الواحد
كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...
العربية
المؤلف | خالد بن سعد الخشلان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | السيرة النبوية |
معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قسمان، القسم الأول: معجزة مصاحبة للدعوة ملازمة لها، تقوم بها الحجة على الناس إلى يوم القيامة، والقرآن الكريم هو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المستمرة الباقية إلى قيام الساعة، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والقسم الثاني: معجزة لاحقة معينة تكون للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولمن آمن به دون من كفر، وقد حصل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حياته منها شيء كثير ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا عباد الله لزاموا طاعة مولاكم، وتنافسوا رحمكم الله في فعل الخيرات وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين.
أيها الإخوة المؤمنون: الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حديث شائق وماتع، ولقد اعتنى علماء الإسلام بتصنيف المصنفات وتدوين الكتب المتعلقة بحياة النبي صلى الله عليه وسلم.
فهناك الكتب المؤلفة عن سيرته صلى الله عليه وسلم من ولادته، بل وقبل ولادته إلى حين وفاته صلى الله عليه وسلم، كسيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام وغيرهما..
وهناك كتب الخصائص التي اختص بها صلى الله عليه وسلم، والتي تبحث في الأفعال والأمور التي هي من خصائصه صلى الله عليه وسلم، ككتاب الخصائص للسيوطي رحمه الله.
وهناك كتب الشمائل التي تعنى بذكر شمائل المصطفى ومناقبه صلى الله عليه وآله وسلم ككتاب الشمائل للإمام الترمذي، وهناك كتب تُعنى ببيان حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم ككتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله..
ومن أجلّ ما كتب عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهديه في أموره كلها كتاب "زاد المعاد في هدي خير العباد " للعلامة ابن القيم رحمه الله، فهو كتاب ينبغي أن يوجد في كل بيت؛ لينتفع به الصغير والكبير والرجل والمرأة.
ومن الجوانب التي بحثها علماء الإسلام في سيرته صلى الله عليه وآله وسلم معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، والمعجزة هي الأمر الخارق للعادة يجريها الله على يد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم..
وهي شهادة اعتماد من الله لرسوله يَذُبّ بها عن رسالته كل مدَّعٍ كذوب، ويهدي بها إليه الضالين الحائرين، وما أتى نبي قومه بغير آية ودليل على صدقه..
أخرج الشيخان وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي من الآيات ما على مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيًّا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة».
بيد أنه صلى الله عليه وآله وسلم لعظيم ما حمل به وثقل ما كُلف به عن غيره ممن سبقه من الأنبياء كانت المعجزة له فوق هذا تثبيتًا لقلبه، وعونًا له على أثقال النبوة، وعونًا على من آمن به على ما نزل بهم من شدائد.
إن معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قسمان، القسم الأول: معجزة مصاحبة للدعوة ملازمة لها تقوم بها الحجة على الناس إلى يوم القيامة، والقرآن الكريم هو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المستمرة الباقية إلى قيام الساعة، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والقسم الثاني: معجزة لاحقة معينة تكون للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولمن آمن به دون من كفر، وقد حصل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حياته منها شيء كثير، سأذكر بعضها إن شاء الله تعالى لإدراك عظمة الله وقدرته الباهرة التي لا يقف أمامها شيء، كيف والله سبحانه وتعالى هو الذي يقول للشيء كن فيكون (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [يس: 82]، وفي ذكر المعجزة تأتي بالتصديق وتقوية اليقين برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم..
إخوة الإسلام: إن هذه المعجزات التي أجراها الله على يدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن في يوم من الأيام مانعة للنبي صلى الله عليه وسلم من فعل الأسباب المادية وعمل ما يمكنه عمله، وأمثلة ذلك كثيرة..
ففي غزواته صلى الله عليه وسلم كلها لم يعتمد صلى الله عليه وسلم على المعجزة، بل كان يفعل الأسباب ويعدّ للأمر عدته، كان درعه الذي يلبسه صلى الله عليه وسلم خير الدروع كان فيه حلقتان من فضة عند موضع الصدر وحلقتان خلف ظهره.
قال جعفر بن محمد وهو يصف درع النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أبيه: "فلبستها [أي درع النبي صلى الله عليه وسلم] فخطت الأرض".
وكان له من السيوف ذو الفقار والبَتَّار وغيرها.. وفي اللحظات الحاسمة بعد فعل الأسباب المادية التي كُلف البشر من الله عز وجل بفعلها يُجرِي الله على يدي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ما يجريه من المعجزات.
أخرج مسلم وأحمد عن العباس رضي الله عنه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وفي الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حمي الْوَطِيسُ وأخذ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «انهزموا ورب محمد»، فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فوالله فما هو إلا أن رماهم بحصياته فما زلت أرى حَدَّهُمْ كَلِيلاً وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا...
إنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يرمِ بالحصيات ولا بحبة التراب قبل اللقاء، والتراب هو التراب والحصيات هي الحصيات، ولكن حتى يعلم الله الصادقين منهم ويعلم الكاذبين وحتى يبذل القائد صلى الله عليه وآله وسلم للأمر كل ما في استطاعته، وبعد ذلك يأتي النصر فالنصر من الله عز وجل.
وكل ما أجراه الله على يدي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من المعجزات إنما كان معونة له، ولمن آمن به صلى الله عليه وآله وسلم.
عن جابر رضي الله عنه قال: عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه رَكْوَةٌ يتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما لكم»؟ فقالوا: يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا في ركوتك.. قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه الشريفة، قال فشربنا وتوضأنا، ولو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمسة عشر مائة.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي عمرة الأنصاري قال: كنا مع رسول الله صلى الله وآله وسلم في غزوة فأصاب الناس مخمصة، فاستأذن الناس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نحر بعض ظهورهم، وقالوا: يبلغنا الله بهم، فلما رأى عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد همَّ بأن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم، قال: يا رسول الله، كيف بنا إذا نحن لقينا العدو غدًا جياعًا رجالاً، ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو الناس ببقايا أزوادهم وتجمعها ثم تدعو الله فيها ببركة.. فجعل الناس يجيئون بالحفنة من الطعام وفوق ذلك، فكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر...
فجمعها.. ثم قام صلى الله عليه وآله وسلم فدعا بما شاء الله أن يدعو، ثم دعا الجيش بأوعيتهم ثم أمرهم أن يجيشوا ما بقي من الجيش، فما تركوا وعاء إلا ملئوه، وبقي مثله فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه، ثم فقال: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أني رسول الله.. ».
إنهم رجال وفوا لله فوثقوا في عونه وعطاياه، فوفاهم الله على يدي نبيه صلى الله عليه وسلم بما أزال الله به مسغبتهم وظمأهم.
وإنه لموقف مثير كاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأذن لهم في ذبح بعض ظهورهم [ أي إبلهم ]، وما رجع من ذلك الإذن إلى طلب المعجزة من الله إلا لما طلب عمر ذلك منه، وذلك كان شأنه صلى الله عليه وآله وسلم في الشدائد كلها، لا يتعجل زوالها قبل أن يُطلَب ذلك منه، ولا يعجله صحابته حتى ينفذوا ما في استطاعتهم من صبر وهوى نفس لله رب العالمين..
لأنهم علموا أن الشقاء بالأمر والتحمل في الطاعة والصبر على المكاره والثبات على الابتلاء كل هذا ثمن الفرج، وثمن الدعاء المستجاب، وثمن النصر من الله القوي العزيز.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: حدثنا عن شأن ساعة العسرة، قال عمر رضي الله عنه: "خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن الرجل لينحر فيعتصر فرثه فيشربه، ثم يجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إن الله قد عوّدك في الدعاء خيرًا، فادع الله لنا فقال: «أو تحب ذلك» ؟ قال: نعم ! قال: فرفع يديه نحو السماء فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأطلت، ثم سكبت، فملئوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها [أي السحابة] جاوزت العسكر".
وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال أبو طلحة لأم سليم: " لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء فأخرجت أقراصًا من شعير ثم أخرجت خمارًا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم. قال: بطعام؟ قال: فقلت: نعم..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: «قوموا»، فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم، فقالت أم سليم: الله ورسوله أعلم، قال فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلمي يا أم سليم ما عندك» فأتت بذلك الخبز فأمر به فَفُت وعصرت أم سليم عكة لها فأدمته..
ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم قال: «ائذن لعشرة» فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال «ائذن لعشرة»، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال «ائذن لعشرة» فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم أذن لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً".
ومن عجب أيها الإخوة المسلمون أن يكون ذلك شأن النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه سبحانه وتعالى في ذهاب الشدة بدعوته، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم لا يستعمل ذلك بزوال جوعه هو إذا كان الجوع في بيته وأهله..
لقد كان أحفظ الناس لقدره مع الله فلم يشأ أن يدلّ بنبوته وقدره على ربه عز وجل أو أن يستعمله لخاصة نفسه وبيته، بل كان غاية ما طلبه من ربه صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه وبيته لما أصابه ألم الجوع أن قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضَّجِيعُ» وقوله: «اللهم ارزق آل محمد قوتًا».
لم يستعمل صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا من معجزاته في غير ما جُعلت له صيانة للنبوة ودعوة إلى الله عز وجل. فصل اللهم وسلم وبارك على هذا النبي الكريم الذي بلّغ رسالة ربه أتم تبليغ ونصح لأمته أكمل نصح، وجمعنا الله به في دار كرمته ومستقر رحمته إن ربي رحيم ودود.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى فهي خير ما يتمسك به ولازموا طاعة مولاكم في الشدة والرخاء والسراء والضراء لعلكم تفلحون.
أيها الإخوة المسلمون: لقد امتازت معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم وفضلت على معجزات الأنبياء السابقين في ثلاثة أمور:
الأمر الأول: دوام أم المعجزات وأصل المعجزات النبوية وهي القرآن الكريم على مر الزمان، فإن كل معجزة انقضت الحجة بها بانقضاء من أُرسل بها سوى تلك المعجزة الخالدة الباقية والتي لا نحصي عدد أوجه الإعجاز بها، فمن حسن تأليف القرآن وفصاحة عبارته وبلاغة معناه إلى إخباره بالغيب، وحديثه عن القرون الخوالي، وروعة تأخذ قلوب تاليه وتأخذ بمجامع سامعه، ونصاعة أحكام مع ثبوت لها ودوام وكمال غير محتاج واحد منها على طول الزمان لتعديل أو تبديل أو إضافة أو خلل أو تقصير مع سهولة قراءتها وتيسر حفظه لأنه كلام الله رب العالمين (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) [النساء: 122] (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) [النساء: 87].
والأمر الثاني: كثرة معجزاته صلى الله عليه وسلم، وتنوعها بتنوع أحواله وحال من معه فلقد كان صلى الله عليه وآله وسلم أكثر الناس معجزة وأبهرهم آية.
والأمر الثالث: أن معجزاته صلى الله عليه وسلم غير القرآن الكريم كانت تابعة للإيمان به، أما معجزات غيره فإن الإيمان بها كان تابعًا لها.
ولهذا فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقدم نفسه للناس بغير القرآن كلام الله المعجزة الخالدة الباقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها والذي أمره ربه عز وجل بأن يعظ الناس به بقوله تعالى لنبيه: (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) [الأنبياء: 45].
وهي دعوة لكل مسلم أن يزداد قربًا من هذه المعجزة العظيمة من القرآن العظيم من كتاب الله عز وجل حفظًا وتلاوة وسماعًا، وأعظم من ذلك كله تدبرًا في آياته وتأملاً لمعانيه واتعاظًا بمواعظه؛ لأنه أعظم للهداية والتوفيق والحفظ وإدخال السعادة القلبية والأنس وانشراح الصدر.
فنسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالعيش في ظلال القرآن، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبيكم محمد بن عبد الله، فقد أمركم ربكم عز وجل في كتابه؛ فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 65].
اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد..