المتكبر
كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...
العربية
المؤلف | أحمد بن عبد العزيز الشاوي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
نعتبرهم دائمًا أقل منا، نبرر لأنفسنا تحقيرهم واستصغارهم، ونعتقد أنه ليس من حقهم أن يستفيدوا من وطننا، ونستكثر ما يجنوه من مال حتى لو كان ربحهم شرعيًّا ومبنيًّا على عملهم واجتهادهم وعرق جبينهم .. ونتضايق عندما نسمع بكمية الأموال التي يحولونها لبلادهم، ونعتقد دومًا أنهم السبب في البطالة، رغم أنهم يعملون في كثير من الأحيان في مهن يعزف عنها شبابنا. نحن نسيء إلى إخواننا الوافدين حينما نشكك في عقائدهم ونحتقر إبداعاتهم ومواهبهم ونقلل من قدر دعاتهم وعلمائهم، ونستهين بفتاويهم وطرحهم. نحن نسيء إليهم حينما نتناسى أنهم بشر لهم طاقات محدودة، ونطلب منهم أن يعملوا فوق طاقاتهم ونكلفهم من الأعمال ما لا يطيقون.
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا خير أمة أُخرجت للأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد : فاتقوا الله معاشر المسلمون فمن اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 2- 3].
إذا كانت بلاد تنفّر من الدين وتشوّه سمعة البلاد وأهلها في أسلالهم بما يمارسوه من سلوكيات وما يصدر منهم من تجاوزت، فثم بلاد أخرى تمارس التنفير والتشويه وهي في ديارها!!
في مسجد من المساجد قضيت الصلاة، وجاءت جماعة أخرى، فتقدم أحدهم ممن يظن أنه أحفظهم لكتاب الله ليؤمهم، لكن وقبل أن يكبّر إذ يد تمتد من الخلف لتسحبه من الصفّ وقائل يقول: أما فيهم أحد غيرك!!
فيا ترى هل كان هذا المتقدم رافضيًّا ؟! كلا، فهل كان معتزليًّا ؟! كلا، هل كان متلبسًا بمعصية ظاهرة ؟! كلا، وإنما كان ذنبه الذي لا يغتفر أنه لم يكن سعوديًّا !!
في طريق سريع وقع حادث فيه إصابات ووفيات وتمر سيارة يستقلها رجل ومرافقوه وينزل أحدهم مستطلعًا ثم يعود ليكون السؤال الأول: هل فيهم وفيات؟ ويكون السؤال الثاني: هل هم سعوديون ؟
وفي موقف ثالث: يمر مدرس من عند مدرسته في يوم عيد، فيتذكر أن فيها حارس الأمن وعامل النظافة من إخواننا الوافدين فيهديه إيمانه وعقله أن يهديهم ويعايدهم فاشترى شيئًا من الحلوى ومر عليهم وأعطاها لهم، وإذا بحارس الأمن من الوافدين العرب ينظر إليه بعينين تغمرهما الدموع مستغربًا أن يوجد هذا النموذج المشرف قائلاً: لقد صلينا في المسجد المجاور فقام الإمام وعانق وهنأ كل المصلين إلا أنا وصاحبي.
وفي موقف رابع : تكشف المقاطع الجوالية مشهدًا من مواطن يتعامل بكل احتقار وازدراء مع سائق أجرة آسيوي ما بين صفع وبصق وكلمات نائية وإجباره على أن يقول على نفسه أنه كلب وحمار !!
إلى مشهد فئة تتعامل مع الرعاة عندها كما تتعامل مع إبلها وأغنامها أو أقل فترى فئة من الرعاة يعيشون في ظروف إنسانية لا تليق بالبهائم.
إلى فئة من المتاجرين بالبشر ممن يستغلون في تأجير الخادمات؛ حيث تتنقل الخادمة من بيت إلى بيت، وكل بيت يسعى إلى امتصاص كل جهدها وتعويض أجرتها، وتبقى هي تصارع التعب والآلام مع ضآلة أجرتها.
تلك بعض مشاهد تمثل فئة من مجتمعنا في نظرتهم إلى إخوانهم الوافدين ممن أجبرتهم ظروف الحياة أن يتخلوا عن ديارهم، ويفارقوا والديهم وزوجاتهم وأطفالهم سنين عددًا بحثًا عن لقمة العيش وسعيًا إلى حياة كريمة .
وكم هي محزنة تلك الصورة التي تُظهر عاملاً آسيويًّا يعانق طفله مودعًا إياه ليفارقه سنوات وسط جو من الدموع والبكاء والحزن الطويل .
إننا -وللأسف وهذا ما يقع من بعضنا- نمارس صورة من صور التعصب وسياسة التمييز العنصري، سأتغاضى عن عنصرية المواطنين تجاه بعضهم والتقسيمات المناطقية والقبيلة، فهذا موضوع آخر، لكن سأتحدث عن عنصريتنا كمواطنين تجاه إخواننا المسلمين الوافدين .
حقيقة نحن لا نرى الوافدين شيئًا نعتبرهم دائمًا أقل منا، نبرر لأنفسنا تحقيرهم واستصغارهم، ونعتقد أنه ليس من حقهم أن يستفيدوا من وطننا، ونستكثر ما يجنوه من مال حتى لو كان ربحهم شرعيًّا ومبنيًّا على عملهم واجتهادهم وعرق جبينهم ..
ونتضايق عندما نسمع بكمية الأموال التي يحولونها لبلادهم، ونعتقد دومًا أنهم السبب في البطالة، رغم أنهم يعملون في كثير من الأحيان في مهن يعزف عنها شبابنا.
نحن نسيء إلى إخواننا الوافدين ابتداء حينما نسميهم أجانب، وإنما هو وافدون، والأجانب من خالفونا في الدين والعقيدة.
نحن نسيء إليهم حينما نشكك في عقائدهم ونحتقر إبداعاتهم ومواهبهم ونقلل من قدر دعاتهم وعلمائهم، ونستهين بفتاويهم وطرحهم .
نحن نسيء إليهم حينما نتناسى أنهم بشر لهم طاقات محدودة، ونطلب منهم أن يعملوا فوق طاقاتهم ونكلفهم من الأعمال ما لا يطيقون .
فئة من ضعاف النفوس تمارس العنصرية مع الوافدين حينما يضيقون على عمالهم ويجبرونهم على أعمال لم يستقدموا أساسًا من أجلها، ويؤخرون تسليم رواتبهم، ويحرمون كثيرًا من حقوقهم فقط؛ لأن العصمة بأيديهم والجوازات لديهم .
فئة منا تمارس العنصرية مع إخواننا الوافدين حينما أصبح معتادًا أن يُهان العامل أو حتى يُضرَب، أو يتم ازدراء السائق والخادمة أو ضربهما، وصار معتادًا أن يقوم المراهقون باستيقاف العمال في الشوارع على مرأى ومسمع من الجميع، وإهانتهم بالكلام أو الفعل وسرقة أموالهم، وهو بالمناسبة ليس مجرد عبث مراهقين بل هو متأصل حتى لدى الكبار والمتعلمين، ونشأت عليه أجيال تعلمت في صغرها أن من ينتسب إلى تلك البلاد هو مضرب المثل في الغباء، وأن تعنيفه وضربه مقبول جدًّا حتى لو كان في عمر والدك !
إن قائمة مظاهر العنصرية تطول بشكل يثير الاستغراب في بلد يفترض أن أهله مثال للعدل بين الناس والمساواة بينهم، بلد يختاره الكثير من الوافدين ظنًّا بأنهم سيجدون الرزق وحسن التعامل والاستقرار النفسي؛ لكونه مهد الإسلام وبلد الحرمين ويفضلونه على بلدان أخرى ربما يكون المردود المادي فيها أفضل وأكبر .
إن من المؤسف أن يجد المرء بعض من الملتزمين دينيًّا وأخلاقيًّا، ومن أصحاب المثُل والمبادئ والمثقفين من يمارس درجات من الظلم والاضطهاد في علاقته مع إنسان جاء من الأقاصي يخدمه، ويسهل حياته، هنا تنتفي مصداقية المنافحة عن الخلق الإسلامي، والتأكيد في كل شاردة وواردة عن الالتزام به .
كما تنتفي سمات الثقافة والوعي والتحضر التي يدعيها البعض ما دام يمارس الظلم والاضطهاد على من جاء ليخدمه ويسهل حياته .
لقد تحول سوء تعامل الكثيرين في مجتمعاتنا مع العاملة الأجنبية الوافدة إلى نظرة فوقية متعالية عامة، تشمل عموم الشعوب التي تمثلها تلك العمالة من دون تقدير أو إدراك لما تمثلها مجتمعاتها في المركز الحضاري والتاريخي العريق، وقد دخلت تلك النظرة المتعالية في أساليب تربيتنا لأبنائنا ونظم التنشئة الاجتماعية في مجتمعاتنا .
ثم نأتي بعد ذلك نشتكي من هروب العمال والخدم من منشآتنا وبيوتنا ونشتكي قسوة انتقامهم واشتعالنا للحسد والحقد في قلوبهم ..
إننا بحاجة إلى تعلم هدي الإسلام وتشريعاته في التعامل مع العمال والخدم لنجعل منها نبراسًا يضيء طريق حياتنا، فكانت سيرته وسنته صلى الله عليه وسلم خير شاهد على معاملتهم معاملة إنسانية كريمة والشفقة عليهم والبر بهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون من الأعمال والتواضع منعهم .
بل جعلهم صلى الله عليه وسلم إخوانا لمن يعملون عندهم فقال: "إخوانكم خولكم" أي خَدَمكم "جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم".
فجاء قوله عليه الصلاة السلام: "إخوانكم خولكم" ليرتفع بدرجة العامل الخادم إلى درجة الأخ وهو كذلك إذا كان مسلمًا .
وألزم النبي صلى الله عليه وسلم صاحب العمل أن يوفي العامل والخادم أجرهم مكافئًا لجهده دون ظلم أو تأخير .. قال صلى الله عليه وسلم "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"، وقال عليه الصلاة والسلام: "قال الله : ثلاثة أنا خصهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجير فاستوفى منه ولم يعطه أجره".
وحذر صلى الله عليه وسلم من إهانتهم أو ضربهم أو الدعاء عليهم، فعن أبي مسعود الأنصاري قال: "كنت أضرب غلامًا لي، فسمعت من خلفي صوتًا : "اعلم أبا مسعود أن اللَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ"، فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله : هو حر لوجه الله، فقال: "أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار".
ومع ما قد يحصل من الخدم والعمال من بعض المخالفات والأمور التي يستحق بعضهم أن يعاقب عليها كان شأنه هديه عليه الصلاة والسلام: العفو والتجاوز، فعن عباس بن جليد الحجري، قال سمعت عبدالله بن عمر يقول: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ نَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ ؟ فَصَمَتَ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ، فَصَمَتَ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، قَالَ : اعْفُ عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً " أخرجه أبو داود .
ومعلوم أن حياة نبينا كانت تطبيقًا لأقواله، ومن ثم فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف حاله مع خادمه فتقول "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله".
يُذكر أن رجلاً دخل على سلمان الفارسي رضي الله عنه فوجده يعجن فقال له: يا أبا عبدالله ما هذا ؟ قال : "بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين" .
بهذه الأخلاق الطيبة ينبغي أن نتعامل مع إخواننا من الوافدين؛ ليشعروا بالراحة والمحبة مع إخوانهم المسلمين، ولنرسم الصورة المثلى لهذه البلاد وأهله ونكون دعاة إلى الله بأفعالنا وسلوكنا .
ومع هذا فإن هذا التعامل المثالي الذي نطالب به أهل البلاد لا يعني التساهل في حدود الله، والتهاون في تطبيق أحكام الدين وتشريعاته، إن الرحمة بالوافدين لا تبرر السكوت على تركهم الصلاة واتباعهم الشهوات، ولا تعني التساهل في إقامة الحدود وتطبيق شريعة الله في المخالفين، ولا تبرأ تلك الفوضى الأخلاقية في بعض بيوتنا من تكشف الخادمات أمام الأبناء وركوبها مع السائق وحدها، وخروجها بالنفايات للشارع، أو دخولها على الضيوف الرجال أو تركها في البيت وحدها.
إن الرحمة بهم تقتضي حسن التعامل معهم وإحسان الظن بهم، وعدم التسرع في اتهامهم عند أي حدث، والأهم والأولى تعليمهم أحكام الدين وتبصيرهم بشعائره وإلحاقهم بمكاتب الجاليات وتعليمهم الإسلام إن كانوا غير مسلمين.
بهذه المثالية نرسم الصورة المثلى لبلاد الحرمين وأحفاد الصحابة، وبهذا التعامل ننأى بأنفسنا عن العنصرية المقيتة والتعصب للجنس والوطن و (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 10].
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على خير الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون: فإذا كانت تلك الصورة المذمومة من التعصب والعنصرية والتعامل السيئ لا يتلبس به إلا القلة التي غاب عنها الشعور بالأخوة الإيمانية، وضعف عندها الخوف من الله، فإننا يجب أن نقدر أن فئة قليلة من إخواننا الوافدين هي التي صنعت تلك النظرة السلبية عنهم وأورثت ذلك الجفاء .
حينما يتعامل بعض الوافدين بالمنطق الجاهلي "من لا يظلم الناس يظلم"، وحينما يتساهل بعض إخواننا الوافدين بأعمالهم مخالفين هدي نبيهم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، وحينما يتعمد بعض العاملين الإضرار بكفلائهم وجلب الخسارة، وحينما لا يراعي بعض الوافدين خصائص هذه البلاد وتميزها العقدي والأخلاقي فيسعون لجلب السيئ من المعتقدات والأخلاق لهذه البلاد ..
وحينما نسمع عن حوادث قتل وسرقة حينما نرى مثل هذه الصور من الفئة القليلة فإننا لا نستغرب وجود فئة منا تواجه الخطأ بالخطأ، والسيئة بالسيئة، وترقب أخطاء القلة وتتغاضى عن إيجابيات الأكثرين.
يا أخي الوافد الكريم : ليس لأحد فضل لأحد إلا بالتقوى، والمسلمون يكمل بعضهم بعضًا، فإذا كانت هذه البلاد لها فضل على غيرها بانتشار الدعوة والعقيدة فلغير هذه البلاد فضل عليها بخبرات أهلها وعلمهم وتجاربهم .
إنه لن تزول رياح العصبية المقيتة والنظرة الاستعلائية إلا أن نتحلى بالشعار "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ".
ونتمسك بجدار "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، ونمتثل الهدي النبوي "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك"، ونمتثل التوجيه النبوي "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".
أخي الوافد الكريم : كما أن لك حقوق فعليك واجبات تجاه ربك وتجاه دينك وتجاه إخوانك وتجاه البلد الذي تعيش فيه فأعطِ كل ذي حقا حقه .
إن المؤمن لا يكتفي بالانتفاع الذاتي في العمل، بل يهمه أن يجوده ويتقنه ويبذل جهده لإحسانه وإحكامه لشعوره العميق واعتقاده الجازم أن الله يرقبه في عمله ويراه في مصنعه أو في مزرعته أو في أي حال من أحواله .. وأنه تعالى كتب الإحسان على كل شيء والإحسان "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".
وهذا هو شعور المؤمن في كل عمل من الأعمال لا في العبادة وحدها، أن يؤدي العمل كأنه يرى الله، فإن لم يبلغ هذه المرتبة فأقل ما عليه أن يشعر أن الله يراه، وشعار المؤمن دائما في أدائه لعمله (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84].
أيها الوافد الكريم : إنما تركت ديارك وأهلك وأولادك تبتغي الرزق فاعلم أنك بالرزق تبني جسدك وأجساد أولادك، فاتق الله أن تبنيها بالحرام فـ "أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به".
وتذكر تلك الزوجة التي توصي زوجها إذا خرج للعمل قائلاً: "اتق الله فينا ولا تطعمنا من الحرام، فإنا نصبر على الجوع و لا نصبر على النار".
تذكر أنك بأخلاقك وسلوكك وصدقك وأمانتك تفرض محبتك واحترامك، وتذكر قول نبينا: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَتُدْرِكَهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَلْيَكْرَهْ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى النَّاسِ مَا يَكْرَهُ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ".
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الصدق في الأقوال والأفعال وأن يرزقنا رزقًا طيبًا واسعًا ...