الرب
كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...
العربية
المؤلف | سامي بن خالد الحمود |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحياة الآخرة |
ثم ما بناء هذه القصور؟ أهي كبيوتنا مبنية من الطوب والإسمنت والرخام؟ لا.. بل هي كما قال صلى الله عليه وسلم:لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وملاطها (أي الطين الذي يوضع بين اللبنات) من المسك الأذفر (طيب الرائحة).. وبناء آخر: لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً.. وبناء آخر: غرف يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها..
إن الحمد لله نحمده...
السعادة والنعيم مطلب كل إنسان.. كلنا يحب أن يكون له قصر رضي.. وطعام شهي.. ومركب وطي.. سيارة فارهة.. وملابس فاخرة.. وزوجة حسناء جميلة.
هذا هو نعيم الدنيا الذي تعلقت به قلوبنا.. ولكن.. (وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ).
نعيم الدنيا نراه بأعيننا ، ونحسه بجوارحنا.. لكننا نؤمن أن نعيماً آخر هو أعظمُ وأبقى من هذا النعيم.. (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ).
نعم.. إنه نعيم الآخرة ، فهل رأينا ذلك النعيم؟ هل دخلنا الجنة؟
لا.. لكننا اليوم على موعد مع رحلة إيمانية ، نطوّف من خلالها في أرجاء الجنة عبر الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، لنقف على شيء من ذلك النعيم ، ونقارنه بنعيم الدنيا.
ولننتقل إلى المشهد الأول ، عند أبواب الجنة.
الجنة تُزلف للمتقين وتُقرَّب إكراماً لهم ، وهم يزفون إليها وفوداً مكرمين (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر:73].
.. أبواب في غاية الوسع والكبر.. قال فيها صلى الله عليه وسلم: "إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة , وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام".
فياله من مشهد عظيم ، أبواب الجنة الثمانية تفتح.. فأين أنت يا ترى؟.. ويا ليت شعري من أي باب تدخل؟.. فإذا دخلت يا فرحة قلبك والملائكة تناديك (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِين).
تدخل الجنة ، وتمشي بقدميك على أرضها ، فإذا بأرضها ليست كأرضنا.
تمشي على تراب هو الزعفران.. تمشي على حصباء هي اللؤلؤ والياقوت.
أرض لها ذهب والمسك طينتها * والزعفران حشيش نابت فيها
تدخل في الجنة ، وإذا هواؤها العليل ، وإذا ريحها الطيب ، روح وريحان ، وإذا قصورها وبساتينها أمامك.. فهل تعرف قصرك؟ هل يحتاج أهل الجنة إلى من يدلهم على بيوتهم؟ لا والله.
(وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ).
قال جمهور المفسرين: يعرفون بيوتهم في الجنة كما تعرفون بيوتكم في الدنيا.
ثم ما بناء هذه القصور؟ أهي كبيوتنا مبنية من الطوب والإسمنت والرخام؟ لا.. بل هي كما قال صلى الله عليه وسلم:لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وملاطها "أي الطين الذي يوضع بين اللبنات" من المسك الأذفر (طيب الرائحة).. وبناء آخر: لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً.. وبناء آخر: غرف يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها.. نسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها.
أما طعام أهل الجنة وشرابهم فهو ألذ وأشهى من طعامنا وشرابنا ، ليس كمطاعمنا الراقية ، ولا كبوفيهاتنا المفتوحة.
استمع إلى من صنع طعام الجنة وهو يصف هذا الطعام (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ )
فاكهة الجنة ، ألين من الزبد ، أحلى من العسل ، أبيض من اللبن.
وإذا اشتهيت الفاكهة في الجنة ، فهل تظن أنك تتكلف صعود النخيل والأشجار ، لكي تجني التمر والثمار؟ لا والله.. بل هي كما قال الله (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) ، (وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً) [الإنسان:14] يأكل منها القائم والقاعد والمضطجع.
يرى أحدهم الطير في السماء فيشتهيه ، فإذا به يسقط بين يديه ناضجاً شهياً (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ).
وأما شرابهم ، فحدث عن الكافور والسلسبيل ، والتسنيم والزنجبيل.. عينان تجريان.. وعينان نضاختان.
ويصف الله أنهار الجنة وهي تجري بالأشربة اللذيذة فيقول: (فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى) [محمد:15].
نفى الله عن أشربة الجنة كل آفة تعرض لها في الدنيا ، فالماء غير آسن ، لا يتغير بطول المكث.. واللبن لا يفسد أو يحمض.. والخمر لا يصدّع الرؤوس ، ولا يفسد العقول.. والعسل مصفى من الشوائب والأكدار.
وإذا أكل أهل الجنة وشربوا ، أين يذهب طعامهم وشرابهم؟ لا تظن أن مآله يكون كطعامنا وشرابنا.. بل هو مسك يخرج رشحاً وعرقاً من أجسادهم ، وجشاءً من أفواههم.
أما ثياب أهل الجنة ، فليست كثيابنا ، ولو صنعت من أفخر أنواع الأقمشة.. قال الله (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً) [الإنسان21].
وصف الله ثياب أهل الجنة بحسن ألوانها فقال: خضر.. ووصفها بطيب ملمسها فقال ثياب سندس خضر وإستبرق) والسندس ما رق من الحرير ، والإستبرق ما غلظ منه.
ومع هذه الثياب الجميلة ، يحلون بالحلي والأساور (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )
أيها الأحبة: هل في الجنة مراكب؟ نعم نحن في هذا الزمان نحب أن نركب السيارات الفاخرة.. ترى الواحد منا يركب الدين تلو الدين حتى يشتري سيارة آخر موديل لكسس ولا فياقرا ولا بي إم.. ثم تراه في الغد يسوق السيارة إلى الورش الصناعية.. أو تسوقه حمانا الله وإياكم إلى الحوادث والأخطار.
نعيم الدنيا مشوب بالشقاء ، ليس له صفاء ، ليس له بقاء.. أما نعيم الآخرة فاستمع إلى هذا الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، هل في الجنة من خيل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "إن أدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تحمل على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت إلا كان".. ثم جاء آخر فقال: يا رسول الله ، هل في الجنة من إبل؟ ، فأجابه صلى الله عليه وسلم بجواب يعم جميع المركوبات فقال: "إن يدخلْك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك". رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وأما سماعهم وطربهم (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ).. ليس كغناء الدنيا ومعازفها المحرمة ، فمن سماعهم غناء الحور العين ، يغنين بأجمل الأصوات.. ومن سماعهم أن الريح إذا هبت في الجنة هزت غصون الأشجار ، وحركت أوراقها فتُسمع لها أصواتٌ لم تَسمعِ الخلائقُ مثلَها.. فإياك أن تحرم هذا السماع بسماع الحرام
وأما نساء أهل الجنة فلسن كنساء الدنيا.. ألم تسمع قول الله تعالى (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) ، مطهرة من الحيض والنفاس ، ومن البول والغائط والمخاط والبصاق وسائر الأنجاس.
فيا من انتهك حرمات رب العالمين: إياك أن تبيع الحور العين ببنات الطين.. غض بصرك عن السفور ، واحفظ فرجك عن الفجور ، وقدم العفة مهراً للحور.
قال سبحانه: (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) الحوراء: الشابة الجميلة البيضاء ، شديدة سواد العين ، شديدة بياضها.. والعيناء:واسعة العينين.
وقال تعالى: (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) كأن الحورية الياقوت في صفائه ، والمرجان في حسن بياضه.
وقال سبحانه (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه ، جمع الله لهن الجمال الحسي والجمال المعنوي.
أيها الأحبة: ما رأيكم لو أن امرأة واحدة من الحور العين أطلت علينا في سمائنا ، ماذا يحدث في هذا الكون؟
استمع إلى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهو يصف هذا المشهد ويقول: "لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً -أي ما بين المشرق والمغرب يعج بريحها الطيب- ، قال: ولأضاءت ما بينهما -ليس لأنوار الأرض مكان ، ليس للشمس مكان عند نور الحورية- ، قال: ولنصيفها على رأسها -أي خمارها- خير من الدنيا وما فيها" رواه البخاري عن أنس.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين ، على كل واحدة سبعون حلة ، يرى مخ ساقها من وراء اللحم" أخرجه أحمد.
لو ضحكت في وجه زوجها لأضاءت الجنة من نور مبسمها.. ولو بزقت في ماء البحر لجعلته عذباً زلالاً من حلاوة لعابها.. ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة.
قال ابن القيم رحمه الله:
وإذا بدت في حلة من لبسها | وتمايلت كتمايل النشوان |
تهتز كالغصن الرطيب وحمله | ورد وتفاح على رمان |
وتبخترت في مَشيها ويحق ذا | ك لمثلها في جنة الحيوان |
حتى إذا ما واجهته تقابلا | أرأيت إذ يتقابل القمران |
فسل المتيم هل يحل الصبر عن | ضم وتقبيل وعن فلتان |
وسل المتيم كيف حالته وقد | ملئت له الأذنان والعينان |
من منطق رقت حواشيه ووجه | كم به للشمس من جريان |
وتدور كاسات الرحيق عليهما | بأكف أقمار من الولدان |
يتنازعان الكأس هذا مرة | والخود أخرى ثم يتكئان |
فيضمها وتضمه أرأيت معـ | ـشوقين بعد البعد يلتقيان |
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ، ونعوذ بك من سخطك والنار. ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، برحمتك يا أرحم الراحمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله.. أمر أن لا تعبدوا إلا إياه.. وجعل الجنة لمن أطاعه وتقاه.. وجعل النار لمن تعدى حدوده وعصاه. والصلاة والسلام على الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: ألا وإن أعظم ما في الجنة من النعيم ، التمتعُ برؤية وجه الله الكريم.
فبينما أهل الجنة في نعيمهم إذ بالمنادي ينادي: يا أهل الجنة إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحي على زيارته، فيقولون: سمعًا وطاعة، وينهضون إلى الزيارة مبادرين، فإذا بالنجائب قد أعدت لهم فيستوون على ظهورها مسرعين ، حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعدًا وجمعوا هنالك فلم يغادر الداعي منهم أحدًا. أمر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنُصب هناك. ثم نصبت لهم منابرُ من لؤلؤ ومنابرُ من نور، ومنابرُ من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ، وجلس أدناهم وحاشاهم أن يكون فيهم دني على كثبان المسك ، ما يرون أن أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا ، حتى إذا استقروا في مجالسهم واطمأنت بهم أماكنهم نادى منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدًا يريد أن ينجزَكموه فيقولون: ما هو؟! ألم يُبيضْ وجوهنا ويُثقلْ موازيننا، ويُدخلْنا الجنة ويُزحزحْنا عن النار! فبينما هم كذلك إذا سطع لهم نور أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم وقال: يا أهل الجنة سلام عليكم، فلا تُرد هذه التحية بأحسن من قولهم: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ويقول: يا أهل الجنة. فيكون أول ما يسمعون منه تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني؟ فهذا يوم المزيد، فيجتمعون على كلمة واحدة، أن قد رضينا فارض عنا، فيقول: يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لما أسكنتكم جنتي. هذا يوم المزيد فاسألوني، فيجتمعون على كلمة واحدة: أرنا وجهك ننظر إليك، فيكشف لهم الرب جل جلاله عنه الحجب ويتبدى لهم فيغشاهم من نوره ما لو لا أن الله تعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا. ولا يبقى في ذلك المجلس أحدٌ إلا حاضره ربه تبارك وتعالى محاضرة حتى إنه ليقول: يا فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا، يذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب، ألم تغفر لي؟ فيقول: بلى، بمغفرتي بلغت منزلتك هذه.
فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة، ويا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة، (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبّهَا نَاظِرَةٌ).
إخوة الإيمان.. أهل الجنة في نعيم مقيم.. تعرف في وجوههم نضرة النعيم.. شباب فلا هرم.. وصحة فلا سقم.. وخلود فلا موت.
هذه هي الجنة ، ولعلكم تتساءلون بعد هذا ما الطريق إلى الجنة؟
فأقول: أبشروا ، كلكم يدخل الجنة.. كلكم يدخل الجنة.. كما قال صلى الله عليه وسلم ، إلا من أبى قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى.
أخي الحبيب: اعلم أنك لن تدخل الجنة إلا بمفتاح.. مفتاح الجنة لا إله إلا الله.. وأسنان المفتاح شرائع الإسلام.. فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح له.. ومن جاء بمفتاح بلا أسنان فلا يلومن إلا نفسه.
قال تعالى: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) والباء هنا سببية أي بسبب أعمالهم الصالحة بعد رحمة الله تعالى.
أخي: إياك أن تكون ممن قال فيهم يحيى بن معاذ الرازي: عمل لسراب ، قلب من التقوى خراب، وذنوب بعدد الرمل والتراب، ثم تطمع في الكواعب الأتراب!! هيهات.. أنت سكران بغير شراب.
تريد الجنة ، وأنت تنام عن صلاة الفجر!! تريد الجنة وأنت تأكل الحرام وتشاهد الحرام وتسمع الحرام!! فتب من ذنوبك ، وابك على عيوبك ، وإياك أن تُحرم النعيمَ المقيمَ في الجنة بلذة ساعةٍ فانية (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية وأزكى البشرية فقد أمركم الله بذلك فقال:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم..