الرحيم
كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...
العربية
المؤلف | علي بن محمد بارويس |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - فقه النوازل |
ويتحقَّقُ كُلُّ مطلوبٍ، وتُحَلُّ المشكلاتُ، ويأمَنُ الخائفُ، ويُنْصَرُ المظلومُ، وتُسْتَرَدُّ الحُقوق؛ إذا ساد التعاونُ، على وجهه يكونُ في الأمَّةِ الحُرَّاسُ الَّذين يقومون بمحاربة تيارات الشر والإلحاد، ويدفعون الناس إلى الخير والسلوك الحسَن، ويُسْهِم كلُّ عضوٍ في بناء الأمة على صرح الحق والعزة والكرامة، وبمثل هذا تسترد أمة الإسلام حقوقها المنقوصة، وأراضيها المغصوبة، وتبقى متماسكة شامخة مهما تكاثرت الزلازل، وتوالت العواصف، وأجمع الأعداء أمرهم، وأجلبوا بخيلهم ورَجِلِهم، والعكس بالعكس ..
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونؤمن به، ونتوكَّلُ عليه، ونُثْنِي عليه الخير كلَّه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أنقذ به الله من الضلالة، وهدى به من العمى، وجمع به من الفرقة، فالذين آمنوا به واتبعوه أشداء على الكفار رحماء بينهم، كالبنيان يشد بعضه بعضاً. صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، كانوا بنعمة ربهم إخواناً، وعلى الحق أعواناً، والتابعين، ومَن تبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها الناس، لقد مَنَّ اللهُ على المؤمنين إذ جعلهم أمَّةً واحدةً فيما يقولون وما يفعلون، وما يأتون وما يذرون، ربهم واحد، وعبادتهم واحدة، ألَّف بين قلوبهم، ونزع العداوة من صدورهم، زين الإيمان في قلوبهم، ووقاهم حميَّة الجاهلية، دعوتهم توحيد واتحاد، وحياتهم إخاء وتعاون، صلاتهم واحدة، وقبلتهم واحدة، بيوت الله تجمعهم، وحكم الله يشملهم، المفاضلة بينهم بتقوى الله والعمل الصالح، بحقائق الوحدة ومظاهرها ملكوا العباد، وسادوا البلاد، وسعد بهم الأشقياء، وبِعَدْلِهم ضعف الجبابرة، وانتصف الضعفاء.
لقد كانوا في الحقِّ كالبنيان المرصوص، فعَزَّ دينُهم، وحفظت أوطانهم، وصينت أعراضهم وأموالهم، ولمثل هذا جاء التوجيه في محكم التنزيل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:103]، وقوله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2]، ولمثل هذا آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار موضحاً هذه الصورة للأجيال القادمة من أمته بقوله: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" متفق عليه، من حديث أبي موسى -رضي الله عنه-. وزاد البخاري: "وشبك بين أصابعه".
أيها الإخوة في الله، وفي وقفة عند هذا التمثيل النبوي الكريم نقول: إن الجدار إذا كان قائماً وحده فعمره قصير تزلزله الهزات، وتزعزعه العواصف، وقد ينهار أمامها انهياراً، أما إذا اتصل بغيره، وتكونت به غرفة، وارتبطت به غرفات، وتراصّ البنيان، وتماسك العمران، فحينئذ يرسخ البناء وتستقر الأركان، فلا تتأثر بالحوادث، فالجدار وحده ضعيف؛ ولكنه بأمثاله قوي شديد، ذلكم هو مثل المؤمن للمؤمن، بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً.
المسلمون بجماعتهم مسؤولون عن حماية الحق، وإقامة الــمُثُل العليا، والأخلاق الكريمة، يدلُّون على الخير، ويحاربون السوء، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يتعاونون على البر والتقوى، تعاوناً يشمل أمور الحياة كلها بقدر ما تشمله هاتان الكلمتان الجامعتان كلمة البر وكلمة التقوى، فالبر جماع كل خير، والتقوى اتقاء كل شر.
إن باب التعاون مفتوح يلجه كل مؤمن ومؤمنة فلا يترك مناسبة خير إلا سارع فيها، ولا يرى نافذة سوء إلا اتقاها وأغلقها، وبهذا يكون المؤمن عواناً مِعْواناً، وعند حدود الله وقَّافاً.
أيها الإخوة في الله: هذا التعاون مبدأ من مبادئ هذا الدين يجب أن يشيع في الأمة، فالأفراد حق عليهم أن يتعاونوا في دفع الكروب، وتجنب الخطوب، يتآزرون لجلب المصالح ودرء المفاسد، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
تعاونٌ في الأسرة؛ حيث تكون الزوجة ظلاً وارفاً، وسكناً دافئاً، ويكون الزوج قواماً منفقاً، وحامياً أميناً، تعاون بينهما في رعاية صغارهما؛ لينشأ تنشئة مؤمنة ثم تتسع الدائرة؛ لتحيط بالأقربين والجيران رحمة ومواساة، ودفعاً للبؤساء، ومشاركة في السراء والضراء.
تعاونٌ مع ولاة الأمر؛ قيامٌ بحسن الطاعة في المعروف، والتزامٌ بالأدب، واحترام النظم الشرعية من أجل سعادة الدنيا، وانتظام مصالح العباد، تعاون لإعلاء كلمة الله، وطاعة رب العالمين، حتى لقد أقسم الحسن البصري -رحمه الله- بأن طاعة ولاة أمور المسلمين في المعروف غيظ للأعداء، وفرقتهم كفر بالنعمة، ويجمع هذا وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع حين قال: "اعبدوا ربكم، وصَلُّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدُّوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم" رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
تعاونٌ يشمل طبقات الأمة وفئات المجتمع من الصُّنَّاعِ المـــَهَرَةِ قُوَّة، والزُّرَّاعُ الكادحون قوة، والعلماء والخبراء وأصحاب المعارف والأذكار كل أولئك قوى فعالة حينما يفشو بينهم التعاون، تعاونٌ يحقِّقُ التكافل والتكافؤ، بهم تسعد الأمَّة، ويقوى الإنسان.
بل إن الإنسان المسلم يرتقي بنظرته التعاونية إلى الحياة كلها فيشمل الأحياء كلهم برحمته وعرفانه، حتى يدخل تحت ذلك الكلب اللهِث، وكلّ كبد رطبة!.
وَيَتَحَقَّقُ كُلُّ مَطْلُوبٍ، وتُحَلُّ المشكلاتُ، ويأمَنُ الخائفُ، ويُنْصَرُ المظلومُ، وتُسْتَرَدُّ الحُقوق؛ إذا ساد التعاونُ، على وجهه يكونُ في الأمَّةِ الحُرَّاسُ الَّذين يقومون بمحاربة تيارات الشر والإلحاد، ويدفعون الناس إلى الخير والسلوك الحسَن، ويُسْهِم كلُّ عضوٍ في بناء الأمة على صرح الحق والعزة والكرامة، وبمثل هذا تسترد أمة الإسلام حقوقها المنقوصة، وأراضيها المغصوبة، وتبقى متماسكة شامخة مهما تكاثرت الزلازل، وتوالت العواصف، وأجمع الأعداء أمرهم، وأجلبوا بخيلهم ورَجِلِهم، والعكس بالعكس.
أيها الإخوة، حينما يكون التعاون على الإثم والعدوان فسوف يقل الظهير، ويضعف النصير، ويتفرق الإخوان، ولسوف ييبس العود، ويذهب المعدود والمحدود، ولسوف يضيع الحق، ويضعف الخلق، ويتسع الخرق.
إن التخاذل والتدابر، وتقطيع عرى الإخاء لن يجلب إلا الضعف والخور، فصيحة من العدو تكفي لزعزعة الأمة، وفرض أنواع المذلة، فلا دنيا حفظوا، ولا ديناً أقاموا، ذلك هو الخسران المبين!.
إن التخاذل في التعاون، وحجب الخير عن الناس دليل ضعف الإيمان، وكذب الادعاء، وضلال المقصد: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) [الماعون:4-7].
فاتقوا الله -رحمكم الله-، واستيقنوا أن التعاون سلاحٌ ماضٍ، وجيشٌ غلَّابٌ، وعدَّةٌ عتيدةٌ تنفع بإذن الله في البأساء وفي الضراء، وتدفع كيد الأعداء، إنه سلاحُ الائتلاف، وسلاحُ ضَمِّ اليد إلى اليد، ومعونة الأخ للأخ، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:103].
نفعني الله وإياكم لهدي كتابه الكريم، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، يستحق الحمد والثناء، اللهم لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وعلمتنا وأنقذتنا، وفرَّجْتَ عَنَّا، لك الحمد بالإسلام، لك والقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة.
اللهم لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين.
أيها الإخوة في الله، مضت خمس عشرة سنة على عودة اللحمة في هذا البلد الطيب المبارك، فاتحدت أجزاؤه بعد فرقة واختلاف، فعاد وحدة جغرافية وسياسية كما كان في سابق عهده وزمانه، وهو جزء من وحدة أمته الإسلامية، هذه الوحدة المباركة آتت ثمارها، وظهرت آثارها، وتجلت أنوارها على أهل هذه البلاد.
ويكفي الناظر أن يتذكر الحال قبل الوحدة، وآثار التشطير، وصعوبة التنقل بين أطراف البلد الواحد، وما عليه الآن حاصل من سهولة الانتقال، والتبادل للمنافع والتكامل، وغيرها من المصالح الدينية والدنيوية.
هذه النعمة نذكرها اليوم؛ لنشكر عليها الباري -جل وعلا- الذي وفَّق أهل هذه البلاد قيادة وشعباً فتحققت وحدتهم بعد طول الفراق، وأصبحت واقعاً ملموساً بعد أن كانت حلماً تراود الأجيال، ولي مع هذا الحدث وذكراه وقفة ناصح أمين؛ لتعميق جذور هذه الوحدة المباركة، ولتظهر في أبهى وأحلى صورة نتمناها؛ ولتبقى صخرة أمام رياح التغيير العاتية والتي عطفت بوحدة البلدان والأمة الإسلامية في أوطانها في ظل ظروف دولية وعالمية بالغة التعقيد.
فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: إن الوحدة نعمة عظيمة، ومنة جسيمة ينبغي لنا أن نعرف قدرها وأهميتها، ونعلّم أبناءنا كيف يحافظوا عليها؛ وإن وجود الظواهر السلبية ليست مبرراً البتة في تمزيق وحدة الأمة وتفتيت أوطانها، فإن هذا من أعظم ما يفرح الأعداء ويحقق أهدافه، فالوحدة -كما أنها ضرورة بشرية، وحاجة إنسانية- هي أيضاً مطلب شرعي، وهي لبنة أساسية في تحقيق وحدة الأمة المطلوبة شرعاً، قال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء:92]، فالله -عز وجل- أمر بالائتلاف، ونهى عن الفرقة والاختلاف، بكل صوره وأشكاله.
ثانياً: إن هذه النعمة تتطلب الشكر للمحافظة عليها واستدامتها، فإن دوام النعم بشكر المنعم المتفضل قال -جل وعلا-: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم:7]، فالسبيل لبقاء هذه النعمة هو شكر الباري -جل وعلا-، شكر باللسان وبالقلب والجوارح، بطاعة الله -جل وعلا- وتقواه، واتباع هديه والسير على منهاجه، فإن الأهواء والمعاصي سبب للفرقة والاختلاف، والإيمان والتقوى والطاعة صمام الأمان في المجتمع، فهي التي تؤلف بين القلوب المتنافرة، وتجمع المشاعر، وتوحد الأفكار وتوجهها نحو الهدف الأسمى، والغاية العظمى، وألف بين قلوبهم: (لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال:63].
ولذا -أيها الإخوة- المعاصي والفجور من أعظم أسباب حلول النقم، فاللهَ اللهَ في أنفسنا وفي أمتنا وفي مجتمعنا! لا نؤتَى من قبلنا ومن نقصنا وتقصيرنا، فلذلك الحذرَ كل الحذرِ من الدعوات ذات النفَس الطائفي أو المناطقي؛ فإنها من أعظم أسباب تفتيت البلدان، وذهاب ريحها وقوتها، وإن الأعداء لا يمكثون في تحقيق مآربهم في تقسيم هذه الأمة إلا عبر هذه الدعوات، ولنأخذ العبرة بما هو واقع في بعض البلدان العربية والإسلامية.
ثالثاً: لا بد من إقامة العدل بين الناس، وأن يكون الناس سواسية في الواجبات، وإن الأمة لا تقوم حتى يأخذ ضعيفها من قويها حقه، وإن الظلم الاجتماعي سبب رئيس في وجود التوترات في أوساط المجتمعات، وهو أيضاً سبب لوجود التدخلات المريبة واستغلال أي حدث في المجتمع من باب الصيد في الماء العكر، على أن العدل هو أساس قيام الدول واستقرارها، والظلم والبغي من أعظم أسباب ذهاب الدول واضمحلالها واضطراب أحوالها. نسأل الله العظيم أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.
أيها الإخوة: إن أفراحنا لا ينبغي لها أن تنسينا آلام أمتنا والحوادث المروعة التي تقع لها، فبلاد الرافدين ما زالت تنزف دماؤها، ويُقتل أبناؤها، وتُدَمَّرُ مُدُنهم وقراهم؛ بل وتدنس مقدساتها، ويعتدى على مساجدها ودور العبادة فيها، وتنهب خيراتها، والأخطر من ذلك بروز تفتيت عراقنا الحبيب، وظهور التوترات الطائفية والفرقة المؤذنة بخراب عظيم، وبلاء جسيم.
إن المحنة في العراق والمؤامرة على طمس هويته العربية والإسلامية من أعظم المحن التي ابتليت بها الأمة الإسلامية، وهي بحاجة إلى وقفة جادة من حكومات الدول العربية والإسلامية وشعوبها وقادة الفكر وأهل الرأي فيها لحل هذه المعضلة الجسيمة، والمساهمة في إنقاذ شعب العراق من هذه الأخطار المحدقة، والتي لن تقف عنده بل ستطال شعوباً ودولاً أخرى، فهل من مجيب؟.
أما نحن الشعوبَ فنملك -فيما نملك- سلاح الدعاء لإخواننا أن يحفظهم ويحفظ بلادهم من خطر التمزق، وخُصوا أيها الإخوة إخوانكم أهل السنة بالدعاء في العراق؛ فهم المستهدفون فيها أكثر من غيرهم، خصوهم بالدعاء أن يحفظ الله دماءهم وأعراضهم ودينهم ووحدتهم، وأن يرد كيد أعدائهم في نحورهم.
أيها الإخوة: وجرحٌ آخرُ نازفٌ دائماً لا ينبغي لنا أن ننساه، إنه جرح فلسطين السليبة، وأقصانا الجريح، ومرور سبعة وخمسين عاماً على النكبة وقيام الصهاينة بتهجير أبناء فلسطين، واحتلال بلادهم، وتدنيس مقدساتهم ومقدسات المسلمين.
والحديث عن فلسطين مهما أعدناه فما أوفينا فلسطين حقها العظيم لعظيم البلاء فيها، فالواجب علينا دعم إخواننا بما نستطيع، ومساندة إخواننا في أرض الرباط في الأرض المباركة، وخصوصاً هذه الأيام التي يبرز فيها التهديد من جديد لهدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، لا تنسوا الدعاء لإخوانكم بالثبات والتمكين، وأن يرد كيد أعدائهم في نحورهم، إنه قوي عزيز.
هذا وصَلُّوا على من أُمِرْتُم بالصلاة عليه، اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الأئمة الخلفاء الأئمة النجباء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى الصحابة والقرابة والتابعين، وعنا معهم بعفوك ومَنِّك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام وانصر المسلمين، واحم حوزة الدين، وأهلك الكفرة المحادِّين لدينك، المعادين لأوليائك، الذين يبغونها عوجاً، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، اللهم أحسن عاقبتنا وعاقبتهم في الأمور كلها، وأجِرْنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصْلِح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.