الأعلى
كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...
العربية
المؤلف | إبراهيم بن محمد الحقيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - الصيام |
جاءت الشريعة بإحقاق الحق، وإقامة العدل، وإنصاف المظلوم، وردع الظالم، ورغَّبت في السماحة والعفو، والصفح وقبول العذر، ومقابلة السيئة بالحسنة، والقطيعة بالصلةِ، والجهل بالحلم، ورتبت على ذلك الأجور العظيمة، والثواب الجزيل من رب العالمين جل في علاه. وربنا سبحانه وتعالى عفوٌ كريم يحب العفو، ويحب أهل العفو من خلقه، ويُعلي منزلتهم، ويجزل مثوبتهم. وكم يتجاوز سبحانه عن سيئات خلقه، ويعفو عنهم!! يخلقهم ويرزقهم وهم يكفرونه!! ويدفع عنهم البلايا والمحن فلا يشكرونه!! إلا من رحم الله تعالى وقليل ما هم.
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71].
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس: خلق الله تعالى البشر، وجعل بعضهم سخرةً لبعض، وفطرهم على الاستئناس ببعضهم، فهم يتعاملون ويتبايعون، ويتجالسون ويتزاورون، ويختلط بعضهم ببعض في غالب أوقاتهم.
ولما كانوا كذلك مجتمعين فإنه لا بد أن يقع منهم الخطأ والظلم والاعتداء بالفعل أو القول. والشريعة جاءت بإحقاق الحق، وإقامة العدل، وإنصاف المظلوم، وردع الظالم، ورغَّبت في السماحة والعفو، والصفح وقبول العذر، ومقابلة السيئة بالحسنة، والقطيعة بالصلةِ، والجهل بالحلم، ورتبت على ذلك الأجور العظيمة، والثواب الجزيل من رب العالمين جل في علاه.
وربنا سبحانه وتعالى عفوٌ كريم يحب العفو، ويحب أهل العفو من خلقه، ويُعلي منزلتهم، ويجزل مثوبتهم.
وكم يتجاوز سبحانه عن سيئات خلقه، ويعفو عنهم!! يخلقهم ويرزقهم وهم يكفرونه!! ويدفع عنهم البلايا والمحن فلا يشكرونه!! إلا من رحم الله تعالى وقليل ما هم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما أحدٌ أصبر على أذًى سمعه من الله؛ يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم» (رواه البخاري 7378).
ومن عفوه سبحانه عن عباده أنه يقبل تائبهم، ويعفو عن مذنبهم (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [الشُّورى:25]، قال عليّ -رضي الله عنه-: "ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله تعالى حدثنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشُّورى:30]، وسأفسرها لك يا عليّ: ما أصابكم من مرضٍ أو عقوبةٍ أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله تعالى أكرم من أن يثني عليهم العقوبة في الآخرة، وما عفا الله تعالى عنه في الدنيا فالله تعالى أحلم من أن يعود بعد عفوه"(رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي: 2/445).
وامتدح من عباده الكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، وجعل جزاءهم جنةً عرضها السموات والأرض، وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالعفو عن الناس، (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) [آل عمران:159]، وفي الآية الأخرى: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ) [المائدة:13].
وقال عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: «أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذ العفو من أخلاق الناس»(أخرجه البخاري معلقًا: 4644) يعني قوله تعالى: (خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ) [الأعراف:199]، قال بعض السلف عن هذه الآية: "ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 7/345).
وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام متخلقاً بأخلاق القرآن، مسترشداً بآياته، وقّافاً عند أوامره ونواهيه، وما ترك العفو إلا في حرمة من حرمات الله تعالى تُنتهك؛ فكان عليه الصلاة والسلام يغضب لله تعالى، ولا ينتصر لنفسه. وقد جاء من أوصافه في التوراة أنه -عليه السلام-: «لا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر»(أخرجه البخاري 2125).
وكم من مرة جهل عليه الجاهلون، واعتدى المعتدون، وآذاه المشركون والمنافقون؛ فصبر على أذاهم، ثم لما استمكن منهم، وخضعت له رقابهم؛ عفا عنهم، وتناسى ما جرى منهم، فقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» (سيرة ابن هشام 4/78، وسنن البيهقي: 9/118).
قائده في ذلك كتاب الله –تعالى- الذي أمره بالعفو، وقدوته إخوانه من المرسلين قبله، فهذا إبراهيم -عليه السلام- قال: (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [إبراهيم:36]، ويوسف -عليه السلام- حسده إخوانه، وألقوه في الجُّب، وجرت عليه العبودية من جراء ذلك، فصار يُباع ويُشترى، وأوذي وابتُلي، فلما أعزه الله تعالى، وأمكنه من الانتصار لنفسه؛ عفا وصفح، وقال: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:92]، وهذا عيسى -عليه السلام- قال: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) [المائدة:118] .
وهكذا كان الصحابة -رضي الله عنهم-، والتابعون لهم بإحسان -رحمهم الله تعالى-، كانوا يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويحلمون على من جهل عليهم، نُقل عن عمر -رضي الله عنه- قوله: "كل الناس مني في حِلّ" (الآداب الشرعية لابن مفلح: 1/71).
وسُرقت دراهم لابن مسعود -رضي الله عنه-، فدعا الناس على السارق، فقال ابن مسعود: «اللهم إن كان حمله على أخذها حاجةٌ فبارك له فيها، وإن كان حملته جَراءَة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه» (انظر: إحياء علوم الدين: 3/184).
وأُتي عبدالملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث فقال لرجاء بن حيوة: "ماذا ترى؟ قال: إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظَفَر فأعط الله ما يحب من العفو، فعفا عنه» (إحياء علوم الدين: 3/184).
وقد قال إبراهيم النخعي -رحمه الله تعالى- يصف سلفنا الصالح: "كانوا يكرهون أن يُستَذَلوا، فإذا قدروا عفوا"( أخرجه البخاري معلقاً: 5/120).
إن العفو مقامٌ يلحظه أهل اليقين، ومنزلة تليق بالمتقين، الذين يؤثرون الآجلة على العاجلة، ويرجون ثواب الله في الآخرة، (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله) [الشُّورى:40]، أُبْهِمَ هذا الأجر، فلم تتناول الآية ذكر ماهيته وكميته، وإنما أسندت ذلك إلى الله -عزَّ وجلَّ-، ومن كان أجره على الله تعالى فلن يخاف قلة الأجر، ولن يخشى أي بخس، فالله جواد كريم، عفو رحيم، يعطي العطاء الجزيل.
وليس ذلك في الآخرة فحسب، فالعبد قد ينال بفضل الله --عزَّ وجلَّ-- أجراً في الدنيا جزاءً على عفوه مع أجر الآخرة المدَّخَر له؛ كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (رواه مسلم: 2588).
ولما كان أكثر الناس معاشرة لك أهلك وولدك كانوا أحوج الناس إلى صفحك وعفوك؛ لأن الخطأ يكثر منهم، والجهل يغلب عليهم، وإساءتهم تتكرر، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن:14].
وخَدَمك يحتاجون إلى عفوك عن أخطائهم، وصفحك عن زلاتهم، وقد جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله، كم نعفو عن الخادم؟ فصمت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال -صلى الله عليه وسلم-: «اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة» (رواه أبو داود 5164 وصححه الشيخ أحمد شاكر).
وكان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- كثرة سؤال الله تعالى العفو والعافية؛ كما روى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي» (رواه أبو داود 5074 وصححه الشيخ أحمد شاكر).
وكان من دعائه في آخر وتره من الليل: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك» (رواه أبو داود 1427).
فحري بالمسلم أن يتخلق بالعفو والصفح، ويتجاوز عن المسيء، ويُعرض عن الجاهل؛ حتى ينال منازل أهل العفو، ويسأل الله تعالى الإعانة على نفسه الأمارة بالسوء، الجامحة به إلى الانتقام والانتصار، كما يسأله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ) [البقرة:286].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- كما أمر، واجتنبوا الفواحش ما بطن منها وما ظهر؛ فإن الأيام تجري، والأعمار تمضي، ولن ينفع العبد في الآخرة إلا إيمانُه وتقواه (وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ) [البقرة: 223].
أيها الناس: شهر رمضان شهر العفو والغفران، والرحمة والإحسان، والعتق من النار؛ فكم يعفو فيه الرب عن ذنوب عباده! ويقبل التائبين، ويتجاوز عن المذنبين، ويعتق خلقاً كثيراً من النار؟!
وأولى الناس بعفو الله -عزَّ وجلَّ- أهلُ العفو من خلقه: الذين صاموا فصانوا الصيام، وقاموا فأحسنوا القيام، فإن جهل عليهم أحدٌ، واعتدى بسبّ أو شتم أو قتال حجزهم صيامُهم عن الانتصار لأنفسهم، وقابلوا ذلك بالصفح والعفو؛ ولذلك كان الصيام جُنَّةً، يستجن بها العبد مما يقبح من قول أو فعل؛ كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم» (رواه البخاري 1904).
وفي لفظ لابن خزيمة: «لا تسابّ وأنت صائم، فإن سابك أحد فقل: إني صائم، وإن كنت قائماً فاجلس» (صحيح ابن خزيمة: 1994).
وفي لفظ آخر: «ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث» (صحيح ابن خزيمة: 1996). وفي لفظ لابن حبان: «فمن كان صائماً فلا يرفث ولا يجهل؛ فإن امرؤ شتمه أو آذاه فليقل: إني صائم، إني صائم»(صحيح ابن حبان: 3416).
إنه يقابل من شاتمه أو آذاه بقوله: «إني صائم، إني صائم» يقولها جهراً سواء كان الصيام فرضاً أم نفلاً؛ ليحبس نفسه عن الانتصار والانتقام؛ وليبين عذره لخصيمه في إمساكه عن الرد، وهذا أشد زجراً لمن بدأه بالعدوان.
وفي رمضان ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- من أدركها إلى أن يسأل الله تعالى العفو؛ فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: «قلت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني» (رواه أحمد والترمذي 3513 وصححه).
وهذا الدعاء الجامع من أنفع الدعاء؛ فالعفو في الدنيا تكون نتيجته العافية، وإذا عافاه الله تعالى سلمه من المصائب والابتلاءات والمكاره في الدنيا. والعفو في الآخرة يستلزم النجاة من النار، ودخول الجنة، فمن عفا الله تعالى عنه عافاه في الدنيا والآخرة، ومن عافاه في الدنيا والآخرة فلن يعرف المكاره والمصائب، ولن تفارقه السعادة والحبور، فنسأل الله تعالى أن يعفو عنا، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم.