المعطي
كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...
العربية
المؤلف | إبراهيم بن محمد الحقيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إن النصوص القرآنية الآنف ذكرها تقرر أن الأصل في الوجود البشري هو الجنس الذكري ومن ثم خلقت المرأة من الرجل،فالرجل أصل المرأة ،والمرأة فرع عنه، وهي جزء منه،والفرع لا يكون مثل الأصل،فضلا عن أن يكون أعلى منه00وهذه الحقيقة التي قررها القرآن لا ترضي الملاحدة ومن وافقهم في زعمهم القاضي بالمساواة بين الجنسين00حتى بلغوا ما بلغوا في إلحادهم بزعمهم إلغاء تقسيم الرب جل جلاله الجنس البشري إلى ذكر وأنثى00وإباحة تغيير خلق الله تعالى باسترجال النساء وتأنيث الرجال00واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء00نعوذ بالله من الهوى والردى،والتعدي على ربوبية الرب الأعلى0
الحمد الله،خالق الخلق ، ومالك الملك، ومدبر الأمر،أحمده كما ينبغي له أن يحمد، وأشكره فهو أحق أن يشكر،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛كل الخلق طوع أمره ، خاضعون لحكمه، سبحانه وبحمده (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [آل عمران: من الآية83] (وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) [الروم:26].
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه،اصطفاه الله على العالمين، فجعله خاتم الأنبياء والمرسلين،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأوصيكم - أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل ،فاتقوه حق التقوى، واستمسكوا بما أنزل من العلم والهدى، واعلموا أنه لا نجاة في الدنيا ولا فوز في الآخرة إلا بتعظيم أمر الله تعالى، والتزام شريعته،وطاعة رسله (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: من الآية63] (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) [الأحزاب:36] أيها الناس:من سنن الله تعالى في خلقه:أن جعل كل نوع من مخلوقاته في الأرض شطرين ؛ فشطر ذكور والشطر الآخر إناث، من إنس وجن وحيوان وطير وحشرات ونبات وغيرذلك.. بل جاء في القرآن ما يدل على أن هذه السنة الربانية، وذلك القانون الإلهي عام في كل شيء (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات:49] وهذا التقسيم هو من الأدلة على ربوبية الله عز وجل ووحدانيته؛ ولذا جاء الاستدلال به في معرض الرد على المشركين (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) كما استدل به على البعث والنشور (أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) [القيامة:36-39] ومن هذين الزوجين من كل جنس يكون التناسل والتكاثر عبر الاتصال والتزاوج،وفي ما يخص بني آدم قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) [الحجرات: من الآية13] والأصل في هذا الخلق الرجل،ثم خلقت الأنثى منه كما بينه قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) [النساء: من الآية1] وفي آية الأعراف (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) [الأعراف: من الآية189] وفي النساء (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) [النساء: من الآية1].
فهذا البيان العظيم من حكيم حميد يبين لنا كيف وجد البشر.. ويكشف عن الأصل الذي تناسلوا منه .. وهذه حقيقة بدهية عند كثير من المسلمين ؛إذ هم يتلقونها عن كتاب الله تعالى مباشرة صغارا وكبارا, رجالا ونساء، وهي من الوضوح بما لا يحيج المتلقين عن كتاب الله تعالى إلى تفسيرها أو مراجعة أحد في فهمها ولقائل أن يقول:فلماذا إذا تذكر في هذا الوقت ويتم التأكيد عليها بسرد الآيات التي تدل عليها؟
إننا – أيها الإخوة – في زمن صارت فيه الحقائق أوهاما، وأضحت الثوابت ظنونا.. وقلب الحق باطلا..بسبب الدعايات الإعلامية الكاذبة ..المؤيدة بالقوى الإلحادية الظالمة المستكبرة.. التي تفرض رؤيتها الإلحادية الشاذة للحياة الدنيا وللبشر على كافة الشعوب والأمم..ومع كثرة الطرق الإعلامي، والضغوط الاقتصادية والسياسية، والتخويف بالقوة العسكرية تتغير كثير من القناعات تأثرا بتلك الأطروحات الآثمة، أو مسايرة للواقع الضاغط على الإسلام وشريعته.
إن النصوص القرآنية الآنف ذكرها تقرر أن الأصل في الوجود البشري هو الجنس الذكري ومن ثم خلقت المرأة من الرجل،فالرجل أصل المرأة ،والمرأة فرع عنه، وهي جزء منه،والفرع لا يكون مثل الأصل،فضلا عن أن يكون أعلى منه.. وهذه الحقيقة التي قررها القرآن لا ترضي الملاحدة ومن وافقهم في زعمهم القاضي بالمساواة بين الجنسين.. حتى بلغوا ما بلغوا في إلحادهم بزعمهم إلغاء تقسيم الرب جل جلاله الجنس البشري إلى ذكر وأنثى.. وإباحة تغيير خلق الله تعالى باسترجال النساء وتأنيث الرجال.. واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء.. نعوذ بالله من الهوى والردى،والتعدي على ربوبية الرب الأعلى.
إن الله عز وجل هو خالق الخلق،ومقسم البشر إلى ذكر وأنثى،وهو الذي يصطفي من عباده من يشاء أفرادا كالأنبياء, وقبائل كقريش،وجنسا كالعرب،وليس لأحد من خلقه أن يعترض على ذلك وإلا لكان منازعا لله تعالى في ربوبيته وخلقه وحكمه (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [القصص:68] وقد خلق جل في علاه جنس الرجال وخلق جنس النساء من ضلع أول رجل خلقه، وفضل الرجال على النساء؛ فجعل النبوة فيهم ولا نبوة في النساء (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) [يوسف: من الآية109] والولاية العامة،والنيابة عنها،كالقضاء والوزارة وغيرها لا تكون إلا للرجال دون النساء، ولا يعرف خلاف ذلك في الفقه الإسلامي إلا شذوذا لا يعتد به،اجتره بعض المفتونين بالحضارة المعاصرة ؛ليجعلوه حجة على النصوص المعصومة الواضحة ؛وقد قال المبلغ عن الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال : "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"
والمرأة لا تملك ولايتها على نفسها في النكاح فلا تنكح إلا بوليها فهو الذي يتولى ذلك وإن كان الأمر يخصها،فكيف إذا بولايتها على غيرها !! وطلاقها ليس بيدها بل هو في يد من يملك عصمتها وهو زوجها،
وأولادها في تسميتهم لا ينسبون إلى قبيلتها وإن كانت هي الحامل والمرضع والحاضن؛ولو كانت بنت الأشرفين وزوجها ابن الأرذلين؛ بل ينسبون إلى أبيهم ولو كان فاسقا فاجرا ،ولو كان كافرا ولو لم يؤد حقوقها عليه.
وللذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث،وشهادة الرجل عن شهادة امرأتين (فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) [البقرة: من الآية282] وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء ناقصات عقل ودين، ولم يقل ذلك في الرجال.
واطلع عليه الصلاة والسلام في النار قال: "فرأيت أكثر أهلها النساء" متفق عليه ، ولا ذكر ذلك في حق الرجال.
والمولود الذكر يعق عنه بشاتين،والأنثى بشاة واحدة،ودية المرأة نصف دية الرجل.
والمرأة قد وضع عنها الجهاد لضعفها وعجزها وشدة عاطفتها وغاية جهادها الحج والعمرة , والجمع والجماعات والنداء للصلاة كل ذلك من خصائص الرجال دون النساء.
والرجل يسافر متى شاء , وأما المرأة فلا يحل لها أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمرأة عورة والرجل ليس كذلك, والبنات ابتلاء يبتلي الله تعالى به من شاء من الآباء؛لضعفهن وحاجتهن لمن يقوم بشؤونهن ؛ولذلك رتب على رعايتهن من الأجور للأباء مالم يرتب على رعاية الذكور من الأولاد ؛ كما روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار" فجعلهن النبي صلى الله عليه وسلم من جملة ما يبتلى به الآباء ولم يرد ذلك في حق الأبناء.
وروى مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه" .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة، فقال رجل من بعض القوم :وثنتين يا رسول الله ،قال :وثنتين" رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد .
والزوج قائم على زوجته لاخروج لها عن أمره إلا إذا أمرها بمعصية الله تعالى وإذا أرضت المرأة زوجها فقد أرضت ربها وإذا أغضبته أغضبت ربها ومن أسباب دخولها الجنة طاعتها لزوجها.
وهذا القيام الذي اختص الله تعالى به الرجال دون النساء بين القرآن أن علته تفضيل جنس الرجال على جنس النساء (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) [النساء: من الآية34] وفي آية أخرى ذكر الله عز وجل أحكام الطلاق ؛وقرر سبحانه أن الرجل إذا طلق زوجته فله مراجعتها بلا اختيارها مادامت في العدة ثم ختم ذلك بقوله عز من قائل (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: من الآية228] وقد أقر الله عز وجل مقولة امرأة عمران حين رزقت بمريم عليها السلام ، وقللت من شأن الأنثى إزاء الذكر، وأنزل الله هذا الإخبار منها قرآنا يتلى ما دامت الدنيا (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: من الآية36].
أفبعد هذه النصوص القرآنية المحكمة التي يجب الوقوف عندها، والتحاكم إليها ؛يأتي أفاكون منافقون، أو أغرار جاهلون؛أو جبناء مخذولون ليقولوا لنا:إن الذكر كالأنثى ولافرق ويصدقهم مسلمون خاضعون لله تعالى، يتلون كتابه ،ويجدون فيه هذه المفاضلة بين الجنسين ،والفروقات الكثيرة بينهما,أهم أعلم أم الله الذي خلق الخلق ودبرهم؟!
وشرع لهم شرائع تتناسب وسننه الكونية في الأنفس والآفاق فمن انحرف عنها فهو يجني على نفسه، وإن نشر انحرافه في الناس جنى عليهم،فإن كان الانحراف عن شريعة الله تعالى يقنن عالميا،ويفرض على البشر بالقوة، فويل لمن فعل ذلك،وويل لمن وافقهم في ضلالهم ولمن حرف شريعة الله تعالى لتوائم إلحادهم ويل لهم في الدنيا من عقوبات عاجلة ظهر بعضها في أمراض فتاكة ،وعذاب الآخرة أخزى وهم لاينصرون نسأل الله تعالى أن يحفظنا والمسلمين من موجبات سخطه،ونسأله الثبات على الإسلام إلى الممات ,آمين يا رب العالمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك:14].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ،الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله - عباد الله-وأطيعوه واحذروه (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [البقرة: من الآية223] أيها المسلمون:إن قضية تفضيل الرجال على النساء في الجملة،هي قضية مسلمة شرعا،لا يجادل فيها إلا مكابر يماري في كتاب الله تعالى،ولا ينكرها إلا مجازف بتكذيب آي القرآن،ورد السنة النبوية.
ولا يمنع من تقرير ذلك أن يوجد من آحاد النساء من هن أفضل من كثير من الرجال، بل إن المرأة المسلمة الطائعة لربها المحصنة لفرجها هي خير عند الله تعالى من أمة كاملة من الكفرة والمنافقين.
وهذا التفضيل لجنس الرجال على جنس النساء يجب أن يرضى به كلا الجنسين؛لأنه حكم الله تعالى؛والمشاقة فيه مشاقة لله تعالى في أحكامه،ومن اعترض على ذلك فيلزمه الاعتراض على اصطفاء الأنبياء على سائر الرجال وهم من جنس واحد ؛ليكون في عداد المشركين الذين قالوا: (لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ) [الأنعام: من الآية124] فرد الله تعالى عليهم بقوله عز وجل: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) [الأنعام: من الآية124] والنبوة لا تكتسب بل هي اصطفاء واختيار من الله تعالى .
بل لا يجوز للمرأة أن تتمنى منزلة الرجل أو عمله ولما قالت أم سلمة رضي الله عنها: يا رسول الله ، يغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث أنزل الله عز وجل (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) [النساء:32].
فإذا نهي عن مجرد تمني أحد الجنسين منزلة الجنس الآخر فكيف إذا بمن ينازع الله تعالى في ربوبيته ،ويرد حكمه وينفي حكمته ؛بتقرير المساواة بين الرجل والمرأة؛موافقة لأهل الإلحاد في إلحادهم؟!وأي إسلام يدعيه من تلطخ بهذا الإثم المبين ، وما أكثر من يصيحون بذلك وهم لا يدركون مغبة ما يفعلون،نسأل الله تعالى الهداية والعصمة .
أيها المسلمون:احتفل المفسدون في الأرض قبل ثلاثة أيام باليوم العالمي للمرأة، وتنادوا من كل حدب وصوب ،ورفعوا عقيرتهم في مشارق الأرض ومغاربها مطالبين برفع وصاية الرجال عن النساء في البلاد المسلمة ، في الوقت الذي تنشر فيه صحفهم الفاجرة إحصائيات مخيفة عن واقع الأسرة في البلاد الغربية بعد رفع وصاية الرجل عنها،وإحصائيات أخرى عن تزايد العنف الأسري لديهم وفي بلاد التنوير الحديث، وثورة الحرية المعاصرة تفيد تقاريرهم أن رجالهم المتحررين يضربون نساءهم المتحررات ضرب غرائب الإبل ،فأي حياة يعيشونها؟وأي استقرار أسري يهنأون به؟ كما تفيد تقاريرهم بأن الفقر قد تأنث بنسبة الثلثين ،أي أن سبعين في المئة من الفقر العالم هو من نصيب النساء وهذا ليس بمستغرب عند من يعرف حق المعرفة طبيعة الرجل وطبيعة المرأة وما كان البشر يحسبون إحصائيات الفقر والغنى بهذه الطريقة الفردية الغريبة إلا لما فصلوا المرأة عن الرجل في تكوين الأسرة ثم هاهم يشتكون الأرقام المرعبة التي تثبت فقر النساء لصالح الرجال.
فاستمسكوا بدينكم أيها المسلمون،وربوا عليه أبناءكم وبناتكم،وأخبروهم بحكم الله تعالى في الرجال والنساء؛فإن هذه الدعوات الوافدة الآثمة لا يبطلها إلا التمسك بالشريعة الغراء،وقناعة المسلمين بها رجالا ونساء؛لقطع الطريق على كل ناعق وناعقة ،ومفسد ومفسدة ،يريدون تبديل كلام الله تعالى ،وتعطيل شريعته واستبدالها بالمناهج المنحرفة التي ما أنتجت في بلاد الكافرين إلا هدم أسرهم ،وتدمير بيوتهم، وضياع نسائهم .
وصلوا وسلموا....