الحسيب
(الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...
العربية
المؤلف | حفيظ بن عجب الدوسري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - التوحيد |
يا أمة التوحيد والإسلام والجهاد! حارِبوا أهل الشرك والبدع وأهل النفاق، وأهل العلمنة، وأولياء الكافرين وعملائهم، واجعلوا بينكم وبينهم كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا تقربوهم ولا تصادقوهم، ولا تدنوهم، ولا تجعلوا لهم مكانة في مجالسكم، واحذروا من مكرهم وكيدهم وخيانتهم، فإنهم يحاربون الإسلام وأهله ويكيدون لهم مهما استتروا بكل ستار، ومهما لبسوا من ثياب الكفر، فالكفر ملة واحدة ولو لبسوا وتلبسوا ..
الحمد لله رب العالمين، لا إله إلا الله الحق المبين، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
أما بعد: فيا حماة الدين ويا حراس العقيدة! لقد ابتُليت الأمة الإسلامية ببلاء عظيم يتمثل في موالاة المنافقين، وموالاة العلمانيين، وموالاة أهل الكفر والزندقة والبدع والظالمين، موالاة لهم من كل وجه، وكأن المسلمين تناسوا قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [الممتحنة: 1].
بهذه الآيات يا حماة الدين ويا حراس العقيدة تحرّم موالاة المشركين ومودتهم، كيف لا يا عباد الله وهم الذين كفروا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبغضوا الحق وآذوا أهله، ومن كان كذلك وجبت عداوته وحرمت مودته ..
وقد جاءت الآيات والأحاديث والآثار في تحريم موالاة المشركين ومحبتهم ومودتهم والأمر بعداوتهم، ومقطعاتهم فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ) [المائدة: 51]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) [المائدة: 57- 58].
وقال جل في علاه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) [الممتحنة: 13].
وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ...)[آل عمران: 118].
هذه الآيات قد قطع فيها الله الموالاة بين المؤمنين وبين الكافرين والمنافقين، ومن في زمرة الظالمين، وأخبر أن من تولاهم فهو منهم، وكيف يدعي رجل محبة الله وهو يحب أعداءه الذين ظاهروا الشياطين وظاهروا الكفار وظاهروا المجرمين والظالمين والمنافقين، واتخذوهم أولياء من دون الله.
تحب عدوي ثم تزعم أنني | صديقك، إن الود عنك لعازب! |
وقال حذيفة رضي الله عنه "ليتقِ أحدكم أن يكون يهوديًّا أو نصرانيًّا وهو لا يشعر"!! وما أكثر الذين تهودوا وتنصروا وهم لا يشعرون!!
وقال الثوري: " ومن لاق لهم دواة، أو برى لهم قلمًا، أو ناولهم قرطاسًا، دخل في هذا".
ويا الله كم من عميل لهم يحبهم ويعمل بمصلحتهم ليل نهار بيننا من المنافقين والعلمانيين والروافض الكافرين !!
وقال بعض المفسرين لقوله تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) [هود: 113]، النهي يا عباد الله متناول للانحطاط في هواهم، والانقطاع إليهم ومصاحبتهم، ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم، والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم، والتزيي بزيهم، ومد العين إلى زمرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم.
فيا الله كم وقع المسلمون من هذا في كثير، وقد كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المسلمين المقيمين ببلاد فارس يقول رضي الله عنه للمسلمين المقيمين ببلاد فارس: "إياكم وزي أهل الشرك" ! فيا الله لو رأى زماننا عمر وكيف أصبح بعض المسلمين منهم ومتشبهًا بهم في كل شيء...
روى البيهقي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم".
لقد أصبح المسلمون يهنئونهم ويدخلون كنائسهم، ويوالونهم من دون المسلمين ، فيا الله من غربة الدين !!
وعن عبد الله بن عمرو قال: " مَنْ بَنَى بِبِلادِ الأَعَاجِمِ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُمْ وَتَشَبّهَ بِهِمْ، حَتّى يَمُوتَ، وَهُوَ كَذَلِكَ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
يا الله يحشر مع الكافرين يوم القيامة من بنى ببلاد الأعاجم يقول عبدالله بن عمرو: " مَنْ بَنَى بِبِلادِ الأَعَاجِمِ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُمْ وَتَشَبّهَ بِهِمْ، حَتى يَمُوتَ، وَهُوَ كَذَلِكَ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"!
فيا أيها المسلمون! احذروا أن تُحشروا مع الكفار يوم القيامة!!
وعند أبي داود في سننه عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"، فهذا يا أمة التوحيد والجهاد عمر بن الخطاب فما أدراكم ما عمر بن الخطاب أمير المؤمنين والخليفة الراشد المسدد الملهم نهى عن تعلم لسان الأعاجم، وعن مجرد الدخول إلى الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بمن فعل بعض أفعالهم وحسَّن طريقتهم، ومال إليها، وتعشق الأزيال الباطلة المحرفة، ورأى أنها هي الحياة الحرة، وأنه يجب على الأمة معرفة تلك الحياة الزائفة الباطلة الزائلة، وتقليدها وخلع تعاليم الإسلام، وأن المتقيد بالإسلام يزعمون لعنهم الله رجعيًّا جامداً قاصر المعرفة معدوم الرأي ولا حظ له في التقدم .. نسأل الله العافية والسلامة..
كذبوا والله .. كذبوا والله ولقد عميت يا عباد الله بصيرة أكثر المنحرفين، أو تعاموا عن الحق، ولم يهتدوا إلى قول الله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) [القيامة: 36] أي لا يُؤمر ولا يُنهى، بل أرسل الرسل وأنزل الكتب إقامة للحجة؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ..
فيا لك من زمان عاد فيه المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والسنة بدعة والبدعة سنة!! نشأ على هذا الصغير، وهرم عليه الكبير، وقام أعداء الشريعة بوقاحة جادين في القضاء على الإسلام ودفنه، وشككوا في العقائد، وعطلوا الأحكام وألغوا الفرائض وألقوا أحكام الشرع، وزهدوا في السنن والآداب، وأباحوا المحذور، وأباحوا السفور وحل الحرام، واعترضوا على الخالق في التشريع وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم في البيان (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) [المائدة: 41].
ولقد جد أعداء الشريعة في كل ما في وسعهم باختلاط المرأة الأجنبية بالرجل الأجنبي، ومحادثته والاتصال به في أي وقت من الأوقات، وعدوا هذا خُلقًا ساميًا – زعموا وكذبوا – وتمدنًا راقيًا، فأصبح المسلمون المقلدون لهم لا يرون في اختلاط المرأة بالأجنبي بأسًا ولا حرجًا، فاختيرت أجمل الفتيات لتعمل في التمريض في أقسام الرجال وفي استقبالهم، وغصت بالنساء المسارح والسينما والتليفزيونات والدشوش، وقل الحياء والمروءة أضاعت الغيرة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أيها المؤمنون: يا حماة الدين ويا حراس العقيدة! لقد أصبنا بمصائب ولكننا لا نشعر، لقد زادت النساء بالتجول في الشوارع والذهاب إلى الدوائر الحكومية والاختلاط بالأجانب والتعرض للفتنة، ونستطيع بوحي ديننا وهداية من ربنا يا أولياء الله أن نربّي بناتنا ونهذبهن ونطهرهن ونستحضر قول الله: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [الأحزاب: 33].
فاحفظوهن وربوهن كما ينبغي أن تكون التربية ويكون التهذيب والتطهير، وبدون اضطرارهن إلى السفور والخلاعة والفجور والتبرج الجاهلي؛ لأن الله تعالى نهى عن ذلك ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشبه .. يقول الشاعر:
سرنا وراء الغرب ننعق مثلهم | فأصابنا من نعقنا الأسقام |
وإن الغربيين يا عباد الله لا يرون بأسًا في اختلاط المرأة الأجنبية بالرجل، وأبطلوا عادة الحجاب، فترجلت المرأة التي لم تتقيد بالأوامر ولا النواهي، وقصّرت ثيابها وقصّرت شعورها، وشاركت في أعمال الرجال، كما تخنّث الرجال فحلقوا وجوههم، وأطالوا الثياب وأسبلوها، فكانوا بهذه الميوعة متخنثين وبالنساء متشبهين، ولقد لعن الله من تشبه من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ..
ومما ينبغي أن يُعلم يا أمة الإسلام أن كل هذا البلاء الذي أصاب الإسلام وأهله كان سببه فريق من أدعياء الإسلام وطوائف المنحرفين الذين يزعمون أنهم من المسلمين وهم والله في معزل عن الإسلام، فإنهم ما يزالون يطاردون الإسلام في كل بلد وبيت، وفي كل مكان وفي كل مظهر من مظاهر الحياة حتى قبروه في المقابر المظلمة، فإذا أمرت أحدهم أو طلبت منه أن يقيم فريضة، أو يترك جريمة كبيرة كانت أو صغيرة أشار إلى صدره التقوى هاهنا ..
ومن المنتكسين أيها المؤمنون من يقول: إن الأمم الأخرى طاروا إلى السماء وغاصوا في البحر، وغزوا الفضاء ونحن ما زلنا جامدين على هذا الحلال وهذا الحرام !!
يا الله يخرجون من الإسلام وهم لا يشعرون، وبالجملة يا عباد الله فقد دأب هذا الفريق الكافر العميل المنافق على مسخ الأمة الإسلامية شيئًا فشيئًا حتى أنسوها إمامتها للبشرية، وقيادتها للإنسانية بعد أن كانت خير أمة أُخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله، فسيّروها كنفًا تابعًا للغرب لا تعرف إلا التبعية والتقليد في كل شيء .
كُنَّا هَطِيل الغيث ما سُقيت بنا | أرضٌ فماتت بعدنا الأزهارُ |
ويا عجبًا كيف كانت البيوت التي يتلى فيها كتاب الله ترفع فيها أصوات التهليل والتسبيح، قد أمست مراقص لا يسمع فيها طول الليل والنهار إلا الزمر والتصفيق وأصوات الشياطين من الزور والباطل ..
فيا لغربة الإسلام في داره، فآه ثم آه وما أجدرنا بالتأوه والبكاء على هذا الدين وقلة أنصاره، لقد انقلبت المفاهيم وضاع الحياء والخجل والغيرة، فتفرقت الأهواء واختلف الورى كما اختلفت ألونهم والطبائع، فكلّ له صوت يريد ارتفاعه ..
قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) [الممتحنة: 22].
ففي هذا البيان يا عباد الله أكبر دلالة على أن من كان يؤمن بالله واليوم الآخر والبعث والنشور والحساب والجزاء فإنه لا يكون موادًّا لأعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو كانوا أقرب قريب، فيكون من اتصف بذلك ممن كتب الله في قلبه الإيمان والسعادة وقررها في قلبه بقوة منه وزين الإيمان في بصيرته، فهلا فعل علماؤنا ذلك بمن انقلب على عقبيه وحادّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعاند شرعه، وردّ القرآن والسنة بزعمه الفاسد، واستهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به ونشر المقالات في الإنترنت والجرائد والمجلات وعبر الشاشات حتى ظهر للعيان ضد الإسلام وأهله محاربًا ومعاديًا .
فيا الله كم من مرتد ومنافق يستحق أن تُضرب عنقه في هذا الزمان لم تضرب عنقه !!
يا غربة الدنيا على أهل النهى | إن العقول تموت حين تعاني |
أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره" وفي رواية "يهتدون بهديه ويستنون بسنته، ثم خلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يأمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".
اللهم اجعلنا من أنصار دينك الذين يجاهدون بما يستطيعون .
أيها المسلمون: كتب أسد بن موسى إلى أسد بن فرات "اعلم يا أخي أن ما حملني على الكتاب إليك إلا ما ذكر أهل بلدك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة، وعيبك لأهل البدع وكثرة ذكرك لهم وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك، وشد بك ظهر أهل السنة، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم، فأذلهم الله بيدك وصاروا ببدعتهم مستترين، فأبشر يا أخي بثواب ذلك، واعتد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله تعالى وإحياء سنة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- ..."
إلى أن قال رحمه الله "...وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب"، ثم قال رحمه الله محذرًا من أهل البدع: " فارفض مجالسهم وأذلهم وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من بعده".
وذكر بإسناده إلى سفيان الثوري قال: "من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث: إما أن يكون فتنة لغيره، وإما أن يقع في قلبه شيء فيذل به فيدخله النار، وإما أن يقول والله ما أبالي ما تكلموا وإني واثق بنفسي فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه". أسأل الله الثبات على الدين، ثم ذكر بإسناده عن بعض السلف قال: "من أتى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام"، أخبرنا أسد بالإسناد عن أبي هريرة: " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
فيا أمة التوحيد والإسلام والجهاد حاربوا أهل الشرك والبدع وأهل النفاق وأهل العلمنة، وأولياء الكافرين وعملائهم، واجعلوا بينكم وبينهم كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا تقربوهم ولا تصادقوهم، ولا تدنوهم، ولا تجعلوا لهم مكانة في مجالسكم، واحذروا من مكرهم وكيدهم وخيانتهم، فإنهم يحاربون الإسلام وأهله ويكيدون لهم مهما استتروا بكل ستار، ومهما لبسوا من ثياب الكفر، فالكفر ملة واحدة ولو لبسوا وتلبسوا ..
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ..
اللهم انصر أولياءك الصالحين، اللهم عليك بالمنافقين وأعداء الدين..