المتين
كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...
العربية
المؤلف | خالد بن سعد الخشلان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
مَن مِن الآباء والأمهات اليوم يهتم اهتماما عظيما بحثِّ أبنائه على الصلاة ومراقبتهم ومحاسبتهم عند التخلف عنها؟ مَن مِن الأبناء اليوم يقف عند رأس ابنه ليوقظه من النوم لصلاة الفجر كما يفعل لإيقاظه من النوم لأداء الامتحانات؟ مَن مِن الآباء اليوم يهتم ويحزن ويعاتب ابنه إذا تخلف عن الصلاة كما يعاتبه إذا قصر في الامتحان أو رسب؟ فإلى الله المشتكى من أقوام يهتم أحدهم بأمر دنياه أكثر مما يهتم بأمر دينه! ويهتم بمطعم ابنه ومشربه أكثر مما يهتم بأمر عبادته وأخلاقه!.
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فيا عباد الله: أكثروا من الأعمال الصالحة، وتنافسوا في القربات النافعة، واجتهدوا في تحقيق التقوى لربكم -عز وجل-، فوالله! ما عاش عبد في هذه الدنيا بزاد خير من الأعمال الصالحة، وما لقي عبد ربه بزاد أحسن ولا أنفع من زاد التقوى، جعلني الله وإياكم من عباده المتقين، وأوليائه المفلحين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
أيها الإخوة المسلمون: تعيش الأسر من آباء وأمهات وأولاد حالة استنفار تام بمناسبة اختبار نصف العام الدراسي، ويعكف كثيرٌ من الطلاب ممن وفقهم الله على مذاكرة دروسهم ومراجعة ما حصلوه في أثناء الأشهر الماضية، يقبلون على الدروس إقبالا عظيما، ويتركون الذهاب والإياب الذي لا نفع وراءه.
أما الأسر فتخلت عن ارتباطاتها الاجتماعية أو قللتها، وزياراتها الأسرية، وأعلنت حالة الطوارئ فيها، وأغلقت أجهزة التليفزيون والكمبيوتر ونحوها من وسائل الاتصال؛ حتى لا تلهي الأبناء والبنات عن مذاكرتهم.
وأصبح الأب والأم في هَمٍّ عظيمٍ؛ من أجل اجتياز أولادهم لهذا الامتحان بنجاح وتفوق؛ حتى غدا الأولاد في بعض الأسر مخدومين في المنزل مِن قِبَلِ آبائهم، فالأم تجهز لابنها وابنتها كل ما يريدون، والأب لا يطلب من ابنه قضاء أي عمل حتى لا يشغله عن المذاكرة، وغير ذلك من صور الاهتمام والمعاناة الأسرية التي تتكرر عند كل امتحان في العام الدراسي.
وهذا الحرص والاهتمام من قِبَلِ كثيرٍ من الآباء والأمهات والأولاد أمر مطلوب ومرغَّب فيه؛ لأنه داخل في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"، وهو كذلك من المسؤولية الملقاة على عاتق الآباء تجاه أولادهم؛ فلا غرابة أن يوجد مثل هذا الاهتمام والحرص على تهيئة المناخ المناسب لتحصيل الجد والمذاكرة.
ولئن كان هناك شيءٌ ينبغي قوله في مثل هذه المناسبة فهو الإشادةُ بهذا الحرص الذي يقوم به بعض الآباء والأمهات، والثناء عليهم لقيامهم بهذا الواجب، والثناء كذلك على الطلاب الذين أقبلوا على دروسهم وتحصيلهم، فعلى قدر ما تتعب تنال ما تتمنى، وخير ما تصرف له الهمم طلب العلم وتحصيل المعارف المفيدة.
لكننا، في الوقت نفسه، نلوم تلك الأسر التي لا تعرف الدراسة والمتابعة للأبناء إلا أيام الامتحانات، حيث يعيش أولادهم طيلة أيام الفصل الدراسي في تسيب تام، وتضييع كامل، وترك للحبل على الغارب؛ ليخرج الابن متى شاء، ويأتي إلى المنزل متى شاء، ويقضي أمام التليفزيون ووسائل الاتصال ما شاء من الأوقات الطويلة، وتفعل البنت كذلك ما تريد، فتنعدم المتابعة والحث على الاهتمام بالدراسة من قبل الأولياء.
ونلوم كذلك الطلاب الذين لا يعرفون المذاكرة والمراجعة إلا قرب أيام الامتحانات، وما عدا ذلك فهم لا يعرفون دروسهم إلا عند ذهابهم بها إلى المدرسة، أو رجوعهم بها إلى المنزل، وما بين ذلك فهي مركونة في إحدى زوايا المنزل.
إنه لا سبيل إلى تركيز المعلومات واستيعابها استيعابا كاملا، واستمرارها في الذهن، والانتفاع بها على مرور الأيام، إلا بالمذاكرة المستمرة، والمدارسة المتواصلة؛ وأما المذاكرة المفاجئة العارضة عند الامتحانات ففائدتها قليلة، وأثرها محدود لا يتجاوز أيام الامتحانات، ثم بعد ذلك تتبخر تلك المعلومات وتتلاشي.
وإنني أعيذ أبناءنا الطلاب أن يكون همهم من دراستهم مجرد اجتياز الامتحان لا غير، إن الهدف الأساسي من التعليم ليس الحصول على الشهادة؛ وإنما إخراج الإنسان نفسه من ربق الجهل إلى رحابة العلم، ومن الظلمة إلى النور، ومن العمى إلى البصيرة؛ حتى يتزود بالمعارف النافعة، والعلوم الحسنة؛ ليخدم نفسه، ويخدم مجتمعه وأمته. فهل يعي أبناؤنا الطلاب هذه الحقيقة، ويجعلون عامهم كله عام جد وتحصيل ومذاكرة ومدارسة، وينصرفون عن سفاسف الأمور ورخيصها؟.
إن هموم الشاب ومتابعاته واهتماماته تنبيك دائما عن شخصيته ومستقبله، فشتَّانَ بين شاب همه العلم والتعلم وتحصيل المعلومات النافعة واكتساب المهارات المثمرة البنَّاءة، شابٌّ حريصٌ على وقته، منظِّم لوقته، شتان بين شاب هذا شأنه، وبين شاب همُّه لا يعدو الكرة والتفحيط ومتابعة الأخبار الفنية والرياضية، وهمومه محاكاة السفلة في قصة شعره وطريقة لباسه ومظهره!.
إن مستقبل أي أمة يكمن في اهتمامات أبنائها ومتابعاتهم، ونداؤنا إلى أولياء أمور الطلاب أن يتقوا الله في أولادهم، ويأخذوا على أيديهم، وبخاصة الصغار منهم الذين لا يعرفون مصلحتهم، فيحثونهم على المذاكرة المستمرة، والانصراف إلى الدروس، وتخصيص أوقات كافية في كل يوم لمراجعة الدروس واستذكارها، وتشجيعهم على ذلك، وترغيبهم في ذلك، ورصد الجوائز لهم متى تفوقوا أو حصلوا نتائج جيدة.
أيها الإخوة في الله: لئن كان ما قيل بشأن الحرص على حث الأولاد على التحصيل العلمي أمراً مهما فإن هناك أمر آخَرُ أكثر أهميةً وأعظم خطراً منه، ألا وهو الاهتمام بصلاحِ دينِ الأولاد، وحُسْن فعالهم، فهل -يا ترى- يقابل هذا الاهتمام بدراسة الأولاد اهتمام آخر أعظم منه أو يضاهيه -على الأقل- بدينهم وأخلاقهم وعلاقتهم مع ربهم، والتزامهم بشريعة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-؟.
مَن مِن الآباء والأمهات اليوم يهتم اهتماما عظيما بحثِّ أبنائه على الصلاة ومراقبتهم ومحاسبتهم عند التخلف عنها؟ مَن مِن الأبناء اليوم يقف عند رأس ابنه ليوقظه من النوم لصلاة الفجر كما يفعل لإيقاظه من النوم لأداء الامتحانات؟ مَن مِن الآباء اليوم يهتم ويحزن ويعاتب ابنه إذا تخلف عن الصلاة كما يعاتبه إذا قصر في الامتحان أو رسب؟ فإلى الله المشتكى من أقوام يهتم أحدهم بأمر دنياه أكثر مما يهتم بأمر دينه! ويهتم بمطعم ابنه ومشربه أكثر مما يهتم بأمر عبادته وأخلاقه!.
إن الغبطة الحقيقية والشرف الحقيقي للآباء شرف صلاح أبنائهم واستقامتهم على الصراط المستقيم، والتزامهم بالإسلام وآدابه، هذا -والله!- هو الشرف الذي تتضاءل بجانبه مظاهر الشرف الجوفاء، كمظهر الغنى والشهادة والمنصب المجردة من الصلاح والاستقامة والدين.
وما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا! فأسأل الله -عز وجل- أن يبارك للجميع في ذرياتهم، وأن يُقِرَّ الأعين بصلاح الأبناء والبنات؛ ليكونوا قرة أعين للآباء والأمهات في الدنيا وبعد الممات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور:21].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله القوي العزيز اللطيف الخبير، يعلم سبحانه خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أحمده سبحانه على نِعَمِهِ العظيمة، وآلائه الجسيمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار؛ وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومَن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة في الله: أيام الامتحانات أيام يكثر فيها دعاة الشر والفساد، وبخاصة مروجو المخدرات، أولئك المجرمون الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل، أولئك المجرمون الذين لا هَم لهم إلا تحصيل المال ولو على حساب تدمير أخلاق الشباب وسلوكه؛ بل وحياته كلها.
إنهم يترصدون الشباب لعرض بضاعتهم العفنة، وتجارتهم الخبيثة، بحجة واهية، حيث يزينون للشباب هذه السموم بدعوى أنها تساعد على التركيز والمذاكرة، وتطرد النوم، ونحو ذلك من الحبائل الشيطانية، والمكائد الإجرامية التي بسببها يوقعون بعض الشباب الجهال في شراكها، ولربما أهدوا لهم هذه السموم في بداية الأمر؛ فإذا ما طعمها الشاب مرة واحدة أصيب بالإدمان فأخذ يبحث عنها، وقدم المال من أجل الحصول عليها؛ بل ربما قدم نفسه وعرضه -والعياذ بالله!- من أجلها.
فاحرصوا -أيها الآباء- على توعية أبنائكم، وتبصيرهم بهذه السموم، وتحذيرهم من دعاة السوء، وعدم قبول ما يهدى أو يعطى لهم، وتحذيرهم من الذهاب مع من لا خير فيه، ولا دين عنده، سواء الذهاب إلى المنازل بعد الامتحانات، أو إلى ما هو أشنع وأفظع من المقاهي ونحوها، وأمرهم بالرجوع إلى المنزل بعد الانتهاء من الامتحانات مباشرة، ومتابعتهم في ذلك.
ويتأكد الأمر بالنسبة للبنات؛ بأن يحرص الآباء على إرجاعهن بأنفسهن إلى المنازل، وعدم السماح لهن بالمشي وحدهن، لئلا يعرضن أنفسهن للخطر.
فاحرصوا -رحمكم الله- على متابعة أبنائكم وبناتكم، احرصوا على بذل الأسباب والوسائل التي تقيهم من الوقوع في الشر والفساد، فإن من تأمل هذا الزمن وجد فيه كثيرا من المشاكل والبلايا والمصائب التي تجعل الإنسان لا يتردد في بذل قصارى جهده في بذل الأسباب الشرعية التي تعصم أبناءه وبناته من الوقوع في الفساد ومظاهره.
ثم بعد بذله الأسباب يعلق أمله بربه وخالقه، ويتضرع إلى مولاه -عز وجل- بأن يحفظ ذريته، وأن يصلح أولاده، وأن يحبب إليهم الإيمان، وأن يزينه في قلوبهم، وأن يُكَرِّهَ إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلهم من الراشدين.
يلح في الدعاء إلى ربه -سبحانه وتعالى-، يلح في التضرع بين يدي خالقه في أن يصلح الله -عز وجل- أولاده وذريته؛ فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، والهادي في الحقيقة هو الله -عز وجل-، والبشر إنما هم باذلون للأسباب، إنما هم أدِلَّاء على الخير، وإنما التوفيق والإلهام بيد الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [القصص:56].
أيها الإخوة في الله: ما بين فترة وأخرى تعلن الأجهزة الأمنية عن القبض على عصابات إجرامية همها وشانها إدخال هذه السموم إلى هذه البلاد المباركة وترويجها في أوساط الشباب والشابات؛ ليفسدوا دينهم وأخلاقهم، كم من مناسبة نسمع عن جرائم عظيمة، وعن كميات هائلة يحار الإنسان كيف تفنن أولئك المجرمون في إدخالها إلى هذه البلاد!.
ولكن رجال الأمن بحمد الله -عز وجل-، ورجال الجمارك، لهم بالمرصاد، ونحن نشكرهم على يقظتهم، ونشكرهم أيضا على وقوفهم سدا منيعا إزاء إدخال هذه السموم إلى هذه البلاد.
ولكن واجب الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأئمة والخطباء، والصحفيين والإعلاميين، وغيرهم، واجبهم في التوعية والتنبيه والتحذير من هذه السموم القاتلة، هذه السموم المدمرة، واجبهم عظيم، حتى تتكاتف الجهود، جهود رجال الأمن، وجهود رجال التربية والتعلم، وجهود رجال الدعوة والإرشاد، وجهود الأسر من آباء وأمهات، وإخوان وأخوات؛ حتى تتكاتف الجهود في صد هذه الهجمة الشرسة التي يريد أهلها ومن ورائها إفساد شبابنا وشاباتنا.
نسأل الله -عز وجل- أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من هذه السموم القاتلة، وأن يُصْلِحَ شباب المسلمين، وأن يعصمهم من الوقوع في المخدرات وسائر المنكرات.
هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم -عز وجل- بذلك في كتابه، فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد...