البحث

عبارات مقترحة:

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

الإيمان بالبعث والنشور

العربية

المؤلف عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات أركان الإيمان
عناصر الخطبة
  1. وجوب الإيمان بالبعث والنشور .
  2. بيان أوجه تقرير الله تعالى للبعث .
اهداف الخطبة
  1. تنبيه الناس على وجوب الإيمان بالبعث

اقتباس

فكيف يتصور من عاقل، أن يكذب باليوم الآخر؟ أليس الذي خلق آدم من طين لازب، وعيسى من أم بلا والد, قادراً على إعادة الولد والوالد؟ فما أجهل من كذب بالحق، واتبع الباطل؟! فما أسفه نفسه وما أغواها! وما أخسرها وما أشقاها! فأعظم العمى عمى القلب.

الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلالة من طين، وركب بلطفه مفاصله, فهي تنثني وتلين، ورباه في مهاد أمه, ثلاثين شهراً, أو أربعين، ورقاه من الضعف، إلى القوة, ثم يرجع إلى الضعف, بعد ما يبلغ عدة سنين، ثم ينتقل من هذه الدار, إلى دار حق اليقين، فإن كان سعيداً، فإلى دار نعيم، وإن كان شقياً, فإلى الجحيم.

وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, الإله الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله, الصادق الأمين، الذي جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، صلوات الله وسلامه عليه, صلاة وسلاماً, دائمين متعاقبين, إلى يوم الدين، وعلى آله و أصحابه أجمعين, ومن سار على منهجه, وتمسك بشريعته, من الأولين والآخرين، ومن صلحت سريرته, واستقامت أخلاقه, وحسنت سيرته إلى يوم الدين.

أما بعد:

  فيا أيها الناس, اتقوا الله تعالى, وأطيعوا ربكم, الذي أوجدكم من عدم، ورباكم بالنعم، والذي يعيدكم إلى الآخرة؛ ليجازي كلا بما عمل، فمن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فإلى جنات النعيم، ومن اتبع هواه إلى الجحيم، يوم عظيم يجمع الله فيه الأولين والآخرين.

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) [الحج:1]، وقال: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [المدثر: 8-10].

كيف يتصور من عاقل أن يكذب باليوم الآخر؟! أليس الذي خلق آدم من طين لازب، وعيسى من أم بلا والد قادر على إعادة الولد والوالد؟ فما أجهل من كذب بالحق، واتبع الباطل؟! فما أسفه نفسه وما أغواها! وما أخسرها وما أشقاها! فأعظم العمى عمى القلب.

قال تعالى: (أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) [القيامة: 36-40].

وقال تعالى في الحديث القدسي: " كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني ابن آدم, ولم يكن له ذلك. أما تكذيبه إياي، فقوله: لن يعيدني كما بدأني، أليس إعادته بأهون علي من بدايته؟! وأما شتمه إياي, فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الله الواحد الأحد، الذي لم يتخذ صاحبة, ولا ولداً".

وهو القاهر فوق عباده، ولا يجوز أن ينسب إلى الله نقص, أو مشابهة مخلوق.

قال الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11].

فقاتل الله النصارى الذين يقولون: عيسى ابن الله، واليهود الذين يقولون: عزير ابن الله (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) [الكهف:5]. وتعالى الله عمّا يقولون.

وقد رد عليهم سبحانه بقوله: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) [الأنبياء: 22]، ورد سبحانه على من أنكر البعث بقوله: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [التغابن:7].

وقرر ربنا سبحانه عود الأجساد, بعدما يأكلها التراب, وينخرها الدود بثلاثة أمور:

الأول: كمال قدرته، فلا يعجزه شيء، قال تعالى: (أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) [القيامة:4]، وقال: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) [القيامة:40].

والثاني: قرره بكمال علمه, فقال: (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) [يّـس:79].

والثالث: قرره بكمال حكمته، فقال: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون:115]، ولا ريب بالبعث إلا من هو أحمق خاسر كافر.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [التغابن:7].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب, فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.