الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
العربية
المؤلف | الشيخ د عبدالرحمن السديس |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المعاملات |
والنّداءُ الجهوريّ موجَّهٌ للمسلمِينَ كافّة، ولذَوِي اليسار خاصّة، إلى إحياءِ سنّة الوقف، وأن لا يستقلَّ المسلم ما يوقِفه في الخير ولو كان سَهمًا واحدًا يرجو برَّه وذخره عند الله، لا سيّما مع حاجَةِ الأمّة الماسّة إلى تفعيل مصادِرِ تنميَتِها، وقوّةِ اقتصادها، وتنميَةِ مواردها، بما يحقِّق مصالحَ البلاد والعباد، ولما فيه عِزّ الإسلام وصلاح المسلمين ..
أما بعد: فيا عبادَ الله، مِلاكُ الوصايا لبلوغ الطِّلابِ والآراب، المنجِحَةِ للمساعي والرِّغاب، تقوى الإله اللّطيف الوهاب، ألا فاتقوا الله -رحمكم الله- (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) [البقرة: 197].
أيّها المسلمون: دُروجًا في مِهاد الرحمة الدّفّاقة والإحسان، ومَشارِع البر الهتّان، وعروجًا في مداراتِ الشَّرَف مديدِ الباع، والأجرِ المذخور دون نكث وانقطاع، والذكر الحسن السامي الذي ليس له اتِّضاع، بل قد عبق رَيَّاه وضاع، نلفي شريعتَنا الغراء قد جاءت بمجموع ذلك وربت يقينًا، فوشَّتِ التأريخ والحضارات [تخويفًا] وتزيينًا، ولات حين يحسن الإيماء والتلميح أو يغنينا، ودونكم -يا رعاكم الله- أوثق البراهين تنوهيًا وتبسيطًا وتعيينًا.
معاشر المسلمين: لقد خوّل الباري -سبحانه وتعالى- عبادَه صنوفَ الأموال، وارتضى لهم في إنفاقِها بعد الفرائض أسمى رُتَب الكمال التي تنتظِم بها الأحوال، وتنكشِف جَرّاءَها الأوجال، وتَلهَج بحميد مآثِرِها الأجيال، في هذه الحياة الدّنيا ويوم المآل، وما تلكم -وايمُ الله- إلا مفخرةٌ من مفاخر رسالتنا، ومأثَرَة من مآثر شريعتنا، ورائعة من روائِعِ حضارتنا، تُترجم عنها بجلاءٍ سنّةُ الأوقاف التي حبَسَها الأخيار على وجوه البرِّ وعرّفوها، وحَدّوا لها شروطًا ووصفوها؛ لتؤولَ مفيضةَ التأثير، مصونةً في التثمير، مأمونة عن كل يدٍ عابثة تُبير.
تلكم الأوقاف هي الصدقات الجاريَات الباقيات بين يدَي مُهور الحورِ، والنفقاتُ الخالِدات لبحور الأجور، وأصل هذه الصدقة الجارية، والمنّة الوالِية، قولُه -جل شأنه-: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: 92]، وقولُه: "إذا مات ابن آدم انقطَعَ عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" أخرجه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة.
أخي المسلم الموفَّق: وممّا برَّز هامَ الدهر إحسانًا وإشراقًا، ومرحمة وائتلاقًا، ما رواه البخاري من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أصاب عمر بخيبرَ أرضًا، فأتى النبيَّ فقال: أصبتُ أرضًا لم أصب مالا قطّ أنفَس منه، فما تأمرني به؟ قال: "إن شئتَ حبّستَ أصلَها وتصدّقت بها"، فتصدق بها عمر، أنه لا يُباع أصلها، ولا يوهَب، ولا يورَث، في الفقراء والقربى والرقاب وفي سبيل الله والضعيف وابن السبيل.
كذلك وقف عثمان بن عفان رضي الله عنه بئر رومة على المسلمين، وله بها خير منها في جنة ربِّ العالمين، صح ذلك عند ابن خزيمةَ والدارقطني وغيرهما.
ومن بديعِ ما وُقف من لَدُن سخيٍّ عند مراضِي الله وَقَف ما رواه البخاريّ عن أنس -رضي الله عنه- قال: لما نزلت: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) جاء أبو طلحةَ إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، الله تعالى يقول: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، وإنّ أحبَّ أموالي إلي "بيرحاء"، فهي إلى الله وإلى رسوله ، أرجو بِرَّها وذخرها، فضعها -يا رسول الله- حيث أراك الله، فقال : "بخٍ بخٍ يا أبا طلحة! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح".
وهكذا تنافَست طلائعُ الصّحب الأخيار، لإحرازِ قصَب السبق في أنفسِ مضمار؛ يرجون البر الدَّارّ، في كلّ كبدٍ رَطبة ودار، حيث يمَّمَ الإحسان ودار، فعن جابر قال: ما بقي أحدٌ من أصحاب النبيِّ له مَقدرة إلا وقَف.
قال الموفّق ابن قدامة -رحمه الله-: والوقف مستحبّ، ومعناه تحبيسُ الأصل، وتسبيل الثّمَرة، وهو نَوعان: وقف عامّ، ووقف ذُرّيّ. أي: خاصّ على الذرية.
مبرّاتُ أوقـافِ الأولى قصدوا إلى | معانٍ مِنَ الإحسان جلَّتْ عَن الحصْرِ |
إخوة العقيدة: ومنذ ذَيَّاك العصر الذهبيّ المجيد، وعطائه الثرِّ المديد، ورسالةُ الأوقاف تستنفر في الأمّةِ كمائن الإحسان المستطاع، ومذخورَ البذلِ المُمرَاع، في كريمِ مَهَزّة واندفاع، فأمست ولا زالت أوقافُ المعروفِ مصدرًا ثجَّاجًا بالرَّحمات، ويَنبوعًا سكوبًا بالبركات، وسَلسالاً ما أعذبه بالخيرات، فكم رَفَت الأوقافُ عَوَزَ المملِقين وشفت، ورأبت صدعَ المفؤودين وكفت، وآست سقام المتَطبِّبين وعفَت، كم مِن أسرٍ وأفراد [حرقتهم] الفاقةُ أعادَت الأوقاف لهم النضارةَ، وكستهم حُلل العيش الكريم بجدارةٍ، دون ملالَة أو خدش للمشاعر والكرامة.
أما تعطَّلت منافع، وانقَطعت مصالح، وتوقّفَت مشروعات خيرٍ في الأمة، بسبب شحِّ الموارد، والأزمات المالية؟! أما أزكتِ الأوقافُ المباركات القِيَم الدينيّة والروحية والخُلُقية عبرَ أوقاف المساجد والمعاهد والجامعات والمشافي والمصَحّات والمبَرّات التي آستِ الكُلومَ، ونفَّست تباريح الهموم؟! أما يسَّرت خزائنُ العلوم وذخائر المعرِفة للأساطين النابِغين، [والأفذاذ] النابهين، الوصولَ إلى زُبى المراتب العلمية، وقُنَن المنازل الاجتماعية؟! بلى لعَمرُ الحقّ بلى!.
إنه مقتضى قوله: "إن مما يلحق المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته علمًا علّمه ونشره، أو ولدًا صالحًا تركه، أو مصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحّته وحياته تلحَقه من بعد موته" أخرجه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه.
فاصنَعُوا البرَّ مُنعِمِيـن وجـودوا | أيُّها القادِرونَ قبلَ السؤالِ |
لانتِشارِ العلومِ أو لانطـواءِ الــ | بؤسِ والشَـرِّ أو لترفيـهِ حـالِ |
إخوة الإيمان: ولما استأثرت الأوقاف في شريعتِنا الغرّاء بمنزلة قعساء ومَهابة، ولما تبوَّأته من ذُخرِ الأجر فكانت موئِلاً للمحسنين ومثابة، وهفا المُحِبّ لأن تخطُوَ خطواتٍ مسدَّدَة وثّابة، كان لزامًا في عصرنا الحديث -عصرِ الوفرة الماليّة، والوثبة الاقتصادية، والنهضة الحضارية، والثورَةِ التقانية- مِن إحياء سنّة الأوقاف الحميدة، وفقَ المقاصد المتجسِّدَة الرّشيدة، وإمعانِ النظر في مصالحها، واعتبارِ مناجِحها، والتعريفِ بِعظيم أثَرِها على رَفاه الأفراد وتنميةِ المجتمعات، وعظيمِ ذخرها في الحياة وبعد الممات.
يرفُد ذلك تنميةُ مواردها المادية في مشاريع إنمائية تنهض بازدهاء رَيع الوقف وغِلاله وتثميرها، ولا تَني في تطويرِها وتعميرِها؛ كي تُنتَشَل حقيقةُ الأوقاف مِن عُقُل الفهوم التقليدية الرتيبة، إلى الميادين الزاخرة الرحيبة؛ حتى تستأنِف الأوقاف مَثَلَها الشّرود في رِيادة حضارةِ الأمة الإسلامية والخيريّة والاقتصادية، يمهر ما سلف الحرصُ الأكيد على جوهر ما قصده الواقِف ورجاه من ثباتِ الأجور، دون البِلى والدثور.
أمّةَ الإسلام: ومِن مجال الأوقاف الماسّة التي تهمي عوارِفها، ويَسُرّ الأمّةَ واقِفها، دعمُ مجالاتِ الدعوة الإسلاميّة، ومجابهةُ ما يتعرض له الإسلام اليوم من مؤامراتٍ باغية طغت وما زالت، وطمسُ الأباطيل والفِرى التي تنال القرآن الكريم، والجنابَ المحمديّ وما دالت.
ودعمُ الهيئات الإِغاثية وجمعيّات تحفيظ القرآن الكريم الخيريّة وتحبيسُ الوقوفِ على أقسامِ المشافي الطبية، كأقسام مرض الكلى وسواه، وأنواع الإعاقة ونحوها، كذلك الإعلام الإسلامي لإيجاد قنوات إسلامية فضائية مستقِلّة، تُعلن للعالم أجمع وسطيّةَ الإسلام وجلاله ويسرَه وجماله وسماحتَه وكماله، وتسعى حثيثًا لحلِّ قضايا الأمة المهمّة كقضايا الشّباب والمرأة والفضِيلَة والفَقر والبطالة والأمن والسلام، وتَدُكّ قنوات الشرور والرّذيلة والآثام.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: فرسالةُ الإسلام روحُ العالم ونورُه وحياته، فأيّ صلاحٍ للعالم إذا عَدِم الروحَ والحياة والنور؟! اهـ. وكذا الأوقاف على العِلم وطلاّبه، والمعرفة وشُداتها، وطباعة ونشر كتب العلم الموثوقة، وأن توليَ المؤسسات الوقفية العنايةَ المتعلقة بالبحث العلميِّ الرائِد في المدارس والمعاهد والجامعات والمكتبات العلمية ومراكز البحث العلميّ وإحياء التراث الإسلاميّ، في جمع رشيد بين الأصالة والمعاصرة، بحسبان ذلك مسرَى الأمة إلى آفاق الاستعلاء والازدهار، واستشرافِ مستقبل العز والنصر والأمن والاستقرار.
للمسلمين على نزورَة وَفْرهم | كَنْزٌ يَفيضُ غِنَىً من الأوقافِ |
كنْزٌ لو استَشْفَوا به مِن دائهم | [لَتَوَجّروا] منه الدَّواءَ الشافي |
ولو ارتقَوا بجناحه في عصرِهم | لأطـارَهم بقوادمٍ وخَوَافِي |
هذا، وأن لاَ تستكثرَ الأمة البارّةُ العَطوف، جمَّ البرور والوقوف، بِشتى التراتيبِ والصنوف، في سبيلِ عِزة دينها وظهورِه، ونشرِ هوادِيه ونورِه، ويومئذ تتدفَّق سُيُوب الأوقاف -ويا حسنها- من منابعها، وتتفتَّح سنابِل خيرها عن قنابِعِها، فيسقي أكرمُ الآباء أبَرَّ الأبناء عَذبَ رحيقها، ويحمد المسلمون جميعًا ساطِعَ بريقها، يقول سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) [يس: 12]، قال أهل العلم: ومن آثارهم، الوقف بعد مماتهم.
والنّداءُ الجهوريّ موجَّهٌ للمسلمِينَ كافّة، ولذَوِي اليسار خاصّة، إلى إحياءِ سنّة الوقف، وأن لا يستقلَّ المسلم ما يوقِفه في الخير ولو كان سَهمًا واحدًا يرجو برَّه وذخره عند الله، لا سيّما مع حاجَةِ الأمّة الماسّة إلى تفعيل مصادِرِ تنميَتِها، وقوّةِ اقتصادها، وتنميَةِ مواردها، بما يحقِّق مصالحَ البلاد والعباد، ولما فيه عِزّ الإسلام وصلاح المسلمين.
ألا أسبَغ الله على الواقفين سُيُوب غفرانه، ورحمتِه ورضوانه! آمين. لا أرضـى بواحدةٍ حتى أضيـفَ لها ألفًـا، فلعلّـه دعـاءٌ صـادقٌ صادَفَ الإجابةَ وألفـى، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].
بارَك الله لي ولكم في القرآن، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الهدى والبيان، ورَزَقَنا التمسّكَ بسنة المصطفى من ولد عدنان، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافّة المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
نحمَد الله حمدًا كثيرًا يتعاقب ويتوالى، ونشكره على ما يسَّر من القُرُبات منالاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نعقِد عليها مَقصِدًا ومَقالاً، وأشهد أن نبيَّنا محمّدًا خير من وقف لله تعالى، صلّى الله وسلّم وبارك عليه صلاةً تدوم بُكَرًا وآصالاً، وعلى آله وصحبه الذين شرُفت بهم الأوقاتُ رِفعة وجلالاً، وعلى من تبعهم بإحسان لا يبغي عنهم حولاً وانتقالاً.
أما بعد: فيا أيّها المسلمون، اتقوا الله العزيزَ الغفور، وازدَلِفوا إليه بالصّالحات والبُرور؛ تأمنوا أهوال القبور، وكُرَب النشور، وتفوزوا -يا لهنائكم!- بالرضا والحبور.
إخوة الإيمان، ولكي نُغالي بمعالِم الأوقاف أن تقوَى أو تزيد، ونسعى في تأثيرها بالثواب المزيد، والنفع المديد، لزم أن يُرتَادَ لنظارتها من ترجَّحَ صلاحُه، وغَلَب فلاحُه، وكان حليفَ نظَرٍ ثاقب، وتهمُّم لبلوغِ أزكى المآثر والمناقب، ميمونًا نظرًا وتصرُّفًا، مأمونًا نزاهة وتعفُّفًا، مِلءُ بروده أن النظارة الحقة هي التي تراقِبُ الله وتخشاه، وتتَّقيه حقَّ تقواه، بريدٌ لتحقيق مصالح الوقفِ وتكميلها، ودفع المفاسِدِ عنه وتقليلها، وأما مَن سعى في تبطيل الوقف إلى أبَدٍ، أو تَعطيله إلى أمَد، وحرَم الموقوفَ عليهم الثمرة والانتفاع، فقد كبا وما رشَد، ونَزَع عن الدواءِ الأسَدّ.
ألا فاتقوا الله يا نُظَّار الأوقاف، يا منِ ائتُمِنتم على رعايتها والحفاظ عليها، والحذرَ الحذرَ مِن التساهل فيها مهما كانت المسوِّغات والتبريرات! فالله سبحانَه وتعالى يقول: (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ) [البقرة:283]، والمؤمَّل في الأحبّة النظارِ، بذلُ النفيس والنُّضَار، في تنفِيذ وتحقيق شروطِ الواقف، وإقامة ضوابط الوقفِ وتعمير أصوله، واستثمارِ محصولِه، والسلوك بالمستفيدين ما يوجِب لهم الإكرام والإنعامَ، وأخذهم بطرائق الرحمة وسجيحِ الأخلاق، وسُبُل الشفقة والإرفاق. روى البخاري من حديثِ أبي موسى الأشعريّ قال: قال رسول الله: "إن الخازن المسلم الأمين أحدُ المتصدِّقين".
أيّها الأحبة في الله: ولَئن غدَت هذه الشعيرة الرشيدةُ في كثيرٍ من بلاد الإسلام راكدةَ الهبوب، ناضبةَ الشُّؤبوب، مُثيرةً في النفس مكامِنَ أسَفٍ وأسى، فإنَّ ممّا رفعَ لواءَ الابتهاج، ونَشَر وأفاضَ على الغَيورِ أنواعَ البِشر وثبَةَ الأمّةِ قادَةً وعلماءَ، ومحسنِين وفقهاءَ، وامتثَالَها تِلقاءَ العنايةِ بِرسالةِ الأوقاف وشؤونِ الوقف، وسُبُل مشاركتها وتفعيل رسالتها في التنميةِ الاقتصادية، وحمل الأعباءِ الاجتماعية التي تنوء بها بعض المجتمعات النامية خاصة، وذلك عبرَ المؤتمرات الإسلاميّة، والبحوث العلمية، والشبكات العالميّة، والمراكز المعرِفِيّة، والله المسؤول أن يباركَ في المساعي والجهود، ويحقِّقَ للمخلصين أمَلَهم المنشود، إنه جواد كريم.
هذا، وصلّوا وسلّموا -رحمكم الله- على خير البرية، وأزكى البشريّة، الذي كرَّمَه ربّه باصطفائه، وأسعَدَ من استمسَك باتباعِ نهجه واقتفائه، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على الهادي البشير، والسِّراج المنير، نبيِّنا محمد بن عبد الله...