المقدم
كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحياة الآخرة |
يجب علينا أن نستعد لما بعد الموت، أنادي نفسي وإياك، يا من قصرنا في معاملاتنا؛ أكلنا الربا، وتساهلنا في الرشوة، ووقع بعضنا في الخيانة، يجب علينا أن نستعد لهذه الحقيقة يا من بخلت بزكاة مالك، وببعدك عن ربك، ألم تعلم أن أوقاتك محسوبة عليك، وأن ساعاتك مدونة عليك، وأن الله ..
الخطبة الأولى:
الحمد الله الذي أسكن عباده هذه الدار، وجعلها لهم منزلة سفر من الأسفار، وجعل الدار الآخرة هي دار القرار، فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار، ويرفق بعباده الأبرار في جميع الأقطار، وسبق رحمته بعباده غضبه وهو الرحيم الغفار، أحمده على نعمه الغزار، وأشكره وفضله على من شكر مدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار، الرسول المبعوث بالتبشير والإنذار، صلى الله عليه وسلم، صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والإبكار.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وتذكروا قرب الرحيل من هذه الدار إلى دار القرار، ثم إلى جنة أو نار، فأعدوا لهذا اليوم عدته، واحسبوا له حسابه، (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحياةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185].
عباد الله: يجب أن نتذكر دائماً وأبداً أن الدنيا مدبرةٌ فانية: (إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) [غافر:39] وأن المردّ إلى الله، وأن الحياة موقوتة، والآجال محدودة، والأنفاس معدودة، ثم تأتي النهاية الحتمية، ويحل هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ثم بعد ذلك يكون الناس فريقين؛ فإما إلى جنة عالية، قطوفها دانية، وإما إلى نار حامية، نعوذ بالله من غضبه وأليم عقابه.
فكأس الموت تتذوقه كل النفوس، وجرعته يتحساها كل حيٍّ في هذه الحياة، لا فرق بين إنسانٍ وآخر، إنما الشأن كل الشأن ما بعد هذه اللحظة الحاسمة، من المصير الذي يستحق أن يعمل من أجله العاملون.
فلو أنا إذا متنا تُرِكْنَا | لكان الموت غاية كل حي |
ولكنا إذا متنا بعثنا | ونُسأل بعدها عن كل شيء |
فيا أيها المسلمون: تذكروا هذه الحقيقة (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان:33]، فأين الاتعاظ والاعتبار؟ عشرات الجنائز نصلي عليها، وعشرات الموتى نشيعهم إلى القبور، حيث ضيق اللحود ومراتع الدود، أما نعتبر بكثرة الموتى من حوادث السيارات، ومن موتى الفجأة والسكتات؟! كم من إنسان أمسى ولم يصبح! وأصبح فلم يمسِ! وخرج من بيته فلم يعد، وكم من صحيحٍ سليم يأتيك خبره، ويبلغك موته!.
تزود من التقوى فإنك لا تدري | إذا جن ليلٌ هل تعيش إلى الفجر |
فكم من سليم مات من غير علة | وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهر |
وكم من فتىً يمسي ويصبح آمناً | وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري |
عباد الله: لما اختلفت أعمال الناس في الحياة الدنيا، تنوعت مواقعهم في دار القرار؛ إذ جعل الله لكل من الفريقين دارًا ومستقرًّا، قال الله تعالى عن مصير أهل السعادة: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:72].
وفي مقابل دار أهل النعيم فهناك دار أهل الجحيم، قال الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) [التوبة:68].
أيها الإخوة: لا شك أن الله -تبارك وتعالى- خالق كل شيء، خلق الدنيا والآخرة، وخلق الجنة والنار، وجعل الجنة دار أوليائه، وجعل النار دار أعدائه، وجعل الدنيا دار امتحان في الإيمان والأعمال، وجعل الجنة دار جزاء في الشهوات واللذات، وجعل النار دار العذاب والعقوبات.
عباد الله: لقد خلق الله -سبحانه- الجنة وجعلها داراً للثواب لمن آمن به وأطاعه، وخلق النار وجعلها داراً للعقاب لمن كفر به وعصاه، وجعل الخير كله بحذافيره في الجنة؛ ففيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وأعظم نعيم لأهل الجنة: التنعم برؤية الرب الرحيم، وسماع كلامه، ورضوانه، ونعيم بما أعده الله لعباده المتقين من المساكن والقصور، وألوان الطعام والشراب، والحور العين، والجنات والبساتين.
أيها المسلمون: وفي مقابل هذه الصورة الجميلة للجنة ونعيم أهلها، فقد جعل الله -سبحانه- العذاب كله بحذافيره في النار، فكل شر وبلاء وعذاب وعقاب جمعها الله للكفار والعصاة في النار.
وقَسَّم -سبحانه- العذاب والنعيم في الآخرة على الأبدان والأرواح، فللأبدان نعيم، وللأرواح نعيم، وكذلك للجسد عذاب وللروح عذاب، فمن نعيم الجسد كل ما تشتهيه الأنفس، وتلتذ به من الطعام والشراب، وثمرات النخيل والأعناب، ومن الشراب أنهار الخمر والعسل واللبن والماء. ومن نعيم الروح رؤية الرب جل جلاله ورضاه والقرب منه.
ومن عذاب الجسد ما يعذَّب به أهل النار من النار التي تحرق أجسامهم، والحميم الذي يقطِّع أمعاءهم، والطعام الكريه المر الذي تعافه النفوس من الزقوم والغسلين والضريع. ومن الشراب الماء الحميم، والصديد الكريه كما قال -سبحانه-: (مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) [إبراهيم:16-17].
وتعذب أرواحهم بالصَّغار والإهانة، وتحجب أبصارهم عن رؤية الله، وعذاب الاحتجاب عن الله، وإهانته لهم، وغضبه عليهم وسخطه، والبعد عنه، أعظم عليهم من التهاب النار في أجسامهم وأرواحهم كما قال سبحانه: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ) [المطففين:15-16].
أيها المسلمون: إن الدنيا هي دار العمل، والآخرة هي دار الجزاء، لكن لا ينقطع العمل والسؤال إلا بعد دخول دار القرار: في الجنة أو النار. أما في البرزخ وعرصات القيامة فلا ينقطع ذلك؛ كسؤال الملكين الميت في قبره، ودعوة الخلائق إلى السجود لله يوم القيامة، وامتحان المجانين، ومن مات في الفترة.
ثم يحكم الله بين العباد حسب إيمانهم وكفرهم وأعمالهم؛ فريق في الجنة، وفريق في السعير، قال الله تعالى: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [الحج:56-57]. وقال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى:7].
عباد الله: إن نصيب الإنسان من الدنيا عمره؛ فإن أحسن استغلاله فيما ينفعه في دار القرار ربحت تجارته، وإن أساء استغلاله في المعاصي والسيئات حتى لقي الله على تلك الخاتمة السيئة فهو من الخاسرين، وكم حسرة تحت التراب والعاقل من حاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله، وخاف من ذنوبه قبل أن تكون سببا في هلاكه، قال ابن مسعود: "المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه".
وكم شخص أصرَّ على صغيرة فألفها وهانت عليه ولم يفكر يومًا في عظمة من عصاه، فكانت سببًا في سوء خاتمته، وإذا انتقل الإنسان من هذه الدار إلى دار القرار سوف يرى كل شيء ويعلم كل شيء، ويعرف كل شيء ويشاهد كل شيء بعينه ويندم حين لا ينفع الندم.
فاحذروا -أيها الإخوة الكرام- من الركون إلى الدنيا؛ فالركون إليها خطر، والثقة بها غرر، كثيرة التغيير، سريعة التنكير، شديدة المكر، دائمة الغدر، أمانيها كاذبة، وآمالها باطلة، عيشها نكد، وصفوها كدر، والمرء منها على خطر، إما نعمة زائلة، أو بليةٌ نازلة، أو مصيبة موجعة، أو ميتةٌ قاضية، ما هي إلا أيام معدودة، وآجال مكتوبة، وأنفاس محدودة، وأعمال مشهودة، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وإن سرّت يوماً ساءت أشهراً وأعواماً، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً، وما حصّلت للعبد فيها سروراً إلا خبّأت له شروراً ولا ملأت بيتاً فرحاً إلا ملأته ترحاً وحزناً، (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحياةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) [غافر:39].
نسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يرزقنا الجنة دار النعيم، والنجاة من النار دار الجحيم، إنه سميع مجيب.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير من ركع لله وسجد، وأفضل من دعا إلى طريق الحق والرشد، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى من سار على طريقهم واتبع هداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -معاشر المسلمين- واعلموا أن هذه الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار القرار، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه) [الزلزلة:7-8]، وتذكروا نداء الرب الجليل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) [الحشر:18-20].
واعلموا -معشر الإخوة الأخيار- أن أعظم عيش يعيشه العبد في هذه الدار، وأكرم غرس يغرسه ليجني ثمرته في دار القرار أن ينقطع إلى الواحد القهار، مع ملاحظة الانكسار، ودوام الافتقار.
أيّها المسلم: في هذِه الدّنيا يتفاوَت العِباد؛ فمِن ساعٍ في زَكاةِ نفسِه وتخليصِها من عذابِ الله وإسعَادِها في دارِ القَرار، ومِن سَاعٍ في إِباقِها وإِذلالها وإلقائِها في عذابِ الله، في الحديثِ: "كلّ الناسِ يغدو؛ فبائعٌ نَفسَه فمُعتِقُها أو موبِقها" [مسلم:223].
عباد الله: تزودوا للرحيل فقد دنت الآجال، واجتهدوا واستعدوا للرحيل فقد قرب الارتحال، ومهدوا لأنفسكم صالح الأعمال؛ فإن الدنيا قد آذنت بالفراق، وإن الآخرة قد أشرفت للتلاق، فتزودوا من دار الانتقال إلى دار القرار.
أيها المسلمون: يجب علينا أن نستعد لما بعد الموت، أنادي نفسي وإياك، يا من قصرنا في معاملاتنا؛ أكلنا الربا، وتساهلنا في الرشوة، ووقع بعضنا في الخيانة، يجب علينا أن نستعد لهذه الحقيقة يا من بخلت بزكاة مالك، وببعدك عن ربك، ألم تعلم أن أوقاتك محسوبة عليك، وأن ساعاتك مدونة عليك، وأن الله سائلك عن كل دقيقة؟ الوقت يمر، الوقت يمضي، فعليك أن تتزود من محطة من المحطات التي ينبغي أن تتزود فيها من الأعمال الصالحة، لا يمر علينا العمر هكذا، لا تمر علينا هذه الأعمار، نمسي ونصبح ونحن في عجلة من الزمن لا ندري إلى أين نحن صائرون؟!.
ألا نعتبر بما يقع من الحوادث والكوارث عند الناس، نسمع هكذا أن فلاناً مات، وأن فلاناً انتقل من هذه الحياة، ألا نصور أنفسنا مكانهم؟! ثم نعلم أننا محشورون، وقائمون أمام الله -عز وجل- في موقف عظيم، وقبله موصدون في حفرة ضيقة لا أنيس فيها إلا العمل الصالح، هل سأل الإنسان نفسه هذه الأسئلة؟ فإن ذلك يدفعه إلى العمل الصالح أن يقول خيراً، أن يحب الخير للناس، أن يطهر قلبه من الأحقاد والضغائن والحسد والغيبة والنميمة، أن تتقي المرأة ربها، فتلتزم بحجابها وعفافها وحيائها وحشمتها، وبعدها عن الاختلاط بالرجال وإبداء الزينة أمامهم، كل هذه أمورٌ ينبغي أن نستعد بها وفيها أمام ربنا -جل وعلا-.
فاتقوا الله -عباد الله- (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281]، واعلموا أن الأعمال بالخواتيم، فمن تاب وأصلح فيما بقي غفر له ما مضى وما بقي، ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي، وسلوا الله حسن الختام، وتذكروا رحمكم الله بانقضاء العام انقضاء الأعمار وبالانتقال إلى العام الجديد النقلة إلى دار القرار.
اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار وأسكنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحسن الإقبال عليك والإصغاء إليك، ووفقنا للتعاون في طاعتك والمبادرة إلى خدمتك، وحسن الآداب في معاملتك والتسليم لأمرك والرضا بقضائك والصبر على بلائك والشكر لنعمائك
ومسك الختام، ترطيب الأفواه بالصلاة والسلام، على خير الأنام، امتثالاً لأمر الملك القدوس السلام، حيث قال في خير كلام: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].