون، يعني لا تظن الدين أمر صعب لا يمكن معه الخطأ، إذا كان الصحابة يخطئون فلماذا تستعظمون ذلك من أنفسكم؟ ويقول بلهجته: واحدة من أكبر الذنوب اللي سوناها أننا ألَّهنا الصحابة، حتى إذا قيل للواحد: يا أخي الصحابة فعلوا ذلك قال: هادول الصحابة أين نحن منه؟!.

يا إخوة: هناك فرق بين أن نكون ألَّهنا الصحابة فعلا كما يزعم، وبين كون البعض يتهربون من المسؤولية باستبعاد إمكانية تأسِّيهم بالصحابة، فبعض الناس أصلا يريدون أن يتهربوا من المسؤولية بهذه العبارة، لا أن الصحابة أُلِّهوا، ثم قال لهم: مافي فرق بينكم وبين الصحابة إلا أنهم رأوا رسول الله، وهذا هو الفرق الوحيد! أثناء هذا العرض هناك فواصل موسيقية طبعا لا بأس بها في مذهبه، ربما لأنها في تصوره موسيقى دينية هادئة، ثم قال: مافي ذنب فعله أحد منكم -ويشير إلى الحضور- إلا الصحابة فعلوه!.

هذا الآن يعظ! هذا ظنه أنه وعظ، فحتى يقرب الشباب والبنات من الدين، علما أنهم أصلا ليسو منحرفين ولا أهل مخدرات ولا موبقات، بل شباب وشابات عاديين بسطاء، يقدم لهم باقة مجموعة من الأخطاء كأنما هي الأصل في حياة الصحابة كلهم، وبالتالي لا بأس بأن تكون هي الأصل في حياة المسلمين بعدهم، وأنه لا خوف، فإن خير الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا هكذا!.

وأنا أتساءل: هل يحتاج هذا وأمثاله إلى التقليل من شأن الصحابة أو إسقاط مقامهم ومكانتهم من قلوب الناس؟ وإبعاد الشباب عن مفهوم كون الصحابة هم قدوتهم في الصلاح والإيمان والخوف من الله؟ فحتى يحظى برضاهم عن الإسلام يريد أن يصبح الصحابة قدوتهم في المعاصي!.

ثم استدار في حديثه عن خصومه من الملتزمين بالسنة الذين ينصحونه وينكرون عليه منهجه، متى استدار في حديثه إليهم لما تناول موضوع إبليس وكِبْر إبليس الذي كان يوم ما كما يُزعم من عباد الله المقربين -يعني كان من أقرب الملائكة- هكذا يقول للشباب والشابات وهو يراوح على المسرح! إبليس كان من أقرب الملائكة! كيف جعل إبليس من الملائكة؟ لا أدري! يقول هذا الكبر الذي عند إبليس هو فِكْر عدد من الناس اللي يعتقدوا أنهم ملتزمين ومتدين -حسب عبارته- يقول: اللحظة اللي يعتقد فيها المتدين أنه خير من أحد فقد هلك!.

طيب هذا بين المسلمين إذا ظن المسلم أنه أفضل من أخيه المسلم، طيب لو كان غير مسلم؟! قال: حتى الكافر ماهو أفضل منك! وجاء بكلام أصله صوفي وقال: لأن الكافر لا تدري يختم له بماذا، ويختم لك بماذا. قد تكفر قبل موتك، وقد يسلم قبل موته! سبحان الله! ومن قال إن المقصود هو القطع لكيفية الموت أو دخول الجنة، الكلام عن وضعك الآن أنت كمسلم من حيث العلاقة بالله تعالى أفضل من الكافر أم لا؟ أما إذا قلت لا تدري فهذه مصيبة، وأما إذا كنت تقول: لا لست أفضل منه فهذه طامة وخلل عقدي، ففي صريح القرآن يقول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) [البينة:6-7].

الكافر المشرك عدو الله تشكك في كونك أيها المسلم الموحد أحسن منه؟! أعوذ بالله من هذا الجهل والضلال، أين قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تبدؤوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيق الطريق"، أين قول عمر في المشركين: "لا أُكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله".

أين أحكام أهل الذمة في تميُّز المسلمين عن المشركين في اللباس؟ أين قوله تعالى: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [المائدة:54]، يا أخي! حتى مشية الكبر التي توعد الله فاعلها بالعقوبة رضيها سبحانه للمسلم أمام الكافر، قبيل غزوة أحد نظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي دجانة وهو مختال في مشيته بين الصفين فقال: "إنها مشيئة يبغضها الله، إلا في هذا الموضع". نحن لا نتكلم عن المصير الغيبي -نسأل الله حسن الختام-، نحن نتكلم عن الواقع الآن.

بل إنه راح يقول مستشهداً بكتاب: "الحِكَم العطائية"، وهو كتاب يدور في مجمله على عقائد غلاة الصوفية الفاسدة، بل إن مؤلفه تاج الدين بن عطاء هو الذي افترى على شيخ الإسلام بن تيمية وتسبب في سجنه في مصر ظلماً وعدواناً، يقول: رب ذنب أورث ذلاً وانكساراً، خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً. طبعا هذا الكلام له وجه من الصحة، لكنه بالغ في المعنى لما راح يشرح لهم هذه العبارة وهو يقول: يعني إنك تجلس طول الليل تذنب وترتكب معصية بعدين تأتي ثاني يوم منكسر لله وتبكي وحاسس إنك ذليل أمامه، خير من إنك تجلس طول الليل قائم الليل وتستيقظ وتعتقد أنك خير البشر.

طبعاً كلامه هذا يشجعهم على ماذا؟! على الخوف من الله! إما على الجرأة على معصيته: اعصي ربك طول الليل ثم انكسر في النهار وانتهى ولا بأس عليك! يعني على الأقل لو عقب بقوله لكن الأفضل يا شباب أن تقوموا لله بالليل، وتستغفروه بالأسحار، يعني من باب التشجيع على طاعة الله، مع الانكسار، كان هذا معقولا، لكن يشجعهم على ترتيب ارتكاب المعاصي طوال الليل ابتداء، والانكسار والندم لليوم التالي! هذا تماما ما سيفعله الشاب البسيط.

هذا هو المنهج الأعوج الذي يتخذه هذا الصنف من المرشدين الجدد، يأتي على حديث في السنة فيستنبط منه مفاهيم عجيبة لا يمكن أن يعنيها الحديث، لكن طبيعة منهجه هكذا، يفتش في الأحاديث عن الشبهات والأخطاء، ولعلي أضرب مثلا آخر لمنهجه: أخذ بسرد حديث لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في صحيح مسلم -طبعا بلهجته العامية-: وفي الحديث قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عندي انقلب ووضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجلي، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج.

قالت: فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره -يعني خرجت خلفه تتبعه رضي الله عنها- أتدرون بماذا علق عند ذلك؟ أتدرون ما الذي أرد أن يلقنه للحاضرين؟ أنها رضي الله عنها لما خرجت في الليل لم تنس حجابها! لا إنها جعلت درعها على رأسها واختمرت وتقنعت دليل على شدة حرصها على الستر الكامل، لا، هيهات! قال: مستهزئاً بقول جماهير العلماء المانع للمرأة الخروج إلا بإذن زوجها: كيف تخرج من البيت بغير إذن زوجها؟ و...و...و...؟ يستهزئ بأقوال العلماء.

إنه ليس جاهلا فحسب، بل ومتكبرا، لأنه لا يأبه بآراء كبار أهل العلم قديماً وحديثاً الذين يحرِّمون خروج المرأة إلا بأذن زوجها، أو ما اتفق عليه سواء من الحاجات التي تستدعي خروجها فلا تحتاج للاستئذان لها كل مرة، وإنما خرجت -رضي الله عنها- متقولة أنها إنما خرجت مع زوجها -صلى الله عليه وسلم- تتبعه من ورائه، ولذلك هي -رضي الله عنها- استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإفك قائلة له: أتأذن لي أن أأتي والديَّ؟.

وفي حديث الترمذي وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم."، قال ابن تيمية تعليقا على الحديث: المرأة عند زوجها تشبه الرقيق الأسير، فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه.

أسأل الله تعالى أن يقينا شبهات المبطلين، ويثبتنا على الحق أجمعين، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فإن من منهج العصريين الموافق للفكر الغربي تجاهل الجهاد في سبيل الله، الجهاد على أصوله الصحيحة، ولذلك نرى هذا المرشد العصراني من فرط استنكاره لأي شكل من أشكال العنف حتى على الكافر المعتدي يأتي بخلل عقدي آخر حين قال: نصرة الإسلام أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما كانت في مقتل أبي جهل. يعني عندما قتل أبي جهل لم يكن نصراً للإسلام! المسلمون كانوا ها ينتصروا، ها ينتصروا، مات أبو جهل أو لا! ثم أتى بطامته وقال: لو ما مات أبو جهل كان ظل عام الفتح هو وأبو سفيان وبرضه كان خضعوا صح ولا لاء؟ كان بقي إلى يوم الفتح وبرضه خضع صح.. ولا.. لاء؟ وأنا أقول له بلهجته: لا مو صح!.

لكن هكذا تفعل الفلسفة في صاحبها، تجعله يهذي بلا عقل، تستدرك على قدر الله، تقول برضه خطأ! هل تعلم الغيب؟ وتستدرك على دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أبي جهل ذاته وغيره من الكفَرة بالهلاك! كيف تقول عن أبي جهل: وبرضه كان خضع. وقد دعا النبي عليه بالهلاك؟!.

في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: استقبل النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏الكعبة ‏ ‏فدعا على نفر من ‏ ‏قريش ‏ ‏على ‏ ‏شيبة بن ربيعة ‏ ‏وعتبة بن ربيعة ‏ ‏والوليد بن عتبة ‏ ‏وأبي جهل بن هشام. يقول ابن مسعود: ‏فأشهد بالله أني رأيتهم صرعى قد غيَّرَتْهُم الشمس، وكان يوما حارا. يقرن بين دعاء النبي وبين مقتلهم، نعم أبو جهل يدعو النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه بالموت قبل أن يقتل في بدر، وهذا يقول عنه برضه كان خطأ!.

أسأل الله تعالى أن يعافيني مما ابتلى به كثيراً من خلقه، ولعنا نذكر منهج السلف أمام هذه المتغيرات في مقام آخر لاحق إن شاء الله تعالى.