الحق
كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...
العربية
المؤلف | أحمد بن عبد العزيز الشاوي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
إن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية, والفاجعة المهلكة لآماله وحياته, فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة, وعطية في رداء بلية, وفوائد لأقوام ظنوها مصائب, وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب!.
الحمد لله الحكيم الخبير، يعلم سرنا وجهرنا وهو السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إنه على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي البشير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
أما بعد: فاتقوا الله -يا خير أمة-، وكونوا ممن رضي بالله ربا، إنها حقيقة قرآنية تبعث في القلوب الطمأنينة والسعادة، حقيقة تقرر أن الأمر كله لله، حقيقة تتلقاها القلوب الفزعة فإذا هي في جو من الأمن والسكينة، وتتلقاها النفوس القانطة فإذا بشعاع الأمل يسري في كيانها.
حقيقة لا يوقن بها إلا مَن رضي بالله حقَّ الرضا، وحقق صدق التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، واليقين والثقة بوعده وإحسان الظن به -جل وعلا-، وأنه -سبحانه- لا يريد بعباده إلا الخير والصلاح.
حقيقة نحتاجها أمام ما نراه اليوم في واقعنا من حرب علنية وخفية يمارسوها أعداء الدين من الكفار وأذنابهم من المنافقين ودعاة التغريب، وما يكيدون به لهذا الدين وأهله من الاستضعاف والتشويه والابتلاء؛ مما ولد يأسا وإحباطا من تغير الحال، وشعورا بالانهزامية النفسية والهوان والاستكانة.
حقيقة نحتاجها في زمن كثرت فيه المصائب والمشكلات، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات، والتي أدت إلى ظهور كثير من الأمراض النفسية المعقدة من قلق واكتئاب ووساوس وأوهام.
إنها الحقيقة القرآنية التي قررها ربنا، وعنوانها: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [النور:11]، وأكدها بقوله: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة:216]، (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء:19].
إن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية, والفاجعة المهلكة لآماله وحياته, فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة, وعطية في رداء بلية, وفوائد لأقوام ظنوها مصائب, وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب!.
وعلى الضد؛ فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خيرٌ، وأسرع إليه، واستمات في سبيل الحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد!.
إن إعمال هذه الحقيقة القرآنية من أعظم ما يملأ القلب طمأنينة وراحة، ومن أهم أسباب دفع القلق الذي عصف بحياة كثير من الناس بسبب موقف من المواقف، أو بسبب قدر من الأقدار المؤلمة في الظاهر جرى عليه في يوم من الأيام.
تأمل في قصة أم موسى حينما ألقت ولدها في لجة البحر وهي كارهة، فكان هذا بداية حياة أمة وهلاك طاغية، فهل كان أحد يتخيل ذلك وهي تلقي بولدها في لجة البحر؟..
تأمل في قصة الغلام الذي قتله الرجل المؤمن بأمر الله تعالى؛ فإنه علل قتله بقوله: (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف:80-81].
توقف -أيها المؤمن وأيتها المؤمنة- عندها قليلا. كم من إنسان حرم الذرية بقدر الله فضاق بذلك ذرعا، واهتم واغتم وضاق صدره! وهذه طبيعة البشر؛ لكن الذي لا ينبغي أن يحدث هو الحزن الدائم، والشعور بالحرمان الذي يقضي على بقية مشاريعه في الحياة.
وليت من حرم نعمة الولد يتأمل هذه الآية، لا ليذهب حزنه فحسب؛ بل ليطمئن قلبه، وينشرح صدره، ويرتاح خاطره.
وليته ينظر إلى هذا القدر بعين النعمة، وبصر الرحمة، وأن الله تعالى ربما صرف هذه النعمة رحمة به، وما يدريه؟ لعله إذا رزق بولد صار هذا الولد سببا في شقاء والديه وتعاستهما وتنغيص عيشهما! أو تشويه سمعتهما.
تأمل لما مات أبو سلمة -رضي الله عنه- تقول أم سلمة -رضي الله عنها-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أأجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها" إلا أخلف الله له خيرا منها.
قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبى سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه؟ ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه!.
تأمل هذا الشعور الذي انتاب أم سلمة -وهو بلا شك ينتاب بعض النساء اللاتي يبتلين بفقد أزواجهن ويتعرض لهن الخُطاب- ولسان حالهن: ومن خير من أبي فلان؟! فلما فعلتْ أم سلمة ما أمرها الشرع به من الصبر والاسترجاع وقول المأثور، أعقبها الله خيراً لم تكن تحلمُ به، ولا يجول في خلدها.
وهكذا المؤمنة، يجب عليها أن لا تختصر سعادتها، أو تحصرها في باب واحد من أبواب الحياة، نعم؛ فالحزن العارض شيء لم يسلم منه حتى الأنبياء ولا المرسلون! بل المراد أن لا نحصر الحياة أو السعادة في شيء واحد، أو رجل، أو امرأة، أو عالم، أو داعية.
في الحديبية يوقع -صلى الله عليه وسلم- صلحا مع المشركين لم ترق لصحابته بنوده، ورأوا فيه ظلما لهم وإجحافا، حتى قال قائلهم: "كيف نرضى الدنية في ديننا؟"، لكن؛ مَن يعلم وأنتم لا تعلمون سماه فتحا: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) [الفتح:1]، لما ظهر من آثاره وعواقبه الحميدة على أمة الإسلام، وصدق الله: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
في بدر يود المسلمون غيرَ ذات الشوكة ويريد الله أن تلتقي الفئتان؛ ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.
يُفترى على الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنها-، وتتهم في عرضها، ويتكدر بيت النبوة، فيتنزل القرآن: (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).
إن هذه اللمسة الربانية للقلب البشري لتفتح أمامه عالما آخر غير العالم المحدود الذي تبصره عيناه، وتجعله أمام قوة الله وتدبيره؛ بينما هو يعمل ويرجو ويطمع ويخاف ولكنه يرد الأمر كله لليد الحكيمة، والعلم الشامل، وهو راض قرير.
إنه الدخول في السلم من بابه الواسع، فما تستشعر النفس حقيقة السلام إلا حين تستيقن أن الخير فيما اختاره الله، وأن الخير في طاعة الله، دون محاولة منها أن تجرب ربها وأن تطلب منه البرهان!.
إن الإذعان الواثق، والرجاء الهادئ، والسعي المطمئن، هي أبواب السلم الذي يدعو الله عباده الذين آمنوا ليدخلوا فيه كافة.
إن الإنسان لا يدري أين يكون الخير وأين يكون الشر، وكل إنسان -في تجاربه الخاصة- يستطيع حين يتأمل أن يجد في حياته مكروهات كثيرة كان من ورائها الخير العميم، ولذات كثيرة كان من ورائها الشر العظيم.
وكم من مطلوب يكاد الإنسان يُذهب نفسه حسرات على فوته، ثم تبين له بعد فترة أنه كان إنقاذا من الله أن فوت عليه هذا المطلوب في حينه.
وكم من محنة تجرعها الإنسان لاهثا يكاد يتقطع لفظاعتها، ثم ينظر بعد فترة فإذا هي تنشئ له في حياته من الخير ما لم ينشئه الرخاء الطويل.
لولا السجن ما بلغ يوسف -عليه السلام- ما بلغ، وكم من سجين صالح لولا السجن لتاه في ظلمات الفتن، وغرق في وحل الشهوات أو الشبهات! فكان سجنه له ثبات ورسوخ.
وكم من فقير لولا فقره لطغى واستغنى وكذب بالحسنى! وكم من مريض لولا مرضه لما وصل إلى الدرجات العلى!.
إن الإنسان لا يعلم والله وحده يعلم، فماذا على الإنسان لو يستسلم؟ إن هذا هو المنهج الرباني للنفوس لتؤمن وتسلم وتستسلم في أمر الغيب المخبوء بعد أن تعمل في محيط السعي المكشوف.
كم نحزن ونتألم لكيد المنافقين واستعلائهم، ونكره خطواتهم! لكن لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم؛ فالشدة بعد الرخاء والرخاء بعد الشدة هم اللذان يكشفان الغبش فيها والصفاء، ودرجة الهلع فيها والصبر، ودرجة الثقة فيها بالله أو القنوط.
عندئذ يتميز الصف، ويتكشف عن مؤمنين ومنافقين, ويظهر هؤلاء وهؤلاء على حقيقتهم, وتتكشف في دنيا الناس دخائل نفوسهم.
الأحداث ومداولة الأيام بين الناس تكشف المخبوء , وتجعله واقعا في حياة الناس, وتحول الإيمان إلى عمل ظاهر, وتحول النفاق إلى تصرف ظاهر, والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
إن ما يجري على المسلمين من إذلال واستضعاف هو في ظاهره شر وبلاء؛ ولكن مَن يرى الأمور بميزان السماء يعلم أن ذلك بعلم الله وحكمته، ويجزم أن وراءه خيرا ورحمة، وأن العاقبة للمتقين، ويدرك أن النتيجة لن تكون إلا إخراج أجيال أصلب عودا، وأقوى يقينا وإيمانا، وأصفى عقيدة، وأطول نفسا، وأكثر وعيا بحقيقة المعركة التي تدور في الأرض بين دين الله وأعداء الله. وما الصحوة المباركة، وعودة المسلمين إلى دينهم، وتخلصهم من رق العبودية لغير الله، إلا إرهاصات وبشائر، والله يعلم وانتم لا تعلمون.
لا تستبطئ وعد الله، فربما كان فيما تستعجل من الخلاص من الآلام و الأمراض والهموم كان فيه تعرض لمحنة أقسى وبلاء أشد، فلا تستبطئ وعد ربك بالرحمة، فإنه وعدك بما يراه هو رحمة لا بما تراه أنت رحمة، والله يعلم وانتم لا تعلمون.
إن من يؤمن بهذه الحقيقة يورثه ذلك تحقيقا للعبودية لله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ويورثه صبرا على البلايا والمصائب، وقوة في الاحتمال؛ فإن كل قدر يكرهه العبد ولا يلائمه لا يخلو إما أن يكون عقوبة على ذنب، فهو دواء لمرض، لولا تدارك الحكيم إياه بالدواء لترامى المرض على الهلاك؛ أو يكون سبباً لنعمة لا تُنال إلا بذلك المكروه.
الإيمان بهذه الحقيقة يورث سعادة القلب وطمأنينته وسكينته، والسلامة من الأحقاد والحسد والشحناء، وأمراض الخوف والطمع، وأمراض الكبر والخيلاء، ويورثه التؤدة والأناة وعدم الاستعجال.
لابد أن نؤمن جميعا أن ما قدَّرَه الله وقضى به هو خير كله، عَلِمَه مَن علمه، وجهِله مَن جهله، فلا تجزعْ من قدَر الله، ولا تقنط من رحمته، ولا تيأس من رحمته، وثِقْ أنَّ من وراء الْمِحَنِ مِنَحاً، وفي ثنايا البلاء رحمةً و عطاءً، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خير خلقه أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وسار على دربه إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون، ونحن نتحدث عن الرضا بقدر الله -عز وجل- وتفويض الأمور إليه، ونؤكد على أن الخير فيما يختاره الله، ولو كان في ظاهره بلاء ومحنة؛ فإننا نحذر من الانحراف بهذا الأمر إلى المفهوم الخاطئ لمسألة مفهوم الرضا والتسليم لقضاء الله -عز وجل- والذي قد يفضي إلى التواكل والعجز والرضا بالفساد والمذلة والمهانة، وترك الأخذ بالأسباب والدعوة والجهاد، فنكون ممن يعالج داء بداء.
إن من سمة عقيدة أهل السنة والجماعة التوازن في فهم عقيدة القضاء والقدر بين الغلو والجفاء، بين من ينكر الاستدلال بالقضاء والقدر على حوادث الزمان وبين من يفهم القضاء والقدر والرضا بتدبير الله على أنه تواكل وخمول وخنوع مذل.
إن الفهم الصحيح للقضاء والقدر يكمن في التوازن بين الاستسلام المطلق لقدر الله والعمل بكل ما في الوسع والوقوف المطمئن عند حد الاستطاعة؛ وهذا يعني فعل الأسباب التي سخرها الله -عز وجل- ومدافعة أقدار الله بأقداره، ما دام أن هناك إمكاناً للمدافعة، فإذا لم تُجدِ المدافعة، أو لم يكن ذلك في الإمكان؛ فالواجب: الصبر والاستسلام لقضاء الله عز وجل، واليقين بأن ما وراء ذلك خيراً ومصلحة ورحمة يجب أن يتجه الجهد إلى التماسها، وتسخيرها إلى مزيد من الخير والإصلاح، وتغيير الأحوال، ومحاسبة النفوس، وإزالة أسباب المصيبة، وبذل الجهد في دفعها: (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد:11].
حينما تقرر الحقيقة القرآنية أن كل ما يجري من أحداث وابتلاءات لا نحسبها شرا بل هي خير ورحمة فإن الاستسلام لهذه الحقيقة لا يعني الاستسلام للواقع، والرضا بسير المنكرات، والتقاعس عن مقارعة المبطلين، ومجاهدة الكافرين والمنافقين؛ وإنما هي حقيقة تتطلب التوازن، وتعني أن تعمل بالأسباب وتتخذ الوسائل، وتندفع للعمل والبذل، وتمارس الدعوة والاحتساب، وتعني أن تحرص على ما ينفعك ولا تعجز؛ فإن جاء القضاء على خلاف ما أردت فلا تيأس ولا تحزن، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن ارض بما كتب الله لك، وقل: قدَّر الله وما شاء فعل، وقل: رضيت بالله ربا، فهو الذي يشاء ويختار، وثق أن ما كتبه الله وقدره هو الأصلح والأنفع.
إن على المسلم أن يأسى ويحزن لآلام إخوانه ومصائبهم، وعليه أن يغضب إذا انتهكت محارم الله، ويسعى -ما استطاع- لمواجهة تيار الفساد والانحلال، ولا جناح عليه أن يحزن لفوات مطلوبه ومرغوبه؛ لكن الذي لا يرضاه الإسلام أن يتحول هذا إلى شعور باليأس والقنوط، وسوء ظن بالله، فالواجب أن يثق أن ما قدره الله هو الخير والرحمة.
إن دائرة الاستكانة والتسليم تبدأ بما يغلب الإرادة المعتادة، وبما يخرج عن نطاق الاختيار الحر، فلا احتجاج بقدر، ولا مكان للقول به حيث تستطيع أن تفعل أو تترك.
أما بعد أن تبلغ بإرادتك مداها فدع الأمور لمدبرها الأعلى ينتهي بها حيث يشاء دون نزق أو قلق،
وإن من الناس من يستحمق ويلوذ بالسكون والتجرد أو بالقعود والتماوت باسم التعويل على الله وإسلام القياد له.
إن الحقيقة القرآنية: لا تحسبوه شرا لكم، وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا، وإن أحاديث القدر، ليست دعوة لتخدير المشاعر وبث الوهن وترك العمل؛ إنها علاج للقلق والتشاؤم، وليست ذريعة للكسل والخمول، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
اللهم صل وسلم وبارك على من بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده.
وارض اللهم عن صحابته أجمعين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الرحمين...