البحث

عبارات مقترحة:

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

فضل العشر الوسطى من رمضان

العربية

المؤلف عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الصيام
عناصر الخطبة
  1. الحث على اغتنام العشر الوسطى من رمضان .
  2. فتوحات المسلمين وانتصاراتهم فيها .
  3. الوصية بالدعاء لإخواننا المسلمين بالنصر والتمكين .
اهداف الخطبة
  1. الحث على اغتنام العشر الوسطى من رمضان وبيان ما كان فيها من الفتوحات

اقتباس

واعلموا أنكم في أيام فاضلة، وليالٍ مباركة، في شهر رمضان غرة الشهور، ومكاسب الخيرات في جميع الدهور. وقد ذهب بعض من لياليه والأيام، فتوبوا إلى الملك العلام، ما دام أنّ الفرصة ممكنة، والأوقات فاضلة.
وكان في العشر الوسط فتوحات نصر الله فيها الإسلام وأهله، وأذل فيها المشركين، وأخزى فيها المنافقين؛ لأنهم..

الحمد لله الذي يعلم سر كل نفس ونجواها، فإن شاء هداها، وإن شاء أغواها، أحاط علمه بكل شيء، وأرشد عقول أوليائه إلى توحيده وهداها، وأعمى بصائر المنافقين حين أعرضوا عن الحق، فلم تجبه لما دعاها، فجلّ ربًّا وعزَّ ملكاً وتعالى إلهاً.

وأشكره على نعمه التي لا تتناهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةَ من عرف معناها لما تلاها.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بين كلمة التوحيد لفظها ومعناها، وجاهد عليها وحمى حماها، ومَحَى آثار الشرك، وحذّر منه ودعا الأمة إلى هداها.

اللَّهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه الذين تمسكوا بسنته، وساروا على ملته، وحموا حماها.

أما بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق تقواه، وسارعوا إلى مغفرته ورضاه، واعلموا أنكم في أيام فاضلة، وليالٍ مباركة، في شهر رمضان غرة الشهور، ومكاسب الخيرات في جميع الدهور. وقد ذهب بعض من لياليه والأيام، فتوبوا إلى الملك العلام، ما دام أنّ الفرصة ممكنة، والأوقات فاضلة.

دخلت عليكم العشر الوسط من رمضان ومضت العشر الأول، فما استفدتم؟!

فيا أيها المسلمون، -وقد جعلكم الله أمة وسطا طيلة الزمان- بادروا إلى ما يرضي ربكم الرحمن، تنالوا الخيرات والجنان. وفيها فضل عظيم، وهي موسم شريف وكريم.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في العشر الوسط، في سنة من السنين، ثم أخبر أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، فاعتكف فيها حتى فارق الدنيا، واعتكف أزواجه من بعده.

إخواني المسلمين، تنافسوا في الخيرات، قال الله عز وجل: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين: 26].

قام نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل حتى تورمت قدماه، فقالت له عائشة رضي الله عنها: " كيف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: "أفلا أكون عبداً شكوراً".

عباد الله في العشر الوسط، خير كثير فيها مغفرة الرب لذنوب عباده، كما تقدم في حديث سلمان: أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.

وكان في العشر الوسط فتوحات عظيمة على المسلمين، نصر الله فيها الإسلام وأهله، وأذل فيها أهل الإلحاد والمشركين، وأخزى فيها المنافقين؛ لأنهم يغيظهم ويحزنهم ما ينشر الإسلام ويخزي الكافرين، قال تعالى: (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) [الأعراف:202].

ونصر الله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم بدر، وهي في العشر الأوسط من رمضان، وسماه يوم الفرقان؛ فرّق الله فيه بين الحق والباطل، وهو يوم سبعة عشر من رمضان، وهو يوم جمعة.

نرجو الله أن يعيد النصر على المسلمين، وأن يصلح شأنهم، وأن يؤلف قلوبهم، وأن يرد كيد عدوهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما رُؤي الشيطانُ أصغر، ولا أحقر، ولا أدحر، من يوم عرفة؛ لما يرى من تنزيل الرحمة، إلا ما رأى يوم بدر. قيل: وما رأى يوم بدر؟ قال: رأى جبريل يزع الملائكة ". كما قال تعالى: ( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنفال: 41].

نسأل الله أن يكْبِت المشركين، والكَفَرَة والملحدين، من اليهود والنصارى والوثنين والدهريين، وغيرهم المعتدين على المسلمين، نسأل الله أن يرد كيدهم خائبين؛ فإنهم لا يعجزونه.

ولا شك أن هذا امتحان للمسلمين؛ ليعلموا أن النصر من عند الله العزيز الحكيم، وأن تسلط العدو بسبب الذنوب والمعاصي والأوزار، كما جاء في الأثر: " من عصاني وهو يعرفني؛ سلطت عليه من لا يعرفني".
فهل هناك أو هنا رجوع إلى الله؟

كان السلف الصالح إذا تأخر عنهم النصر، رجعوا يتفقدون أنفسهم، ويطهرون جيشهم؛ فينصرون بإذن الله.

ألا يحصل تفكير من المسلمين الآن؟ ألا يحصل رجوع إلى الكريم المنان؟ نسأل الله أن يكبت أعداء الإسلام، وأن يردهم خائبين. كما قال تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران:12]، وقال: (فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36].

إخواني المسلمين، تضرعوا إلى الله في نصر الإسلام والمسلمين؛ فإنهم قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فراشهم التراب، ولحافهم السماء، لا يجدون الخبزة يأكلونها، ولا الخرقة فيلبسونها، مع البرد القارس.

نسأل الله أن يفرج كربهم، ويكبت عدوهم. ولا نصر ولا عز إلا بالتحاكم إلى شرع الله، والتوبة إلى الله؛ فإن التوبة سبب النصر للمسلمين على الكافرين. نسأل الله أن يهدينا، وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم.

يقول الله تعالى في محكم التنزيل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.